الحرة:
2025-12-02@17:36:20 GMT

إلى الجنوب رفقة الجوع والتراب.. حكايات النزوح في غزة

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

إلى الجنوب رفقة الجوع والتراب.. حكايات النزوح في غزة

اعتقد يوسف مهنا أن الحرب ستنتهي بسرعة، لكن بعدما أصيب بجروح ودُمّر منزله، واضطر إلى العيش "25 يومًا من دون شيء"، قرر أخيراً التوجه مع عائلته إلى جنوب قطاع غزة، على غرار عشرات الآلاف من الفلسطينيين في ظل الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

ويفرّ آلاف الفلسطينيين من القصف الاسرائيلي المكثّف على شمال القطاع عبر الطريق المؤدية إلى جنوبه.

فهناك يتواصل مرور شاحنات، وسيارات، وعربات تجرها حمير، يتكدّس فيها نازحون، فيما يقوم آخرون برحلتهم من الشمال إلى الجنوب سيراً.

وقال يوسف مهنا لوكالة فرانس برس "زوجتي مريضة، وأصبتُ بجروح مع ابنتي حين قُصف منزلٌ مجاور ودمر منزلنا، ونحن محاصرون منذ 25 يوماً من دون أكل ولا شرب ولا شيء".

وأضاف "إنه موت أحمر، كنا تحت القصف كل ثانية. القذائف لا تتوقف وأحزمة نارية تحيط بنا. خفنا ان تقع علينا بقايا المنزل من شدة القصف والاهتزاز فقررنا أن نأتي إلى الجنوب".

وغادر مهنا منزله في مخيم جباليا مع زوجته وأبنائه الستة وكان يأمل بالوصول إلى مدينة رفح الحدودية مع مصر، لكن رحلته الشاقة توقفت عند مدخل مدينة خان يونس بعدما أمضى 8 ساعات لاجتياز 25 كلم.

"لا يوجد رغيف خبز"

وقال: "رحلتي من جباليا كلفتني 500 شيقل (120 يورو)، ولم أعد أملك مالاً لأصل إلى رفح".

وأوضح أنه اضطر إلى دفع المال لركوب "عربات تجرها حمير وسيارة وشاحنة" وكل مرة لمسافة قصيرة جداً لأن معظم السائقين لا يجتازون مسافات طويلة بسبب نقص الوقود.

ولفت إلى أن زوجته تستخدم كرسياً متحرّكاً، إذ "لا تستطيع المشي".

وقال: "مشينا وكنت أدفعها، وهي تعاني منذ 14 عاماً من انخفاض في ضغط الدم، ومن الذئبة الحمراء ويسبّب لها ذلك هشاشة في العظام. أجبرت على النزوح إلى الجنوب لعدم توافر الدواء لها ما سيجعلها تموت من الألم".

وجلست زوجته على رصيف بالقرب من دوار بني سهيلة في شارع صلاح الدين شرق مدينة خان يونس وحولها أطفالها وبدت آثار التعب عليها، وليس بحوزتهم جميعاً سوى أغطية.

وتجلس مئات العائلات على جانبي الطريق ويبدو على أفرادها التعب، ويتصبّب العرق من البعض، وينام أطفال على الأرض بينما يتكئ آخرون على أمهاتهم.

ويؤكد الجيش الإسرائيلي أن هذه المنطقة أكثر أماناً نسبياً، ولكنخ استهدفها قصف مرة جديدة صباح الأحد، اذ شنّت طائرة أربع غارات طالت نحو عشرة منازل في بني سهيلة. وأكد مدير مستشفيات قطاع غزة محمد زقوت لوكالة فرانس برس سقوط "10 شهداء بينهم نساء وأطفال".

وتعرّض نحو نصف منازل القطاع للتدمير أو لأضرار، وبات يضم حالياً أكثر من 1,5 مليون نازح، وفقًا للأمم المتحدة، بعدما أنذر الجيش الاسرائيلي سكان شمال القطاع بالتوجه الى جنوبه.

وفي ثلاثة أيام، فر نحو 200 ألف شخص من الشمال إلى الجنوب. وأدى هذا التدفق إلى ارتفاع أسعار الإيجارات في المناطق الجنوبية من نحو 150 دولارًا شهريًا لتراوح بين 500 و1000 دولار حالياً.

"تراب وجو بارد"

قالت أم يعقوب ابو جراد (42 عاماً) وهي تصرخ "أبنائي مَرِضوا لا أجد لهم حتى رغيف خبز من أين أحضر لهم طعاماً، أشحذ منذ الساعة السادسة صباحاً لأجد لهم ربطة خبز".

ونزحت أم يعقوب من حي الشجاعية شرق مدينة غزة إلى مدرسة حكومية في مدينة خان يونس مع أبنائها السبعة وزوجها منذ ثلاثة أيام.

وأوضحت الأمم المتحدة أنّ الحصول على الخبز بات صعباً في الجنوب، لأن "مطحنة الدقيق الوحيدة في قطاع غزة لم تعد تعمل بسبب نقص الكهرباء والوقود".

وارتفع سعر كيس الدقيق (50 كيلوغراماً) من 40 إلى 150 شيقلاً على الاقل.

وفي 7 أكتوبر، شنّت حركة حماس هجوماً غير مسبوق على إسرائيل قُتل فيه نحو 1200 شخص، يقول مسؤولون إن معظمهم من المدنيين، كما احتجز مقاتلو حماس نحو 240 شخصا رهائن، ونقلوهم إلى غزّة، وفق أرقام السلطات الاسرائيلية.

ومنذ ذلك الحين تشنّ اسرائيل قصفاً مكثّفاً على قطاع غزة أدى إلى مقتل أكثر من 11 ألف شخص، غالبيتهم من المدنيين وبينهم أكثر من 4500 طفل، حسب وزارة الصحّة التابعة لحماس.

وقبل اندلاع هذه الحرب، كان أكثر من 80 بالمئة من سكان غزة يعانون الفقر، ويعتمد ثلثاهم تقريبًا على المساعدات الدولية، وفقًا للأمم المتحدة.

ولا يشكل الجوع مصدر القلق الوحيد لأم يعقوب، إذ قالت "زوجي يعاني من مشكلات في القلب، وابنتي بحاجة إلى فرشة طبية، ننام جميعاً على الأرض وعلى التراب من دون غطاء والجو بارد".

"وجبة أرز لسبعة أشخاص"

جلس زوجها عاطف (47 عاماً) وأولادها على عتبة صف في الطابق الأول من مدرسة مكتظة بالنازحين.

وقال "جئت مع أولادي من الشجاعية إلى هنا مشياً، الوضع كارثي، أنا أب مسؤول عن أسرة ولا أملك شيقلاً واحداً لأشتري طعاماً لأولادي".

ولكن المتاجر تفتقر بدورها للمواد الأساسية مثل المياه المعدنية، وحليب الأطفال، والحفاضات، والمعكرونة.

وأضاف "يحضرون لنا وجبة واحدة من الأرز لكل سبعة أشخاص، أتظاهر بالأكل مع عائلتي، فآكل ملعقة من الأرز وأقول لهم إنني شبعت ونفسي مسدودة ليأكلوا هم".

وتابع "لا توجد مياه، هناك طابور كبير (أمام حنفية) والناس تتدافع ووضعي الصحي لا يسمح لي بالتدافع، فاليوم هنا يوازي سنة، ولا نقوى على الحركة من شدة التعب جراء المشي".

وروت ابنته ريم (20 عاماً) أنها تعاني من كسر في العمود الفقري والكتف منذ الولادة، وقالت "أنام على الأرض وفي البرد بعدما تركت خلفي فرشة ووسادة طبيتين".

وأضافت "لا استطيع المشي لمسافات طويلة، لم اشعر بساقي حين وصلنا ولم أتمكن من النوم من شدة الالم ولا نملك مالاً لشراء مسكنات".

ولفتت إلى أن إخوتها الصغار يعانون من فقر الدم. وقالت "نتحمل الجوع ليكفيهم ما يتوافر من طعام، وفقدنا جميعاً الكثير من الوزن".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: إلى الجنوب قطاع غزة أکثر من

إقرأ أيضاً:

مكتبة مصر الجديدة تستضيف حفل توقيع "للنساء حكايات" لسمية زكريا غدًا

تنظم مكتبات جمعية مصر الجديدة، برئاسة الدكتورة سهام الجوهرى، سلسلة من الفعاليات الثقافية المتنوعة خلال شهر ديسمبر، تشمل ندوات فكرية، حوارات أدبية، أنشطة تفاعلية، ورحلات تعليمية وترفيهية. 

وتتنافس مكتبات الجمعية المختلفة، مثل مركز الطفل للحضارة والإبداع "متحف الطفل"، ومكتبة مصر الجديدة العامة، ومكتبات الطفل والمستقبل، لتقديم باقات ثقافية ممتعة تغطي مختلف الروافد الأدبية والثقافية.

وفي أولى هذه الفعاليات، تستضيف مكتبة مصر الجديدة العامة غدًا الاثنين في تمام الساعة الخامسة مساءً، حفل توقيع ومناقشة المجموعة القصصية "للنساء حكايات" للمؤلفة سمية زكريا، وذلك بالتعاون مع دار "كتابنا".

وتجمع المجموعة بين الواقع والخيال، حيث تسلط الضوء على معاناة الإنسان، سواء كان رجلاً أو امرأة، مع ظروفه الحياتية المختلفة. وتتضمن المجموعة ثلاثين قصة قصيرة، تتناول مشاكل اجتماعية متنوعة دون إلقاء اللوم على أحد، مثل قصة الجد صابر الذي يعاني من فقدان حفيدته بسبب طلاق ابنه، والطفلة "شيتا" التي تعيش تحت وطأة زوجة أبيها، بالإضافة إلى حكاية البطل في "حقيبتي حبيبتي" الذي يتنقل بين بيئات مختلفة بسبب طلاق والديه.

يُذكر أن الكاتبة سمية زكريا مصرية أمريكية مقيمة بالولايات المتحدة، خريجة كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وحاصلة على دبلوم رعاية الطفل من الولايات المتحدة. صدر لها سابقًا مجموعتان قصصيتان هما "نزهة ليلية" و"هدية اسمها الحياة"، وحصلت على جوائز نجيب محفوظ للقصة القصيرة من وزارة الثقافة.

وزير الدفاع الإسرائيلي يدعم طلب العفو عن نتنياهو للعام السابع طلاب كلية العلوم بالفيوم يؤدون امتحاناتهم وسط جبال البحر الأحمر لابيد: العفو عن نتنياهو مرهون بالانسحاب من الحياة السياسية إطلالة رومانسية لـ إسلام جمال مع زوجته تثير إعجاب متابعيه.. صورة إجتماعًا لمتابعة معدلات تنفيذ مشروعات الخطة الاستثمارية ومشروعات هيئة الأبنية التعليمية بالمنوفية إذاعة جيش الاحتلال تعلن القضاء على قادة المقاتلين العالقين في رفح الفلسطينية وزير خارجية تركيا: توسع إسرائيل الإقليمي هو التهديد الأول في المنطقة تركيا: بوتين مستعد لوقف إطلاق النار مع أوكرانيا ومناقشة اتفاق سلام شامل زراعة المنوفية: الموافقة على ترخيص 967 مشروع زراعي أجيال موسيقية وفنية مختلفة يحتفلون بعيد ميلاد حميد الشاعري في ليلة استثنائية "المهندسين" تنظم تدريبًا توعويًّا لمجابهة الابتزاز الإلكتروني والمخاطر السيبرانية تعرف على شرح حديث.. (احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك) التوسع الزراعي في مصر.. خطة استراتيجية لزيادة الإنتاج وتوسيع الصادرات الزراعية بيجامل صاحبه.. ضبط مسجل خطر زعم وجود تجاوزات داخل قسم شرطة بالإسكندرية

مقالات مشابهة

  • خاص.. حمزة وياسمين في مهمة فنيّة لتجسيد النزوح من غزة (صور)
  • «حشد» توثّق الانتهاكات الإسرائيلية عن النزوح القسري نحو الجنوب والإبادة الممنهجة بحق المناطق الإنسانية الأمنة
  • “بالصدفة”.. حل لغز قبر فرعوني غامض قرب مدينة تانيس بمصر حيّر العلماء أكثر من 100 سنة
  • حكايات أفريقية على أثير تشعل مواجهة حادة بين الشنقيطي ومدير مخابرات موريتانيا الأسبق
  • مكتبة مصر الجديدة تستضيف حفل توقيع "للنساء حكايات" لسمية زكريا
  • أطفال النزوح في السودان يواجهون خطر الانقطاع عن التعليم
  • مكتبة مصر الجديدة تستضيف حفل توقيع "للنساء حكايات" لسمية زكريا غدًا
  • تظاهرات في أكثر من 40 مدينة إسبانية تضامنا مع الشعب الفلسطيني
  • مسيرات في أكثر من 40 مدينة إسبانية للتضامن مع فلسطين
  • كأس الاتحاد الأفريقي.. تعثّر الزمالك وخسارة كبيرة لبلوزداد