بعد مرور 38 يوماً على الحرب، يعود سكان غزة إلى الطرق التقليدية لصنع رغيفهم. فبعد توقف المطحنة الوحيدة في القطاع عن العمل بسبب انقطاع الكهرباء وتوقف أغلب المخابز عن العمل، يصنع الناس أفران الفخار كبديل، ويستخدمون المواد البدائية والحطب، في ظل نقص حاد في المواد الغذائية وتحذيرات أممية من وضع "كارثي".

اعلان

اعتقد يوسف مهنا أن الحرب ستنتهي بسرعة.

  لكن بعد أن أصيب، ودمر منزله، أرغم على العيش "25 يوماً دون أي شيء". وبذلك ، مثل آلاف آخرين، اضطرَّ مهنا إلى الفرار من شمال غزة إلى جنوبها.

يفر عشرات الآلاف من الفلسطينيين من ضربات الجيش الإسرائيلي على الأراضي الواقعة بين إسرائيل ومصر والبحر الأبيض المتوسط.

وعند مفترق طرق بني سهيلا في خان يونس، على طريق صلاح الدين الذي يربط غزة من الأعلى إلى الأسفل، لا تزال المواكب تتزايد.

وينضم إلى الفارين من مدينة غزة أولئك الذين يغادرون خان يونس متجهين جنوباً نحو رفح، آخر مدينة قبل مصر.

لكن رحلته انتهت في خان يونس، بعد ثماني ساعات من السفر قطع خلالها 25 كيلومتراً (15 ميلاً).

وقال وهو محاط بأطفاله الستة "لقد دفعت 500 شيكل (130 دولاراً) للقدوم من جباليا وليس لدي ما أحمله إلى رفح".

ولا حتى كسرة خبز

ولأن زوجته المريضة على كرسي متحرك، اضطر إلى استئجار "عربات تجرها الحمير وشاحنات وسيارات" لنقلها.

وكانت كل رحلة يقوم بها قصيرة، لأن نقص الوقود يمنع السائقين من قبول أجور المسافات الطويلة.

وأحياناً، بين جولات السيارات، كانوا يُجبرون على السير على الأقدام. وقال لوكالة فرانس برس "لقد كنت أنا من دفع كرسي زوجتي".

وكانت مئات العائلات تنتظر حوله.

ينام الأطفال على الأرض بجانب آبائهم ويتساءلون كيف سيعيشون في منطقة نزح فيها أكثر من 1.5 مليون شخص ودُمر ما يقرب من منزل واحد من بين منزلين، وفقًا للأمم المتحدة.

وفي جنوب غزة، الذي يعج بالنازحين من الشمال، فإن الإيجارات البالغة 150 دولاراً في الشهر تصل الآن إلى 500 إلى 1000 دولار.

وقالت أم يعقوب: "ليس لدي حتى لقمة خبز لإطعام أطفالي". "منذ السادسة صباحاً وأنا أبحث في كل مكان."

التغطية مستمرة| خروج جميع مستشفيات محافظة غزة عن الخدمة والجيش الإسرائيلي يواصل قصف القطاع

وأضافت السيدة البالغة من العمر 42 عاماً والتي وصلت إلى خان يونس قبل ثلاثة أيام مع زوجها وأطفالها السبعة من مدينة غزة: "لا أستطيع أن أعطيهم أي شيء ليأكلوه".

وقالت الأمم المتحدة إن الوصول إلى الخبز في الجنوب يمثل "صعوبة" لأن "المطحنة الوحيدة العاملة في غزة لا تزال غير قادرة على طحن القمح بسبب نقص الكهرباء والوقود".

قبل الحرب، كان أكثر من 80% من سكان غزة يعيشون في فقر، وما يقرب من ثلثيهم يعتمدون على المساعدات الدولية، وخاصة في الغذاء، وفقاً للأمم المتحدة.

اليوم ارتفع سعر كيس الطحين زنة 50 كيلو من 40 شيكل إلى 150 شيكل، وبالتالي فالأمر أسوأ.

أنا رب الأسرة، ولكن ليس لدي شيكل واحد لشراء شيء يأكله أطفالي

لكن الجوع ليس مصدر القلق الوحيد بالنسبة لأم يعقوب. وتقول: "زوجي يعاني من مشاكل في القلب".

اعلان

وابنتها ريم البالغة من العمر 20 عاماً "تتواجد عادة في سرير طبي". "لكننا جميعاً ننام على الأرض، وسط الغبار، وليس لدينا بطانية واحدة على الرغم من أن الليل شديد البرودة".

ولا يزال زوجها عاطف أبو جراد، 47 عاماً، في فصل دراسي في الطابق الأول من المدرسة التي تخيم فيها الأسرة الآن، إلى جانب عشرات النازحين الآخرين.

ويقول متأسفاً: "أنا رب الأسرة، ولكن ليس لدي شيكل واحد لشراء شيء يأكله أطفالي".

المتاجر في جنوب غزة تنفد من كل شيء. وأصبح من المستحيل الآن العثور على المياه المعبأة وحليب الأطفال والحفاضات والمعكرونة والعصائر.

ويتدفق القليل من المساعدات الغذائية على النازحين، بحسب أبو جراد: "جزء من الأرز يتقاسمه سبعة" من أفراد عائلته.

اعلان

ويقول: "لذلك آخذ ملعقة صغيرة من الأرز وأخبرهم أنني شبعت حتى يتمكنوا من تناول الطعام".

تتدفق المياه من الصنبور حيث تصطف حشود طويلة من النازحين. يقول: "الناس يدفعونني وليس لدي القوة للمقاومة".

شاهد: بعد النزوح من شمال غزة.. فلسطينيون يلجأون إلى مدارس الأونروا جنوبي القطاعرفضًا لاستهداف المستشفيات في غزة.. وقفة احتجاجية للأطباء في رام الله بالضفة الغربيةفيديو: لا مكان آمن في غزة..ناجون يبحثون عن عائلاتهم تحت الركام بعد قصف إسرائيلي على خان يونس

واضطرت ابنته ريم للتخلي عن المسكنات التي تتناولها منذ ولادتها، لأنها تعاني من تشوهات في العمود الفقري والكتف.

وتقول: "الألم يمنعني من النوم ولكننا لا نستطيع شراء الأدوية".

وهي أيضاً تتخلى عن وجبات الطعام لأن إخوتها وأخواتها "يحتاجون أكثر إلى الطعام".

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: الآلاف يخرجون في مسيرة لدعم الفلسطينيين في كيب تاون بعد عدة هجمات من المستوطنين.. حاخام يحمي قاطفي الزيتون الفلسطينيين في الضفة الغربية مقتل 5 عسكريين أميركيين بعد تحطم طائرتهم بالبحر المتوسط خلال تدريب مرضى ضحايا شح المياه غزة الغذاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعلانالاكثر قراءة تغطية مستمرة: معارك محتدمة حول مستشفيات غزة.. ونتنياهو يتحدث عن صفقة محتملة للإفراج عن الرهائن يمينيون متطرفون يحاولون اقتحام مقر مؤتمر حول فلسطين في فرنسا تأييدًا للفلسطينيين.. نحو 300 ألف شخص يتظاهرون في لندن شاهد: علماء آثار وجنود إسرائيليون يبحثون عن رفات قتلى هجوم حماس وسط الرماد شاهد: الدروز في الجيش الإسرائيلي يقودون الخطوط الأمامية على الحدود الشمالية مع لبنان اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. التغطية مستمرة| خروج جميع مستشفيات محافظة غزة عن الخدمة والجيش الإسرائيلي يواصل قصف القطاع يعرض الآن Next الرئاسة الإسرائيلية: ماكرون يبرر تصريحاته.. "لم يتهم إسرائيل بإيذاء المدنيين عمدا" يعرض الآن Next لقاء مرتقب بين شي وبايدن ومباحثات "السلام العالمي والتنمية" على الطاولة يعرض الآن Next رغم الجهود الغربية لعزل موسكو.. روسيا ستشارك بكامل أعمال قمة ابيك في سان فرانسيسكو يعرض الآن Next عاجل. سوناك يقيل وزيرة الداخلية المثيرة للجدل ويعين ديفيد كاميرون وزيرا للخارجية

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني طوفان الأقصى الشرق الأوسط إسرائيل قطاع غزة حركة حماس لبنان كندا فرنسا إيطاليا Themes My EuropeالعالمBusinessرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني طوفان الأقصى الشرق الأوسط إسرائيل قطاع غزة My Europe العالم Business رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Discover Sharjah From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: مرضى ضحايا شح المياه غزة الغذاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني طوفان الأقصى الشرق الأوسط إسرائيل قطاع غزة حركة حماس لبنان كندا فرنسا إيطاليا غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني طوفان الأقصى الشرق الأوسط إسرائيل قطاع غزة یعرض الآن Next خان یونس لیس لدی

إقرأ أيضاً:

عطلوا البئر الرئيسي.. المستعمرون يحرمون سكان شرق رام الله من المياه

اعتدى مستعمرون مجددًا مساء الأحد، على منشآت المياه في منطقة "عين سامية" شرق كفر مالك، إذ استهدفوا بئر المياه رقم "6"، ما أدى إلى توقف الضخ بشكل كامل من البئر الذي يشكل مصدرًا رئيسًا للمياه للتجمعات الفلسطينية شرق رام الله في الضفة الغربية.

وذكرت مصلحة مياه محافظة القدس، في بيان أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، أن تكرار الاعتداءات على آبار عين سامية يهدد الأمن المائي لنحو 19 تجمعًا سكانيًا تعتمد بشكل أساسي على هذه المصادر لتلبية احتياجاتها اليومية، مجددة مطالبتها بالتحرك العاجل والضغط على سلطات الاحتلال لوقف الاستهداف المتكرر لمصادر المياه في المنطقة.
وأكدت أن طواقمها تعمل منذ ساعات المساء على إصلاح الأضرار وإعادة تشغيل البئر بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، لضمان استئناف ضخ المياه بأسرع وقت ممكن والحد من تأثير الانقطاع على السكان.

أخبار متعلقة قوات الاحتلال تواصل توغلها في القنيطرة وتقيم حاجزين لتفتيش المارةإصابة 4 "متضامنين أجانب" في هجوم لمستوطنين في الضفة الغربيةأهم مصادر المياه الجوفية

وتعرضت آبار "عين سامية" خلال الفترة الماضية إلى سلسلة اعتداءات من المستعمرين، شملت تحطيم كاميرات المراقبة، والعبث بالمعدات الحيوية.
وتُعد "عين سامية" من أهم مصادر المياه الجوفية في منطقة شرق رام الله، وتقدر الطاقة الإنتاجية الإجمالية لآبارها بنحو 12 ألف متر مكعب يوميًا، وهي تمثل ما نسبته 17% من الكميات اليومية الموردة من مصلحة مياه محافظة القدس.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } اعتداء جديد للمستعمرين يعطل بئرًا للمياه شرق رام الله في الضفة الغربية - وكالات

احتجاز عشرات المركبات الفلسطينية

واحتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عشرات المركبات عند حاجز "بيت إكسا" شمال غرب القدس، ما تسبب في أزمة خانقة وتأخير المواطنين لساعات في أثناء محاولتهم الدخول إلى القرية أو الخروج منها.
ويأتي هذا الإجراء ضمن سياسة مستمرة تستهدف القرى المحاصرة شمال غرب القدس، عبر التشديد على الحواجز، ومنع الحركة الطبيعية للسكان، ما يفاقم معاناتهم اليومية ويؤثر على وصولهم إلى أماكن عملهم وخدماتهم الأساسية.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الإسرائيلي خارج اللعبة.. من يدير مفاوضات العفو عن نتنياهو؟
  • أزمة الوقود تفاقم تعثر الخدمات الأساسية في قطاع غزة
  • عطلوا البئر الرئيسي.. المستعمرون يحرمون سكان شرق رام الله من المياه
  • مقرر أممي: الاحتلال الإسرائيلي استخدم التعطيش كسلاح ضد سكان قطاع غزة
  • مقرر أممي: الاحتلال الإسرائيلي يستخدم التعطيش كسلاح ضد سكان غزة
  • الأونروا: سكان غزة بحاجة إلى تدفّق دائم للمساعدات الإنسانية
  • شقيق الفنان محمود عبد العزيز يحكي كواليس اللحظات الأخيرة من حياة “الحوت”.. آخر حفل تغنى فيه كان زواج لاعب المريخ وأصر على مجاملته والغناء له في عرسه
  • جلسة نقاشية عن دورة حياة المواهب في قمة التعليم التنفيذي
  • سكك حديد مصر تواصل نقل الاشقاء السودانيين بقطارات العودة الطوعية.. شاهد
  • أخبار التوك شو | عودة المتسابق عبدالله لدولة التلاوة.. تحذير عاجل من الأرصاد الجوية.. حياة سكان غزة مهددة بسبب الألغام