في مشاركتها في مؤتمر الحزام والطريق الأوَّل لتبادل العلوم والتكنولوجيا الَّذي عُقد في بكين بعنوان «معًا للابتكار، والتنمية للجميع» لفتَتْ سلطنة عُمان إلى أُفق جديد للتعاون العلمي يتمثل في استثمار ما تزخر به البلاد من موارد طبيعيَّة ذات خصوصيَّة والاستفادة بها بالبحوث العلميَّة، الأمْرُ الَّذي ينعكس إيجابًا على إثراء وتبادل خبرات الباحثين العُمانيِّين.
وفي جلسة مباحثات التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا الَّتي عقدتها حكومة سلطنة عُمان ـ ممثَّلةً في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وحكومة جمهوريَّة الصين الشَّعبيَّة ممثَّلةً في وزارة العلوم والتكنولوجيا ـ أشارت معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقيَّة وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار إلى إمكان توظيف المُكوِّنات الطبيعيَّة للموارد الطبيعيَّة في سلطنة عُمان لصناعة منتجات لاستخدامات متعدِّدة كالعلاج وغيره.
كما أنَّ هذا التوجُّه يشجِّع الباحثين من مختلف دوَل العالَم على التعاون مع الباحثين العُمانيِّين في مجال البحوث العلميَّة المشتركة، وأيضًا القيام بمشروعات بحثيَّة مشتركة، خصوصًا في الموضوعات الَّتي ركَّز عَلَيْها المؤتمر والَّتي مِنْها الابتكار والتطوير الصِّناعيَّان، وتغيير الأنماط في البحث العلمي، والطِّب المستقبلي، والعلوم المفتوحة، والبيانات الضَّخمة.
المحرر
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
محمد مندور يكتب: عمان واستثمارات المستقبل
تشهد سلطنة عمان مرحلة مهمة في مسارها التنموي تترجم رؤيتها نحو الاستثمار كقيمة إستراتيجية ومحرك مستقبلي للاقتصاد.
بالتزامن مع احتفالات سلطنة عمان باليوم الوطني أعلنت تدشين ستة مشاريع صناعية كبرى لتؤكد أن التنمية ليست شعارا بل مسارا مستداما يتجدد كل عام.
هذه الخطوة في تقديري تحمل رسائل مهمة للمستثمرين وللمشهد الاقتصادي الإقليمي والدولي، حيث ترسخ عمان نفسها كوجهة جاذبة للاستثمار. فلم تعد السلطنة تعتمد على موقعها الجغرافي فقط كميزة تنافسية بل صارت نحو بناء منظومة متكاملة من المدن الصناعية والمناطق الحرة والاقتصادية القادرة على استقطاب صناعات المستقبل.
فالمشاريع الجديدة التي أعلنت عنها.. من البولي سيليكون إلى الصناعات الكيميائية.. جميعها تنتمي لقطاعات عالية القيمة. وهو ما يعكس انتقالا لافتا من الصناعات التقليدية إلى صناعات متقدمة ترتبط بالطاقة المتجددة والتقنيات الصناعية الحديثة.
ما نقرأه أيضا من وراء الاستثمارات العمانية رسالة أخرى ان الاقتصاد الوطني العماني يستعد لمرحلة توسع حقيقية وهو ما يمنح الشركات المحلية فرصا أوسع للدخول في سلاسل استثمار عالمية.
وعلى سبيل المثال ، افتتاح مجمع الغيث للصناعات الكيميائية في منطقة صور الصناعية يطرح نموذجا واضحا للتكامل الصناعي. فهو يدعم قطاعات النفط والغاز والطاقة الشمسية عبر منتجات كيميائية متخصصة، ويعزز أمن سلاسل الإمداد وهو بالتالي يحقق واحدا من المعايير لجذب الاستثمار.
أما الاتجاه إلى الاستثمار في إنتاج البولي سيليكون فهو بمثابة حجر زاوية في تحول عمان نحو اقتصاد الطاقة النظيفة.. كما أنه يضع سلطنة عمان ضمن الدول القليلة القادرة على تصنيع المواد الأساسية للخلايا الشمسية.
ما وراء المشهد الاقتصادي في عمان يعد في الحقيقة فرصة ذهبية للمستثمرين.. فالاستثمار العالمي حاليا لا يقوم فقط على رأس المال بل على البيئة التي تحتضنه. وفي عمان تتشكل بيئة استثمارية جاذبة تقوم على
وجود مدن اقتصادية متطورة وقوانين مرنة واستثمارات حكومية واسعة في البنية الأساسية، فضلا عن وجود استقرار سياسي ومالي يدعم نمو الأعمال.
الحقيقة ان سلطنة عمان في يومها الوطني تهدي شعبها مشروعات تنموية من أجل مستقبل أفضل .. فهي تقدم نموذجا يحتفي بالهوية الوطنية والطموح نحو المستقبل.