الانتصار الإماراتي لفلسطين ينسجم مع الأعراف والقيم الإنسانية ومبادئ الشرعية الدولية
يشهد الحاضر ويعترف الماضي ويكتب التاريخ بأحرف من نور صفحات مضيئة عن الالتزام التاريخي لدولة الإمارات تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، انطلاقاً من مسؤولية وواجب وإرادة خير تريد أن تجسد ما تؤمن به فعلاً خالص الأخوة والوطنية، وهذا ما فعلته الإمارات، وتفعله، في كل المحن التي مر بها الشعب الفلسطيني، وصولاً إلى ما يشهده قطاع غزة من حرب مدمرة ووضع إنساني رهيب لم تعرف المنطقة له مثيلاً.
في هذا الظرف الدقيق، جاء توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، باستضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية؛ لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة. وتقدّم هذه المبادرة دليلاً إضافياً على الوقوف مع الأشقاء في هذه المحنة، وتستكمل توجيهاً سابقاً لرئيس الدولة، حفظه الله، باستضافة ألف طفل فلسطيني أيضاً برفقة عائلاتهم؛ لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات دولة الإمارات إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.
وقد وصلت أمس الطائرة الأولى حاملة 15 شخصاً من الأطفال وعائلاتهم، في تأكيد على سرعة الاستجابة وتقديم الغوث، في الوقت الذي حملت فيه 51 طائرة 1400 طن من المساعدات الغذائية والصحية ومواد الإيواء بالتنسيق مع المنظمات الدولية، فضلاً عن إقامة مستشفى ميداني متكامل في غزة ضمن عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية، التي أعلنت أيضاً عن إقامة ثلاث محطات لتحلية مياه البحر في رفح، بينما أثبتت حملة «تراحُم من أجل غزة»، التي جمعت عشرات الآلاف من الحزم الإغاثية، أصالة الإمارات ورسوخ انتمائها لأمتها العربية ودفاعها عن قضاياها المشروعة، وفي صدارتها قضية الشعب الفلسطيني.
مواقف الإمارات الإنسانية لم تكن وحدها في الميدان، بل كانت امتداداً لجهود سياسية ودبلوماسية فاعلة، أظهرها النشاط المشرّف لبعثة الدولة بالأمم المتحدة، فكانت الإمارات، باعتبارها عضواً غير دائم في مجلس الأمن، صوت العرب وفلسطين، ودعت إلى اجتماعات طارئة، أحدها سينعقد الأسبوع المقبل لدفع هذه الهيئة الأممية إلى اتخاذ موقف حاسم لإنهاء الفظائع التي ترتكبها إسرائيل بحق قطاع غزة وسكانه، ولا سيما الأطفال والنساء، والمرافق المدنية من مستشفيات ومدارس، وبعضها يتبع الأمم المتحدة.
على هذا النهج تستمر الإمارات تفعل ما تؤمن به، وتنتصر للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة حتى يقيم دولته المستقلة. والانتصار الإماراتي لفلسطين ينسجم مع الأعراف والقيم الإنسانية ومبادئ الشرعية الدولية، وقد عبّرت عن ذلك مواقف وبيانات متتالية تصدرها وزارة الخارجية عندما تستدعي التطورات ذلك. وقبل ذلك تؤكدها اتصالات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، مع قادة العالم، وكلها مواقف ومبادرات تؤكد أن فلسطين في قلب الإمارات، وستظل كذلك حتى تصبح دولة مستقلة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات
إقرأ أيضاً:
صقر غباش: الإمارات جعلت من قيم التعايش حجر الأساس في بناء الدولة والمجتمع
روما - وام
أكد صقر غباش، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، أن دولة الإمارات منذ تأسيسها شقّت مسارها استناداً إلى رؤية فلسفية وإنسانية متقدمة، جعلت من قيم التعايش السلمي والحوار بين الأديان والثقافات، وتعزيز السلام العالمي حجر الأساس في بناء الدولة والمجتمع.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها غباش أمام الجلسة العامة للمؤتمر البرلماني الثاني للحوار بين الأديان، الذي يُعقد حالياً في العاصمة الإيطالية روما، بتنظيم مشترك بين الاتحاد البرلماني الدولي والبرلمان الإيطالي، وبمشاركة واسعة من رؤساء وفود برلمانية من مختلف دول العالم، وممثلين عن المنظمات الدولية والهيئات الدينية ومنظمات المجتمع المدني، إلى جانب حضور توليا أكسون، رئيسة الاتحاد البرلماني الدولي، ورئيسة الجمعية الوطنية في جمهورية تنزانيا المتحدة، ولورينزو فونتانا، رئيس مجلس النواب في الجمهورية الإيطالية، وإغناتسيو لا روسا، رئيس مجلس الشيوخ في إيطاليا.
وضم وفد المجلس الوطني الاتحادي المشارك في المؤتمر الدكتور علي راشد النعيمي، وسعيد راشد العابدي، عضوي المجلس، والدكتور عمر عبد الرحمن النعيمي، الأمين العام للمجلس، وطارق أحمد المرزوقي، الأمين العام المساعد لشؤون رئاسة المجلس.
أشار صقر غباش في كلمته إلى أن وثيقة الأخوة الإنسانية، التي انطلقت من أرض دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2019، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، شكّلت تحولاً مفاهيمياً في مسار العلاقات بين الأديان والثقافات.
وقال: «إن الوثيقة لم تكن إعلان نوايا، بل شكّلت إطاراً أخلاقياً وفلسفياً عابراً للعقائد، أسّس لمنظومة عالمية جديدة تعيد الاعتبار لإنسانية الإنسان فوق كل انتماء، كما أنها تمثل ثمرة وعي عميق بحاجة العالم إلى منظومة أخلاقية جديدة، تُحرر الأديان من الاستغلال السياسي، وتضع أرضية مشتركة تؤكد مبدأ المواطنة المتساوية، واحترام التنوع باعتباره مسؤولية عالمية لا خياراً وطنياً فحسب».
وأضاف: «نجتمع اليوم ممثلين عن شعوبنا، التي وإن اختلفت لغاتها وثقافاتها ومرجعياتها الدينية، فإنها تلتقي عند مفاصل راسخة من القيم الإنسانية، التي تُعلي من كرامة الإنسان، وتكفل له حرية الاعتقاد، وحق العيش في أمن وسلام».
وأوضح أن انعقاد هذا المؤتمر في مدينة روما، التي شكّلت على مدى قرون طويلة أحد أعمدة التاريخ الإنساني، يمثل تأكيداً لمسار حضاري تفاعلت فيه الأمم في ميادين الفكر والسياسة، وازدهرت فيه مفاهيم القانون والمواطنة والتعددية.
وتابع: «إننا من خلال تأكيدنا أهمية الحوار والتعايش، نُعيد استحضار حقبٍ مضيئة من التاريخ الإنساني، الذي تلاقت فيه الحضارات والثقافات والديانات في بيئات ازدهرت فيها المعرفة والفن والسلام».
أشار رئيس المجلس الوطني الاتحادي، إلى أن الاعتراف بالمشترك الإنساني يفرض فهماً أعمق لطبيعة الحوار وأبعاده، ولطبيعة التوترات التي شهدها العالم خلال العقود الأخيرة ومصادرها.
وشدّد على أن الحوار لا يعني ذوبان الهويات، ولا يستدعي التنازل عن الخصوصيات العقائدية أو الثقافية، بل هو في جوهره احترام للاختلاف، واستثمار في التعددية، من أجل ترسيخ أرضية خصبة لبناء تشاركي مستدام بين الشعوب.
وقال: «خير ما أختتم به كلمتي هو اقتباس من جوهر النداء الإنساني الذي تحمله وثيقة الأخوة الإنسانية، والذي يمكن أن يشكّل خريطة طريق لنا كبرلمانيين في سبيل تحقيق شعار المؤتمر. تقول الوثيقة: نطالب أنفسنا وقادة العالم، وصناع السياسات الدولية والاقتصاد العالمي بالعمل جدّياً على نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام، والتدخّل فوراً لإيقاف سيل الدماء البريئة، ووقف ما يشهده العالم حالياً من حروب وصراعات وتراجع مناخي، وانحدار ثقافي وأخلاقي. كما توجه الوثيقة نداءً إلى المفكرين، والفلاسفة، ورجال الدين، والفنانين، والإعلاميين، والمبدعين في كل مكان، ليُعيدوا اكتشاف قيم السلام، والعدل، والخير، والأخوة الإنسانية، والعيش المشترك، وليؤكدوا أهميتها كطوق نجاة للجميع، ويسعوا في نشر هذه القيم بين الناس في كل مكان».