صحيفة الاتحاد:
2025-08-01@17:23:33 GMT

أهمية احتواء وتمكين النساء في العمل المناخي

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

رزان المبارك *

أخبار ذات صلة سلطان الجابر: دور فاعل للإماراتية في العمل المناخي «رئاسة كوب 28».. إنجازات عابرة للحدود مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

«يؤثر تغير المناخ على الجميع، إلا أن هذا التأثير يتفاوت بين الفئات المختلفة، ويؤدي إلى زيادة الفجوة القائمة أصلاً، والتي تمتد انعكاساتها بشكل كبير على الفئات الديموغرافية للمجتمع، والتي لا يتم تمثيلها بشكل عادل، ما يساهم بتفاقم الاختلافات الاجتماعية والاقتصادية.


ووفقاً لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، تعتبر النساء الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ مقارنة بالرجال، خاصة وأنهن يشكلن 70 في المئة من فقراء العالم، وعلى الرغم من الدور الفاعل الذي تقوم به النساء والفتيات اللاتي يعشن في الخطوط الأمامية لمواجهة الكوارث والأزمات المناخية، وانخفاض فرص نجاتهن منها بمقدار 14 مرة عن الرجال، يتم استبعاد النساء في كثير من الأحيان من النقاشات والقرارات والعمليات الخاصة بالعمل المناخي.
وبصفتي رائدة الأمم المتحدة للمناخ في COP28، فإنني أعمل مع فريقي بشكل حثيث لإبراز وإيصال وجهات نظر النساء المتنوعة وشرحها بشكل واضح وبسيط، وذلك انطلاقاً من إيماننا بأن الجهود العالمية للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، يجب أن تتضمن آراء ومقترحات ومساهمات وأساليب النساء والفتيات في العملية المناخية المتعددة الأطراف.
وأثبتت التجارب السابقة أن المجتمعات الأكثر نجاحاً في تعزيز استراتيجيات المرونة وبناء القدرات على التكيف لمخاطر وتداعيات تغير المناخ، هي تلك التي تشرك النساء في عملية التخطيط، حيث عادة ما تكون المرأة أولى الفئات المجتمعية التي تستجيب للكوارث الطبيعية، والأكثر مساهمة في جهود التعافي عبر التعامل بشكل مباشر مع احتياجات الأسر والمجتمع.
وتشير الأدلة العلمية إلى أن النساء يمكنهن قيادة العمل المناخي بشكل أكثر جرأة وفاعلية، حيث أدت المشاركات السابقة إلى تحسين الحوكمة وإدارة الموارد والاستعداد للكوارث المتعلقة بتغير المناخ، فعلى سبيل المثال نتج عن زيادة مشاركة النساء في البرلمانات الوطنية اعتماد سياسات مناخية أقوى وبالتالي تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، كما تشير البيانات إلى أن الشركات ذات التمثيل المرتفع للنساء في مجالس إداراتها تملك إمكانية أفضل لوضع أهداف خاصة بتقليل الانبعاثات بواقع 21%.
ولكل هذه الأسباب وغيرها الكثير، فإن رئاسة COP28 تسعى لحشد الجهود من أجل ضمان أن يكون المؤتمر منصة تحتوي الجميع، وأنا سعيدة بالزخم المتزايد لرفع مستوى تمثيل المرأة والتكافؤ بين فرص الجنسين في خطط العمل المناخي، وتتطلب خطة العمل الخاصة بالنوع الاجتماعي والمتفق عليها في COP25 مشاركة النساء بشكل كامل ومتكافئ وفعّال في العمل المناخي متعدد الأطراف، وتقوم الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ منذ العام 2012، بالإعلان عن بيانات النوع الاجتماعي ضمن الوفود الوطنية، وصناع السياسات ومتخذي القرار المشاركين في مؤتمرات الأطراف.
في وقت سابق من يونيو، قامت رئاسة COP28 بحثّ الأطراف على زيادة التنوع ومراعاة تمثيل النوع الاجتماعي ضمن الوفود الوطنية، وشملت هذه الدعوة كل المبادرات والفعاليات التي سبقت المؤتمر، بالإضافة إلى تنظيم استشارات متعددة لأخذ آراء الشباب والنساء والشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية بهدف تعزيز الجهود الخاصة بمشاركة جميع الأطراف في المفاوضات وعملية صنع القرار المتعلق بالعمل المناخي ووضع السياسات وتطبيقها، علماً أن ثلثي قيادات رئاسة COP28 من النساء، ويتضمن ذلك معالي شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع ورائدة المناخ للشباب، وهناء الهاشمي رئيسة فريق الإمارات التفاوضي في COP28.
وضمن الجهود الخاصة بتمكين النساء للمساهمة وقيادة العمل المناخي، فقد قامت رئاسة COP28 بتقديم الدعم لبرنامج «صندوق الوفود النسائية» (WDF Night School)، الذي تديره منظمة المرأة للبيئة والتنمية، بالإضافة إلى المشاركة بتنظيم المؤتمر العالمي لبيانات النوع الاجتماعي والبيئة، مع كل من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، الذي سيقام في الفترة من 28 إلى 29 نوفمبر 2023، في دبي، ويهدف للتركيز على نقص الاستثمار ببيانات النوع الاجتماعي وتقييمها للاستفادة منها بالجوانب المتعلقة بالعمل المناخي، وسيسعى لعرض منهج عمل جديد يساهم بتقديم التزامات سياسية وتوفير التدفقات المالية الهادفة لتحقيق المساواة بين الجنسين، والوسائل الخاصة بتنفيذ السياسات المناخية بالاعتماد على بيانات النوع الاجتماعي، كما يشارك بتنظيم المؤتمر كل من منظمة المرأة للبيئة والتنمية، واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ورواد المناخ بالأمم المتحدة.
وسيجمع مؤتمر الأطراف COP28، ضمن فعالياته في 4 ديسمبر والذي تم اختياره ليكون يوماً مخصصاً لمواضيع التمويل، والتجارة، والمساواة بين الجنسين، والإشراف والمتابعة، بين المعنيين من الباحثين والنشطاء إلى صانعي السياسات وممثلي المجتمع المدني، للنقاش حول النوع الاجتماعي وتغير المناخ، كما سنقوم أيضاً بالمشاركة في استضافة قمة «القيادات النسائية العربية»، بالتعاون مع منصة «السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة WiSER»، لتحديد التحديات ومشاركة أفضل الممارسات وتطوير استراتيجيات تعزز المساواة بين الجنسين في جهود التخفيف والتكيف وتطوير المرونة المناخية.
نهدف من خلال عملنا لإيجاد أفضل الحلول لجميع الأطراف، ونحرص على تنوعها واستنادها لتجارب وخبرات سابقة ومشتركة، ولقد وضعنا احتواء الجميع ضمن منظومة العمل المناخي كركيزة لخطة عملنا، لأن جهود وآراء الجميع مهمة لتحقيق هدفنا في مواجهة أكبر تحدٍّ تواجهه البشرية حالياً». 
* رائدة الأمم المتحدة للمناخ في COP28

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: التغير المناخي الإمارات المناخ الاستدامة مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ قمة المناخ رزان المبارك النوع الاجتماعی العمل المناخی الأمم المتحدة تغیر المناخ النساء فی رئاسة COP28 فی العمل

إقرأ أيضاً:

بهدف احتواء الانقسام.. تقرير يكشف تفاصيل زيارة قاآني السرّية إلى العراق

اعتبر التقرير أن "أي تراجع لنفوذ إيران في العراق سيمثّل نكسة جديدة لها، خصوصًا بعد فقدانها لحليفها الرئيسي في سوريا، إلى جانب تراجع قوة حزب الله في لبنان". اعلان

أشار التقرير إلى أن قاآني قام برحلة "سرية" إلى العراق على خلفية "الانتخابات البرلمانية المرتقبة، في وقت تشهد فيه الأحزاب المدعومة من إيران صعوبات في التوحد خلال الأشهر الأخيرة".

وبحسب "العين"، تعاني هذه الأحزاب من انقسامات متعددة، بعضها مرتبط بميليشيات تعمل أيضًا ضمن أجهزة الدولة العراقية، مثل "الحشد الشعبي".

وكانت شائعات قد انتشرت حول مقتل قاآني خلال الضربات الجوية الإسرائيلية في حرب الأيام الـ12 بين إيران وإسرائيل، إلا أنه ظهر مجددًا في تموز/يوليو في شوارع إيران خلال مراسم تشييع عدد من القادة الإيرانيين الذين قُتلوا في تلك الضربات، ما دحض تلك المزاعم.

محاولة "احتواء الانقسام"

يُعد فيلق القدس الجناح المسؤول عن العمليات الإيرانية خارج الحدود، ولا سيما في دعم الجماعات المسلحة في المنطقة مثل حزب الله، والحوثيين، والحشد الشعبي في العراق.

وذكر التقرير أن "مع تصاعد التوترات بين القوى الشيعية في العراق قبيل الانتخابات البرلمانية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر، تسارع طهران لاحتواء الانقسامات التي تهدد نفوذها التقليدي في بغداد، من خلال عمليات ميدانية يقودها قاآني". وأضاف أن إيران تسعى إلى التوفيق بين عدد من الأحزاب تحت مظلة "الإطار التنسيقي" مع مختلف الفصائل المسلحة، مشيرًا إلى أن "هذا التحرك ينذر بتغيرات وشيكة في توازن القوى الشيعية داخل العراق".

تراجع النفوذ الإيراني

واعتبر التقرير أن "أي تراجع لنفوذ إيران في العراق سيمثّل نكسة جديدة لها، خصوصًا بعد فقدانها لحليفها الرئيسي في سوريا عقب سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، إلى جانب تراجع قوة حزب الله في لبنان".

كما أشار التقرير إلى أن قاآني "التقى بعدد من أبرز الزعماء السياسيين والميليشياويين الشيعة، في خطوة تعكس قلق طهران المتزايد من الانقسامات الشيعية الداخلية والتهديدات الخارجية المتنامية".

وأوضح التقرير أن قاآني نقل رسالة مفادها "دعم إيران للحكومة العراقية في بسط سلطتها، ورفضها لأي تحركات أحادية من قبل الفصائل المسلحة".

Related ظهور قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني بعد إشاعات عن مقتله في لبنانبعد شائعات عن اغتياله.. إيران: قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني بصحة جيدةفي ثالث عملية خلال أسبوع.. إسرائيل تقول إنها فككت خلية تابعة لفيلق القدس جنوب سوريا محاولة لـ "خفض التوتر"

ورجّح التقرير أن تكون الزيارة محاولة لخفض التوتر مع الولايات المتحدة أو مع حكومة إقليم كردستان، وذلك في أعقاب سلسلة من الهجمات بالطائرات المسيّرة.

كما أشار التقرير إلى أن قاآني أعرب عن قلقه من احتمال تنفيذ إسرائيل ضربات جوية جديدة تستهدف ميليشيات مدعومة من إيران، وعبّر عن "استياء طهران من استمرار بعض الجماعات بتنفيذ عمليات من دون تنسيق مع الحكومة العراقية".

وكشف التقرير أن الزيارة استغرقت عشر ساعات فقط، مذكرًا بأن قاآني لا بدّ أن يستحضر مصير سلفه قاسم سليماني الذي قُتل في غارة أميركية بطائرة مسيّرة في العراق في كانون الثاني/يناير 2020، حين كان برفقة أبو مهدي المهندس، قائد "كتائب حزب الله"، الذي لقي حتفه في الهجوم نفسه.

الشخصيات التي التقاها

وأورد التقرير أن قاآني التقى برئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، كما اجتمع بكل من زعيم ائتلاف "دولة القانون" عمار الحكيم، والأمين العام لمنظمة "بدر" هادي العامري، بالإضافة إلى همام حمودي، رئيس "المجلس الإسلامي الأعلى".

وأضاف التقرير أن "الاجتماعات تركزت على تحليل المشهد السياسي الشيعي قبيل الانتخابات المقبلة، وعلى إعادة تنظيم صفوف الإطار التنسيقي المنقسم حول آلية المشاركة في الانتخابات"، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة هي الثانية لقاآني إلى العراق خلال الشهرين الماضيين.

تدهور الوضع الأمني

كما لفت التقرير إلى أن الزيارة جاءت بعد شهر من الهجمات بالطائرات المسيّرة على العراق، وأن واشنطن قد تعيد النظر في تقديم دعم مالي لبغداد بسبب تلك الهجمات.

ونقل التقرير عن قيادي في الكتلة الشيعية الحاكمة، طلب عدم الكشف عن اسمه، قوله إن "زيارة قاآني في هذا التوقيت تشير إلى تحول نسبي في مقاربة إيران لعلاقاتها مع المكوّنات الشيعية في العراق".

وأضاف المصدر: "في الوقت نفسه، تسعى إيران للحفاظ على تماسك الإطار التنسيقي ومنع الخلافات من التأثير على وحدة الصف الشيعي. وقد بدا ذلك جليًا في تأكيد قاآني على ضرورة منع التنافس السياسي من التحول إلى انقسامات ميدانية من شأنها أن تُضعف الجبهة الشيعية في مواجهة خصومها المحليين والدوليين".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • الغارديان: الآن الوقت المناسب للتحرك الغربي بشكل حاسم بشأن مجاعة غزة
  • مقررة أممية: المرأة الفلسطينية تتعرض لعنف إنجابي ممنهج
  • «اللائحة السوداء» أبرزها.. حزب الله يُهدّد اللبنانيين بعدد من العقوبات بسبب سلاحه
  • شدد على حماية الإنسان وصون كرامته.. الراجحي: السعودية تولي أهمية قصوى لمكافحة الإتجار بالأشخاص
  • بهدف احتواء الانقسام.. تقرير يكشف تفاصيل زيارة قاآني السرّية إلى العراق
  • المرأة الأردنية والتحديث الاقتصادي … الاستثمار في التعليم لا يكتمل إلا بالإدماج في سوق العمل
  • وزير المالية يؤكد أهمية الشراكة بين الإدارة الضريبية والجمركية وجمهور المكلفين
  • تيتيه تؤكد أهمية الحوار الليبي الليبي في رسم خارطة طريق سياسية شاملة
  • خص منهم النساء.. الأمم المتحدة تتعهد بدعم الفقراء في العراق
  • وزارة الصحة تشارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي للمناخ 2025 بالبرازيل