«جولف خالٍ من الكربون».. مبادرة عالمية بقيادة الإمارات
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
مراد المصري (دبي)
لم يكن إعلان الرعاية الإماراتية، ممثلة بـ «دي بي ورلد» لتصبح اسم الجولة الرئيسة في عالم رياضة الجولف حول العالم، التي كانت تعرف باسم الجولة الأوروبية، لمجرد حمل الاسم فقط، ولكنها أثمرت عن جهود واسعة في مختلف المجالات ومن أبرزها الاستدامة.
وأسهم إعلان «دي بي وورلد» (موانئ دبي العالمية) راعياً رئيساً للجولة في عام 2021، في جعل عدد البطولات يصل هذا الموسم إلى 43 بطولة في 25 دولة مختلفة فقط، ولكن الأبرز أن الجولة تعمل وفق المبادرة الإماراتية الرائدة لتعزيز التزامها بالمسؤولية البيئية بعدما أعلنت أن جميع بطولات سلسل رولكس الخمس في روزنامة عام 2023، ستكون خالية من الكربون وستعتمد نهجاً متسقاً وذا مصداقية عالية للحد من الكربون والتخفيف من آثار تغير المناخ.
وتضم قائمة بطولات سلسلة رولكس، 3 بطولات على أرض الدولة، وهي: بطولة أبوظبي إتش إس بي سي التي أقيمت في ياس لينكس في شهر يناير الماضي، وبطولة هيرو دبي ديزرت كلاسيك التي أقيمت في نادي الإمارات للجولف في يناير الماضي أيضاً، كما أقيمت خلال شهر نوفمبر البطولة الختامية للموسم، وهي بطولة جولة دي بي ورلد في في عقارات جميرا للجولف بدبي، كما تضم سلسلة رولكس لبطولات النخبة بطولتي جينيسيس الأسكتلندية المفتوحة التي أقيمت في يوليو الماضي، وبطولة بي إم دبليو في إنجلترا التي أقيمت في سبتمبر الماضي.
وبحسب مجموعة الجولة الأوروبية للجولف، فقد جاء الالتزام من جولة دي بي ورلد بهذه المبادرة مع انطلاق سلسلة رولكس 2023 من أبوظبي، في بداية عام تاريخي في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تستضيف محادثات المناخ العالمية «كوب 28»، بعد فترة وجيزة من بطولة جولة دي بي ورلد الختامية للموسم.
ويتم تنفيذ خطط شاملة لخفض الانبعاثات في كل بطولة، يشكل ذلك عمليات الموقع، وجميع الجوانب الرئيسية للتنظيم واستهلال الموارد، بما في ذلك الطاقة، النقل، البضائع، التموين والبنية التحتية. تسترشد خطط العمل بخطوط الأساس لانبعاثات الكربون الصادرة عن الأحداث.
كجزء من خطط «الإرث» الأوسع لكل حدث، ستتولى جولة دي بي ورلد المسؤولية عن جميع الانبعاثات الأساسية والمتقدمة التي لا مفر منها من جميع بطولات سلسلة رولكس من خلال المساهمة في المشاريع المعتمدة بالمعيار الذهبي، والتي تدعم الجهود العالمية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وتحقيق الإنجاز وأهداف التنمية المستدامة. وسيستكمل ذلك باستثمارات في استعادة النظام الإيكولوجي المحلي وموروثات أخرى منخفضة الكربون، وقائمة على الطبيعة مع شركاء إقليميين. تتم مواءمة أرصدة واستثمارات الكربون وقياسها مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لضمان فوائد اجتماعية وبيئية إضافية.
وكانت مجموعة الجولة الأوروبية بوساطة جولة دي بي ورلد، قد أصبحت أول جولة جولف احترافية تتعهد بتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية عندما وقعت على إطار عمل الأمم المتحدة من أجل المناخ، والذي يتطلب من جميع الموقعين الالتزام بخفض الانبعاثات الكربونية المباشرة بنسبة 50% بحلول عام 2030، وتحقيق صافي صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2040.
وفي حديثه عن المبادرة، قال كيث بيلي، الرئيس التنفيذي لمجموعة الجولة الأوروبية: «في العام الماضي أطلقنا جهودنا مع استراتيجية الاستدامة المحدثة لمجموعة الجولة الأوروبية، بينما أصبحنا أيضاً أحد الموقعين على إطار عمل الأمم المتحدة للرياضة من أجل المناخ. يتحول تركيزنا الآن إلى التنفيذ الموثوق والمتسق والمتجانس، ومن الرائع أن نرى سلسلة رولكس، ذات الأحداث التي تعرض أفضل ما في جولة دي بي ورلد، وهي تقود الطريق. هناك الكثير الذي يتعين علينا القيام به لتقليل التأثيرات المباشرة، ولكننا مصممون على بناء هذا الأمر بقوة وبشكل متزايد مع شركائنا بينما نواصل طريقنا نحو تحقيق صافي صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2040. نحن نقدر بشدة دعم شركائنا في جولف من أجل الخير وجولد ستاندارد».
وفي الإطار نفسه، يقدم نادي شاطئ السعديات للجولف في أبوظبي، نموذجاً إماراتياً رائداً في تطبيق ممارسات الاستدامة على الصعيد العالمي، وهو الذي استضاف بطولة تحدي الإمارات للجولف، ضمن جولة التحدي الدولية، خلال شهر أبريل الماضي.
وركز النادي في عملياته خلال البطولة على تنفيذ ممارسات الاستدامة، بالتزامن مع استضافة دولة الإمارات هذا العام مؤتمر الأطراف حول المناخ «COP28»، ورفع شعار «عام الاستدامة»، من خلال الالتزام بممارسات الاستدامة البيئية والاجتماعية كأولوية قصوى خلال المنافسات الرياضية للبطولة الدولية في نادي شاطئ السعديات للجولف.
ولا يكتفي نادي شاطئ السعديات للجولف بملعب المنافسات العشبي، ولكنه يوفر أيضاً ملاذاً لأكثر من 190 نوعاً من الطيور، وأكثر من 100 غزال تعيش وتتجول بحرية، ونباتات محلية متنوعة، إلى جانب الدور النشط في دعم جهود برنامج الحفاظ على سلاحف منقار الصقر في جزيرة السعديات.
وأوضح كوري فين، مدير الهندسة الزراعية لملاعب الجولف لـ Viya Golf، أن هناك جهوداً كبيرة بذلت على مدار السنوات الأخيرة لضمان بقاء نادي شاطئ السعديات للجولف نموذجاً رائداً لما يمكن القيام به، وقال: «الأمر ليس هدف النادي فحسب، ولكنه هدف جميع أفراد فريق العمل من أجل تقديم الأفضل لهذه الأرض التي تم إنشاؤها هنا، وجعلها ملكية فريدة عبر تهيئة نظام بيئي من صنع الإنسان يعتني بالبيئة بشكل دقيق».
وقال: «النادي وملاعبه خالية من البلاستيك، سواء في المطعم أو ملعب المنافسات، وقبل ثلاث سنوات تحول النادي إلى نظام مائي يعتمد على المياه المعاد تدويرها، وهو أفضل بكثير من الناحية البيئية لأبوظبي، فضلاً عن كونه يوفر تكلفة هائلة للنادي».
وأضاف «مع تغيير المياه، قررنا السير في طريق الاستدامة مع عشب أرضية المنافسات الذي نستخدمه هنا، وتم إجراء تحويل منذ 24 شهراً على جميع الممرات والمناطق المحيطة بالملعب، من أجل التعامل المميز مع المياه المعاد تدويرها الجديدة، فهو يقلل من استخدامنا للمياه، وفي الوقت نفسه هو عشب أفضل لملعب الجولف».
وقال: «نحن أيضاً نهتم بشكل كبير بمناطق تكاثر سلاحف منقار الصقر التي تقع خارج ملعب الجولف مباشرة، لذلك هناك فترة نقوم فيها بإطفاء أضواء منطقة التصويب جزئياً أو بالكامل حتى لا نعطل دورة تكاثر هذه السلاحف عند قدومها إلى الشاطئ لوضع بيضها، حيث إنها تتبع ضوء القمر، لذلك يمكن أن ترتبك إذا ذهبت إلى الموقع الخطأ».
مبادرات بيئية
تشهد بطولات الجولف الدولية التي تقام على أرض الدولة في أبوظبي ودبي ضمن جولة دي بي ورلد، تنفيذ العديد من المبادرات البيئية للاستدامة.
وقال عبدالله بن دميثان، المدير التنفيذي، المدير العام لدي بي ورلد: «نركز كثيراً على أحداث تأثير إيجابي أينما نعمل، وهذا لا يختلف في لعبة الجولف، نريد أن نضمن تأثيراً إيجابياً طويل المدى على الملاعب للبلدان والمجتمعات التي تزورها الجولة، والاستفادة من حلولنا المبتكرة والتكنولوجيا الرائدة في الصناعة للمساعدة في جعل جولة دي بي ورلد رائدة في مجال الاستدامة، وتعتبر المبادرات التي نقدمها في البطولات مثالاً على نوع المبادرة التي نعمل على تطويرها لتعزيز جهود الاستدامة».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الجولف الكربون المناخ قمة المناخ مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ الاستدامة كوب 28 الجولة الأوروبیة جولة دی بی ورلد التی أقیمت فی من أجل
إقرأ أيضاً:
منصة “شباب من أجل الاستدامة” تختتم برنامجها العالمي للتوجيه والإرشاد
أعلنت منصة “شباب من أجل الاستدامة”، المبادرة العالمية التي أطلقتها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” وتهدف إلى تمكين الجيل القادم من قادة الاستدامة، اختتام الدورة الأولى من برنامج التوجيه والإرشاد الذي استمر على مدار 20 أسبوعاً ، بمشاركة 25 متدرباً من قادة المستقبل ينتمون إلى 11 دولة.
وتلقى المشاركون جلسات للتوجيه والإرشاد، أشرف عليها نخبة من الخبراء والمديرين التنفيذيين البارزين يمثلون مجموعة من المؤسسات الرائدة، وهدفت إلى تعزيز مهارات المشاركين الشباب ومساعدتهم في وضع أهدافهم المهنية وتمكينهم من المساهمة بدور فاعل وإحداث تأثير ملموس.
وجمع البرنامج المتدربين الشباب مع خبراء ومدربين من 14 جهة مختلفة، تشمل جهات حكومية وشركات وجامعات عالمية، وذلك بهدف تعميق فهمهم ومعرفتهم بتحديات الاستدامة وفرصها، وتعزيز دورهم في قيادة التغيير الإيجابي ضمن مجتمعاتهم.
والتقى كل من المرشدين والمتدربين في جلسات توجيه دورية لتبادل الأفكار، ومساعدة الشباب على التخطيط لمسيرتهم المهنية، وتنمية قدراتهم القيادية في مجالات مثل الابتكار وريادة الأعمال وإستراتيجيات الاستدامة.
وقالت الدكتورة لمياء نواف فواز، المدير التنفيذي لإدارة الهوية المؤسسية والمبادرات الإستراتيجية في “مصدر”، تتمثل أولويتنا في إعداد قادة المستقبل القادرين على رسم مساراتهم المهنية برؤية وأهداف واضحة، لافتة إلى أن برنامج التوجيه والإرشاد التابع لمنصة ’شباب من أجل الاستدامة‘، يركز على مساعدة المتدربين لتحديد توجهاتهم المهنية وفق أسس مدروسة، ويتيح لهم التواصل مع أبرز صنّاع القرار، وتزويدهم بالأدوات والمهارات اللازمة التي تمكنهم من قيادة التحول في مجال الاستدامة.
من جهتها، قالت دانا الكعبي، خريجة دفعة 2025 من برنامج “قادة مستقبل الاستدامة”، إن برنامج التوجيه التابع لمنصة ’شباب من أجل الاستدامة‘، ساهم بدور مهم في تشكيل رؤية واضحة حول مساري المهني، موضحة أن البرنامج ساعدها في تحديد توجهها، وعزز ثقتها بنفسها، ومكّنها من تبنّي أسلوب تفكير يتيح لها مواصلة تنمية قدراتها على المستويين الشخصي والمهني.
وتم استقطاب المشاركين في البرنامج من مناطق مختلفة حول العالم شملت الإمارات العربية المتحدة، وألمانيا، وأفغانستان، والعراق، ونيجيريا، والولايات المتحدة، والبرازيل، واليمن، والهند، وكازاخستان، وسوريا.
وضمت قائمة المدربين خبراء من جهات وشركات بارزة شملت “مصدر”، وسيمنس للطاقة، ووزارة شؤون مجلس الوزراء، وجنرال إلكتريك فيرنوفا، وشركة ستيلر، وجامعة نيويورك أبوظبي، وشركة الفطيم، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، ومنتدى أسواق الكربون لشرق إفريقيا، ومجموعة أدنوك، ومنصة “هاب 71″، ومجموعة ايكيا في دولة الإمارات وقطر ومصر وعُمان، وفنادق ومنتجعات هيلتون في آسيا والمحيط الهادئ، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، وشركة إي واي للاستشارات.
وشكلت الإناث 64% من المشاركين و60% من المدربين والخبراء، ما يعكس التزام منصة “شباب من أجل الاستدامة” بتعزيز الشمولية وتحقيق الموازنة بين الجنسين في مجال الاستدامة.وام