بينهم بايدن وكلينتون وأوباما وليس ترامب.. رؤساء أميركيون ينحدرون من عائلات استعبدت السود
تاريخ النشر: 10th, July 2023 GMT
أظهر بحث استقصائي معمق أجرته وكالة رويترز، في وقت سابق، أن الرئيس الأميركي جو بايدن ومن سبقوه من الرؤساء الأحياء ينحدرون من نسل مباشر لمالكي العبيد، بالإضافة إلى نواب كثر في الكونغرس بغرفتيه.
وغاص البحث الاستقصائي لوكالة رويترز في أنساب النخب السياسية الأميركية، وجاءت النتائج لتبيّن أن كثيرين منهم هم من نسل مباشر لأسلاف استعبدوا السود.
وأرسلت الوكالة نتائج بحثها لعشرات السياسيين، وخصوصا من أعضاء الكونغرس، لكن قليلين منهم فقط قبلوا بالحديث عن الموضوع.
ونقل برنامج "المرصد" ضمن حلقة (2023/7/10) تعليق بعض النواب في الكونغرس حول ماضي أجدادهم، وعلاقتهم بمؤسسة العبودية، وهي حقبة أدت إلى أكثر الصراعات دموية في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية.
ومن بين نواب الكونغرس الذين ينحدرون من أسر كانت يوما تملك عبيدا لخدمتها، هناك النائبة الديمقراطية جوليا براونلي عن ولاية كاليفورنيا والتي اطلعت على سجلات تعود لعام 1850 وأظهرت أن أسلافها استعبدوا 3 أشخاص بفرجينيا، كانت من بينهم فتاة تبلغ 8 سنوات.
وأقرت جوليا بأنها تفاجأت كثيرا بأن جدها كان من مالكي العبيد وبينهم أطفال، وقالت في شهادتها إنه من المهم جدا أن يعرف أعضاء الكونغرس بحقائق التاريخ ويقروا بها.
وخلصت وكالة رويترز في تحقيقها إلى أن خُمس أعضاء الكونغرس والرؤساء الأحياء وقضاة المحكمة العليا وحكام الولايات هم من نسل مباشر لأسلاف استعبدوا السود.
ومن بين 535 عضوا في الكونغرس الأميركي الحالي بغرفتيه، وجدت وكالة رويترز أن 100 على الأقل ينحدرون من مالكي العبيد.
استثناء ترامبووفق البحث الاستقصائي لرويترز، فإن الرئيس الحالي جو بايدن وكل رئيس أميركي سابق على قيد الحياة، هم من نسل مباشر لمالكي العبيد، بدءا من جيمي كارتر وجورج دبليو بوش وبيل كلينتون إلى باراك أوباما من خلال سلالة والدته البيضاء.
ويستثنى من هؤلاء الرؤساء السابقين دونالد ترامب الذي جاء أسلافه إلى أميركا بعد إلغاء العبودية.
وذكرت الوكالة نفسها أن أيا من الوجوه السياسية الذين حددتهم لم ينكر نتائج التحقيق الذي قامت به، لكن قليلين فقط أبدوا استعدادهم لمناقشة الموضوع.
ولتتبع سلالات النخب السياسية الأميركية، جمع صحفيو رويترز عشرات الآلاف من المعلومات الواردة في آلاف الصفحات من الوثائق.
يذكر أن تدريس حقبة العبودية المؤلمة من التاريخ الأميركي ما يزال يثير الجدل حتى اليوم.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
نائب أمريكي: لماذا يحتاج الكونغرس للتصويت على قراري المتعلق بصلاحيات حرب إيران؟ (ترجمة خاصة)
قال النائب الأمريكي، رو خانا، إن خطر امتلاك إيران للسلاح النووي حقيقي، لكن جرّ الولايات المتحدة، إلى صراع آخر في الشرق الأوسط ليس هو الحل، فالأمريكيين لا يريدون حربا مع إيران.
وأضاف خانا في تحليل نشرته مجلة "ذا نيشن" الأمريكية وترجمه للعربية "الموقع بوست" إن الضربات العسكرية التي شنّها الرئيس ترامب على المنشآت النووية الإيرانية هذا الأسبوع عرّضت الأمريكيين وقواتنا وسفاراتنا للخطر"
وتابع "هذه ليست سوى البداية. إذا استمر ترامب في هذا المسار، فسترتفع الخسائر المادية والبشرية بشكل حاد - خاصة إذا نفذت إيران تحذيراتها بالرد على القوات الأمريكية المتمركزة في المنطقة".
وأشار إلى أن الكونغرس يحتاج إلى التصويت فورًا على قرار صلاحيات الحرب الذي قدمته بالاشتراك مع النائب توماس ماسي لضمان عدم قيام الرئيس ترامب بتصعيد العمل العسكري من جانب واحد، دون موافقة الكونغرس".
ولفت إلى أن المادة الأولى من الدستور تمنح الكونغرس - وليس الرئيس - السلطة الوحيدة لإعلان الحرب. وقد صُمّم هذا القرار كقرار ذي امتيازات، مما يعني أنه سيخضع للتصويت. سيتعين على كل عضو في الكونغرس أن يقرر ما إذا كان سيؤيد الدبلوماسية والدستور، أم الحرب اللانهائية وتجاوزات السلطة التنفيذية.
وأردف النائب الأمريكي بالقول "لقد استخدمنا هذه السلطة لكبح جماح العسكرة الأمريكية من قبل، عندما انضممت إلى الكونغرس، عملت مع السيناتور بيرني ساندرز لتقديم أول قرار بشأن صلاحيات الحرب في تاريخ الولايات المتحدة، والذي حظي بموافقة كلا المجلسين. كان الهدف من القرار إنهاء الدعم الأمريكي غير المصرح به للحرب التي تقودها السعودية في اليمن، والتي أودت بحياة مئات الآلاف من اليمنيين الأبرياء دون وجه حق. نجح القرار، إذ أقره الكونغرس بدعم من الحزبين. وفي مواجهة معارضة الكونغرس، قلص الرئيس ترامب الدعم الأمريكي لآلة الحرب السعودية، مما أدى في النهاية إلى خروجها من هذا الصراع الوحشي.
وزاد أن مثل هذه المواقف هي بالضبط السبب الذي يجعل دستورنا يحظر على الرؤساء شن هجمات دون إذن من الكونغرس. لقد أدرك واضعو الدستور أنه بمجرد بدء الحرب، غالبًا ما تؤدي الضغوط الشعبية والسياسية إلى التصعيد. لقد أثبتنا أن الكونغرس قادر على إعادة تأكيد دوره الدستوري - ويمكننا فعل ذلك مرة أخرى. لكن علينا التحرك بسرعة.
بالنسبة للأمريكيين المنهكين من عقود من الحرب، يقول خانا تبدو أحداث هذا الأسبوع كابوسًا. فبعد أشهر من الدبلوماسية المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، كان مبعوثو الرئيس ترامب يستعدون لجولة أخرى من المفاوضات النووية.
كانت الآفاق حقيقية: كان التوصل إلى اتفاق لكبح البرنامج النووي الإيراني ممكنًا. وكان اتفاق دبلوماسي لتجنب الحرب وتحقيق منافع لكل من الأمريكيين والشعب الإيراني في الأفق.
وما زاد الأمر إثارة للدهشة وفق التحليل هو أنه قبل أسابيع فقط، أفادت التقارير أن ترامب كان قد طلب من نتنياهو عدم شن ضربة من شأنها تقويض الدبلوماسية. ومع ذلك، بعد العملية الإسرائيلية، عكس ترامب مساره - مشيدًا بالهجمات، ومستغلًا إياها لتهديد إيران، ومتخليًا عن تركيزه على كونه صانع صفقات دبلوماسيًا نخبويًا.
وأكد أن توريط الولايات المتحدة في حرب أخرى في الشرق الأوسط هو بالضبط ما وعد به ترامب الناخبين الأمريكيين بأنه لن يفعله. وقال "لقد شن حملة انتخابية ضد حروب تغيير الأنظمة، وهو ما أشار الآن إلى أنه سيدعمه. وتعهد بإعادة قواتنا إلى الوطن، ووضع "أمريكا أولًا"، وتقليص وجودنا العسكري في الشرق الأوسط. توقع الأمريكيون التركيز على إنهاء الهدر وخفض الأسعار، لكن الصراع مع إيران سيزيد من عجزنا المالي. 10% من ديننا الوطني البالغ 36 تريليون دولار ناتج عن حرب العراق. وقد صدق العديد من الأمريكيين كلام ترامب. لكن حتى مؤيديه يُعربون الآن عن معارضتهم للضربات والتصعيد المتزايد مع إيران".
وطبقا للنائب خانا فإن غالبية الأمريكيين يريدون من ترامب السعي للسلام والدبلوماسية بدلًا من حرب أخرى مكلفة. يُظهر استطلاع جديد أجرته مجلة الإيكونوميست بالتعاون مع يوجوف أن 16% فقط من الأمريكيين يؤيدون الانضمام إلى صراع إسرائيل مع إيران، وأن أغلبية تؤيد المفاوضات الأمريكية مع إيران بشأن برنامجها النووي. ومن بين ناخبي ترامب في انتخابات 2024، يُعارض معظمهم التدخل العسكري الأمريكي في الصراع.
وقال "ونحن نعلم أن الدبلوماسية فعّالة. فقد حدّ اتفاق الرئيس أوباما النووي من التخصيب إلى 3.67% في نطنز فقط. ومنذ أن انسحب ترامب من الاتفاق، بلغ التخصيب 60% في فوردو، ومستويات عالية من التخصيب منتشرة في أنحاء إيران. حتى لو تسببت ضربات ترامب في عرقلة مؤقتة، فإنها لن تقضي على قدرة إيران النووية. في الواقع، يمكن لإيران ببساطة إعادة بناء نفسها - هذه المرة بدون مفتشين دوليين".
وأوضح أنه لم يفت الأوان بعد على ترامب لعكس مساره والعودة إلى طاولة المفاوضات لمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية. ولكن إذا أصرّ على مواصلة مسار الحرب وتغيير النظام، فإن قرارنا بشأن صلاحيات الحرب سيضمن أن يعرف الشعب الأمريكي أي الممثلين دافعوا عن السلام ومن صوّتوا لإطالة أمد تجربة أمريكا الكارثية مع حرب لا نهاية لها خلقت جيلاً من الكراهية.
وخلص النائب الأمريكي، رو خانا في تحليله إلى القول "لا يمكننا أن ندع الحكومة تدفعنا إلى صراع مكلف وكارثي آخر ضد إرادة الشعب الأمريكي. نحن بحاجة إلى تمرير قرارنا الحزبي الخاص بسلطات الحرب بشكل عاجل وتعبئة ملايين الأميركيين على اليسار واليمين الذين يريدون خفض التصعيد واتباع مسار الدبلوماسية الصعبة والسلام".