روسيا اعتبرتها طعنة في الظهر.. هذا ما ستكسبه تركيا من موافقتها على ضم السويد للناتو
تاريخ النشر: 12th, July 2023 GMT
قال الدكتور خليل العناني، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إن إعطاء تركيا الضوء الأخضر لانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، يأتي في إطار سعيها لجني بعض المكتسبات والمصالح، مقللا من أثر استياء موسكو تجاه علاقتها مع أنقرة.
وعدّد ضمن تلك المكتسبات التي تطمح إليها أنقرة، الإتمام السريع لصفقة شراء طائرات "إف-16" الأميركية، والتي صدرت تصريحات إيجابية بشأنها من قِبَل البيت الأبيض وممثلين للكونغرس، إضافة إلى التزام السويد باتفاقها السابق مع تركيا بخصوص مكافحة المنظمات التي تعتبرها أنقرة إرهابية.
وجاء حديث العناني خلال الحلقة التي خصصها برنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2023/7/11) لمناقشة إعلان تركيا موافقتها على انضمام السويد إلى حلف الناتو الذي يعقد قمة في ليتوانيا هيمن عليها البحث في سبل دعم أوكرانيا لمواجهة روسيا.
وقال البيت الأبيض إنه يعتزم تزويد أنقرة بمقاتلات "إف-16″، في سياق ترحيب واشنطن وعواصم غربية بخطوة تركيا التي ربطتها بالموافقة على انضمامها للاتحاد الأوروبي.
أما روسيا فلم تتأخر بإعلان انزعاجها من القرار التركي، الذي وصفته بأنه طعنة في الظهر، حيث ترى أن انضمام السويد إلى حلف الناتو ستكون له تداعيات على الأمن القومي الروسي، مؤكدة أنها ستتخذ إجراءات بشأنه.
كما صرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بأنه لا أحد من الأوروبيين يرغب برؤية تركيا في اتحادهم، وأنه "لا ينبغي أن تكون لتركيا أي أوهام في هذا الصدد".
وتساءلت الحلقة عما تعنيه الموافقة التركية على انضمام السويد إلى الناتو بالنسبة لتوسع الحلف وسياسة الباب المفتوح في ضوء التجاذبات التي أحاطت بالأمر، وكيف ستتعاطى موسكو مع هذه الخطوة، وما فرص انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، وما انعكاسات التقدم في تلك الفرص إقليميًا ودوليا؟
تطور إيجابيوبحسب العناني فإن الحديث عن إحياء مفاوضات انضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي، هو في حد ذاته تطور إيجابي، ويأتي في سياق مساعي تركيا لتحسين صورتها، بعد مرحلة كان ينظر إليها كدولة منبوذة لاعتبارات مختلفة كأزمتها مع اليونان ومواقفها من بعض القضايا الإقليمية، وقربها من موسكو.
واعتبر أن اتساع حلف الناتو بعد انضمام السويد وفنلندا، يجعل منه أكبر تحالف دفاعي في التاريخ، وهو الأمر الذي بالرغم مما يحققه من مزايا لدوله، سيثير مشاكل مع روسيا، ويزيد من عدد الدول المتخلية عن الحياد، كما أنه ينبئ بانقسام العالم لفريقين، ويدخل العالم مرحلة تتعارض مع ما يرجوه الكثير من سيادة السلام العالمي.
لكنه في الوقت ذاته، لا يرى أن انزعاج روسيا من الموقف التركي، سيؤثر على علاقات البلدين، حيث يجد في تاريخ تلك العلاقات ما يؤكد إمكانية تجاوز أي خلافات، لافتا إلى أن روسيا تأخذ في الاعتبار وجود مصلحة حقيقية لتركيا حال انضمامها للاتحاد الأوروبي، لكنها تراهن أيضا على عدم القبول الأوروبي لذلك.
مكتسبات إضافيةفيما يرى الدكتور زياد ماجد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في باريس، أن من أهم المكتسبات التي ستحصل عليها تركيا بعد موافقتها على انضمام السويد، هو رفع الحظر الكندي عنها لبيع الأسلحة وعدد من المنتجات الأخرى، وتحقيق تقدم في ملفات إقليمية كنزاعها مع اليونان وقضية قبرص وإعادة التفاوض بشأن ملف اللاجئين.
ويرى أن توسع الناتو وانضمام السويد إليه، يأتي عكس ما كانت تريده روسيا من حربها ضد أوكرانيا، وهو الأمر الذي حرصت عليه واشنطن وعدد من العواصم الأوروبية، ليظهر الأمر في صورة فشل لموسكو في تحقيق أهدافها.
لكنه يذهب في الوقت نفسه -متوافقا مع العناني- إلى عدم تأثر العلاقات الروسية التركية بسبب قرار أنقرة الأخير، حيث يرى في هذا السياق أن هناك احتياجا متبادلا في ملفات مختلفة، مشيرا إلى وقوع مواجهات بين البلدين في ميادين مختلفة مثل ليبيا وسوريا وأرمينيا، لكن علاقاتهما ظلت حيوية باستمرار.
وفي هذا السياق، يرى أن تركيا صارت أكثر وضوحا بشأن حرصها على إبقاء العلاقات مع موسكو، وسط توجه لاستعادة العلاقة مع الغرب وتمتينها، ذاهبا إلى أن قدرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الحراك السياسي، تظهر نجاحا نسبيا في تلك الملفات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: انضمام السوید إلى للاتحاد الأوروبی على انضمام
إقرأ أيضاً:
انضمام أمريكي رسمي إلى العدوان الصهيوني على إيران وطهران تتوعد واشنطن برد مؤلم
الثورة /متابعات
أدانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشدة العدوان الأمريكي على منشآتها النووية وتوعدت واشنطن برد يجعل الأمريكيين يندمون وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان امس ان أمريكا اثبت وقوفها خلف العدوان الصهيوني.. واضاف “هذا العدوان أظهر أن الولايات المتحدة هي العامل الأساسي وراء الأعمال العدائية التي يقوم بها النظام الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية في إيران”، معتبرا أن واشنطن تدخلت بعدما لمست “العجز الواضح” لدى حليفتها إسرائيل.
وأوضح أنه رغم محاولة الأمريكيين في البداية إخفاء دورهم، إلا أنهم وبعد الردّ الحاسم والرادع من قبل القوات المسلحة الإيرانية، ومع مشاهدتهم لعجز الكيان الصهيوني، اضطروا للدخول المباشر إلى ساحة المواجهة.
وأضاف الرئيس الإيراني أن “اعتداء الكيان الصهيوني على بلادنا، رغم ما سبّبه من خسائر وشهادة عدد من القادة والعلماء والمواطنين الأعزاء، يجب أن يكون محفزاً لوضع الخلافات جانباً وتفعيل الطاقات الشعبية الهائلة. وقد أثبت الشعب الإيراني مراراً استعداده لبذل الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن تراب هذا الوطن وصون سيادته”.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في مؤتمر صحافي من إسطنبول، أمس الأحد، إن طهران تدين بشدة الهجمات الأمريكية وتعتبرها “انتهاكا للقانون الدولي”،
وقال وزير الخارجية الإيراني، إن طهران ستواصل الدفاع عن سيادتها وشعبها، مشددا على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “لم يخدع إيران فحسب بل بلاده أيضا”.
الى ذلك قال الحرس الثوري الإيراني، إن العدوان الذي شنه، النظام الإرهابي الأمريكي، سيدفع إيران إلى استخدام خيارات تتجاوز التصورات والحسابات الواهية للجبهة المعتدية، وعلى المعتدين أن ينتظروا ردودًا تجعلهم يندمون.
واعتبر الحرس الثوري الإيراني، أن تكرار أمريكا لحماقاتها الفاشلة السابقة، يعكس عجزها الاستراتيجي وتجاهلها لحقائق الميدان في المنطقة، وبدلاً من أن تستخلص الدروس من إخفاقاتها المتكررة، أقدمت واشنطن على تنفيذ هجوم مباشر على منشآت سلمية، واضعة نفسها عمليًا في خط المواجهة الأول لهذا العدوان.
الى ذلك حملت الخارجية الإيرانية ، الحكومة الأمريكية المحرضة على الحرب والمخالفة للقانون مسؤولية الآثار والعواقب الخطيرة للغاية لهذه الجريمة الكبرى.
وفجر امس الأحد، انضمت الولايات المتحدة إلى العدوان الصهيوني على إيران، بإعلان الرئيس دونالد ترامب، تنفيذ هجوم “ناجح للغاية” حسب وصفه استهدف 3 مواقع نووية في إيران، هي منشآت فوردو ونطنز وأصفهان.
وقال ترامب في منشور على منصة “تروث سوشيال”، الطائرات الأمريكية “أسقطت حمولة كاملة من القنابل” على مواقع فوردو ونطنز وأصفهان قبل مغادرتها المجال الجوي الإيراني “بسلام”.