أسباب وعلاج تقلب الأطوار وتغير الأحوال بآيات من القرآن
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
لا يخلو إنسان في هذه الحياة من المتاعب والأحزان والآلام ، وتقلب الأطوار وتغير الأحوال من قبض وبسط وعسر ويسر وفرج وكرب وشدة ورخاء وسراء وضراء. ولا شك أن ذلك كله يظهر أثره على وجهه ولكن ما سبب ذلك؟ وماعلاجه؟ يقول الشيخ مبارك علي محمد علي، إمام وخطيب مسجد سيدي أبي الحجاج الأقصري، لا شك أن القبض الذي يصيب الإنسان له أسباب كثيرة منها:
إليك أذكار ما قبل النوم من القرآن الكريم السبت القادم.. بدء مسابقة الإمام الأكبر لحفظ القرآن الكريم بالشرقية
1- كثرة الذنوب وهذا يزول بالتوبة والاستغفار. أخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ أبِي مُوسى أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «لا يُصِيبُ عَبْدًا نَكْبَةٌ فَما فَوْقَها أوْ دُونَها إلّا بِذَنْبٍ وما يَعْفُو اللَّهُ عَنْهُ أكْثَرُ. وقَرَأ: ﴿وما أصابَكم مِن مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أيْدِيكم ويَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ [الشورى»: ٣٠] وذكر الإمام القرطبي عن ابن صبيح قال : "شكا رجل إلى الحسن الجدوبة : فقال له : استغفر الله، وشكا آخر إليه الفقر فقال له : استغفر الله وقال له آخر : ادع الله أن يرزقني ولداً فقال له : استغفر الله، وشكا إليه آخر جفاف بستانه، فقال له : استغفر الله، فقال له الربيع بن صبيح أتاك رجال يشكون أنواعاً فأمرتهم كلهم بالاستغفار ! فقال : ما قلت من عندي شيئاً ! إن الله عز وجل يقول في سورة نوح : " قُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا " ( سورة نوح، الآيات: 10-12 ) .
2- وقد يكون القبض والكرب بسبب أمل ضاع أو مرض ألم بالإنسان وعلاج ذلك يكون في التسليم لأمر الله وفي ذلك يقول الإمام الشافعي: دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاءُ وَإِن كَثُرَت عُيوبُكَ في البَرايا وَسَرَّكَ أَن يَكونَ لَها غِطاءُ تَسَتَّر بِالسَخاءِ فَكُلُّ عَيبٍ يُغَطّيهِ كَما قيلَ السَخاءُ وَلا تُرِ لِلأَعادي قَطُّ ذُلّاً فَإِنَّ شَماتَةَ الأَعدا بَلاءُ وَلا تَرجُ السَماحَةَ مِن بَخيلٍ فَما في النارِ لِلظَمآنِ ماءُ وَرِزقُكَ لَيسَ يُنقِصُهُ التَأَنّي وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ العَناءُ وَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورٌ وَلا بُؤسٌ عَلَيكَ وَلا رَخاءُ إِذا ما كُنتَ ذا قَلبٍ قَنوعٍ فَأَنتَ وَمالِكُ الدُنيا سَواءُ وَمَن نَزَلَت بِساحَتِهِ المَنايا فَلا أَرضٌ تَقيهِ وَلا سَماءُ وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ وَلَكِن إِذا نَزَلَ القَضا ضاقَ الفَضاءُ. 3- وقد يكون القبض والكرب بسبب ظلم وقع على الإنسان لا يستطيع دفعه وعلاج ذلك الصبر وسعة الصدر فدعْوةُ المظلومِ تُحمَلُ علَى الغَمامِ و تُفتَحُ لها أبوابُ السَّماءِ و يقولُ اللهُ تباركَ وتعالى وعزَّتي وجلالي لأنصرَنَّكَ ولَو بعدَ حينٍ.
4- وهناك قبض لا يعرف له سبب وهذا يزول بالذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد28. أخرج أحمد والترمذي في سننه من حيث أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: «ما شئت». قال: قلت: الربع، قال: «ما شئت فإن زدت فهو خير لك»، قلت: النصف، قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، قال: قلت: فالثلثين، قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، قلت: أجعل لك صلاتي كلها قال: «إذا تُكْفَى همَّكَ، ويُغْفرُ لك ذنبك»: «هذا حديث حسن».وفي رواية: «إذن يكفيك الله ما أهمك من دنياك وآخرتك». والمتدبر للقرآن الكريم والفاهم لسنة النبي الكريم يعلم: أن كل شيء بقدر الله والله سبحانه قسم للعبد سعادته وشقائه ورزقه وعمره، فما كان لك سوف يأتيك على ضعفك، وما كان لغيرك لن تناله بقوّتك. قال تعالى: (وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّۢ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍۢ فَلَا رَآدَّ لِفَضْلِهِۦ ۚ يُصِيبُ بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِۦ ۚ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ). والسنة النبوية الشريفة مليئة بالأذكار والأدعية لتفريج الكربات وأهل البيت وصحابته الكرام تعلمنا منهم في الشأن الكثير فمن ذلك قول سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه: وَكَم لِلّهِ مِن لُطفٍ خَفيٍّ يَدِقُّ خَفاهُ عَن فَهمِ الذَكيِّ وَكَم يُسرٍ أَتى مِن بَعدِ عُسرٍ فَفَرَّجَ كَربَهُ القَلبُ الشَجيِّ وَكَم أَمرٍ تُساءُ بِهِ صَباحاً وَتَأتيكَ المَسَرَّةُ بِالعَشيِّ إِذا ضاقَت بِكَ الأَحوالُ يَوماً فَثِق بِالواحِدِ الفَردِ العَلِيِّ تَوَسَّل بِالنَبِي في كُلِ خَطبٍ يَهونُ إِذا تُوُسِّلَ بِالنَبيِّ وَلا تَجزَع إِذا ما نابَ خَطبٌ فَكَم لِلّهِ مِن لُطفٍ خَفيِّ وقال الحافظ السيوطي رحمه الله في تاريخ الخلفاء: أخرج البيهقي وابن عساكر من طريق أبي المنذر هشام بن محمد عن أبيه قال: أضاق الحسن بن علي رضي الله عنهما وكان عطاؤه في كل سنة مائة ألف فحبسها عنه معاوية رضي الله عنه في إحدى السنين فأضاق إضاقة شديدة، قال: فدعوت بدواة لأكتب إلى معاوية رضي الله عنه لأذكره نفسي ثم أمسكت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال: " كيف أنت يا حسن" فقلت بخير يا أبتِ وشكوت إليه تأخر المال عني، فقال: " أدعوت بدواة لتكتب إلى مخلوق مثلك تذكره ذلك" فقلت نعم يا رسول الله فكيف أصنع، فقال: (قل اَللَّهُمَّ اقْذِفْ في قَلْبِي رَجَاءَكَ وَاقْطَعْ رَجَائِي عَمَّنْ سِوَاكَ حَتى لا أَرْجُو أَحَدًا غَيْرَكَ اَللَّهُمَّ وَمَا ضَعُفَتْ عَنْهُ قُوَّتِي وَقَصُرَ عَنْهُ عَمَلِي ولَمْ تَنْتَهِ إِلَيْهِ رَغْبَتِي وَلَمْ تَبْلُغْهُ مَسْأَلَتِي وَلَمْ يَجْرِ عَلَى لِسَانِي مِمَّا أَعْطَيْتَ أَحَدًا مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ مِنَ الْيَقِينِ فَخُصَّنِي بِهِ يا رَبَّ الْعَالَمِين )قال: فوالله ما ألححت به أسبوع
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: آيات من القران القرآن الاحزان رضی الله عنه استغفر الله فقال له ما شئت
إقرأ أيضاً:
ملتقى الجامع الأزهر: القرآن في مقدمة المعجزات الخارقة للعادة لرسول الله
عقد الجامع الأزهر اليوم الثلاثاء، اللقاء الأسبوعي لملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، تحت عنوان "خوارق العادات.. رؤية إسلامية"، بحضور كل من د. محمد عبد المالك نائب رئيس جامعة الأزهر، ود. عبد الرحمن فوزي فايد، وأدار الملتقى سعد المطعني، الإعلامي بإذاعة القرآن الكريم.
نائب رئيس جامعة الأزهر يوضح معجزات سيدنا محمدفي بداية الملتقى، أكد الدكتور محمد عبد المالك، أن الله تعالى أظهر على يدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الكثير من المعجزات الحسية الخارقة للعادة لتأييده وتصديقه، فمن هذه المعجزات الثابتة تواتراً في كتب السنة: حنين الجذع، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب متكئاً على جذع نخلة، فلما صنع له المنبر وترك الجذع، صدر عن الجذع أنين شوقاً وفراقاً لرسول الله، فنزل النبي واحتضنه حتى سكن.
وأضاف "ثبتت له صلى الله عليه وسلم معجزات تكثير الطعام القليل ببركة دعائه حتى كفى أعداداً عظيمة من الصحابة وشبعوا منه، و نبع الماء من بين أصابعه الشريفة كالعيون الجارية في مواقف متعددة، ليشرب ويتوضأ منه مئات الصحابة في أوقات الحاجة والشدة، ومن دلائل نبوته كذلك تسبيح الحصى بين يديه صلى الله عليه وسلم، وقد سمعه بعض الصحابة، وهذه المعجزات الكونية هي تصديق إلهي لنبوته، وتعد دليلاً عقلياً واضحاً على أنه رسول من عند الله، القادر على خرق نواميس الكون والطبيعة".
وأوضح الدكتور محمد عبد المالك، أن هناك ثلاث أنواع لخوارق العادات، فبينما يقصد بـالإرهاص ما يقع من خوارق قبل البعثة كنبوءة الرهبان بحق النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإن المعجزة هي أمر خارق للعادة يجريه الله على يد نبي مصحوباً بالتحدي لإثبات صدق نبوته، كما حدث مع الأنبياء السابقين وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أما الكرامة.
وتابع “وهي النقطة التي تحتاج إلى الانضباط في تناولها، فهي ثابتة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتعرف بأنها أمر خارق للعادة يجريه الله تعالى على يد ولي صالح غير مصحوب بالتحدي، مثل قصة مريم عليها السلام ورزقها بفاكهة الصيف في الشتاء، وقد أجمع العلماء على أن كل كرامة لولي هي في حقيقتها معجزة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لأن الولي لم ينلها إلا بفضل استقامته وشدة اتباعه لمنهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسنته، فالكرامة تعد ثمرة لاتباع النبي، لذلك، لا يجوز الإفراط في الحديث عن الكرامات أو المبالغة فيها بما يخالف العقيدة، بل يجب التأكيد على أن الاستقامة واتباع الشريعة هي الغاية، والكرامة مجرد عطاء إلهي للولي لا ينقص من شأنه عدم وقوعها”.
نائب رئيس جامعة الأزهر يشيد بجهود القوات المسلحة في غرس قيم الانتماء
البحوث الإسلامية: قافلة واعظات الأزهر بسيوة وصلت لشرائح واسعة من السيدات
أكاديمية الأزهر ومركز الإمام الأشعري يعقدان ندوة حول تجديد الفكر العقدي
الأزهر للفتوى: المسلم الحق دائم الصلة بربه فى السراء والضراء
من جانبه قال الدكتور عبد الرحمن فايد، إن القرآن الكريم هو في مقدمة المعجزات الخارقة للعادة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لكونه يمثل التحدي الأبدي للعرب الذين نزل فيهم، وهو تحد جاء من جنس ما برعوا فيه وأتقنوه، وهو اللغة والبلاغة والفصاحة، فعلى الرغم من أن العرب في ذلك الوقت كانوا بارعين في فنون القول والبيان، بجميع صوره الشعرية والنثرية، إلا أنهم عجزوا تماماً عن أن يأتوا بمثل هذا الكتاب المبين، أو حتى بسورة من مثله، قال تعالى: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} ولذلك، يظل القرآن الكريم هو المعجزة الكبرى والباقية على مر الزمان والمكان، شاهداً على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وتفوقه في كونه كلام الله الذي لا يدانى، وهو ما يؤكد أن مصدره إلهي وليس بشري.
وبين الدكتور عبد الرحمن فايز، إن صورة الإسلام والمسلمين في نظر الغرب والعالم تبنى من خلال سلوكيات المنتسبين لهذا الدين، وهذا يضع على عاتق كل مسلم مسؤولية جسيمة تتمثل في أن يكون سلوكنا اليومي انعكاساً حقيقياً ومنضبطاً للقيم والمبادئ السامية للإسلام، ولتحقيق هذا الهدف، يجب علينا أولاً وقبل كل شيء أن نخلص النية لله، قال تعالى: {إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ} في كل تصرفاتنا.
ونوه بأن نجعل منهجنا هو الانضباط في كل جانب من جوانب حياتنا، سواء كان ذلك في الالتزام بأخلاق المهنة، أو في التعاملات المالية، أو في العلاقات الاجتماعية، أو في احترام القانون والنظام، لأن السلوك المنضبط في الدنيا ليس فقط وسيلة لتقديم صورة مشرقة وحقيقية للدين، بل هو السبيل الأساسي للفوز في الآخرة ونيل رضا الله وجنته، قال تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}.