ملتقى الجامع الأزهر: القرآن في مقدمة المعجزات الخارقة للعادة لرسول الله
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
عقد الجامع الأزهر اليوم الثلاثاء، اللقاء الأسبوعي لملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، تحت عنوان "خوارق العادات.. رؤية إسلامية"، بحضور كل من د. محمد عبد المالك نائب رئيس جامعة الأزهر، ود. عبد الرحمن فوزي فايد، وأدار الملتقى سعد المطعني، الإعلامي بإذاعة القرآن الكريم.
نائب رئيس جامعة الأزهر يوضح معجزات سيدنا محمدفي بداية الملتقى، أكد الدكتور محمد عبد المالك، أن الله تعالى أظهر على يدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الكثير من المعجزات الحسية الخارقة للعادة لتأييده وتصديقه، فمن هذه المعجزات الثابتة تواتراً في كتب السنة: حنين الجذع، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب متكئاً على جذع نخلة، فلما صنع له المنبر وترك الجذع، صدر عن الجذع أنين شوقاً وفراقاً لرسول الله، فنزل النبي واحتضنه حتى سكن.
وأضاف "ثبتت له صلى الله عليه وسلم معجزات تكثير الطعام القليل ببركة دعائه حتى كفى أعداداً عظيمة من الصحابة وشبعوا منه، و نبع الماء من بين أصابعه الشريفة كالعيون الجارية في مواقف متعددة، ليشرب ويتوضأ منه مئات الصحابة في أوقات الحاجة والشدة، ومن دلائل نبوته كذلك تسبيح الحصى بين يديه صلى الله عليه وسلم، وقد سمعه بعض الصحابة، وهذه المعجزات الكونية هي تصديق إلهي لنبوته، وتعد دليلاً عقلياً واضحاً على أنه رسول من عند الله، القادر على خرق نواميس الكون والطبيعة".
وأوضح الدكتور محمد عبد المالك، أن هناك ثلاث أنواع لخوارق العادات، فبينما يقصد بـالإرهاص ما يقع من خوارق قبل البعثة كنبوءة الرهبان بحق النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإن المعجزة هي أمر خارق للعادة يجريه الله على يد نبي مصحوباً بالتحدي لإثبات صدق نبوته، كما حدث مع الأنبياء السابقين وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أما الكرامة.
وتابع “وهي النقطة التي تحتاج إلى الانضباط في تناولها، فهي ثابتة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتعرف بأنها أمر خارق للعادة يجريه الله تعالى على يد ولي صالح غير مصحوب بالتحدي، مثل قصة مريم عليها السلام ورزقها بفاكهة الصيف في الشتاء، وقد أجمع العلماء على أن كل كرامة لولي هي في حقيقتها معجزة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لأن الولي لم ينلها إلا بفضل استقامته وشدة اتباعه لمنهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسنته، فالكرامة تعد ثمرة لاتباع النبي، لذلك، لا يجوز الإفراط في الحديث عن الكرامات أو المبالغة فيها بما يخالف العقيدة، بل يجب التأكيد على أن الاستقامة واتباع الشريعة هي الغاية، والكرامة مجرد عطاء إلهي للولي لا ينقص من شأنه عدم وقوعها”.
نائب رئيس جامعة الأزهر يشيد بجهود القوات المسلحة في غرس قيم الانتماء
البحوث الإسلامية: قافلة واعظات الأزهر بسيوة وصلت لشرائح واسعة من السيدات
أكاديمية الأزهر ومركز الإمام الأشعري يعقدان ندوة حول تجديد الفكر العقدي
الأزهر للفتوى: المسلم الحق دائم الصلة بربه فى السراء والضراء
من جانبه قال الدكتور عبد الرحمن فايد، إن القرآن الكريم هو في مقدمة المعجزات الخارقة للعادة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لكونه يمثل التحدي الأبدي للعرب الذين نزل فيهم، وهو تحد جاء من جنس ما برعوا فيه وأتقنوه، وهو اللغة والبلاغة والفصاحة، فعلى الرغم من أن العرب في ذلك الوقت كانوا بارعين في فنون القول والبيان، بجميع صوره الشعرية والنثرية، إلا أنهم عجزوا تماماً عن أن يأتوا بمثل هذا الكتاب المبين، أو حتى بسورة من مثله، قال تعالى: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} ولذلك، يظل القرآن الكريم هو المعجزة الكبرى والباقية على مر الزمان والمكان، شاهداً على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وتفوقه في كونه كلام الله الذي لا يدانى، وهو ما يؤكد أن مصدره إلهي وليس بشري.
وبين الدكتور عبد الرحمن فايز، إن صورة الإسلام والمسلمين في نظر الغرب والعالم تبنى من خلال سلوكيات المنتسبين لهذا الدين، وهذا يضع على عاتق كل مسلم مسؤولية جسيمة تتمثل في أن يكون سلوكنا اليومي انعكاساً حقيقياً ومنضبطاً للقيم والمبادئ السامية للإسلام، ولتحقيق هذا الهدف، يجب علينا أولاً وقبل كل شيء أن نخلص النية لله، قال تعالى: {إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ} في كل تصرفاتنا.
ونوه بأن نجعل منهجنا هو الانضباط في كل جانب من جوانب حياتنا، سواء كان ذلك في الالتزام بأخلاق المهنة، أو في التعاملات المالية، أو في العلاقات الاجتماعية، أو في احترام القانون والنظام، لأن السلوك المنضبط في الدنيا ليس فقط وسيلة لتقديم صورة مشرقة وحقيقية للدين، بل هو السبيل الأساسي للفوز في الآخرة ونيل رضا الله وجنته، قال تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجامع الأزهر الأزهر ملتقى الأزهر ملتقى الجامع الأزهر معجزات سيدنا محمد خوارق العادات القرآن محمد صلى الله علیه وسلم الجامع الأزهر القرآن الکریم
إقرأ أيضاً:
حكم قراءة القرآن بحسب المقامات الموسيقية؟
حكم قراءة القرآن بحسب المقامات الموسيقية؟ سؤال يسأل فيه الكثير من الناس فأجاب بعض أهل العلم وقال استحب العلماء تحسين الصوت عند قراءة القرآن وترتيله، وقالوا: وهذا لا نزاع فيه، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "زينوا القرآن بأصواتكم (رواه أبو داود والنسائي)" وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن (رواه مسلم)" وقوله -صلى الله عليه وسلم-: لأبي موسى الأشعري عندما سمعه يقرأ القرآن وكان حسن الصوت: لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود (رواه البخاري ومسلم).
قال ابن قدامة: اتفق العلماء على أنه يستحب قراءة القرآن بالتحزين والترتيل والتحسين. (ابن قدامه: المغني 10/312) لقوله -صلى الله عليه وسلم-: اقروا القرآن بالحزن فإنه نزل بالحزن.
اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين:
القول الأول: لا يجوز قراءة القرآن بالتلحين بحسب المقامات الموسيقية، ذهب الى هذا الإمام مالك وأحمد وجمع من أهل السلف منهم سعيد بن جبير وسعيد من المسيب والحسن البصري وابن سيرين والنخعي وأنس بن مالك والطبري والماوردي والقرطبي وابن تيمية وابن قيم الجوزية وغيرهم، ومنهم من حكاه اجماعا وقال: لم يثبت فيه نزاع. وحجتهم في ذلك.
-إن تلاوة القرآن أمر تعبدي يلزم فيه هدي من الكتاب أو السنة الشريفة، ولا هدى في ذلك ولا دليل في استعمال المقامات في تلاوة القرآن الكريم.
-استعمال المقامات فيه تشبه بأهل الغناء من الفنانين، والجلوس مع المطربين ليتعلم لحن المقامات وتطبيقه على تلاوة القرآن، ومفاسد ذلك ظاهرة على المصالح ودرئها أولى.
-طريقة الألحان فيها تهييج للطباع وتلهي عن التدبر والتأمل المقصود في معاني القرآن الكريم
-علم المقامات علم مستحدث لا علاقة له ولا صلة بعلم القراءات، نشأ في بيئة المطربين والمغنيين، مضبوط بطابع وايقاع موسيقى معين، ومرتبط بآلات اللهو والطرب كما هو الحال بالمقامات الأندلسية والبغدادية.
-تحسين الصوت بالقرآن يكون من حيث أدائه على الوجه الصحيح من حيث: تطبيق الأحكام الخاصة بالتلاوة، كمراعاة الادغام والاظهار والاخفاء والمد والاقلاب، والامالة والتحقيق والتسهيل والابدال، والثقل والمحافظة على المعاني والسلامة من اللحن ومخارج الحروف وغير ذلك.
القول الثاني:
يجوز قراءة القرآن بألحان المقامات الموسيقية، وذهب الى هذا الامام أبو حنيفة والشافعي وهو مروي عن عمر بن الخطاب وابن عباس وعطاء وابن المبارك وغيرهم.
قال السيوطي: قراءة القرآن بالألحان والأصوات الحسنة إن لم تخرجه عن هيئته المعتبرة فهو سنة حسنة، وان أخرجته فحرام. وحجتهم في ذلك.
-قوله صلى الله عليه وسلم-:ما أذن الله بشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن (رواه مسلم) وقوله صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) (صحيح البخاري) ومعلوم عند ذوي الحجا أن الترنم والتغني بالقرآن لا يكون الا بالصوت اذا حسنه وطرّب به، ومن أبين البيان أن التغني بالقرآن وتزيينه وتحسين الصوت به والتطريب بقراءته أوقع في النفس وادعى الى الاستماع والاصغاء لنفاذ معانيه الى القلب، وفيه تعويض للنفس عن الغناء، كما عوّض عن كل محرم بما هو خير منه، كالاستخارة عن الاستقسام بالأزلام، والنكاح عن السفاح.