لبنان ٢٤:
2025-05-17@23:29:10 GMT

ما سرّ عودة الحرب إلى غزة... وماذا سيشهد جنوب لبنان؟

تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT

ما سرّ عودة الحرب إلى غزة... وماذا سيشهد جنوب لبنان؟

ليس مفاجئاً إستئناف الحرب في غزة، فحكومة رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو أعلنت قبل التوصّل للهدنة الإنسانيّة وخلالها وبعدها، أنّها ستُكمل هجومها على القطاع الفلسطينيّ المُحاصر، حتّى تُحقّق أهدافها العسكريّة كاملة، ومنها تدمير البنية التحتيّة لـ"حماس"، واغتيال قادتها، والدخول إلى قلب المدينة الفلسطينيّة.

وفي موازاة ذلك، لم يُشكّل أيضاً عودة التوتّر إلى جنوب لبنان مفاجأة، لأنّ "حزب الله" أشار إلى أنّه سيظلّ يُحارب إلى جانب الشعب الفلسطينيّ، حتّى يُوقف العدوّ إطلاق النار نهائيّاً.
 
وفي الوقت الذي تقصف فيه إسرائيل غزة، وتُكمل عدوانها الذي يحصد المدنيين قبل المقاومين الفلسطينيين، لا تزال مصر وقطر والولايات المتّحدة، وحتّى تل أبيب و"حماس"، تعمل معا في الكواليس على صفقة جديدة لتبادل الأسرى والرهائن، ما سيُؤدّي إلى القبول بهدنة أخرى، من الممكن أنّ تمتدّ ليوم أو أكثر، بحسب أعداد الأشخاص التي قد تشملها الإتّفاقيّة المنتظرة، بين الحركة والحكومة الإسرائيليّة.
 
وفي هذا الإطار، يُؤكّد محللون عسكريّون، أنّ إسرائيل أرادت المضي قدماً في حربها على غزة، للضغط على "حماس" والدول المفاوضة، بهدف التوصّل لهدنة جديدة، لتحرير رهائن إضافيين، احتجزوا في 7 تشرين الأوّل الماضي، خلال عمليّة "طوفان الأقصى". ويُشير المحللون، إلى أنّ تل أبيب هذه المرّة مدعومة بقوّة من الولايات المتّحدة الأميركيّة، التي تضع كلّ ثقلها لإطلاق سراح الرهائن، الذين يحملون الجنسيّة الأميركيّة.
 
ويُوضح المحللون، أنّ الهدف الفعليّ للحرب لم يعدّ القضاء على "حماس"، وإنّما تحرير الرهائن في غزة، لأنّ الجولة الأولى من المعارك أظهرت أنّ إسرائيل فشلت كثيراً، وخصوصاً من الناحيّة العسكريّة، ولم يتبقَ لديها، سوى التحاور كيّ تستعيد مواطنيها. ويُضيف المحللون أنّ وصول الجيش الإسرائيليّ إلى أنفاق المقاومة الفلسطينيّة صعبٌ جدّاً، والدخول إليها أصعب، وهي مُجهّزة للقتال، وتكبيد الإسرائيليين خسائر كبيرة. ويقول المحللون أنّ كافة الدعايات الإسرائيليّة، التي ترافقت بقصف المستشفيّات واقتحامها كانت كاذبة، أو خاطئة جدّاً، لأنّ تل أبيب لم تعثر على أيّة أنفاق فيها، ولم تقدر على تحرير مختطفيها، وحتّى إيجادهم.
 
ووفق المحللين، أصبح هناك تفهّم لدى الحكومة الإسرائيليّة، التي فشلت في إدارة الحرب وتحقيق الأهداف، أنّها بالضغط على "حماس" وسكان مدينة غزة، ستقوم مصر وقطر بإجبار الحركة على القبول باتّفاقيّة تتعلّق بتبادل الرهائن، في مقابل الأسرى في السجون الإسرائيليّة.
 
ولأنّ الهدف الإسرائيليّ واضح، ولأنّ تل أبيب لن تستطيع القضاء على "حماس"، وخصوصاً إغتيال قادة الحركة، الذين يتواجدون بأغلبيتهم خارج فلسطين، وداخل دول عربيّة، فإنّ جبهة جنوب لبنان ستبقى مساندة لغزة. ويقول المحللون العسكريّون في هذا السيّاق، إنّ "حزب الله" سيستمرّ بالتعامل مع العدوّ وفق مبدأ "قواعد الإشتباك"، وسيستعرض قوّته أمامه، كلّما بادر الجيش الإسرائيليّ إلى قتل المدنيين في المناطق الجنوبيّة، أو استهدف الصحافيين، وقد تشهد المعارك على الحدود، دفع المقاومة الإسلاميّة بأسلحة جديدة، لتوجيه رسائل حازمة لإسرائيل، بأنّ وقف إطلاق النار، والقبول بالهدن، هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب.
 
وكما إسرائيل، يرى المحللون أنّ "حزب الله"، وبطبيعة الحال إيران، فتحا أكثر من جبهة على تل أبيب، والمقصود بذلك اليمن وسوريا والعراق، لإرهاق القوّات الإسرائيليّة والأميركيّة على حدٍّ سواء، كيّ يرضخوا للتفاوض، ويُوقفوا الحرب.
 
ويستبعد المحللون أنّ تنتقل الحرب لتشمل كلّ لبنان، لأنّ واشنطن تضع كلّ ثقلها لمنع هذا الأمر، ويُتابعون أنّ كلّ تحذيرات الغرب للبنانيين، تُوضع في خانة حماية إسرائيل فقط لا غير، للضغط على "حزب الله"، وإرغامه على عدم المشاركة في أيّ عملٍ عسكريّ، عند الحدود الجنوبيّة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الإسرائیلی ة حزب الله تل أبیب

إقرأ أيضاً:

عُمان التي أسكتت طبول الحرب

في ركنٍ من هذا العالم العربي الملتهب، حيث تتشابك مصالح الإمبراطوريات وتتصادم استراتيجيات الدول الكبرى على حساب الجغرافيا والتاريخ، هناك دولة اختارت طريقًا مختلفًا.

سلطنة عُمان هذه الواحة الهادئة وسط صحراء النزاعات لم تسمح لنفسها أن تكون بيدقًا في رقعة الشطرنج الدولية، ولم تُبدّد مكانتها في لعبة المحاور والاصطفافات، بل وقفت كـ«السيدة الحكيمة»، كما يسميها المراقبون، تمسح عن الوجوه غبار الحروب، وتفتح للخصوم أبوابًا لم يكونوا يتوقعونها.

في منطقة تتوزعها الرياح بين الطموح النووي الإيراني، والوجود الأمريكي الصارم، والاشتباك العربي المزمن، رفعت سلطنة عمان راية أخرى: راية «الاحترام المشترك»، و«الحوار قبل الضربة»، و«اليد الممدودة بدل الإصبع على الزناد».

وهنا، يكمن الاستثناء العُماني: دولة لم تُقامر يومًا بدماء جيرانها، ولم تبنِ مجدها على ركام الدول الأخرى. بل آمنت أن دورها الحضاري ليس بالتحالف مع الأقوى، بل بالوقوف على مسافة واحدة من الجميع.

في السادس من مايو، بينما كانت شاشات الأخبار تغرق في صور الانفجارات، وبينما كانت المؤشرات تنذر بتوسّع خطير في الصراع الدائر بين جماعة أنصار الله والتهديدات أمريكية المتصاعدة تجاه استهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر، خرجت مسقط باتفاق ناعم لكنه جلل: وقف إطلاق نار مؤقت بين واشنطن وصنعاء، يضمن سلامة الملاحة، ويمنح للسلام فرصة ليلتقط أنفاسه.

ولم تكن هذه المبادرة وليدة لحظة، بل هي نتيجة شهور من الحوار الصامت الذي أجرته سلطنة عُمان، بهدوء، بعيدًا عن الأضواء، في قنوات خلفية لا تعتمد على التصعيد، بل على بناء الثقة، حجرةً بعد حجرة.

لكن الأمر لم يتوقف عند اليمن.

إذ حملت الأيام التالية مفاجأة أكبر: إيران تُعلن موافقتها على مبادرة عُمانية لاستضافة جولة رابعة من المفاوضات مع الولايات المتحدة.

في وقتٍ كانت فيه التوترات تنذر بالانفجار، وبين تحركات بحرية ومواقف سياسية حادة، قررت طهران أن تستمع لصوت مسقط.

لماذا؟ لأن هذه الدولة التي لا تلوّح بالقوة، تملك ما هو أثمن من ذلك: تملك المصداقية.

لقد فهمت سلطنة عمان منذ بداية الجمهورية الإسلامية في إيران، ومنذ لحظة دخول الأساطيل الأمريكية للخليج، أن دورها ليس الوقوف في الضد، بل الوقوف في المنتصف، لا كحياد باهت، بل كوسيط نشط، بكرامة وهدوء.

فما الذي يجعل هذا البلد العملاق برسالته، ينجح فيما فشلت فيه دول كبرى، ذات أبواق وسفارات وميزانيات مهولة؟ الجواب، ببساطة، إنه لا يُمارس السياسة من أجل العنوان، بل من أجل الغاية.

ففي السياسة كما في الطب، لا يحتاج الطبيب الجيد إلى صخب، بل إلى يد ثابتة ونية خيّرة.

وهذا ما فعلته سلطنة عُمان.

اقتربت من الجراح وهي تهمس لا تصرخ، ووضعت الضمادة لا الحطب.

لقد وُلدت هذه الفلسفة من تاريخ طويل في العلاقات الإنسانية والسياسية.

فسلطنة عُمان، التي تفتح أبوابها للحجاج والدبلوماسيين على حد سواء، تعرف أن الكلمة الطيبة تُغيّر العالم أكثر مما يفعل الرصاص.

عرفت ذلك عندما وقفت على مسافة متزنة من كل صراعات المنطقة، وعندما شاركت في مساعي الاتفاق النووي مع إيران، وعندما رفضت أن تدخل تحالفات استنزفت الدول وأغرقتها في الرمال.

عُمان لا تُراهن على النصر، بل على النُبل.

لا تُقايض بالتحالفات، بل تُبادر بالثقة.

لا ترفع شعارات، بل ترسم جسورًا.

وفي لحظةٍ يخشى فيها العالم اندلاع حربٍ جديدة بين قوى كبرى، تُطفئ مسقط الشرارة قبل أن تصبح نارًا.

تجمع طهران وواشنطن تحت سقف واحد، لا لتفرض رأيًا، بل لتفتح نافذة.

هذا المقال ليس تمجيدًا لدبلوماسية، بل احتفاء بأخلاق دولة.

بدولةٍ فهمت أن القيادة لا تحتاج صراخًا، بل رقيًّا.

وأن التاريخ لا يخلّد الأصوات العالية، بل الأفعال العظيمة التي تمشي على أطراف الأصابع.

تحية إلى عُمان، دولة الأفعال الهادئة التي كلما اقتربت الحرب، قررت أن تكتب فصلًا جديدًا للسلام.

مقالات مشابهة

  • مظاهرات حاشدة في تل أبيب بالتزامن مع المفاوضات في الدوحة
  • صدمة بلبنان.. اعتقال منشد ديني بتهمة التجسس لصالح إسرائيل ضد حزب الله
  • إسرائيل تعلن مقتل قيادي في حزب الله اللبناني
  • "عربات جدعون": هل يمكن لخطة إسرائيل لاحتلال قطاع غزة أن تقضي على حركة حماس؟
  • إسرائيل تعلن تكثيف الهجوم على غزة.. بـ"عربات جدعون"
  • مفاوضات الدوحة : إسرائيل ترفض وقف حرب غزة ولا تقدم بالمحادثات
  • إسرائيل أمام مفترق طرق - يديعوت: لا تقدم حقيقي في المفاوضات إلا أنها مستمرة
  • نتنياهو يعقد اجتماعا أمنيا بشأن وفد تل أبيب بالدوحة
  • عُمان التي أسكتت طبول الحرب
  • قائد الثورة: العدو الإسرائيلي يستهدف النازحين في مراكز إيوائهم التي يحددها كمناطق آمنة