الصحافة وتحديات الاستدامة المالية
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
رغم أن العالم منذ جائحة كوفيد19 زاد إقباله على طلب الأخبار الموثوقة ومتابعة التحليلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تقدمها المؤسسات الإعلامية المتخصصة «الصحف، القنوات الإخبارية، الإذاعات، وكالات الأنباء» إلا أن الكثير من هذه المؤسسات ما زالت تواجه تحديات كبيرة متعلقة بالاستقلال المالي والاستدامة في ظل تآكل نصيبها من سوق الإعلانات التي ذهبت باتجاه الشركات الكبرى مثل: جوجل، وميتا، ومنصة إكس، وغيرها من المواقع الإلكترونية العالمية.
لقد تحولت هذه الأزمة إلى أزمة عالمية خلال جائحة كوفيد 19 والتي تسببت بأزمة مالية ضاعفت من مأزق الصحافة، وكما أغلقت الكثير من الشركات الكبرى في العالم فإن الكثير من المؤسسات الصحفية أخذت الطريق نفسه. ولقد تنبهت منظمة عالمية مثل منظمة اليونسكو لهذه المشكلة لأنها رأت في توقف الصحف أو في خفض أعداد موظفيها ونوعية تغطياتها إضرار بالمجتمعات نفسها حيث بناء الوعي الذي تقوم به الصحف قد يتراجع لصالح وسائل التواصل الاجتماعي التي تكثر فيها الشائعات والأخبار المضللة والأجندات السياسية والإيديولوجية وقامت بإطلاق برنامج ضخم «البرنامج الدولي لتنمية الاتصال» يساعد الصحف على الاستدامة عبر بناء نماذج أعمال جديدة تكون قادرة على تحقيق أرباح تساهم في بقاء الصحف وبقاء نشاطها الريادي.
وانطلاقا من الشعور نفسه نظمت وزارة الإعلام اليوم حلقة عمل مهمة تحت عنوان «الصحافة العمانية.. الواقع وفرص الاستدامة»، وقدمت حلقة العمل توصيفا دقيقا للواقع الذي تعيشه الصحافة الخاصة في سلطنة عمان، وعرضت منظمة اليونسكو التحديات والعقبات التي رصدتها في الصحافة العالمية وآليات تجاوزها. وكان واضحا أن الكثير من التحديات متشابهة إلى حد كبير.
وبعد أن عرضت حلقة العمل للواقع استعرضت عبر خبراء ومتخصصين لما يمكن أن تقوم به الصحف لتحقيق الاستدامة وتجاوز التحديات الجذرية التي تعيشها.
وكان واضحا أن أهم نقطة يمكن أن تساعد الصحف في العالم أجمع على تجاوز التحديات التي تعيشها هو بناء نماذج جديدة للإيرادات لا تعتمد على الإعلانات التقليدية، واعتماد تجربة الاشتراك للحصول على الأخبار والتحليلات وقراءة المقالات.. مع التركيز على جودة المنتج وتنوعه حتى يستطيع القراء من الإقبال على الدفع مقابل القراءة.
ومع تطور التكنولوجيا بدأت الكثير من المؤسسات الصحفية تتحدث عن الدفع الرمزي مقابل توفير محتوى صحفي فردي يتوافق مع تطلعات كل قارئ على حدة.. وهذه الميزة، التي يتشارك فيها الجميع في تمويل الصحف، باتت ممكنة عبر توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويعترف هذا النموذج بالاهتمامات المتنوعة للقراء وخصوصية كل قارئ. بالإضافة إلى ذلك، اكتسبت مشاريع الصحافة ذات التمويل الجماعي أيضا قوة جذب، مما سمح للجمهور بتمويل التقارير حول القضايا التي تهمهم بشكل مباشر.
لم تعد هذه النماذج للعمل الصحفي مجرد أحلام وردية ولكنها باتت قابلة للتطبيق وستكون هي الأساس خلال السنوات الخمس القادمة.
ورغم أن الصحافة البعيدة عن الأجندات السياسية تواجه تحديات كبرى إلا أن مشاكلها ليست عصية على الحل ويمكن بالإرادة والعمل الجماعي أن تواجه تحدياتها وتبدأ في صناعة نماذجها الجديدة وتعود مرة أخرى لتجذب قراءها بالمحتوى النوعي والفريد الذي تقدمه. وحين ذاك يمكنها أن تفرض نموذج الإيرادات الذي تفضله.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الکثیر من
إقرأ أيضاً:
كم تبلغ الجائزة المالية لبطل كأس العالم للأندية؟.. رقم خيالي
ينتظر عشاق الساحرة المستديرة القمة النارية التي ستجمع فريق باريس سان جيرمان الفرنسي مع نظيره فريق تشيلسي الإنجليزي، غدًا الأحد، في نهائي بطولة كأس العالم للأندية 2025.
ويلتقي تشيلسي وباريس سان جيرمان على أرضية ملعب ميتلايف في نهائي كأس العالم للأندية، وتنطلق المواجهة المنتظرة في تمام الساعة العاشرة مساءً بتوقيت القاهرة ومكة المكرمة.
وتأهل باريس سان جيرمان إلى نهائي كأس العالم للأندية بعد فوزه الكبير على العملاق الإسباني ريال مدريد بأربعة أهداف دون رد، ليواصل الفريق الفرنسي نتائجه المبهرة هذا الموسم تحت قيادة المدرب لويس إنريكي.
وعلى الجانب الآخر، حجز تشيلسي مقعده في نهائي مونديال الأندية المقام في أمريكا بعد فوزه على نظيره فريق فلومينينسي البرازيلي بثنائية نظيفة في الدور نصف النهائي.
كم سيحصد بطل كأس العالم للأندية 2025؟وبجانب المجد التاريخي الذي سيناله الفريق الفائز بلقب كأس العالم للأندية بشكلها الجديد سواء باريس سان جيرمان أو تشيلسي، فهناك هدف آخر يأمل كلا الناديين في حصده وهو الفوز بالجائزة المالية الضخمة التي سيحصل عليها البطل.
وسيحصل بطل كأس العالم للأندية 2025 وفقًا لما أعلنه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" على جائزة مالية تبلغ قيمتها 125 مليون دولار، وذلك بجانب 2 مليون دولار عن كل فوز حققه في البطولة ومليون دولار عن كل مباراة تعادل فيها.