لجريدة عمان:
2025-05-28@02:42:36 GMT

الصحافة وتحديات الاستدامة المالية

تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT

الصحافة وتحديات الاستدامة المالية

رغم أن العالم منذ جائحة كوفيد19 زاد إقباله على طلب الأخبار الموثوقة ومتابعة التحليلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تقدمها المؤسسات الإعلامية المتخصصة «الصحف، القنوات الإخبارية، الإذاعات، وكالات الأنباء» إلا أن الكثير من هذه المؤسسات ما زالت تواجه تحديات كبيرة متعلقة بالاستقلال المالي والاستدامة في ظل تآكل نصيبها من سوق الإعلانات التي ذهبت باتجاه الشركات الكبرى مثل: جوجل، وميتا، ومنصة إكس، وغيرها من المواقع الإلكترونية العالمية.

. ومع تراجع سوق الإعلانات في الكثير من دول العالم بسبب الأزمات المالية والاقتصادية باتت حصة الصحف والقنوات التلفزيونية والإذاعات غير كافية لاستمرارها ناهيك أن أغلب الصحف في العالم لم تعد المصدر الوحيد أو الأول للحصول على الأخبار اليومية.

لقد تحولت هذه الأزمة إلى أزمة عالمية خلال جائحة كوفيد 19 والتي تسببت بأزمة مالية ضاعفت من مأزق الصحافة، وكما أغلقت الكثير من الشركات الكبرى في العالم فإن الكثير من المؤسسات الصحفية أخذت الطريق نفسه. ولقد تنبهت منظمة عالمية مثل منظمة اليونسكو لهذه المشكلة لأنها رأت في توقف الصحف أو في خفض أعداد موظفيها ونوعية تغطياتها إضرار بالمجتمعات نفسها حيث بناء الوعي الذي تقوم به الصحف قد يتراجع لصالح وسائل التواصل الاجتماعي التي تكثر فيها الشائعات والأخبار المضللة والأجندات السياسية والإيديولوجية وقامت بإطلاق برنامج ضخم «البرنامج الدولي لتنمية الاتصال» يساعد الصحف على الاستدامة عبر بناء نماذج أعمال جديدة تكون قادرة على تحقيق أرباح تساهم في بقاء الصحف وبقاء نشاطها الريادي.

وانطلاقا من الشعور نفسه نظمت وزارة الإعلام اليوم حلقة عمل مهمة تحت عنوان «الصحافة العمانية.. الواقع وفرص الاستدامة»، وقدمت حلقة العمل توصيفا دقيقا للواقع الذي تعيشه الصحافة الخاصة في سلطنة عمان، وعرضت منظمة اليونسكو التحديات والعقبات التي رصدتها في الصحافة العالمية وآليات تجاوزها. وكان واضحا أن الكثير من التحديات متشابهة إلى حد كبير.

وبعد أن عرضت حلقة العمل للواقع استعرضت عبر خبراء ومتخصصين لما يمكن أن تقوم به الصحف لتحقيق الاستدامة وتجاوز التحديات الجذرية التي تعيشها.

وكان واضحا أن أهم نقطة يمكن أن تساعد الصحف في العالم أجمع على تجاوز التحديات التي تعيشها هو بناء نماذج جديدة للإيرادات لا تعتمد على الإعلانات التقليدية، واعتماد تجربة الاشتراك للحصول على الأخبار والتحليلات وقراءة المقالات.. مع التركيز على جودة المنتج وتنوعه حتى يستطيع القراء من الإقبال على الدفع مقابل القراءة.

ومع تطور التكنولوجيا بدأت الكثير من المؤسسات الصحفية تتحدث عن الدفع الرمزي مقابل توفير محتوى صحفي فردي يتوافق مع تطلعات كل قارئ على حدة.. وهذه الميزة، التي يتشارك فيها الجميع في تمويل الصحف، باتت ممكنة عبر توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويعترف هذا النموذج بالاهتمامات المتنوعة للقراء وخصوصية كل قارئ. بالإضافة إلى ذلك، اكتسبت مشاريع الصحافة ذات التمويل الجماعي أيضا قوة جذب، مما سمح للجمهور بتمويل التقارير حول القضايا التي تهمهم بشكل مباشر.

لم تعد هذه النماذج للعمل الصحفي مجرد أحلام وردية ولكنها باتت قابلة للتطبيق وستكون هي الأساس خلال السنوات الخمس القادمة.

ورغم أن الصحافة البعيدة عن الأجندات السياسية تواجه تحديات كبرى إلا أن مشاكلها ليست عصية على الحل ويمكن بالإرادة والعمل الجماعي أن تواجه تحدياتها وتبدأ في صناعة نماذجها الجديدة وتعود مرة أخرى لتجذب قراءها بالمحتوى النوعي والفريد الذي تقدمه. وحين ذاك يمكنها أن تفرض نموذج الإيرادات الذي تفضله.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الکثیر من

إقرأ أيضاً:

ما سر الجسم المجنح الذي ظهر أعلى الشمس في صور ناسا؟

انتشرت مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعي العربية والعالمية صورا للشمس، التقطت من مراصد فضائية خاصة مرصد الشمس وغلافها التابع لوكالتي الفضاء الأميركية والأوروبية، تبين جرما مجنحا كبيرا يقف إلى جوار الشمس، مما أثار الجدل حول الأمر.

في الصور الملتقطة من مرصد الشمس وغلافها، تظهر الشمس مغطاة تماما بأداة تسمى الإكليلوغراف، وهي مصممة خصيصا لحجب قرص الشمس الساطع حتى يتمكن العلماء من رؤية الهالة الشمسية، وهي الطبقة الخارجية من الغلاف الجوي للشمس.

وذلك يشبه أن تمد يديك أمامك لتحجب عن عينيك ضوء الشمس في يوم مشرق، كي تستطيع أن ترى أمامك، فقرص الشمس ساطع جدا، وإذا لم يُحجب، لن يستطيع التلسكوب رؤية الهالة الشمسية الرقيقة التي تحيط به، لأنها ستكون مغمورة في وهج الضوء.

على سبيل المثال في واحدة من أشهر صور مرصد الشمس وغلافها يُرى مذنبان يتحركان حول الشمس متجهين جنبا إلى جنب نحو هالة الشمس، وأحد هذين المذنبين بالأسفل قد تشوهت صورته ليصبح بشكل مجنح، هذه الظاهرة تتكرر كثيرا ويمكن لك بمتابعة صور المرصد أن ترى كثيرا منها.

لاحظ كذلك أن هناك عديدا من النقاط التي يظهر بعضها تشوها شبيها بسبب طبيعة الكاميرا.

صورة من مرصد الشمس وغلافها تظهر جرما آخر مجنحا (ناسا) تشبع الصور

ولكن كثيرا ما تظهر الصور الملتقطة بهذه الطريقة نقاطا غريبة الشكل، فقد تظهر مجنحة أو مشوهة، تعود هذه الأشكال إلى ظاهرة تُعرف باسم "تشبع جهاز اقتران الشحنة".

إعلان

عندما يدخل جسم شديد السطوع، مثل كوكب الزهرة أو المشتري، مجال رؤية منظار التاج الخاص بمرصد سوهو، فإنه قد يُغرق مستشعر الكاميرا. يؤدي هذا إلى تسرب الشحنة الزائدة من البكسلات المشبعة إلى البكسلات المجاورة، مما يُشكل خطوطا أفقية أو "أجنحة" تمتد من المصدر الساطع. هذا أمر شائع في أجهزة استشعار التصوير الرقمي عند تصوير أجسام شديدة السطوع.

وتلتقط أجهزة المرصد صورا متكررة للكواكب والنجوم التي تمر عبر مجال رؤيتها. على سبيل المثال، غالبا ما يظهر كوكب الزهرة كجسم ساطع في هذه الصور، مما يؤدي إلى مظهره "المجنح" المميز بسبب تشبع جهاز اقتران الشحنات.

بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك كثيرا من المؤثرات على حساسات كاميرا هذا النوع من المراصد، التي قد تظهر تشوهات أخرى في الصور، مثل اصطدامات الأشعة الكونية، حيث يمكن أن تصطدم الجسيمات عالية الطاقة بجهاز اقتران الشحنات، مما يُنتج بقعا أو خطوطا ساطعة لا علاقة لها بالأجرام السماوية الفعلية.

وقد تؤدي مشاكل نقل البيانات إلى فقدان أو تلف كتل الصور، مما يؤدي إلى أنماط أو أشكال غير عادية في الصور.

وكذلك يمكن أن تُنتج الانعكاسات الداخلية داخل الجهاز صورا شبحية أو شذوذا أخرى، خاصة عند إغلاق باب الحماية الخاص بالجهاز في أثناء إجراءات المعايرة.

صورة أخرى من المرصد نفسه التقطت عام 2001 (ناسا) نظرية المؤامرة

ويجدر بنا في هذا السياق توضيح أن الأمر ليس جديدا، إذ لا تمر عدة أعوام إلا ويخرج أحدهم ليتحدث عن هذه الأجرام المجنحة ثم ينتقل للحديث عن نهاية العالم.

بدأ الأمر من جديد عام 2017، حينما ربط أحد منظري المؤامرة في الولايات المتحدة الأميركية، ويسمى ديفيد ميد بين نصوص دينية ونهاية العالم، وقال إنه تمكن من معرفة الموعد الدقيق لنهاية العالم، والذي سيكون في أكتوبر/تشرين الأول 2017، لكنه راجع التاريخ لاحقا وقال إن التاريخ هو 23 سبتمبر/أيلول.

إعلان

لم ينته العالم، ومن هنا تم ابتكار تبريرات إضافية، وفي هذا السياق، ادعى ميد أنه استخدم هندسة أهرامات الجيزة للتنبؤ بالموعد الدقيق لوصول كوكب مدمر إلى الأرض، الأمر الذي أدخل الحضارة المصرية القديمة في الحكاية.

في هذا السياق، ربط بعض منظري المؤامرة حول العالم بين الأجرام المجنحة في صور ناسا ورمز "الشمس المجنحة" في النقوش المصرية القديمة، والذي يظهر أجنحة حورس، الذي يمثل السلطة المطلقة لإله الشمس.

جاء ذلك كله في سياق خرافة علمية شهيرة تدعي اقتراب جرم أو كوكب ضخم من الأرض بغرض تدميرها، إذ قال زكريا سيتيشن، وهو كاتب أميركي من أصول روسية قبل نحو 20 سنة، إن الفضائيين زاروا الأرض قبل آلاف السنين، وأخبروا السومريين بأسرار علم الفلك، ومنها أن كوكبا يدعى "نيبيرو" يقترب من الأرض وقد يصطدم به قريبا، وفقا لتفسير سيتيشن للنصوص الدينية القديمة لبلاد ما بين النهرين، فإن نيبيرو يمر كل 3600 عام.

كان سيتيشن يرى أن الكائنات الفضائية هي من وضعت البشر على سطح الأرض، وأن آلهة بلاد ما بين النهرين القديمة كانوا رواد فضاء من كوكب "نيبيرو".

خرافة نيبرو

مع انتشار الإنترنت، انتقلت هذه الخرافات العلمية إلى العالم العربي، وتحول "كوكب نيبرو" إلى أسماء أخرى، مثل "النجم الطارق" و"كوكب سقر"، بغرض جمع اهتمام الناس.

ومن وجهة نظر فلكية، لا يمكن أن يقترب أحد الكواكب بهذا الشكل من الأرض من دون أن ندرك وجوده، حيث سيكون منيرا في السماء لعدة أشهر أو حتى سنوات قبل وصوله، مثلما تفعل كواكب مثل المشتري أو زحل طوال العام.

يعني ذلك أن كوكب نيبرو كان ليُرى في تلسكوبات هواة الفلك في العالم أجمع، وليس الوكالات الفضائية فقط، فأي شخص يمتلك تلسكوبا متوسطا، مثل كاتب هذا الكلام وآلاف مثله في الوطن العربي فقط، يمكن ببساطة أن يلاحظ وجوده.

من جانب آخر، فإن مرور كوكب كبير نسبيا بين الكواكب الأخرى كان ليؤثر بوضوح شديد في مداراتها، بحيث يتمكن الفلكيين وهواة الفلك في كل العالم من ملاحظة ذلك من مسافات بعيدة جدا، وبالتالي فإن "نيبيرو" من المؤكد أنه ليس حتّى ضمن الكواكب الثمانية للمجموعة الشمسية.

إعلان

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى يطالب وزير المالية بتعيين المؤقتين في الصحافة القومية: قطاع حيوي مثل غيره
  • أحمد موسى يطالب وزير المالية ببدء تعيين المؤقتين في الصحف القومية
  • أحمد موسى يطالب وزير المالية بتعيين المؤقتين في الصحف القومية
  • لماذا توسّع الجزائر مساهمتها في المؤسسات المالية الدولية؟
  • "الوطنية للصحافة" تهنئ "الأهرام" بجائزة التميز الإعلامي العربي للمرة الخامسة
  • وقع الكثير في الفخ الذي نُصب بإحكام من قبل القحاتة
  • ما سر الجسم المجنح الذي ظهر أعلى الشمس في صور ناسا؟
  • وزير الزراعة يبحث مع أعضاء جمعية مربي النحل التحديات التي تواجه مهنة تربية النحل
  • 11 مبدأً سلوكيًا.. طرح الإطار التنظيمي لرخصة أعمال الأوراق المالية الدولية
  • الرقابة المالية: الذكاء الاصطناعي ضروري في تطوير القطاع المالي