نشاركُ دولَ العالمِ وشعوبَها في الاحتفاءِ باليومِ العالميّ لمُكافحةِ الفسادِ الذي يُوافقُ التاسع من كانون الأول من كلِّ عامٍ، وفيه نُحذِّرُ من خطرِ هذهِ الآفةِ على مُؤسَّساتِ الدولةِ وعلى الخدماتِ المُقدَّمةِ للمُواطنينِ، وبل على بنيةِ المُجتمعِ وقيمِهِ، فهذهِ الآفةُ تشبهُ الغدَّةَ السرطانيَّةَ تضربُ عضواً ومنه تتسرَّب إلى بقيَّةِ أعضاءِ الجسمِ الأخرى.

كما نُؤكِّدُ أنَّ مُكافحةَ هذهِ الآفةِ تحتاجُ متطلباتٍ عدَّة، منها ذو جنبةٍ تشريعيَّةٍ، ومنها إجرءاتٌ تنفيذيَّةٌ، وأخرى ذاتُ طابعٍ دبلوماسيٍّ، فضلاً عن زخمٍ إعلاميٍّ ومُجتمعيٍّ تشاركُ فيك الفعاليَّاتُ المُجتمــعيَّةُ والمُؤسَّساتُ الدينيَّةُ، كلٌّ من موقعِهِ واختصاصِهِ والقئات التي يستهدفُها.

ونُنوّهُ بأنَّ جمهوريَّة العراقِ قد خطت خطواتٍ جديَّةً كبيرةً وغيرَ مسبوقةٍ في مجالِ مكافحةِ الفسادِ، ولا تكادُ تسبقُنا دولةٌ في هذا المجالِ الذي شهد لنا به الواقعُ والبياناتُ والأرقامُ، لا سيما بعد الانسجامِ الواضحِ والبيّن بينَ السلطاتِ الثلاثِ والأجهزةِ الرقابيَّةِ، وجعل مُكافحةِ الفسادِ من أولى أولويَّاتِ البرامجِ الحكوميَّةِ والسياساتِ العامَّةِ للدولةِ.

وندعو المُنظَّماتِ الدوليَّةَ وتلك المعنيَّةَ بقياسِ مُدركاتِ الفسادِ إلى إنصافِ العراقِ واستقاءِ البياناتِ والأرقامِ الدقيقةِ من مصادرَ موثوقةٍ حياديَّةٍ؛ لتُبيّنَ أنَّنا قفزنا بمُستوى الأداءِ الرقابيِّ إلى أضعافٍ مُضاعفةٍ، سواءٌ على مُستوى البلاغاتِ والإخباراتِ أو القضايا الجزائيَّةِ وعمليَّاتِ الضبطِ، فضلاً عن الجانبِ الوقائيِّ ونشرِ الشفافيةِ ومُلاحقةِ الذممِ الماليَّةِ لكبارِ المسؤولين والتأكُّد من حصولِ تضخُّمٍ فيها من عدمِهِ، وقد نجحنا في ذلك نجاحاً باهراً بعدَ إطلاقِ حملتِنا الكبرى حملة (من أينَ لك هذا)، وذلك يجعلُ العراق مُؤهَّلاً لصعودِ مراتبَ في تقارير تلك المُنظَّماتِ.

وإننا إذ نحتفي باليومِ العالميِّ لمُكافحةِ الفسادِ، والإشادةِ بتضحياتِ جنودِ هذهِ المعركةِ والـحربِ الضروسِ التي تحمل لواءَها هـيئةُ النزاهةِ الاتحاديَّةِ، فإنَّنا في الوقتِ نفسِهِ نستذكرُ تضحياتِ أبطالِ قواتِنا المُسلَّحةِ بجميعِ صنوفِهِم في لهواتِ الوغى وميادينِ الهيجاءِ، لا سيما أبطال ملحمةِ الفتوى المباركةِ التي أذلَّت داعش وألحقت به الهزيمةَ النكراءَ، إذ يتزامنُ يومُ النصرِ معَ احتفائنا باليومِ العالميِّ لمُكافحةِ الفسادِ، ولا يفصلُهما إلا يومٌ واحدٌ.

المصدر: وكالة تقدم الاخبارية

كلمات دلالية: م کافحة

إقرأ أيضاً:

محمية الإمام تركي تفعّل اليوم العالمي لمكافحة التصحر.. «معًا لبيئة أكثر ازدهارًا» أخبار الأربعاء 18 يونيو

أكدت محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية التزامها بتعزيز الاستدامة البيئية وحماية الموارد الطبيعية وذلك خلال تفعيلها مناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، الذي يُصادف 17 يونيو من كل عام، تحت شعار «استعادة الأرض.. وفتح أبواب الفرص»، مسلطة الضوء على جهودها النوعية في استعادة النظم البيئية، عبر برامج متعددة تشمل زيادة الرقعة الخضراء، وتوسيع موائل الحياة الفطرية، وتطبيق خطط دقيقة لتنظيم الرعي بما يسهم في تخفيف الضغط عن الغطاء النباتي وتحفيز تجدده الطبيعي، موضحة أن الهيئة تعتمد على ممارسات زراعية مبتكرة تركز على حفظ التربة وترشيد استهلاك المياه، بما يعزز قدرة الأرض على مقاومة الجفاف ويزيد من إنتاجيتها واستدامتها.

وأكدت الهيئة في رسالتها بهذه المناسبة أن استعادة عافية الأرض وتنمية الغطاء النباتي يمثلان ضرورة ملحّة لمواجهة التحديات البيئية المتزايدة.

وأشارت إلى أهمية تسخير الجهود كافة لتقديم مبادرات نوعية تسهم في الوصول إلى بيئة مزدهرة ومستدامة، تماشيًا مع مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء.

مقالات مشابهة

  • محمية الإمام تركي تفعّل اليوم العالمي لمكافحة التصحر.. «معًا لبيئة أكثر ازدهارًا» أخبار الأربعاء 18 يونيو
  • الوزير التهراوي: محاربة الفساد في القطاع الصحي أمر ضروري لضمان استدامة الإصلاحات
  • المفتي: اليوم العالمي لمكافحة خطاب الكراهية دعوة ملحة لإعلاء قيم التعايش بين الشعوب
  • ورشة توعوية في شمال الشرقية بمناسبة "اليوم العالمي لمكافحة التصحر"
  • عُمان تحتفل باليوم العالمي لمكافحة التصحر
  • تشارك في الاحتفاء باليوم العالمي لمكافحة التصحر.. السعودية تحمي مناطقها البرية وتعيد تأهيل الأراضي المتدهورة
  • الكهموس: المملكة تتبني نهجًا مؤسسيًا لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد
  • رئيس “نزاهة”: المملكة تبنّت نهجًا مؤسسيًا شاملًا لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد
  • «البحوث الإسلامية» في اليوم العالمي لمكافحة التصحُّر: الحفاظ على البيئة واجب شرعي وإنساني
  • المملكة تشارك العالم الاحتفاء باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف بإعادة تأهيل 313 ألف هكتار وحماية 18.1% من مناطقها البرية