وجه حزب التقدم والاشتراكية رسالة الى الرئيس الأمريكي جو بايدن، حول الأوضاع التي يشهدها قطاع غزة، حيث اشارت الرسالة الى الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للاحتلال الاسرائيلي باعتباره “تشجيع حاسم لإسرائيل في حرب الإبادة التي ترتكبها في حقِّ الشعب الفلسطيني، في جميع الأراضي الفلسطينية”.

وطالبت الرسالة، الرئيس الأمريكي بـ “التخلي على نهجكم الحالي الداعم للعدوان الإسرائيلي الغاشم على فلسطين”، داعية إلى توظيفِ “موقعكم ومكانة بلدكم على الساحة الدولية، من أجل اتخاذ، على وجه الاستعجال، المبادرات الكفيلة بوقفٍ نهائيٍّ وفوري لإطلاق النار وتهدئة الأوضاع”.

وهذا نص الرسالة كاملا:

رسالة من حزب التقدم والاشتراكية المغربي
إلى السيد جو بايدن، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية
السيد جو بايدن، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية؛

نتوجه إليكم، في حزب التقدم والاشتراكية المغربي، بهذه الرسالة، على أساسِ ما يُمَثِّلُهُ البلدُ الذي ترأسونه من ثِقْلٍ وقوةٍ على الصعيد العالمي، وما تستلزمه هذه القوة من مسؤوليةٍ سياسية وأخلاقية ومؤسساتية.

لكنكم، السيد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، تُصِرّون على إلى دعمِ إسرائيل في عدوانها المتواصل على فلسطين، مسَخِّرين في سبيل ذلك كافة الوسائل بشتىَّ أصنافها، بما فيها استخدامكم مؤخراً، ومن جديد، آلية الفيتو ضد مشروع قرارٍ في مجلس الأمن يُطالب بوقف إطلاق النار في غزة، وبالامتثال للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وحماية المدنيين، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية.

إنَّ هذا الدعم اللامشروط واللامحدود نَــــعتبرُهُ، على غرار مُـــعظم الرأي العام العالمي، عُــــنصرَ تشجيعٍ حاسمٍ لإسرائيل في حرب الإبادة التي ترتكبها في حقِّ الشعب الفلسطيني، في جميع الأراضي الفلسطينية، وبغزة تحديداً. كما أن هذا الدعم لا يتنافى فقط مع الإرادة الحرة للشعوب والقوى المحبَّة للسلام في مختلف البلدان والقارات، بل إنه يتنافى حتى مع القيَّم والمبادئ التي تأسس عليها بلدكُم.

السيد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية؛

إنَّ تاريخ النزاع في الشرق الأوسط لا يَعود، كما يريدُ البعضُ ترويجه، إلى السابع من أكتوبر 2023. والعدوان على غزة ليس حرباً على الإرهاب المقيت، كما تَدَّعي إسرائيل. بل إنَّه اعتداءٌ على شعبٍ واحتلالٌ لأرضٍ منذ 75 سنة. هذه هي الحقيقةُ الراسخةُ التي لا يمكنُ لأحدٍ مَحوَهَا مهما بلغت قوة آلته الإعلامية، كما لا يُمكن أبداً النجاحُ في تطهيرِ الشعب الفلسطيني أو محوه من الوجود مهما بلغت شراسةُ التقتيل ضده.

وعليه، فإنَّ ادعاء إسرائيل بأنها تمارس حق الدفاع عن النفس هو ادعاءٌ زائِفٌ لا يَصمُدُ أمام الوقائع المفجعة التي يُشاهدها العالَمُ يوميًّا، حيث معظمُ الضحايا هم مدنيون. مما يجعلنا، في الحقيقة، أمام تطهيرٍ عرقي وجرائم حربٍ وتشريد وتهجير شعبٍ ليس له من وسيلة أخرى للصمود سوى الصبر ومواجهة الوضع بما يملكه من إمكانياتٍ جدًّا متواضعة.

فها هي إسرائيلُ، اليوم، بدعمٍ غيرِ مقبولٍ منكم، تُمعنُ في عدوانها العسكري الــــمُدَمِّر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر، دون اعتبارٍ لأيِّ وازع، ودون اكتراثٍ بأيِّ صوت، بما خلّفَ، إلى حد اليوم حسب مصادر أممية، ما يقارب 18 ألف شهيدًا و47 ألف جريحًا، مُعظمهم أطفال ونساء، وكارثةً إنسانية غير مسبوقة، وساكنةً مُعَرَّضة للتجويع، ودمارًا هائلاً في البنية التحتية، بما فيها المدارسُ والمستشفياتُ وأماكن العبادة.

والأدهى من ذلك هو أنَّ إسرائيل، بممارساتها العدوانية القصوى، تـــــهدد السلام الإقليمي والعالمي، على المَدَيَيْن القصير والبعيد، من دون شك. كما أنها بصدد بناءِ حواجز نفسية تاريخية كُبرى، لدى أجيال الحاضر والمستقبل، من شأنها جعلُ التعايشِ المطلوب والسلامِ المنشود أمريْنِ غايةً في الصعوبة.

السيد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية؛

إنَّ ما وصلت إليه الأوضاع بفلسطين صار يهدد بانهيار المنطقة وانحدارها نحو المجهول، وباتَ يُسائِلُ في العمق الضمير الإنساني والمنتظم الدولي. وإنها أوضاعٌ تتحمل فيها حكومةُ إسرائيل المسؤولية الكاملة، بالنظر إلى تعنتها المتطرف، واستفزازاتها المتكررة، وسياستها الاستيطانية، وإنكارها التام لحقوق الشعب الفلسطيني، بل لوجوده أصلاً.

على هذه الأسس، نُطالبكم، السيد الرئيس، بالتخلي على نهجكم الحالي الداعم للعدوان الإسرائيلي الغاشم على فلسطين. وبالمقابل، ندعوكم إلى توظيفِ موقعكم ومكانة بلدكم على الساحة الدولية، من أجل اتخاذ، على وجه الاستعجال، المبادرات الكفيلة بوقفٍ نهائيٍّ وفوري لإطلاق النار وتهدئة الأوضاع، والسعيِ، إلى جانب الدول المؤثرة الأخرى، وفي إطار هيئة الأمم المتحدة، نحو إجراء مفاوضاتٍ جدية وشاملة يكون طرفاها الأساسيان السلطةُ الوطنية الفلسطينية المُجَسِّدةُ لمنظمة التحرير الفلسطينية، وإسرائيل، بأفق الاعتماد النهائي لحلِّ الدولتين على قاعدة كافة الحقوق الفلسطينية المشروعة.

فالطريق الأوحد والأنجع لإحلال السلام العادل والدائم والشامل، لكي تنعم كافة شعوبِ المنطقة بالأمن والطمأنينة والنماء والازدهار، هو تمكين الشعب الفلسطيني من جميع حقوقه الوطنية، وفي مقدمتها حقه في بناء دولته المستقلة والقابلة للحياة وعاصمتها القدس.
عن المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
الأمين العام: محمد نبيل بنعبد الله

كلمات دلالية الاحتلال الاسرائيلي التقدم الاشتراكية جو بايدن رسالة الى بايدن طوفان الاقصى قطاع غزة

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الاحتلال الاسرائيلي التقدم الاشتراكية جو بايدن رسالة الى بايدن طوفان الاقصى قطاع غزة رئیس الولایات المتحدة الأمریکیة التقدم والاشتراکیة الشعب الفلسطینی إسرائیل فی جو بایدن

إقرأ أيضاً:

الحالات التي يباح فيها للمصلي قطع الصلاة .. الإفتاء توضح

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (يتكلم الفقهاء عن بعض الأحوال التي يجوز فيها للمصلي أن يقطع صلاته من أجلها؛ فنرجو منكم الإفادة بذكر أهم هذه الحالات.

وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال إنه قد تنوعت عبارات الفقهاء فيما يباح للمصلي قطع الصلاة من أجله، ما بين مضيق وموسع، وبينوا أنه كما يجوز قطعها للضرورة فيجوز قطعها كذلك للحاجة.

كيف أكون مستجاب الدعاء؟.. 8 خطوات مجربة لا تفوتهادعاء الصباح .. ردد أفضل 40 دعوة مستجابة وشاملة للخيرات وتحقق الأمنيات

فعند الحنفية: قال العلامة الحصكفي الحنفي في "الدر المختار شرح تنوير الأبصار" (1/ 89، ط. دار الكتب العلمية): [ويباح قطعها لنحو قتل حية، ونَدِّ دابَّةٍ، وفَوْرِ قِدْرٍ، وضياعِ ما قيمتُه درهمٌ، له أو لغيره. ويستحب لمدافعة الأخبثين، وللخروج من الخلاف إن لم يَخَفْ فوت وقتٍ أو جماعة.

ويجب لإغاثة ملهوف وغريق وحريق، لا لنداء أحد أبويه بلا استغاثة إلا في النفل، فإن علم أنه يصلي لا بأس أن لا يجيبه، وإن لم يعلم أجابه] اهـ.

وعند المالكية: قال العلامة ابن رشد الجَدُّ في "البيان والتحصيل" (2/ 110-111، ط. دار الغرب الإسلامي): [مسألة قال: وسئل عن الرجل يصلي فيخطف رداؤه عنه، هل له أن يخرج ويقطع الصلاة ويطلب خاطفه، أم لا يقطع ويصلي ويدع رداءه يذهب؟ وعن الرجل يخاف على الشيء من متاع البيت السرق والحرق والفساد، مثل قلة الزيت، أو الماء، أو الخل، تقلب فيهراق ما فيها، هل يسعه أن يسويها ويرجع في صلاته؟ ومثل ذلك زقاق الزيت، أو الخل، ونحوه، يخاف عليها أن تنشق أو تنفسخ، أو يفسدها شيء- وهو يصلي، هل يصلح الزقاق ويربطها ويرجع في صلاته؛ أو يقطع صلاته ويستأنف؟ فقال ابن القاسم: إذا خطف ثوبه في الصلاة، فلا بأس أن يقطع ويذهب في طلب الذي أخذه، ويستأنف إذا رجع.

وأما مالك فكان يكره نحوه، وذلك أني سألته عن الذي يكون في الصلاة فيرى الشاة تأكل الثوب، أو العجين؛ فقال: إن كان في فريضة، فلا يقطع؛ وأما الرجل يصلي وفي البيت قلة أو شيء يخاف عليه أن يهراق، فإني سألت مالكًا عن الرجل يقرأ فيتعايا في قراءته، فيأخذ المصحف ينظر فيه -وهو بين يديه- فكرهه، فهذا مثله] اهـ.

وعند الشافعية: قال العلامة أحمد حجازي الفشني الشافعي في "تحفة الحبيب بشرح نظم غاية التقريب" (ص: 93، ط. الحلبي): [كالخوفِ في القتالِ: الخوفُ على معصوم من نفس، أو عضو، أو منفعة، أو مال، ولو لغيره، من نحو سَبُعٍ؛ كحية، وحرَق، وغرَق] اهـ.

وقال العلامة شيخ الإسلام البيجوري الشافعي في "حاشيته على شرح ابن قاسم على أبي شجاع" (1/ 309، ط. بولاق 1285هـ) محشِّيًا على قول الإمام أبي شجاع: "والثالث: أن يكون في شدة الخوف والتحام الحرب": [ويجوز هذا الضرب في كل قتال وضرب مباحين؛ كقتال عادل لباغٍ، وصاحب مال لمن قصد أخذه ظلمًا، ومن ذلك: ما لو خُطِفَ نعلُه، فله أن يسعى خلفه وهو يصلي، حتى إذا ألقاه الخاطف أتم صلاته في محله، أو هربت دابته وخاف ضياعها، وكهَرَبٍ من حريقٍ أو سيلٍ أو سَبُعٍ لا يعدل عنه، أو من غريم عند إعساره، أو خروج من أرض مغصوبة تائبًا، ومتى زال خوفه أتم صلاته كما في الأمن، ولا قضاء عليه، وليس له فعله لخوف فوت عرفة، بل يترك الصلاة ولو أيامًا ليدرك عرفة؛ لأن قضاء الحج صعب، بخلاف قضاء الصلاة، وخرج بالحجِّ العمرةُ؛ فلا يترك الصلاة؛ لأنها لا تفوت، ما لم ينذرها في وقت معين، وإلا كانت كالحج، فيترك الصلاة لها عند خوف فوتها كما أفتى به والد الرملي، وإن خالفه ابن حجر] اهـ.

وعند الحنابلة: قال الإمام ابن قدامة في "المغني" (2/ 183، ط. مكتبة القاهرة): [قال أحمد: إذا رأى صبيين يقتتلان، يتخوف أن يلقي أحدهما صاحبه في البئر، فإنه يذهب إليهما فيخلصهما، ويعود في صلاته. وقال: إذا لزم رجل رجلًا، فدخل المسجد، وقد أقيمت الصلاة، فلما سجد الإمام خرج الملزوم، فإن الذي كان يلزمه يخرج في طلبه. يعني: ويبتدئ الصلاة. وهكذا لو رأى حريقًا يريد إطفاءه، أو غريقًا يريد إنقاذه، خرج إليه، وابتدأ الصلاة. ولو انتهى الحريق إليه، أو السيل، وهو في الصلاة، ففر منه، بنى على صلاته، وأتمها صلاة خائف؛ لما ذكرنا من قبل، والله أعلم] اهـ.

طباعة شارك قطع الصلاة الحالات التي يجوز فيها قطع الصلاة هل يجوز قطع الصلاة

مقالات مشابهة

  • المجلس الوطني الفلسطيني يدعو برلمانات العالم للتحرك لوقف الإبادة بغزة
  • المرأة التي زلزلت إسرائيل وأميركا
  • مقرر الأمم المتحدة المعني بالفقر: إسرائيل تستخدم المجاعة كسلاح حرب
  • لافروف يشير إلى تزايد المخاطر التي تهدد احتمالات إقامة الدولة الفلسطينية
  • إسرائيل تدعو الولايات المتحدة لاستئناف ضرباتها على الحوثيين
  • إسرائيل تطالب الولايات المتحدة بتجديد ضرباتها على الحوثيين
  • الحالات التي يباح فيها للمصلي قطع الصلاة .. الإفتاء توضح
  • السيد القائد يوجه رسالة نارية للعدو الإسرائيلي .. البحر ليس ممراً آمناً لكم طالما جرائمكم مستمرة (تفاصيل)
  • السيد القائد يدعو للخروج المليوني غدا اسنادا لفلسطين
  • السيد القائد يدعو الشعب اليمني للخروج المليوني يوم غدٍ تأكيدًا على ثبات موقفه المساند لفلسطين