التجارة العالمية تهتز بسبب غلق قناتي السويس وبنما
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
حذرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية من الخطر الذي قد يواجهه الاقتصاد العالمي في العام المقبل، بسبب تذبذب سلاسل التوريد حيث يُعاني الممران القاريان للشحن العالمي (السويس وبنما) من عوائق جسيمة أمام حركة التجارة.
وتشير الصحيفة إلى أن حوالي 12% من التجارة العالمية تمر عبر البحر الأحمر، الذي تمر عبره قناة السويس إلى الشمال ومضيق باب المندب المعروف باسم بوابة الدموع إلى الجنوب.
ومنذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، تعرضت أكثر من 10 سفن عابرة للهجوم من قبل مسلحين حوثيين متحالفين مع إيران في اليمن.
تدهور الوضع الأمني
وعلى الرغم من استجابة العديد من شركات الشحن بتأجيل الرحلات عبر المنطقة، وهو ممر حاسم بين آسيا وأوروبا، إلا أن شركة النفط بي. بي أعلنت الاثنين أنها أوقفت الشحنات عبر المضيق، مشيرة إلى "تدهور الوضع الأمني".
وبما أن المنطقة هي قناة شحن مهمة للنفط والغاز الطبيعي المسال والسلع الاستهلاكية، تقول الصحيفة، فإن النقص والاختناقات الناتجة يمكن أن تدفع التضخم إلى الارتفاع، وكذلك تكاليف النقل، بينما تتزايد أقساط التأمين لبعض السفن التي تعبر المنطقة، بحسب الصحيفة.
وعلى الرغم من أن "ميرسك" أعلنت أنها ستعيد توجيه السفن حول رأس الرجاء الصالح، إلا أن ذلك قد يزيد من تكاليف التداول العالمية التي سترتفع بطبيعة الحال، إذ إن الطريق حول إفريقيا سيُضيف 3200 ميل إضافي و9 أيام إضافية من السفر في رحلة نموذجية بين آسيا وأوروبا، كما أورد موقع "كلاركسون"، مزود خدمات الشحن.
التضخم العالمي
ولم ترتفع أسعار النفط والغاز بشكل ملحوظ حتى الآن، لكن الصحيفة حذرت من احتمال تغيّر ذلك مع استمرار تزاد الهجمات على البحر الأحمر.
Oil giant BP to pause all shipments through the Red Sea after escalation in attacks on vessels in the region https://t.co/BZ9Jsxz2Ao
— BBC Breaking News (@BBCBreaking) December 18, 2023
وفيما يخص قناة بنما، التي تحمل عادة 5% من التجارة المنقولة بحراً، وخاصة الوقود والحبوب الأمريكية المتجهة إلى آسيا، فتوضح الصحيفة أنها تُعاني من انخفاض منسوب المياه المرتبط بالجفاف، حيث تعمل القناة بين المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي بنسبة 55% فقط من طاقتها العادية، وفقاً لشركة "كابيتال إيكونوميكس"، كما تم تقييد العبور للأشهر القادمة بينما ترتفع الأسعار.
وتقول "فايننشال تايمز" إن الآثار المترتبة على التضخم العالمي تعتمد على طول مدة استمرار كل من هذه العوائق، وما إذا كانت الصدمات أو المعيقات الأخرى تتراكم أكثر فأكثر.
وعلى الرغم من ارتفاع مؤشر بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك لضغوط سلسلة التوريد، وإن كان ذلك من نقطة منخفضة، إلا أن التأثير الكلي لذا الوضع الاستثنائي غير واضح.
فعلى سبيل المثال، انخفضت أسعار الغاز الأوروبية في الآونة الأخيرة بسبب احتمال إعادة توجيه الغاز الطبيعي المسال الأمريكي المتجه إلى آسيا عبر قناة بنما إلى أوروبا.
الحماية ضرورة عاجلة
وترى الصحيفة أنه لاحتواء هذه التداعيات الاقتصادية، من الضروري الحصول على الحماية البحرية للبحر الأحمر بسرعة كبيرة، فقد بات الآن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لتوفير الأمن للشحن يكتسب زخماً.
وفي الوقت نفسه، تحسنت مستويات المياه في قناة بنما بشكل طفيف، ولكن تقول الصحيفة إنه لا ينبغي لأي من هاتين الخطوتين أن تجعلا الشركات أو صناع السياسات راضين عن بقاء المشكلة دون حل جذري.
Global pre-Christmas trade at risk from twin canal crises https://t.co/27vzT4Z02D
— Financial Times (@FT) December 8, 2023
وبالرغم من قيام بعض الشركات بالفعل بتنويع طرق الإمداد الخاصة بها بعد الوباء، إلا أن هذه الصدمة أو بشكل أوضح "الهجمات" تؤكد الحاجة إلى تعدد الخيارات.
ومن المعروف أنه ليس هناك بدائل كثيرة قابلة للتطبيق لطرق قناتي السويس وبنما، حيث استحوذتا على أكثر من نصف شحن الحاويات من حيث الحجم المقرر بين آسيا وأمريكا الشمالية في الربع الثالث، وفقاً لتقديرات مجموعة تحليل التجارة "إم دي إس ترانسمودال".
وهذا يعني أنه يجب على السلطات الاستثمار في مرونة نقاط العبور التجارية الرئيسية، سواء من حيث أمنها أو قدرتها على التكيف مع المناخ مثل أزمة الجفاف، أو من خلال تحسين كفاءة الموانئ وطرق النقل البديلة.
وتختتم الصحيفة التقرير بالإشارة إلى أنه ربما كان الوباء (كورونا) والحرب في أوكرانيا أحداثا صدمة على الإمدادات لمرة واحدة، إلا أن الصدمات التي تعرضت لها قناتا بنما والسويس وخاصة الآن، هي تذكير بأنه مع تغير المناخ والمخاطر الجيوسياسية المتزايدة، فإن عدم استقرار سلسلة التوريد أزمة عالمية مستمرة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة قناة السويس إلا أن
إقرأ أيضاً:
اليوم العالمي للنحل..أعظم الملقحات التي تطعم العالم
يُبرز اليوم العالمي للنحل الذي يأتي هذا العام تحت شعار "النحل مُلهم من الطبيعة ليغذينا جميعا"، الأدوار الحاسمة التي يلعبها النحل في السلسلة الغذائية للبشرية، وصحة النظم البيئية لكوكب الأرض، بما يشير إلى أن فقدان النحل سيجعل العام يخسر أكثر بكثير من مجرد العسل.
ويواجه النحل وغيره من المُلقّحات تهديدات متزايدة بسبب فقدان موائلها، والممارسات الزراعية غير المستدامة، وتغير المناخ والتلوث. ويُعرّض تناقص أعدادها إنتاج المحاصيل العالمي للخطر، ويزيد من تكاليفها، ويُفاقم بالتالي انعدام الأمن الغذائي العالمي.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4تراجع أعداد النحل والملقّحات تهدد مصادر الغذاءlist 2 of 4ماذا يحدث للبيئة والبشر إذا اختفى النحل؟list 3 of 4أعجوبة النحلة الطنانةlist 4 of 4دراسة: جزيئات البلاستيك لها أثر مدمر على النحل والملقّحاتend of listوحسب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) هناك أكثر من 200 ألف نوع من الحيوانات تصنف ضمن المُلقّحات غالبيتها العظمى برية، بما في ذلك الفراشات والطيور والخفافيش وأكثر من 20 ألف نوع من النحل، الذي يعتبر "أعظم الملقحات".
ويعدّ التلقيح أساسيا لأنظمة الأغذية الزراعية، إذ يدعم إنتاج أكثر من 75% من محاصيل العالم، بما في ذلك الفواكه والخضراوات والمكسرات والبذور. بالإضافة إلى زيادة غلة المحاصيل.
كما تُحسّن الملقّحات جودة الغذاء وتنوعه، وتُعزز حماية الملقحات التنوع البيولوجي وخدمات النظم البيئية الحيوية، مثل خصوبة التربة، ومكافحة الآفات، وتنظيم الهواء والماء.
حسب بيانات برنامج الأمم المتحدة للبيئة، يتم الحصول على 90% من إنتاج الغذاء العالمي من 100 نوع نباتي، ويحتاج 70 نوعا منها إلى تلقيح النحل.
إعلانوأظهرت الدراسات أن الحشرات غير النحل لا تُمثل سوى 38% من تلقيح المحاصيل، مقابل أقل من 5% من تلقيح المحاصيل بالنسبة للفراشات، ويسهم تلقيح الطيور بأقل من 5% من الأنواع المزهرة حول العالم و1% للخفافيش.
وتبلغ تكلفة التلقيح الاصطناعي أعلى بـ10% على الأقل من تكلفة خدمات تلقيح النحل، وفي النهاية لا يمكننا تكرار عمل النحل بنفس الجودة أو الكفاءة لتحقيق نفس الإيرادات.
وعلى سبيل المثال، تتراوح تكلفة تلقيح هكتار واحد من بساتين التفاح في الولايات المتحدة ما بين 5 آلاف و7 آلاف دولار ومع وجود ما يقارب 153 ألفا و375 هكتارا من بساتين التفاح في جميع أنحاء البلاد، ستصل التكلفة إلى نحو 880 مليون دولار سنويا، بالنسبة لحقول التفاح فقط.
وعموما، تمثل الملقحات الحشرية ما يقارب 35% من إجمالي الإنتاج الغذائي العالمي، ويتولى نحل العسل 90% من عبء هذا العمل.
يتعرض النحل والملقحات الأخرى فعليا لتهديد متزايد جراء الأنشطة البشرية مثل استخدام مبيدات الآفات، والتلوث البيئي الذي يشمل جزيئات البلاستيك والتلوث الكهرومغناطيسي (ذبذبات أبراج الاتصالات والهواتف المحمولة وخطوط الكهرباء)، والأنواع الغازية لموائله، والتغير المناخي. ورغم أن الصورة البارزة تشير إلى وضع كارثي يتعلق بتعداد النحل العالمي.
لكن تحليل البيانات التي وردت في نشرة منظمة الفاو تظهر أن فكرة انهيار أعداد النحل عالميا ليست دقيقة تماما، لكن مع ذلك يبقى مستقبل أعداد النحل العالمية غير مؤكد تماما.
وتشير البيانات إلى أن أعداد النحل في بعض الدول الآسيوية تشهد تزايدا مطردا، بينما تواجه في الولايات المتحدة وأميركا الشمالية بشكل عام تحديات كبيرة في العقود الأخيرة، بسبب تدمير الموائل، والتعرض للمبيدات الحشرية، وتغير المناخ، والأمراض، والطفيليات.
إعلانويعود تزايد أعداد النحل في آسيا إلى التنوع الطبيعي في القارة، والمناخ المعتدل، وتقاليد تربية النحل العريقة، وازدهار تربية النحل التجارية، وعلى سبيل المثال عززت الصين، أكبر منتج للعسل في العالم، أعداد نحل العسل لديها بشكل كبير لتلبية الطلب العالمي.
وإذا اعتمدت المناطق التي تواجه تدهورا سياسات أكثر صرامة للحفاظ على النحل وممارسات زراعية مستدامة، فقد تُسهم في استقرار أعداد النحل، بل وتعزيزها، في السنوات القادمة. في الوقت نفسه، يجب على الدول التي تشهد تزايدا في أعداد النحل أن تظلّ متيقظة للتهديدات الناشئة لحماية إنجازاتها.
ويعتمد مستقبل النحل -الذي خصص في 20 مايو/أيار سنويا كيوم عالمي له- على قدرة البشر على التكيف والابتكار وحماية موائله. فبدلا من التركيز فقط على حالات التناقص، ينبغي دراسة ومحاكاة قصص تكاثره وانتعاش موائله في مناطق مختلفة من العالم.
وتُساعد الممارسات الزراعية الصديقة للبيئة، مثل الزراعة البينية، والزراعة الحراجية، والإدارة المتكاملة للآفات، وحماية الموائل الطبيعية، وتوفير مصدر غذائي ثابت ووفير للنحل في استدامة الملقحات، مما يضمن استقرار توفر المحاصيل وتنوعها، ويُقلل من نقص الغذاء والآثار البيئية.
وتعزز الجهود المدروسة لحماية الملقحات في نهاية المطاف الحفاظ على مكونات أخرى من التنوع البيولوجي، مثل مكافحة الآفات، وخصوبة التربة، وتنظيم الهواء والماء. وإنشاء أنظمة زراعية غذائية مستدامة، يلعب النحل دورا بارزا فيها.