في رسالة الميلاد.. يوحنا العاشر: نسأل طفل المغارة السلام للشرق والعالم
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
وجّه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر رسالة الميلاد، متمنياً السلام للشرق.
وجاء فيها: "إلى إخوتي رعاة الكنيسة الأنطاكية المقدسة وأبنائي وبناتي حيثما حلوا في أرجاء هذا الكرسي الرسولي، "هلموا بنا لنشاهد بيت لحم كيف فتحت عدنا، هلموا لنجتني محاسن الفردوس في مغارة، هناك بتول ولدت طفلا فسكن للحال ظمأ آدم.
بهذه الكلمات وبلسان ناظم التسابيح تدعونا الكنيسة المقدسة لنتأمل ميلاد المسيح. ميلاد المسيح هو ميلاد النور وميلاد الرجاء في مسلك حياتنا. ميلاده ميلاد إنسانيتنا التائقة إلى إكسير الخلود. ميلاده ميلاد الفرح المبدد ظلمة انشغالات الدنيا.
في بيت لحم الفقيرة جاءنا الإله المغني. جاءنا من أم بتول طفلا ليطفئ ظمأ قلبنا وظمأ إنسانيتنا إلى الخالق.
من مغارة في باطن الأرض شاء ساكن السموات وربها وسيد عليائها أن يطل على الإنسانية التي أحب. اتخذ بشريتها ليرفعها إلى علو ألوهته والتحف بضعفها ليسربلها جبروت قوته. اتشح البتول حشا طاهرا ليخلع من سماويته على ترابية الجبلة.
في بيت لحم من أعمال فلسطين، من جنوب القدس، من جوار الأردن ومن فيء أرز لبنان ومن جيرة دمشق ومن ربوع الشرق جاءنا "مشرق المشارق" المسيح الرب. جاءنا قبل ألفي عام وغرس إنجيله في آذان الرسل وفي آذان أجدادنا فملك في النفوس وتسيد عرش القلب واستوطن مذود النفس جاعلا من هذه الأرض المشرقية مذود بشارته. وهي التي اقتبلته طفلا في باطن مغارتها ومصلوبا على جلجلتها وقائما من قبر بستانها.
هذا الشرق منا أكثر من أرض. هو هوية وكينونة وكيان. هذا الشرق جرن عمادنا في المسيح كمسيحيين أنطاكيين. إن نزيف هجرة المسيحيين من شرقهم لأشبه بنزيف حربة تنكأ، ومن جديد، جنب المسيح في جلجلة آلامه.
ونحن على مقربة من عيد الميلاد، ندنو إلى المغارة ونرنو إلى طفلها مودعين إياه حياتنا كلها وسائلين إياه، وهو رب الرحمة وإله كل تعزية، الرحمة لمن سبقنا إلى ملقى وجهه القدوس. نسأله السلام للشرق الحبيب الذي ضمه متأنسا من أجل خلاصنا. نسأله من أجل فلسطين وغزة النازفة المصلوبة على قارعة مصالح الأمم وعلى قارعة الصمت المدان تجاه ما حدث ويحدث فيها من قتل ممنهج.
نسأله من أجل سوريا ولبنان ومن أجل سلام العالم كله. نسأله أن يسكن بجبروت صمته جبروت الحروب والصراعات ويزرع في القلوب بذرة رويته ونسيم سلامه. نسأله من أجل أخوينا مطراني حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي المخطوفين منذ أكثر من عقد من السنين وسط صمت دولي مستنكر ومستهجن وصلاتنا من أجل كل مخطوف يقاسي ثمن امتهان الإنسانية في سوق المصالح.
أعادها الله عليكم جميعا أبنائنا في الوطن وفي الانتشار وعلى الناس أجمع أياما مباركة ملؤها اليمن والبركة من لدن طفل المغارة، أبي الأنوار وإله كل تعزية، آمين".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: من أجل
إقرأ أيضاً:
15 طفلاً من فاقدي الأب يعيشون تجربة ملهمة
الشارقة: «الخليج»
نظمت مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي، مجموعة من الزيارات التعليمية والترفيهية إلى مربى الشارقة للأحياء المائية وحديقة الحيوان القزمة ومكتبة الشارقة العامة، وذلك ضمن سلسلة ورش برنامج «أثر»، بمشاركة 15 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عاماً، لتمكين الأطفال فاقدي الأب نفسياً واجتماعياً وبيئياً.
واستهدفت الزيارات تعزيز مجموعة من القيم الأخلاقية والسلوكية من خلال ربطها بالبيئة المحيطة وغرس قيم متنوعة كالرحمة، وتقبل الآخر، والدفاع عن النفس بطريقة تربوية تفاعلية، علاوة على تنمية مهارات الملاحظة والاستنتاج لدى الأطفال بصورة عملية وميدانية، مستلهمة رسائلها من عالم الحيوان والبيئة المحيطة وتنمية المعرفة.
وتضمن البرنامج جولات تعليمية استهدفت إدخال جو من المتعة والمرح التعليمي الذي يسهم في رفع دافعية الأطفال نحو التعلم من خلال التعرف على الحيوانات وبيئاتها المختلفة.
وتضمنت زيارة مكتبة الشارقة العامة ورشة تحت عنوان «رحلة القيم بين الرفوف»، التي ركزت على تنمية الوعي القيمي لدى الأطفال، حيث عززت هذه المحطة أربع قيم رئيسية هي: حب المعرفة، الاحترام، الانضباط، والفضول الإيجابي.
وقالت نوال الحامدي، مدير إدارة الرخاء الاجتماعي: «حرصنا على تنفيذ سلسلة جديدة من برنامج أثر بطريقة مبتكرة تتيح للأبناء معايشة تجربة تعليمية ملهمة في بيئات غنية بالتنوع، وكانت الزيارات المنفذة تجارب تربوية ثرية جمعت بين التعلم والمرح، وأسهمت في تعزيز القيم السلوكية والأخلاقية لدى الأطفال بصورة عملية وترسيخها في أذهانهم من خلال مواقف واقعية ومشاهدة حية، ونحن نؤمن أن الاستثمار في بناء قيم الأطفال هو حجر الأساس لصناعة جيل واعٍ».