خطبة الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
تاريخ النشر: 14th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة السعودية عن خطبة الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي، قدم فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام خطبة رائعة استهلها، بتوصية المسلمين بضرورة تقوي الله ومجاورة من يخاف .،بحسب ما نشر صحيفة صدى، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات خطبة الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
قدم فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام خطبة رائعة استهلها، بتوصية المسلمين بضرورة تقوي الله ومجاورة من يخاف الله، وحوار من بحترمك، ومشورة من يحبك، ومصاحبة العقلاء، وأن متخذ الصالحين أخلاء.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام سبحان من خلق الإنسان وصوره ، وبالإيمان زينه ونوره ، وبالعقل كرمه ، فهداه وبصَّره العقل هو قطب رحى التكليف ، وبفقده ترفع التكاليف ، وسمى عقلاً لأنه يعقل صاحبه عن اقتحام الشهوات ، والإقدامِ على المكاره والمضرات, العقل – عباد الله – أساس إنسانية الإنسان ، وقِواَم فطرته ، ومَنَاط تكليفه به يفكر ، وبه يدرك ، وإليه يتوجه خطاب الشرع وتكليفاته ، ومن زال عقله رفع عنه القلم يقول الحسن البصري رحمه الله : لو كان العقل يُشترى لتغالى الناس في ثمنه ، والعجب ممن يشتري بماله ما يفسد عقله.
وأضاف يقول إذا كان ذلك كذلك فإن المخدرات مما يهدم أركان مقاصد الإسلام يزلزل بنيانها ، ويهد كيانها وذلك يشمل جميع أنواع المخدرات والمسكرات من مشروب، ومأكول ، ومستنشق ، ومحقون ، وسواء أكان سائلاً ، أم جامدا ، أم أقراصا ، أم مسحوقا ، أم غازياً أخرج الدارقطني عن عائشة رضي الله عنها قالت : إن الله لم يحرم الخمر لاسمها ، وإنما حرمها لعاقبتها ، فكل شراب يكون عاقبته كعاقبة الخمر فهو حرام كتحريم الخمر .
وبين أن كل ما غطى العقل وستره فهو خمر ، وكل ما أسكر فهو خمر ، وكل خمر حرام ، فكل أنواع المخدرات داخلة في اسم الخمر ومسماه وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم : ” كل مسكر خمر ، وكل خمر حرام ” وفي الحديث المتفق عليه : ( كل شراب أسكر فهو حرام ) .
وأكد من أجل هذا فقد أجمع فقهاء الإسلام على تحريم المخدرات وزراعتها ، وتصنيعها ، وتعاطيها ، ناهيكم بتهريبها وترويجها – عياذاً بالله – بل قال ابن عابد رحمه الله في حاشيته : من قال بحل الحشيشة فهو زنديق مبتدع. وقال شيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله : وهي – أي – الحشيشة أخبث من الخمر من جهة انها مفسدة للعقل والمزاج.
ومضى فضيلته يقول معاشر المسلمين : عالم المخدرات عالم مظلم ، الداخل فيه مفقود ، والخارج منه مولود المخدرات جماع الشر ، ومجمع الضر ، ومستودع المفاسد ، وملتقى المصائب ، ومكمن الشرر والمخدرات : كل بلاء يصغر دونَها ، هي آفة العصر ، ومصيبة الدهر ، وقاصمة الظهر ، تذهب بالعقول ، وتهلك النفوس وأصل كل بلية ، وأساس كل رذيلة ، ومفتاح كل شر ، ورجس من عمل الشيطان ، توقع في العداوة والبغضاء ، وتصد عن ذكر الله ، وعن الصلاة ، وعن كل عمل صالح في الدين والدنيا.
وأردف يقول كم في البيوت من أخبار حزينة ، وكم في الصدور من أسرار دفينة : ها هو شاب في مقتبل العمر مطيع لربه ، بار بوالديه ، مستقيم في أخلاقه ، متفوق في دراسته ، يعيش حياة جميلةً ، مليئةً بالتفاؤل والتخطيط ، وبين عشية وضحاها وقع في شباك رفاق السوء ، وأصدقاء الاثم ، ذئابٌ كاسرة ، خادعون واهمون ، فكانت بدايةَ النهاية ، تحولت الحياة الجميلة إلى أشباح ، وانطفأ ضوء المصباح ، وأصبحت الطاعة فسوقا ، والبر عقوقاً ، والأخلاق تمرداً ونفورا ، فلا حول ولا قوة إلا بالله , وتلك فتاة مسكينة ، قرة عين والديها ، وأمل أهلها وذويها ، من أجمل البنات خَلْقا وخُلُقا ، اقترب منها الحاسدات ، وأحاطت بها الغاويات المغويات فوقعت المسكينة في الشِّراك ، وأصبحت ألعوبة في يد كل خادع وأفاك ، لا يدري وليها المسكين : ( أيمسكها على هون أم يدسها في التراب ).
وأكد أن المبتلى
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
مفاهيم اسلامية: الضلال والهدى
#مفاهيم_اسلامية: #الضلال و #الهدى
مقال الاثنين: 13/10/ 2025
بقلم د. #هاشم_غرايبه
هما مصطلحان اسلاميان بامتياز، لم يستعملهما بشر قبل نزول الدين، ودلالتهما اللغوية مشتقة من معرفة الطريق التي توصل الى المكان المنشود، والتي تمثل الاهتداء، والضلال هو سلوك أي طريق آخر غيره، لأنه لن يوصل المرء الى مقصده الصحيح.
من هنا كان اعتبار أن الهدى سبيل واحد لا يتعدد، هو الصراط المستقيم، فيما تتعدد الضلالات، لتشمل كل سبيل معوج أو منحرف عنه، لذلك دائما ما يعرّف الله الاهتداء بالمفرد ويسميه النور، والضلالة بالجمع لأن سبلها عديدة فيسميها الظلمات، فيقول تعالى: “اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ” [البقرة:257].
لقد أراد الله من الدين أن يهدي الانسان الى سبيل الفلاح والصلاح، لكنه لم يشأ أن يجعل اتباعه أمرا مفروضا كالفطرة، التي لا يملك المرء الخيار في اتباعها أو رفضها، بل جعله اختياريا، خاضعا لإرادته الحرة، فيأخذ قراره باتباعه أو الاعراض عنه بعد محاكمة عقلية مستقلة عن أية ضغوط أو إكراه.
ولهذا خلق الله العقل للإنسان، ومنحه الأدوات المنطقية التي تساعده لاتخاذ الحكم الصحيح.
ذلك ليتوافق الأمر مع الطبيعة التي خلق الله البشر عليها، مسيّرين في الأمور الأساسية لوجودهم وادامة حياتهم، ومخيّرين في الأمور المساعدة لها، وفي سلوك طريق الهدى أو طريق الضلال.
فعلى سبيل المثال، لا يمكنه التحكم في نبضات قلبه، ولا إيقافه أو تشغيله، ولا في تشغيل الكليتين أو تعطيلهما، ولا في عمل الرئتين اللتان تظلان في عمل دؤوب طوال الوقت لتزويد القلب يالأوكسجين واخراج ثاني أوكسيد الكربون، لكن يمكنه كتم النفس لفترة محددة أو أخذ شهيق وزفيرإرادي، لأنه قد يحتاج أحيانا لذلك في حالة انعدام وجود هواء كالغطس تحت الماء.
إنه تعالى جعل الاهتداء الى وجوده والإيمان به اختياريا، ليتوافق مع سنة الابتلاء والتمحيص، ولذلك خلق الحياة الدنيا لتكون دار ابتلاء، والحياة الآخرة لتكون دار جزاء، فكان جعل الخيار متاحا لكل امرئ بحرية تامة بين الهداية والضلال، متطلبا للعدل بين الناس، واتاحة تكافؤ الفرص فيما بينهم للتنافس على بلوغ المراتب العليا في دار الخلود.
ولأجل التمايز بين النفوس، فقد جعل اختيار طريق الهدى محفوفا بالمكاره، لكي لا تقوى على تجاوزها إلا النفوس الأكبر، وجعل طريق الضلال مزينة بالمغريات من الشهوات والملذات، فتنجذب اليها النفوس الضعيفة المقاومة، فيما تصمد النفوس التي يضبطها العقل المؤمن، لأنه مقتنع بأن ما ستناله جزاء انضباطها أكثر وأدوم من تلك المتع الآنية الزائلة.
هنا نصل الى الحكمة التي أرادها الله من إخفاء ذاته العلية عن مدارك البشر، ومن تغييب كل الغيبيات التي أنبأهم بأمرها، إذ بإدراكها لا تعود من قيمة للابتلاء والتمحيص، فمن يمكنه انكار المرئي والملموس؟، ومن يرى الجنة والنار عيانا، هل يملك عصيانا أو طاعة!؟، لذا لن يكون هنالك من أهمية للحياة الدنيا، لأن كل البشر سينصاعون لأمر الله قسرا وعلى السواء.
لقد حبا الله العقل بوسائل منطقية لأجل تكوين قناعاته، فيبني عليها موقفا، وهذه الوسائل لا تقتصر على الحسية، فهذه أعطاها الله للحيوانات مثلما أعطاها للإنسان، لكنه ميز الغقل البشري بقدرات تأملية أوسع، بإمكانها اجراء محاكمات عقلية أبعد.
وهنا يظهر التمايز بين العقل المهتدي من الضال، فهو الذي أمكنه تكوين القناعات الإيمانية باستخدام العقل، أما الضال فهو من قعد به عقله عند المرحلة الحيوانية، التي تتوقف عن فهم المدركات الحسية فقط، لذلك يقول الضال: لا أومن إلا بما أراه.
ولهذا يعتبر الإلحاد عاهة عقلية.
ولأجل ذلك يعتبر الدين ضرورة أساسية للإنسان، وليس مجرد ترف فكري وقناعات شخصية.
وتحقق صلاح المجتمعات وفلاحها مرهون بمدى اتباعها وتطبيق تشريعاته، فقط لاغير.