موقع 24:
2024-06-16@15:38:01 GMT

دراسة علمية: ندرة الماء تجعل البشر يفكرون بشكل أفضل

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

دراسة علمية: ندرة الماء تجعل البشر يفكرون بشكل أفضل

يستشعر عقل الانسان بشكل فطري ندرة الموارد في بيئته، وتتغير طريقة تفكيره وسلوكياته، عند ندرة موارد حيوية مثل الغذاء أو الوقت.

وأثبتت دراسة حديثة أن البشر يتفاعلون مع ندرة المياه بشكل مختلف، مقارنة مع ندرة الموارد الأخرى، حيث اتضح أنهم يفكرون في الأماكن التي تندر فيها المياه، بشكل أعمق ويتدبرون شؤونهم على المدى الطويل، بعكس الذين يعيشون في بيئات تتوفر فيها المياه.

ويقول الباحث توماس تالهيلم المتخصص في العلوم السلوكية بجامعة شيكاغو بوث الأمريكية، إن الإنسان  يدرك أن استمرار حياته مرهون بتوفر المياه، وبالتالي فإن ندرتها تضعه في حالة ذهنية من التركيز والتفكير طويل المدى، وإن هذا الاكتشاف ينطوي على تداعيات مهمة لاستجابة البشر لمشاكل بيئية مثل تغير المناخ.

الحفاظ على الموارد

وأوضح تالهيلم في مقال أورده الموقع الإلكتروني Scientific American المتخصص في الأبحاث العلمية أنه في إطار الدراسة، قسم 211 طالباً جامعياً إلى مجموعتين، ثم استطلع رأي كل مجموعة بشكل منفصل عن موقفين افتراضيين من خلال مقالين بحثيين، يتضمن الأول ندرة المياه في 1200 عام، والثاني يفترض وفرة المياه بغزارة من خلال أمطار، وفيضانات، بسبب التغيرات المناخية، التي يتعرض لها العالم.

وكان القائمون على التجربة يسألون المتطوعين عن مدى أهمية الحفاظ على الموارد والتفكير طويل المدى.
وتبين من التجربة أن المتطوعين الذين قرأوا المقال الذي يتناول ندرة المياه كانوا أكثر ميلاً للتفكير في المستقبل وإيجاد حلول طويلة المدى، كما تجاوبوا مع "ضرورة أن يعيش الإنسان من أجل المستقبل" وأهمية الادخار والحفاظ على الموارد.

وفي المقابل كان المتطوعون الذين قرأوا المقال عن وفرة المياه من الأمطار والفيضانات أكثر ميلاً للاستفادة من حياتهم الراهنة دون التفكير في أعباء الادخار أو الحفاظ على الموارد.

وأشار تالهيلم  إلى إجراء تجربة أخرى أكثر عمقاً على سكان مدينتين متقاربتين جغرافياً في إيران، هما شيراز ويازد.

ورغم تشابه الوضع الاقتصادي، واللغة، والثقافة، في المدينتين، فقد كان وجه الاختلاف بينهما يكمن في أن يازد تعاني من طقس جاف تندر فيه الأمطار، في حين تنعم شيراز بكميات وفيرة من الأمطار، وتنتشر فيها الحدائق وأشجار الفواكه.

وفي إطار التجربة، أجري اختبار نفسي لـ331 من سكان المدينتين لقياس استجابتهم لفكرة "التأقلم طويل المدى" مع معطيات البيئة ، والأولويات التي يضعها سكان المدينتين للمستقبل.

وأثبتت الدراسة أن سكان مدينة يازد التي تعاني الجفاف وندرة المياه، كانوا أفضل في التخطيط للمستقبل، في حين كان سكان مدينة شيراز أكثر تجاوباً مع فكرة عيش اللحظة دون اهتمام كبير بالمستقبل.

القيم في العالم

وللحصول على رؤية أشمل لتغير تفكير البشر في حالات ندرة المياه، اتجه الباحثون إلى "دراسة القيم في العالم"، وهي مشروع بحثي عالمي، على مدار سنوات في مختلف دول العالم، لجمع  معلومات عن المعتقدات والقيم التي يؤمن بها الانسان.

ويقول تالهيلم إن مجموعته ركزت على استطلاع تناول رأي المشاركين من 87 دولة حول أهمية الادخار من أجل المستقبل مقابل الاسراف في الإنفاق.

ووجد الباحثون أن المتطوعين من الدول التي تعاني الجفاف بشكل تاريخي، كانوا أكثر ميلاً لفكرة الادخار من أجل المستقبل، في حين أن نظراءهم من الدول الغنية بالمياه مثل بعض دول أوروبا على سبيل المثال كانوا أقل اهتماماً بالتخطيط للمستقبل.

تطورات فسيولوجية

ويقول تالهيلم إن هناك دلائل علمية على أن الاهتمام بمشكلة ندرة المياه، خلف تطورات فسيولوجية على المستوى الجيني لدى الإنسان، وأوضح أن الفئران لديها قرابة ألف جين لمستشعرات الشم، في حين أن عددها لدى البشر لا يتجاوز 400، ورغم ذلك فإن الانسان أقدر على استنشاق رائحة مياه الأمطار العذبة مقارنة مع قدرة أسماك القرش على رصد رائحة الدماء في البحر.

ويرى أن هذا الملمح العلمي يؤكد أن الماء عند الإنسان بلغ درجة من الأهمية أحدثت لديه تغيرات فسيولوجية تجعله أكثر قدرة على البحث عنه واستشعار رائحته.

فرصة ذهبية للبشرية

وبالنظر إلى مشكلة تغير المناخ التي تواجه العالم حالياً، وتجعل موجات الجفاف أكثر شيوعاً، يرى تالهيلم أن هذه الدراسة تؤكد أن الاحترار العالمي والجفاف سيعيد صياغة طريقة تفكير الانسان في المستقبل، وسيجعل مجتمعات بأسرها أكثر حرصاً على حماية الموارد والحفاظ عليها، ويعتقد أن هذا التغير في النمط السلوكي، قد  يكون فرصة ذهبية لمواجهة خطر داهم مثل تغير المناخ.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة التغير المناخي ندرة المیاه على الموارد فی حین

إقرأ أيضاً:

الموارد المائية: التصريحات حول المياه الجوفية (العابرة للحدود) لا تمثل الموقف الليبي

أكدت وزارة الموارد المائية بحكومة الوحدة الوطنية بأن التصريحات الإعلامية حول المياه الجوفية المشتركة (العابرة للحدود) وبالأخص عن منطقة حوض الحجر الرملي النوبي المشترك والتي تمثل ليبيا أحد أطرافه، تصدر عن أشخاص غير مسؤولين، ولا تمثل الموقف الرسمي لدولة ليبيا.

وأفادت الوزارة بمباشرتها في اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لذلك، وأن الوزارة عاكفة على إعداد ندوة حوارية تستضيف فيها لفيفًا من الخبراء المعنيين بالمياه الجوفية ومن خبراء الهيئة المشتركة لدراسة وتنمية خزان الحجر الرملي النوبى المشترك خلال الأيام القادمة.

وأضافت الوزارة أن الندوة المرتقبة ستكون لتوضيح كافة الجوانب المتعلقة بالأحواض الجوفية المشتركة العابرة للحدود وآلية التنسيق المتبعة في إدارتها ومراقبة الخزانات الجوفية وتبادل المعلومات والبيانات حولها واستغلال مياهها بالدول المتشاطئة.

وتداولت بعض وسائل الإعلام مباشرة الشركات المصرية التنقيب عن المياه قرب منطقة “الجغبوب” على الحدود الليبية مع مصر؛ حيث توجد وفرة من المياه الجوفية ونقل دولة مصر للمياه الجوفية الليبية إلى أراضيها عن طريق نهر صناعي.

وذكرت الوسائل أن تنقيب مصر عن المياه هو ضمن مشروع زراعي تعتزم تنفيذه، ويتطلب نقل المياه المستخرجة من الحدود المشتركة إلى المناطق في مصر القريبة من الحدود الليبية.

يشار إلى أن الحوض هو خزان جوفي تبلغ مساحته 2,2 مليون كم²، وتشترك فيه 4 دول هي “السودان، ومصر، وليبيا، وتشاد”، وقد وقَّعت هذه الدول في فيينا عام 2013 على اتفاقية للتعاون الإقليمي أُنشِئت بموجبها “الهيئة المُشتركة لتنمية ودراسة واستخدام خزان الحوض الرملي النوبي”

المصدر: وزارة الموارد المائية بحكومة الوحدة + قناة ليبيا الأحرار

وزارة الموارد المائية Total 0 مشاركة Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • الفضيل: الحل الذي يمكن أن تجعل الوضع الاقتصادي أفضل نسبياً وبشكل سريع هو الغاء ضريبة بيع النقد الأجنبي
  • المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب يدعو إلى ترشيد استهلاك الماء واستعماله بشكل مسؤول ومعقلن
  • هل تندلع حرب مياه بين المغرب والجزائر؟
  • دراسة جديدة تكتشف “جوانب خفية” حول تناقص أعداد الحيوانات المنوية في العالم
  • أبحاث: أدمغة الرجال تتغير عندما يصبحون آباء
  • دراسة جديدة تكتشف "جوانب خفية" حول تناقص أعداد الحيوانات المنوية في العالم
  • “موارد عجمان” تحصل على شهادة “أفضل بيئة عمل”
  • مؤتمر دولي بمراكش يناقش العلاقة الوثيقة بين الطاقة وتدبير الماء
  • مثل البشر.. دراسة تقترح أن الفيلة الإفريقية تستخدم الأسماء لمناداة بعضها البعض
  • الموارد المائية: التصريحات حول المياه الجوفية (العابرة للحدود) لا تمثل الموقف الليبي