دراسة علمية: ندرة الماء تجعل البشر يفكرون بشكل أفضل
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
يستشعر عقل الانسان بشكل فطري ندرة الموارد في بيئته، وتتغير طريقة تفكيره وسلوكياته، عند ندرة موارد حيوية مثل الغذاء أو الوقت.
وأثبتت دراسة حديثة أن البشر يتفاعلون مع ندرة المياه بشكل مختلف، مقارنة مع ندرة الموارد الأخرى، حيث اتضح أنهم يفكرون في الأماكن التي تندر فيها المياه، بشكل أعمق ويتدبرون شؤونهم على المدى الطويل، بعكس الذين يعيشون في بيئات تتوفر فيها المياه.
ويقول الباحث توماس تالهيلم المتخصص في العلوم السلوكية بجامعة شيكاغو بوث الأمريكية، إن الإنسان يدرك أن استمرار حياته مرهون بتوفر المياه، وبالتالي فإن ندرتها تضعه في حالة ذهنية من التركيز والتفكير طويل المدى، وإن هذا الاكتشاف ينطوي على تداعيات مهمة لاستجابة البشر لمشاكل بيئية مثل تغير المناخ.
الحفاظ على المواردوأوضح تالهيلم في مقال أورده الموقع الإلكتروني Scientific American المتخصص في الأبحاث العلمية أنه في إطار الدراسة، قسم 211 طالباً جامعياً إلى مجموعتين، ثم استطلع رأي كل مجموعة بشكل منفصل عن موقفين افتراضيين من خلال مقالين بحثيين، يتضمن الأول ندرة المياه في 1200 عام، والثاني يفترض وفرة المياه بغزارة من خلال أمطار، وفيضانات، بسبب التغيرات المناخية، التي يتعرض لها العالم.
وكان القائمون على التجربة يسألون المتطوعين عن مدى أهمية الحفاظ على الموارد والتفكير طويل المدى.
وتبين من التجربة أن المتطوعين الذين قرأوا المقال الذي يتناول ندرة المياه كانوا أكثر ميلاً للتفكير في المستقبل وإيجاد حلول طويلة المدى، كما تجاوبوا مع "ضرورة أن يعيش الإنسان من أجل المستقبل" وأهمية الادخار والحفاظ على الموارد.
وفي المقابل كان المتطوعون الذين قرأوا المقال عن وفرة المياه من الأمطار والفيضانات أكثر ميلاً للاستفادة من حياتهم الراهنة دون التفكير في أعباء الادخار أو الحفاظ على الموارد.
وأشار تالهيلم إلى إجراء تجربة أخرى أكثر عمقاً على سكان مدينتين متقاربتين جغرافياً في إيران، هما شيراز ويازد.
ورغم تشابه الوضع الاقتصادي، واللغة، والثقافة، في المدينتين، فقد كان وجه الاختلاف بينهما يكمن في أن يازد تعاني من طقس جاف تندر فيه الأمطار، في حين تنعم شيراز بكميات وفيرة من الأمطار، وتنتشر فيها الحدائق وأشجار الفواكه.
وفي إطار التجربة، أجري اختبار نفسي لـ331 من سكان المدينتين لقياس استجابتهم لفكرة "التأقلم طويل المدى" مع معطيات البيئة ، والأولويات التي يضعها سكان المدينتين للمستقبل.
وأثبتت الدراسة أن سكان مدينة يازد التي تعاني الجفاف وندرة المياه، كانوا أفضل في التخطيط للمستقبل، في حين كان سكان مدينة شيراز أكثر تجاوباً مع فكرة عيش اللحظة دون اهتمام كبير بالمستقبل.
القيم في العالموللحصول على رؤية أشمل لتغير تفكير البشر في حالات ندرة المياه، اتجه الباحثون إلى "دراسة القيم في العالم"، وهي مشروع بحثي عالمي، على مدار سنوات في مختلف دول العالم، لجمع معلومات عن المعتقدات والقيم التي يؤمن بها الانسان.
ويقول تالهيلم إن مجموعته ركزت على استطلاع تناول رأي المشاركين من 87 دولة حول أهمية الادخار من أجل المستقبل مقابل الاسراف في الإنفاق.
ووجد الباحثون أن المتطوعين من الدول التي تعاني الجفاف بشكل تاريخي، كانوا أكثر ميلاً لفكرة الادخار من أجل المستقبل، في حين أن نظراءهم من الدول الغنية بالمياه مثل بعض دول أوروبا على سبيل المثال كانوا أقل اهتماماً بالتخطيط للمستقبل.
تطورات فسيولوجيةويقول تالهيلم إن هناك دلائل علمية على أن الاهتمام بمشكلة ندرة المياه، خلف تطورات فسيولوجية على المستوى الجيني لدى الإنسان، وأوضح أن الفئران لديها قرابة ألف جين لمستشعرات الشم، في حين أن عددها لدى البشر لا يتجاوز 400، ورغم ذلك فإن الانسان أقدر على استنشاق رائحة مياه الأمطار العذبة مقارنة مع قدرة أسماك القرش على رصد رائحة الدماء في البحر.
ويرى أن هذا الملمح العلمي يؤكد أن الماء عند الإنسان بلغ درجة من الأهمية أحدثت لديه تغيرات فسيولوجية تجعله أكثر قدرة على البحث عنه واستشعار رائحته.
فرصة ذهبية للبشريةوبالنظر إلى مشكلة تغير المناخ التي تواجه العالم حالياً، وتجعل موجات الجفاف أكثر شيوعاً، يرى تالهيلم أن هذه الدراسة تؤكد أن الاحترار العالمي والجفاف سيعيد صياغة طريقة تفكير الانسان في المستقبل، وسيجعل مجتمعات بأسرها أكثر حرصاً على حماية الموارد والحفاظ عليها، ويعتقد أن هذا التغير في النمط السلوكي، قد يكون فرصة ذهبية لمواجهة خطر داهم مثل تغير المناخ.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة التغير المناخي ندرة المیاه على الموارد فی حین
إقرأ أيضاً:
مأرب برس يعيد نشر اتفاقات ابراهيم التي طالب ترامب من الرئيس السوري التوقيع عليها خلال لقائه بالرياض
طالب اليوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض التوقيع على اتفاقات إبراهيم مع إسرائيل خلال لقاء جمعهما بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
مارب برس يعيد نشر نصوص تلك الاتفاقيات ويستعرض أسباب التسمية.
اتفاق إبراهيم ويطلق عليه أحيانا بالاتفاق الإبراهيمي؛وهو اسم يُطلق على مجموعة من اتفاقيات السلام التي عُقِدت بين إسرائيل ودول عربية برعاية الولايات المتحدة. استخدم الاسم أوّل مرة في بيان مشترك لإسرائيل والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، صدر في 13 أغسطس 2020، واستخدم لاحقًا للإشارة بشكل جماعي إلى اتفاقيات السلام الموقعة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة وبين إسرائيل والبحرين.
كانت هذه هي المرة الأولى التي توقع فيها دولة عربية اتفاقية للسلام مع إسرائيل منذ أن وقع الأردن اتفاقية للسلام مع إسرائيل عرفت باسم معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية في عام 1994.
مأرب برس يعيد نشر نص إعلان اتفاقات إبراهام (إسرائيل والإمارات والبحرين):
نحن الموقعون أدناه، ندرك أهمية الحفاظ على السلام وتعزيزه في الشرق الأوسط والعالم على أساس التفاهم المتبادل والتعايش، وكذلك احترام كرامة الإنسان وحريته، بما في ذلك الحرية الدينية.
نشجع على بذل الجهود لتعزيز الحوار عبر الأديان والثقافات للنهوض بثقافة السلام بين الديانات الإبراهيمية الثلاث والبشرية جمعاء.
نؤمن بأن أفضل طريقة لمواجهة التحديات هي من خلال التعاون والحوار، وأن تطوير العلاقات الودية بين الدول يعزز من مصالح السلام الدائم في الشرق الأوسط والعالم.
نسعى إلى التسامح واحترام الأشخاص من أجل جعل هذا العالم مكاناً ينعم فيه الجميع بالحياة الكريمة والأمل، بغض النظر عن عرقهم وعقيدتهم أو انتمائهم الإثني.
ندعم العلم والفن والطب والتجارة كوسيلة لإلهام البشرية وتعظيم إمكاناتها، وتقريب الأمم بعضها من بعض.
نسعى لإنهاء التطرف والصراع لتوفير مستقبل أفضل لجميع الأطفال. نسعى لتحقيق رؤية للسلام والأمن والازدهار في الشرق الأوسط وفي العالم.
وعليه، نرحب بحفاوة بالتقدم المحرز في إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وجيرانها في المنطقة بموجب مبادئ اتفاقي أبراهام، وتشجعنا الجهود الجارية لتوطيد وتوسيع هذه العلاقات الودية القائمة على المصالح المشتركة والالتزام المشترك بمستقبل أفضل.
والثلاثاء، وقعت الإمارات والبحرين اتفاقي التطبيع مع إسرائيل في البيت الأبيض، برعاية الرئيس الأمريكي، متجاهلتين حالة الغضب في الأوساط الشعبية العربية.
وأظهر حفل التوقيع الذي انعقد في البيت الأبيض، وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد، ونظيره البحريني عبد اللطيف الزياني، بجانب نتنياهو.
وفي 13 أغسطس/ آب الماضي، توصلت الإمارات وإسرائيل، إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما، قوبل بتنديد فلسطيني واسع، قبل أن تعلن البحرين خطوة مماثلة الجمعة الماضي.
وأعلنت قوى سياسية ومنظمات عربية، رفضها بشكل واسع لهذا الاتفاق، وسط اتهامات بأنه "طعنة" في ظهر قضية الأمة بعد ضربة مماثلة من الإمارات.