تصعيد الجنوب.. يواكب تصعيد غزة
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
انتقل التصعيد على جبهة جنوب لبنان الى مرحلة جديدة لم تصل اليها المعركة منذ بدايتها، اذ كثف "حزب الله" من استهدافاته النوعية خلال الايام القليلة الماضية ووصل الى عمق لم يكن يقوم فيه بأي استهدافات.
ومن الواضح ان هذا الامر ترافق مع زيادة وتيرة استهداف المستوطنات بصواريخ الكاتيوشا ما اصاب عدداً من المستوطنين بجروح وفق الاعترافات الاسرائيلية المعلنة.
بحسب مصادر مطلعة فإن "حزب الله" يريد تحقيق هدفين، الاول تكتيكي والثاني استراتيجي عبر تصعيده هذا، والهدف التكتيكي مرتبط بالجبهة في جنوب لبنان لمنع العدو من التصعيد او تخطي الخطوط الحمراء عبر استهداف مواقع للمقاومة في العمق اللبناني او عبر استهداف المدنيين ومنازلهم جنوب الليطاني او حتى شماله، وعليه فإن ذهاب الحزب الى مستوى جديد من المعركة يهدف اولا لتحقيق هذه المكتسبات.
ووفق المصادر ذاتها، فإن الحزب يصعد بالتوازي مع ارتفاع منسوب المخاطر على قطاع غزة او ربما على المقاومة فيه، لرفع مستوى الضغط على الجيش الاسرائيلي وهذا ما يحصل، اذ ان المراوحة ليست امرا مطروحاً في ظل استمرار تل ابيب بالمعركة على حماس ومحاولة تمديد مدة المعركة البرية لجعل قطاع غزة مكاناً غير قابل للعيش فيه.
وترى المصادر ان "حزب الله" وجميع حلفائه ليسوا في وارد السماح بسقوط قطاع غزة حتى لو ادى الامر الى حرب اقليمية، فخسارة حماس في جنوب فلسطين ضربة استراتيجية كبيرة لا يمكن تحملها، لا على الصعيد العسكري ولا على الصعيد السياسي كما سيخسر المحور اسس خطابه ودعايته السياسية التي بُنيت على فكرة القتال من اجل فلسطين وتحريرها ودعم المقاومة المسلحة فيها.
وتعتبر المصادر ان الحزب يستفيد اليوم من الانتشار الهائل للجيش الاسرائيلي على الحدود مع لبنان لتعويض النقص الكبير في القدرات التجسسية، فيعمد الى استهداف تجمعات الجنوب بشكل مكثف لادخال المؤسسة العسكرية الاسرائيلية في معضلة الاستنزاف اللامتناهي، والذي سيشكل تحديا حقيقيا يتفاعل ويرتفع منسوبه كلما ارتفع معدل الجنون ضد قطاع غزة..
وعليه فإن التصعيد في لبنان مرتبط بشكل كبير جدا بما يحصل في قطاع غزة، لذلك بات متداولا في الايام الماضية بأن وساطات التهدئة وصلت الى طريق مسدود مع لبنان، اذ رفض "حزب الله" التجاوب مع الاتصالات التي طالبته بضمانات جدية بعدم التصعيد وتطبيق القرار 1701 وهذا ما يعيده كثيرون الى ظهور مؤشرات خطيرة مرتبطة بقدرة المقاومة الفلسطينية على الصمود لمرحلة طويلة تعتقد تل ابيب انها قادرة على الاستمرار بحربها خلالها...
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
عدوان إسرائيلي على لبنان.. وإنذار لقرية في الجنوب للإخلاء
أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، مواطنين بإخلاء أماكنهم في قرية جنوبي لبنان، تمهيدا لتنفيذ هجوم ادّعى أنه يستهدف مواقع لـ"حزب الله"، في انتهاك متكرر لاتفاق وقف إطلاق النار.
وقال متحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في تدوينة على منصة شركة "إكس": "الجيش سيهاجم، على المدى الزمني القريب بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله في قرية يانوح".
وأرفق أدرعي إنذاره بخريطة لمبنى في القرية، وأنذر المواطنين بـ"الابتعاد عن الموقع لمسافة 300 متر".
في وقت سابق، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي بقذائف الهاون، السبت، أطراف بلدة الضهيرة في الجنوب اللبناني، بالتزامن مع تحليق مكثف لطيرانه المسير في أجواء الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
يأتي ذلك في تواصل للخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار مع "حزب الله" التي دخل حيز التنفيذ أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن المدفعية الإسرائيلية استهدفت بقذائف هاون أطراف بلدة الضهيرة في قضاء صور بعدد من قذائف الهاون.
وفي القضاء ذاته، ألقت طائرة مسيرة إسرائيلية قنبلة صوتية على بلدة رأس الناقورة، حسب الوكالة اللبنانية.
ولم توضح الوكالة ما إذا كان القصف المدفعي أو الاستهداف بالقنبلة الصوتية أسفر عن وقوع إصابات أو أضرار مادية من عدمه.
وفي سياق الانتهاكات، وسع الطيران الإسرائيلي من نشاطه ليصل إلى العاصمة، حيث أفادت الوكالة اللبنانية برصد تحليق مكثف لطيران مسير في أجواء الضاحية الجنوبية لبيروت المعقل الرئيسي لـ"حزب الله".
ويأتي تواصل الانتهاكات، بعد يوم من كشف وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي عن تلقي "تحذيرات من جهات عربية ودولية" تفيد باستعداد إسرائيل لشن عملية عسكرية واسعة ضد بلاده.
وأشار رجي، وفق ما نقلت عنه الوكالة اللبنانية، إلى تكثيف الاتصالات الدبلوماسية لحماية المنشآت اللبنانية، في وقت أكدت فيه هيئة البث العبرية الرسمية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استكمل خطة لشن هجوم واسع "إذا فشل تفكيك سلاح حزب الله قبل نهاية 2025".
وأقرت الحكومة اللبنانية، في 5 أغسطس/ آب الماضي، خطة لحصر السلاح وضمنه ما يملكه "حزب الله" بيد الدولة قبل نهاية 2025، غير أن الحزب يرفض نزع سلاحه، ويطالب بانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من كامل أراضي البلاد.
وخلال الأسابيع الأخيرة، صعدت إسرائيل عمليتها العسكرية تجاه الأراضي اللبنانية بما يشمل عمليات قصف مكثفة لمناطق شرق وجنوب البلاد، إضافة لتنفيذ عمليات اغتيال لعناصر تدعي أنهم من "حزب الله".
وقتلت إسرائيل أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين، خلال عدوانها على لبنان الذي بدأته في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قبل أن تحوله في سبتمبر/ أيلول 2024 إلى حرب شاملة.
كما عمدت إلى خرق اتفاق وقف إطلاق النار أكثر من 4500 مرة، ما أسفر عن مئات الشهداء والجرحى، فضلا عن احتلالها 5 تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.