رئيس تيجراي يحذر: المجاعة والموت يلوحان في شمال إثيوبيا
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
أكد رئيس الإدارة المؤقتة لولاية تيجراي بشمال إثيوبيا جيتاتشو رضا، اليوم الجمعة أن المجاعة والموت يلوحان في تيجراي، وطلب من الحكومة الإثيوبية والمجتمع الدولي مد الأيدي لوقف الجفاف في المنطقة، بحسب ما أوردته شبكة "بي بي سي" البريطانية.
وذكر جيتاتشو رضا أن الجفاف في المنطقة وصل إلى مستوى خطير للغاية في بيان على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن "المجاعة والموت يلوحان في تيجراي".
وأضاف الرئيس أن الجفاف الحالي والحرب الدامية في تيجراي يمكن أن يسببا خطرا كبيرا، لافتا إلى أن التطورات الأساسية التي تشهدها المنطقة، وخاصة تدمير المرافق الصحية وتشريد ملايين الأشخاص من منازلهم، عرضت سكان منطقة تيجراي لمصاعب كبيرة.
وقال "لذلك، يتعين على الإدارة المؤقتة والحكومة الفيدرالية والمجتمع الدولي الوفاء بالتزاماتهم القانونية والأخلاقية لمواجهة الجوع والموت الذي يلوح في الأفق في تيجراي"، مضيفا أن "الجوع سلاح فتاك صامت"، وأن الحكومة الفيدرالية والمجتمع الدولي قاما بدورهما في "تدمير هذا السلاح الفتاك، والآن عليهم أن يقوموا بدورهم لوقف الأزمة الإنسانية التي تلوح في الأفق".
وشدد رئيس تيجراي في بيانه على أنه يتعين على الحكومة المركزية والهيئات الأخرى الاستجابة على الفور، مذكرا بأن قلة الأمطار المتوقعة، وانتشار الجراد، وتوقف المساعدات الإنسانية لفترة معينة، هي أسباب الأزمة الإنسانية الحالية.
وكشف أن الإدارة المؤقتة لإقليم تيجراي تقوم بدورها لإنهاء هذه الأزمة الإنسانية، لكنه أبلغ أن الوضع خارج قدرة الإدارة المؤقتة.
وقال، الذي ذكر أن إحدى الخطوات التي اتخذتها الإدارة المؤقتة هي تخصيص 50 مليون بر للحد من الأزمة الإنسانية، إن هذا المبلغ صغير من حيث المشكلة.
وشكلت الإدارة المؤقتة لمنطقة تيجراي فريق عمل لمساعدة السكان المتضررين من الجفاف، وقال مفوض الوقاية من الكوارث والتأهب لمنطقة تيجراي، لـ"بي بي سي" في وقت سابق، إن الجفاف شعر به في خمس مناطق في منطقة تيجراي.
وقال المفوض إن "أسوأ حالات الجفاف في تيجراي حدثت في عامي 1951 و1977" وما نواجهه الآن هو أكثر من ذلك وفي نوفمبر وحده، توفي أكثر من 400 شخص بسبب الجوع".
وبحسب سلطات المنطقة، فإن ما لا يقل عن 2 مليون من سكان المنطقة معرضون لخطر المجاعة في الوقت الحالي.
وعلى الرغم من أن الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي والحكومة الفيدرالية أنهيا الحرب الدموية التي استمرت عامين باتفاق سلام، إلا أن المنطقة لم تتمكن من الخروج من الأزمة الإنسانية الناجمة عن مشاكل طبيعية أو من صنع الإنسان.
يُذكر أن برنامج الغذاء العالمي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) أوقفا عملهما الإغاثي منذ أشهر بعد أن تردد أن هناك سرقة واسعة النطاق للمساعدات الغذائية المقدمة للمستفيدين في جميع أنحاء البلاد.
ويقول مسؤولون في منطقة تيجراي إنه عندما قطعت منظمات الإغاثة إمدادات المساعدات، بينما كانت المستودعات التي يتم تخزين المساعدات الغذائية فيها موجودة في المنطقة، مات السكان من الجوع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شمال إثيوبيا المجاعة الحكومة الإثيوبية الأزمة الإنسانیة الإدارة المؤقتة فی تیجرای
إقرأ أيضاً:
ثوران براكين في القرن 14 ساهم في انتقال الطاعون إلى أوروبا
شكّل ثوران براكين أدى إلى مجاعة وزيادة في واردات الحبوب عاملا ساهم في العصور الوسطى في انتقال الطاعون من آسيا إلى أوروبا، وفي تمدد الجائحة الأكثر فتكا في تاريخ البشرية في مختلف أرجاء القارة، وفق دراسة جديدة.
وأظهرت أحدث الأبحاث أن الجائحة التي أودت بحياة قسم كبير من البشر في القرن الـ14 الميلادي، وعُرفت أيضا بالطاعون الأسود أو الموت الأسود أو الطاعون العظيم، نشأت على الأرجح قرابة عام 1338م عند سفوح جبال تيان شان القاحلة، بالقرب من بحيرة إيسيك كول، أي في قيرغيزستان الحالية، ثم وصلت سلالة مختلفة جينيا من هذه البكتيريا إلى شواطئ البحر الأسود عبر طرق التجارة.
وكانت البراغيث تحمل بكتيريا "يرسينيا بيسيس" في أمعائها، وتنقلها بلسعاتها للفئران أو القوارض التي كانت تنشرها، قبل أن تبدأ بلسع البشر عندما لم يعد عدد الفئران كافيا.
ووصلت البراغيث المصابة بالطاعون إلى الموانئ الأوروبية على متن سفن محمّلة بالحبوب، ونقلت معها المرض والموت إلى القارة اعتبارا من عام 1347.
وفي غضون ست سنوات، قضى الطاعون على ما بين 30% و60% من سكان أوروبا، أي نحو 25 مليون شخص.
وتناولت دراسة أجراها فريقا البروفيسورين أولف بونتغن من جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة ومارتن باوخ من جامعة لايبزيغ الألمانية، ونُشرت هذا الأسبوع في مجلة "كوميونيكيشنز إيرث آند إنفيرونمنت"، سبب تفشّي المرض بشدة وعلى نطاق واسع في كل أنحاء أوروبا في ذلك الوقت تحديدا.
واعتمد الباحثون في دراستهم على ما يُعرف بعلم التأريخ الشجري، القائم على مورفولوجيا (المظهر الخارجي) حلقات الأشجار، لدراسة غابات جبال البيرينيه الإسبانية، واكتشفوا نقصا في تخشيب جدران خلاياها على مدى سنوات متتالية.
إعلانوالتخشيب هو العملية التي تُحوّل خلايا النبات إلى خشب، ويندر حصول نقص فيه لسنوات متتالية. واستنتجت الدراسة أن ذلك النقص يعود إلى أن درجات الحرارة والضوء في العامين 1345م و1346م كانت أقل بكثير من المعتاد.
تدمير المحاصيل
ثم أعاد الباحثون بناء البيانات المناخية لتلك الفترة قبل مقارنتها بالروايات المعاصرة لإثبات أن هذه النواقص نتجت على الأرجح عن ثوران بركاني واحد أو أكثر عام 1345م لم تُحدد أماكن وقوعها.
وتسبّب هذا التغير المناخي الناجم عن ثوران البراكين بعواقب كارثية، إذ ضرب المحاصيل، مما أدى إلى بداية المجاعة.
وذكّر البروفيسور مارتن باوش في بيان أصدرته جامعة كامبريدج بأن المدن الإيطالية القوية كالبندقية وجنوة وبيزا أنشأت منذ أكثر من قرن "طرقا تجارية بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود".
وأضاف أن هذه الطرق مكّنتها من "مكافحة المجاعة بفاعلية كبيرة، لكنّ أدّت في النهاية إلى كارثة أكبر بكثير".