عدن الغد:
2024-06-16@15:23:22 GMT

نساء سمراوات يقاومن خطر العنف.

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

نساء سمراوات يقاومن خطر العنف.

((عدن الغد )) خاص

كتب:محمد الحربي.

في ظل مجتمع مبني على الثقافة السائدة تتجسد فيه ثقافة التراتيية الطبقية. يمثل العنف ضد النساء المهمشات في اليمن مشكلة مستديمة وكبيرة وانتهاكاً لحقوق الإنسان التي تتمتع بها المرأة، حيث وصل وصل التمييز الذي يتعرض له المهمشون إلى المستوى الحرمان من الحقوق والاستغلال الجنسي والتحرش مقابل الحصول سلة غذائية فضلاً عن الإقصاء والتمهمش السياسي.

فئتة (المهمشين) هي أقلية عرقية، وجماعة ضعيفة محرومة من أبسط الحقوق،  وتتعرض للتمييز العنصري في المعاملة الشخصية؛ بسبب: العرق والنسب واللون رغم اهميتهم وتأثيرهم في المجتمع.. وهم منتشرون ومتواجدون في مختلف مناطق البلاد. إذ يتوزعون في المناطق الوسطى والجنوبية القريبة من سواحل البحر العربي، والبحر الأحمر. خاصةً في محافظات (عدن، لحج، أبين، الحُديدة، تعز، إب)، ويعتبرون من أشد الفئات (فقرا وأمية) في البلاد. ويجب أن تتحقق مصالحها، وفقًا للدستور والقانون اليمني ومبدأ (التمييز الإيجابي) في حقوق الإنسان.

منذ اندلاع النزاع المسلح في مارس ٢٠١٥ تعرضت النساء المهمشات في اليمن لمختلف أشكال الاستغلال، أبرزها ما يتعلق بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، من أجل الحصول على المساعدات الغذائية والإنسانية التي تقدمها المنظمات.

وتواجه النساء من هذه الفئة خطر الحصول الغذاء من قبل وسطاء الإغاثة  "طلبات الجنس مقابل المساعدات"، حيث يستغل بعض القائمين الإغاثة  سلطتهم لتحقيق تحرشات جنسية ضد النساء والفتيات، مقابل الحصول على سلع أو خدمات ضرورية للبقاء على قيد الحياة.

ينطوي هذا الوضع على مخاوف من عواقب رفض الطلب، فتلجأ العديد من النساء المهمشات إلى تجنب الحصول على الخدمات خوفاً  من خطر الاستغلال الجنسي.

تحكي امرأة من فئة المهمشين تعيل 5 أطفالها بمفردها بعد رحيل زوجها."تفضل عدم ذكر اسمها" حاول أحد الأشخاص المسؤولين عن توزيع المساعدات الإنسانية في الحي الذي تعيشه الاقتراب منها وتقديم سلة غذائية لها. وأخبرها أن عليها الذهاب إلى مكان معين لاستلام سلتها، والذ تم إدراج اسمها في قائمة المساعدات هناك.

ومن أجل الحصول على طعام لأطفالها الجائعين، قررت تلبية النداء وذهبت إلى المكان المخصص لاستلام سلتها. وبعد أن وصلت هناك، اكتشفت أنها وقعت في كمين الاغتصاب. قاومت محاولة اغتصابها بشجاعة ونجت من الواقعة بصعوبة.

المهمشات يتعرضن لأبشع أنواع الاستغلال من خلال فخ المساعدات والسلال الغذائية، كونهن أكثر فقراً، ويعشن ظروفا اقتصادية صعبة، ويفتقرن للحماية الاجتماعية والقانونية وحالات الاستغلال والتحرش تتزايد بين هذه الشريحة، خصوصاً مع الأزمة التي تمر بها البلاد، وعدم تفاعل المجتمع مع شكاوى المهمشات.

يجدر بالذكر أن النصوص الدستورية اليمنية على ورق رغم أنها تشرع كفالة حقوق الإنسان أفراداً وجماعات إلا غير أنها تظل مغلقه أبوابها أمام شكاوي وقضايا مجتمع المهمشين حيث نصت المادة (٤١) من الدستور اليمني على أن المواطنين متساوون جميعًا في الحقوق والواجبات العامة، إلا أن هذه المساواة ظلت على الورق فقط.

ونصت المادة (٢٦٩) من قانون العقوبات: "يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سبع سنوات من اغتصب أي شخص، ذكراً كان أو أنثى، بدون رضاه."

وقد شدد القانون عقوبة الاعتداء الجنسي إلى السجن لمدة لا تزيد على عشر سنوات إذا وقعت الجريمة من شخصين فأكثر، أو إذا كان الجاني أحد القائمين على الإشراف على المجني عليه، أو إذا أصيب المجني عليه بضرر جسيم نتيجة للحادث، أو إذا حملت الضحية نتيجة للجريمة.

وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن ثلاث سنوات، ولا تزيد على خمس عشرة سنة، إذا لم يبلغ سن المجني عليه الرابعة عشرة، أو إذا أدى الفعل إلى انتحار المجني عليه.

وهنا يتساءل العديد مثقفي فئة المهمشين إذا هل يمكن  أن يقتل المغتصب ضحيته حتى يتم ثبوت جريمة الاغتصاب ضده ام أن نظام قانون العدالة لا يخص مجتمع المهمشين؟!

وعلى الرغم من وجود نصوص قانونية في اليمن تؤكد على ضرورية المساواة بين المجتمع اليمني وتمكينه من الحصول على الحماية القانونية وتحظر العنصرية، إلا أنها لا تكفل حماية النساء المهمشات من الاستغلال والتحرش والاغتصاب، وذلك بسبب الفجوات المبنية على التراتيية الطبقية التي تعيق تنفيذ هذه القوانين إضافة إلى هشاشة الدور الأمني والقضائي في البلاد، مما قد يعرضها للعديد من أشكال العنف من قبل شركائها أو أفراد المجتمع المحيط بها. وهنا يكمن التحدي الكبير الذي تواجهه المرأة المهمشة في اليمن، حيث يتعين عليها أن تكافح من أجل التغيير والمساواة في مواجهة هذه العقبات وتعزيز حقوقها.        لذلك، يظهر أن واقع المرأة المهمشة في اليمن هو تحدي مستمر ومعقد يتطلب جهوداً تشاركية من كافة فئات المجتمع والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية على حد سواء لتحقيق المساواة الجندرية وتمكين المرأة المهمشة لتتمتع بحقوقها بالكامل وكذلك تعزيز دورها وإسهاماتها في تنمية المجتمع وحمايتها  من العنف الذي قد يصل إلى درجة تجاوز حدود حقوق الإنسان التي تتمتع بها المرأة، بما في ذلك الحقوق الملكية للأراضي السكنية.

فالنساء يعانين من التمييز والحرمان من ذلك الحق. علاوة على ذلك، فإن المرأة المهمشة تواجه تمييزًا اضطهادياً سياسيا، حيث يتم استبعادهن وتجاهل قضاياهن وآرائهن في العمل السياسي. تشكل النساء المهمشات في اليمن فرقا صغيرة العدد وضعيفةً في المقارنة مع باقي المجتمع، وبالتالي فهن جماعة محرومة من حقوقهن وضعيفة التأثير.وفقًا للدستور والقانون اليمني، يجب أن تحقق مصالح هذه الفئة ضمن المجتمع، وهذا يعني أنه يتوجب على الجهات المعنية أن تعتمد تدابير وإجراءات تهدف إلى تحقيق استقرار ورفاهية هذه الفئة المهمشة، لضمان تنمية مستدامة للمجتمع في مجمله.

تلعب مبادئ حقوق الإنسان دورًا مهمًا في ضمان العدل والمساواة، إذ تضمن حماية حقوق جميع أفراد المجتمع، بغض النظر عن جنسهم أو توجههم الجنسي أو أي سمات أخرى. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، يتم تطبيق مبدأ "التمييز الإيجابي" في حقوق الإنسان لدعم وتعزيز حقوق المرأة المهمشة في اليمن، حيث يعمل هذا المبدأ على توفير فرص إضافية للمرأة ومعاملة عادلة تساعدها في تحقيق تمكينها وتطورها الشخصي والمهني. وبالتالي، يسمح هذا المبدأ بتحقيق التكافؤ والعدالة الاجتماعية بشكل شامل، بما في ذلك تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي للنساء والفئات المهمشة الأخرى في المجتمع اليمني.في النهاية، يجب أن نعمل جميعًا كمجتمع للتصدي لمشكلة العنف ضد النساء والتمييز المستمر الذي يواجههن في اليمن. وأن نسعى جاهدين لتعزيز الوعي حول هذه القضية الهامة والعمل على توعية الناس بأن هذا العنف يتعارض مع قيمنا الاجتماعية والأخلاقية. ومن المهم أن يكون هناك عمل جدي من قبل السلطات المحلية في تطوير وتطبيق سياسات وبرامج تهدف إلى حماية المرأة وتوفير بيئة آمنة لها.

كما يجب أن يفعل دور تعزيز وحماية حقوق المرأة المهمشة وتوفير فرص متساوية لهن في المجتمع، بدءًا من النماذج القائمة على المساواة في التعليم وفرص العمل. يجب أن نتأكد من أن المرأة لديها الحق في اتخاذ القرارات المهمة في حياتها وأنها لا تواجه أي تمييز أو عدم عدالة بسبب جنسها.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكفل القانون ضمان مشاركة المرأة في العمل السياسي والاقتصادي وغيرها من المجالات المختلفة.

في النهاية، يعتبر تعزيز حقوق المرأة ومكافحة العنف ضد النساء والتمييز التي تواجههن في اليمن مسألة لا يمكن التغاضي عنها. إنها مسؤولية أفراد ومجتمع يفترض العمل عليه بشكل فعال ومستمر لتحقيق العدالة والمساواة في حياة المرأة اليمنية.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: حقوق الإنسان المجنی علیه الحصول على ضد النساء فی الیمن یجب أن أو إذا من أجل

إقرأ أيضاً:

وزير حقوق الإنسان يهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بعيد الأضحى

الثورة نت/
رفع وزير حقوق الإنسان بحكومة تصريف الأعمال علي حسين الديلمي برقية تهنئة إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط بحلول عيد الأضحى.
وعبر الوزير الديلمي باسمه ونيابة عن موظفي وزارة حقوق الإنسان عن أحر التهاني وأطيب التبريكات بهذه المناسبة الدينية الجليلة لقائد الثورة ورئيس وأعضاء المجلس السياسي الأعلى والشعب اليمني وأبطال القوات المسلحة والأمن المرابطين في الجبال والثغور.

وأشار إلى تزامن هذه المناسبة مع استمرار اليمن في خوض معركة “الفتح الموعود، والجهاد المقدس”، نصرة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ودعم وإسناد مقاومته الباسلة ومواجهة قوى الهيمنة والاستكبار بقيادة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني.
وقال “الحمد لله الذي وفق اليمن قيادة وحكومة وشعباً وجيشاً إلى الشرف الذي خسرته الأنظمة الرسمية العربية والإسلامية، في مساندة القضية الأولى للأمة فلسطين، ومقدسات الإسلام، ومداهنتها وعجزها المخزي من تقديم أبسط نماذج النصرة للدماء والأرواح التي تباد بشكل يومي في فلسطين من قبل الكيان الغاصب ومن ورائه أمريكا، والأنظمة المتخاذلة”.

وبارك الديلمي الانتصارات المستمرة التي تتحقق على أيدي القوات الصاروخية والبحرية والطيران المسير، في مواجهة العدوان الأمريكي والبريطاني على اليمن، وتحديدا مع مرحلة التصعيد الرابعة، مجدداً التحية للأجهزة الأمنية التي كشفت قبل أيام عن أخطر شبكة تجسس أمريكية إسرائيلية، كمنجز أمني لم يكن في حسبان دول الاستكبار.
وابتهل إلى المولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبة الدينية الجليلة للشعبين اليمني والفلسطيني وقد تحقق لهما النصر والتمكين على قوى الهيمنة والاستكبار العالمي.

مقالات مشابهة

  • وزير حقوق الإنسان يهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بعيد الأضحى
  • البعثة الأممية تبحث الجهود الليبية لمعالجة انتشار الأسلحة والحد من العنف المجتمعي
  • جاسم المطوع: المرأة صعب تحب ٤ رجال بنفس الوقت لكن الرجال يفعل .. فيديو
  • نساء مكة.. "مؤنسات الحرم" في يوم عرفة
  • قصة يوم الخُليف وسبب ذهاب نساء مكة إلى الحرم يوم عرفة .. فيديو
  • بالرغم من الإجراءات الحكومية.. حالات العنف الأسري تتزايد في العراق
  • قومي المرأة: 42 وحدة مناهضة للعنف ضد المرأة بالجامعات و15 بالمستشفيات الجامعية
  • القومي للمرأة يعقد اجتماعًا مع وحدات مناهضة العنف ضد المرأة بالجامعات المصرية
  • «القومي للمرأة» ينفذ ورش عمل ولقاءات توعوية على مستوى الجامعات
  • ورشتا عمل بصنعاء حول دليل إجراءات قضايا وتصميم برامج حماية المرأة