تعرف على منهج الحضارة الإسلامية في بناء الإنسان
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
الإنسان هو محور هذا الكون، وهو معجزة الله العظمى في هذا النظام المتقن الفسيح، خلقه الله تعالى على هيئة تختلف كليةً عن سائر المخلوقات، وخصه الله سبحانه بالنعمة العظمى؛ ألا وهي نعمة العقل الذي به يكون الإنسان مؤهلًا للخطاب الإلهي، ومستعدًّا للفهم والتدبر والتأمل في مفردات ومقاصد هذا الخطاب، وقادرًا على النظر في الكون من حوله واستكشاف أسراره الكامنة في قوانينه وسنن الله الإلهية التي أودعها فيه،
وكل هذه المجالات المعرفية تصلح أن تكون درجًا في سلم الوصول إلى الله تعالى خالق الإنسان في أحسن تكوين، وحتى تكون أدلة معرفة للإنسان على ربه سبحانه وتعالى، ومن ثم فإن القرآن الكريم أسس لبناء الإنسان بناءً روحيًّا خاصًّا لا يحصره في أدران الشهوة ورغبات الجسد ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الإسراء: 85].
وبناءً عقليًّا محكمًا متقنًا لا يقبل شيئًا في عقيدته إلا بالحجة والدليل والبرهان الناصع ﴿أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [النمل: 64] وبناء جسديًّا يعتبر مكونات الجسد أمانة تعينه على مواصلة السير إلى الله تعالى ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ [الإسراء: 36]. لقد وردت لفظة إنسان في القرآن الكريم مفردة في أربعة وستين موضعًا من القرآن الكريم، ومجموعة مائة واثنتين وسبعين مرة،
شملت هذه المواضع القرآنية كافة جوانب حياة الإنسان الروحية والأخلاقية والاجتماعية والعقدية والتشريعية، بيد أن الركيزة الأخلاقية والسلوكية قد احتلت المكان الأكبر من بين هذه المواضع، ففي قضية البناء الأخلاقي جعل الله تعالى رسوله الأعظم صلى الله عليه وسلم هو النموذج الذي يحتذى به في هذا الجانب، فخاطبه قائلًا: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4]، وروى الإمام أحمد بسندٍ صحيح عن أبِي هُريرة، قال: قال رسُولُ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: «إِنَّما بُعِثتُ لِأُتمِّم صالِح الأخلاقِ» وفي رواية «مكارم الأخلاق»، وروى الترمذي بسند حسن عن عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو قال: قال رسُولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم: خِيارُكُم أحاسِنُكُم أخلاقًا، ولم يكُنِ النَّبِيُّ صلَّى الله عليهِ وسلَّم فاحِشًا ولا مُتفحِّشًا. وروى الترمذي من حديث عنْ جابِرٍ، أنَّ رسُول اللهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم قال: «إِنَّ مِنْ أحبِّكُمْ إِليَّ وأقْربِكُمْ مِنِّي مجْلِسًا يوْم القِيامةِ أحاسِنكُمْ أخْلاقًا، وإِنَّ أبْغضكُمْ إِليَّ وأبْعدكُمْ مِنِّي مجْلِسًا يوْم القِيامةِ الثَّرْثارُون والمُتشدِّقُون والمُتفيْهِقُون»، قالُوا: يا رسُول اللهِ، قدْ علِمْنا الثَّرْثارُون والمُتشدِّقُون، فما الْمُتفيْهِقُون؟ قال: «الْمُتكبِّرُون».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الانسان معجزة الله القرآن الكريم الله تعالى ى الله
إقرأ أيضاً:
الأوقاف تعقد ندوة بعنوان "بناء الوطن والمحافظة عليه مطلب شرعي وواجب وطني"
أطلقت وزارة الأوقاف فعاليات الأسبوع الثقافي بعدد 27 مسجدًا بمختلف المديريات، بهدف ترسيخ القيم الدينية والوطنية، وتعزيز دور الأسرة في بناء المجتمع وحماية أفراده.
وشهد اليوم الثاني للأسبوع الثقافي، ندوة بعنوان: "بناء الوطن والمحافظة عليه مطلب شرعي وواجب وطني"، تناول فيها العلماء المشاركون أهمية الانتماء للوطن والعمل على نهضته، مؤكدين أن حب الوطن من صميم الإيمان، وأن الحفاظ عليه واجب ديني ووطني يستلزم الإخلاص في العمل والإنتاج ومواجهة كل ما يهدد وحدته واستقراره.
وأوضح المشاركون أن الأديان السماوية دعت إلى التعاون والتكامل في خدمة المجتمع، وأن بناء الأوطان لا يتحقق إلا بسواعد أبنائها المخلصين الذين يجمعون بين الإيمان والعمل، والقيم والأخلاق، مشيرين إلى ضرورة نشر الوعي لمواجهة الشائعات والأفكار الهدامة التي تستهدف استقرار الوطن.
وتُعقد فعاليات الأسبوع الثقافي بمشاركة نخبة من العلماء والأئمة، في إطار خطة دعوية شاملة تهدف إلى نشر الفكر الوسطي المستنير، وتعزيز الوعي الديني والفكري لدى مختلف شرائح المجتمع.
الأوقاف تنظّم قوافل دعوية بالمدارس حول دور العلم والعمل في بناء الأوطانوعلى صعيد اخر، نظّمت وزارة الأوقاف قوافل دعوية بعدد من المدارس على مستوى الجمهورية، تحت عنوان: "بالعلم والعمل ترتقي الأوطان وتنتصر"، برعاية الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وذلك ضمن فعاليات مبادرة "صحح مفاهيمك"، وفي إطار جهود الوزارة الدعوية والعلمية والتثقيفية لبناء الوعي المستنير، وترسيخ القيم الوطنية والأخلاقية في المجتمع.
وتنفَّذ هذه القوافل ضمن خطة الوزارة الميدانية لنشر الفكر الوسطي، وتكثيف الوجود الدعوي داخل المؤسسات التعليمية، بما يُسهم في توعية الطلاب بقيم الانتماء والمسئولية، وتعزيز روح التعاون والعمل الجاد، ومواجهة الأفكار المتطرفة والسلوكيات السلبية بالفكر الرشيد والحوار الهادف.
وشملت فعاليات القوافل مناقشة موضوع دور العلم والعمل في بناء الأوطان، حيث أكد المشاركون أن التقدم الحقيقي لا يتحقق إلا بالعلم النافع والعمل الجاد، وأن الأمم لا تنهض بالشعارات، بل بسواعد أبنائها المخلصين الذين يجمعون بين العلم والإيمان. كما تناولت الندوات أهمية غرس قيم الاجتهاد والانتماء في نفوس النشء منذ الصغر، ليكونوا قدوة في حب الوطن والعمل من أجله.
ويشارك في هذه القوافل عدد من علماء الأوقاف والواعظات المتميزات، من خلال لقاءات وندوات تُعقد بالمدارس في مختلف المحافظات، لنشر الوعي الديني والوطني بين الطلاب.
وتؤكد وزارة الأوقاف أن هذه القوافل الدعوية تأتي استمرارًا لجهودها المتواصلة في تنفيذ محاور خطتها الدعوية الشاملة، التي تستهدف الجمع بين العلم والدين والعمل، وبناء جيل واعٍ بقضايا وطنه، يُسهم في نهضته وتقدمه.