اكتشاف هياكل عظمية تحير العلماء في إيطاليا من العصر الروماني (صور)
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
الخميس, 4 يناير 2024 9:57 م
متابعة/ المركز الخبري الوطني
رغم مرور أكثر من عام على اكتشاف هياكل عظيمة تعود إلى العصر الروماني تحت تراب العاصمة الإيطالية روما، إلا أن العلماء ما زالوا في حيرة من أمرهم في تفسير سبب دفنها وهي بكامل حُلّتها من ملابس وأحذية ومجوهرات، حتى أن البعض منها يحتضن الآخر.
ووفقاً لشبكة “CNN عربية” الأمريكية، فقد كشفت عملية حفر استمرت عامين لتركيب محطة للطاقة الشمسية بالقرب من العاصمة الإيطالية روما، عن مقبرة رومانية قديمة تتكونّ من 67 هيكلاً عظمياً مدفونة في 57 قبراً مزخرفاً.
وشعر علماء الآثار بالحيرة من هذا الاكتشاف، الذي يُعتقد أنه يعود إلى ما بين القرنين الثاني والرابع الميلاديين، لعدة أسباب من بينها اكتشاف الهياكل العظمية وهي مزيّنة بمجوهرات ذهبية وأحذية جلدية باهظة الثمن داخل مقابر مصممة لتحاكي المنازل الدنيوية.
وشكّل الاكتشاف، الذي أخذ محلّه على قطعة أرض مساحتها 52 فداناً بالقرب من مدينة تاركوينيا القديمة شمال روما، مفاجأة للسلطات، رُغم شهرة المنطقة بهذا النوع من اللقى الأثرية.
وشمل الاكتشاف خواتم فضية بالكهرمان نُقِشت بالأحرف الأولى لأسماء الموتى، وحجارة كريمة، ومشغولات مصنوعة من الصلصال، وعملات معدنية، وتمائم، إضافةً للملابس، والقلائد، والأقراط الذهبية.
وقال عالم الآثار الرئيسي لعملية التنقيب في الموقع، إيمانويل جيانيني، للشبكة الأمريكية “وجدنا العديد من الهياكل العظمية التي ما تزال ترتدي جواربها وأحذيتها باهظة الثمن”.
وأضاف “جميع هذه الثروات، وحقيقة أنّ العظام لم تُظهر أي علامة على الإجهاد أو العمل البدني، (تقودنا للاعتقاد) أنّ هؤلاء الأشخاص لم يكونوا مزارعين محليين، بل أفراد من الطبقة العليا من العائلات الرومانية القادمة من المدن”.
وأشار جيانيني إلى أنّ تقنيات “علم الآثار الوقائي”، مثل المسوحات الميدانية، والخنادق التجريبية، استُخدِمت لتحديد الإنشاءات القديمة المحتملة تحت الأرض.
وأوضح: “كانت لدينا فكرة بسيطة عن احتمال وجود كنز ما هناك، وذكرت مصادر تاريخية موقعًا لمحطة بريدية للمسافرين بالقرب من المكان”.
وشرح جيانيني: “توقف العديد من الرومان هنا ليلاً لتناول الطعام والراحة، ولكن حجم الاكتشاف لا مثيل له”.
المصدر: المركز الخبري الوطني
إقرأ أيضاً:
غاز ورشاوى وصمت مدو.. حين فتحت الكونغو أبواب أفريقيا أمام إيني الإيطالية
نشر موقع "ليه ديبلومات" تقريرا للكاتب جوزيبي غاليانو سلط فيه الضوء على مشروع الغاز الضخم الذي تقوده شركة الطاقة الإيطالية "إيني" في قلب أدغال الكونغو، وكشف كيف تكسو الخطابات الإنسانية مشهدا معتما مما اعتبره "علاقات مشبوهة" ومصالح جيوسياسية و"عدالة ميتة في درج النسيان".
وقال الكاتب إن إقليم هيندا، في جمهورية الكونغو، أصبح مركزا للتفاؤل الطاقي الجديد في إيطاليا، فهناك في قلب الغابة الأفريقية، أطلقت شركة "إيني" مشروعا متكاملا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، يجمع بين المبادرات المحلية والمناورات الجيوسياسية الكبرى، لكن خلف هذه الموجة الإنسانية تختبئ قصة مظلمة من العلاقات الخطرة، والاستثمارات الإستراتيجية، وعدالة تم نسيانها، فالرئيس التنفيذي لشركة "إيني"، كلاوديو ديسكالزي، لم يجد في الكونغو مجرد تحد صناعي، بل أيضا ارتباطا شخصيا، فزوجته ماري ماغدالينا إنغوبا هي شخصية مقربة من عائلة الرئيس ديني ساسو نغيسو، الذي يحكم البلاد منذ عام 1979.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بلومبيرغ: 8 أسئلة لتوضيح ما يجري في سوريا وسبب رفع ترامب العقوبات عنهاlist 2 of 2صحف عالمية: إسرائيل تمهد الظروف لإبادة الفلسطينيينend of listوقد استثمرت "إيني" بكثافة في البلاد، فهناك وحدتان عائمتان لتصدير الغاز الطبيعي المسال، بطاقة إجمالية تبلغ 4.5 مليارات متر مكعب سنويا، تمثلان جوهر مشروع "كونغو للغاز الطبيعي المسال".
إعلانوأوضح الكاتب أن أول مليار متر مكعب تم إنتاجه بالفعل في عام 2024، ومن المقرر تشغيل الوحدة الثانية في عام 2025، وتنظر إيطاليا إلى الغاز الأفريقي كطوق نجاة لمواجهة اعتمادها على الغاز الروسي، متناسية الظلام القاتم الذي يخيم على هذه الموارد.
وذكر الكاتب أنه في مارس/آذار 2021، وافقت شركة "إيني" على دفع غرامة قدرها 11.8 مليون يورو في إطار تحقيق أجرته نيابة ميلانو بشأن قضية فساد دولي مرتبطة بأنشطتها في الكونغو.
وقد أعيد تصنيف الجريمة التي وجهت إليها في البداية إلى "التحريض على العطاء أو الوعد غير المشروع"، وهو ما يعادل تهمة الفساد التقليدية، وتوصلت "إيني" إلى اتفاق دون أن تعترف بأي ذنب، مؤكدة أنها اضطرت لاحترام الممارسات المحلية من أجل الحفاظ على تراخيصها.
وكان من بين الأشخاص الذين شملهم التحقيق روبرتو كازولا، الذي كان يشغل آنذاك منصب الرجل الثاني في مجموعة "إيني". ومع ذلك، أغلق الملف بالنسبة لجميع الأطراف المعنية في فبراير/شباط 2023 بسبب التقادم القانوني. ورغم أن الإغلاق تم بهدوء، فإن التحقيق خلف وراءه تساؤلات مقلقة بشأن كيفية منح التراخيص في دول أفريقيا الفرنكوفونية.
القانون النفطي ولعبة الحصصوأشار الكاتب إلى أن القصة بدأت في عام 2013، عندما فرض ساسو نغيسو أن تمنح حصص الامتيازات النفطية إلى شركات محلية خاصة، وليس إلى الشركة الوطنية الشركة الوطنية للبترول في الكونغو.
ومع ذلك، لم تكن هناك في القطاع سوى شركة واحدة نشطة، شركة أفريقيا للنفط والغاز، التي أسسها دينيس غوكانا، مستشار الرئيس للشؤون النفطية، والتي كانت منذ وقت طويل محل شبهات بأنها تمثل صندوقا أسود لعائلة الرئيس.
وكانت شركة "إيني" أول من أبرم اتفاقا مع شركة أفريقيا للنفط والغاز، مما مكنها من تجديد 4 رخص أساسية. وفي الوقت نفسه، وبينما كانت شركة أفريقيا للنفط والغاز تفقد بشكل غامض حصصا في حقل نفطي إستراتيجي آخر يدعى "مارين إكس آي"، ظهرت إلى السطح شركة لم تكن معروفة من قبل اسمها "وورلد ناتشورال ريسورسز".
إعلانوبحسب القضاة، فإن كل ذلك قد يكون مرتبطا ببعض الأشخاص المقربين من شركة "إيني"، ويشتبه المحققون في أن الرشاوى لم تقدم عبر تحويلات مصرفية أو حقائب مليئة بالنقود، بل من خلال حصص في حقول نفطية، وهي أنشطة تضمن دخلا منتظما طويل الأمد، وقد شملت هذه الآلية أيضا تحويل جزء من الأرباح إلى بعض الأفراد داخل الشركة أو إلى أفراد من عائلاتهم.
ووفقا للكاتب، فإن هناك أدلة أساسية، من بينها مستندات تمت مصادرتها في مكتب ألكسندر هايلي في مونتي كارلو، لم يتم نقلها أبدا إلى ميلانو، رغم الطلبات المتكررة للمساعدة القانونية، وقد وجهت اتهامات أيضا إلى كلاوديو ديسكالزي بعدم الإفصاح عن تضارب محتمل في المصالح، بسبب الدور المزعوم لزوجته في شركات استفادت من عقود مع شركة "إيني" بلغت قيمتها 104 ملايين دولار بين عامي 2012 و2017.
وقد نفى الرئيس التنفيذي لشركة "إيني" هذه الاتهامات باستمرار، مؤكدا أن تلك المعاملات تقع خارج نطاق مسؤوليته المباشرة. وعقب عملية تفتيش في منزل عائلة ديسكالزي في سبتمبر/أيلول 2019، وسلسلة من التحقيقات التي طالت شركات تعمل في الكونغو، كانت زوجته جزءا منها حتى تاريخ تعيينه رئيسا تنفيذيا لشركة إيني في مايو/أيار 2014، أغلق الملف القضائي في فبراير/شباط 2023.
واختتم الكاتب تقريره بالتأكيد على أن كل ذلك طواه النسيان، والاتفاق القضائي لم يعد يثير اهتمام الإعلام، والأساليب اللا ديمقراطية لعشيرة ساسو نغيسو يتم التغاضي عنها، في حين تنتظر إيطاليا بفارغ الصبر وصول الغاز الكونغولي إلى موانئها، ويحتفي بشركة "إيني" باعتبارها حجر الأساس في استقلال الطاقة الوطني، لكن هذا الغاز يحمل رائحة نفاذة، تكشف أكثر بكثير مما تريدنا التصريحات الرسمية أن نصدق.
إعلان