ساحة جامع الفنا، القلب النابض للمدينة الحمراء، المؤتمن على تراثها اللامادي الإنساني
تاريخ النشر: 16th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة المغرب عن ساحة جامع الفنا، القلب النابض للمدينة الحمراء، المؤتمن على تراثها اللامادي الإنساني، و م علئن كان اسمها يحيل على “الفناء” و”الغياب الأزلي”، فإن لسان حالها ينطق بخلاف ذلك، كيف لا وهي التي تشهد على الدوام حركية دؤوبة، بل .،بحسب ما نشر مملكة بريس، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات ساحة جامع الفنا، القلب النابض للمدينة الحمراء، المؤتمن على تراثها اللامادي الإنساني، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
و م ع
لئن كان اسمها يحيل على “الفناء” و”الغياب الأزلي”، فإن لسان حالها ينطق بخلاف ذلك، كيف لا وهي التي تشهد على الدوام حركية دؤوبة، بل وظلت، على مدى قرون، تشكل مثالا حيا على الحيوية والدينامية والإقبال على الحياة، حتى قيل إن من لم تطأها قدماه، وكأنه لم يزر المدينة الحمراء. إنها ساحة جامع الفنا، التي وإن تعددت ألقابها، حيث توصف تارة ب”التاريخية”، وتارة ب “الأسطورية”، وب “اللوحة الفنية الحية المفتوحة على السماء” تارة أخرى، فإنها كانت وما تزال تمثل القلب النابض لمراكش، والحارس الم ؤ ت م ن على تراثها اللامادي الإنساني، والتي تستمد منها هذه المدينة “الساحرة”، إلى جانب مآثرها ومعالمها التاريخية ومدينتها العتيقة ومناظرها الطبيعية الخلابة، إشعاعها الثقافي والسياحي على الصعيدين الوطني والدولي. ولعل ذلك ما أوجزه عدد من المؤرخين وهم يصفون هذه “الساحة العمومية الفريدة من نوعها، والتي كانت تسمى قديما الرحبة”، مثل الحسن اليوسي، الذي وصف في كتابه “المحاضرات” حلقة كبيرة كان يحضرها لما كان طالبا في مراكش في القرن 17، بأنها “ساحة عمومية تجتمع فيها الحشود، تبحث عن متعة الحكي، والتزود بأفانين القول والنكتة والثقافة الشعبية المتنوعة وأصناف الموسيقى، والعديد من أنواع الفرجة”. ف”ساحة جامع الفنا مدرسة عريقة، ومسرح مفتوح، يجذب الناس من كل بقاع العالم، في مشهد نشوري، تتحرك فيه الأجساد مثل الموج أو كثبان الرمل المتحركة، كل يوم جديد، ساحة لا تعرف التكرار”. فليس من قبيل الصدفة إذن، أن تبادر منظمة اليونيسكو سنة 2008، إلى تصنيف ساحة جامع الفنا تراثا ثقافيا للإنسانية، باعتبارها أول موقع يتم إدراجه في قائمة التراث الشفوي واللامادي للإنسانية، لاسيما وأن هذه الساحة ظلت تشكل الفضاء الأمثل لتلاقي وتلاقح التقاليد الشفوية بمختلف تجلياتها وتمظهراتها.
وبالنظر لما تحبل به ساحة جامع الفنا من حمولة حضارية وثقافية عريقة، فقد شكلت، أيضا، مصدر إلهام لكتاب عالميين معاصرين، واستأثرت باهتمام العديد منهم، وخصصوا لها، من ثمة، جيزا في أعمالهم، في محاولة منهم لفهم وتفكيك الجانب الغرائبي والعجائبي في هذا الفضاء “الفرجوي”، والوقوف على مكوناته المتنوعة والمتفردة، في أدق تفاصيلها. ومع أن هذه الساحة شهدت، بين الأمس واليوم، تحولات كثيرة، وتغيرات كبيرة طالت العديد من الجوانب التي صنعت خصوصيتها وتميزها، فقد ظلت، مع ذلك، صامدة في وجه تقلبات الزمن، حيث حافظت على زخمها وعنفوانها، وعلى طابعها المتفرد، واستوعبت، في الوقت نفسه، مستجدات العصر، بل وتكيفت معها وسايرتها بسلاسة ويسر.
وهكذا، تشكل المكونات التي تؤثث ساحة جامع الفنا، لوحة ساحرة بألوانها المنبعثة ليلا من المصابيح المبثوثة في جنباتها، والألبسة التقليدية المعروضة في محلاتها، وتلك ذات الطابع المسرحي التي يرتديها منشطو الحلقات، فضلا عن الأطعمة اللذيذة والمتنوعة التي تعرضها مطاعمها المتنقلة، وتستميل زوار الساحة، سواء كانوا من ساكنة المدينة الحمراء، أو من السياح المغاربة والأجانب، الذين يقبلون عليها بكثرة لتذوق نكهاتها والابحار في أصالة وعراقة المطبخ المغربي، خاصة الأكلات المرتبطة بمراكش. وبكل عفوية، يقف زائر الساحة على التكامل الحاصل بين مكونات هذا الفضاء التاريخي، والمتمثلة في ألوان الفرجة ذات الطابع الشعبي، من قبيل حلقات مروضي الثعابين والقردة، ثم الحكواتيين والفرق الموسيقية، والألعاب البهلوانية التي يحتضنها هذا الفضاء، الذي يعكس عمق الحضارة المغربية، ويساهم في إغناء تراثها اللامادي والمادي والحفاظ عليه. فمن حيث الفرجة والترفيه، تختزل الأهازيج التي تؤديها بعض المجموعات، كالروايس وعيساوة والطرب الشعبي والغيوان، والحوزي وأولاد سيدي أحماد أو موسى، غنى التراث المغربي، في شقيه اللامادي والمادي، فضلا عن الدور الهام الذي يلعبه الحكواتيون الذين يسافرون بجمهورهم في رحلة مليئة بالتشويق والإثارة، يتم خلالها سرد قصص تاريخية تتضمن مواقف بطولية، وأخرى يغلب عليها الطابع الهزلي. ومن بين منشطي الساحة، هناك، أيضا، النقاشات اللواتي يقدمن خدماتهن لزائرات جامع الفنا، اللواتي ينقشن على أيديهن رسومات وأشكالا يبدعن فيها. وبذلك يجد السواح المغاربة والأجانب، على حد سواء، أنفسهم، أمام “لوحة تشكيلية” متناغمة الألوان ومتكاملة الأدوار، تمتزج فيها الإيقاعات والأهازيج، إلى درجة تجعلهم في حيرة من أمرهم في اختيار الحلقات أو العروض التي يمكنهم مشاهدتها، والاستمتاع بفقراتها. وفي هذا الصدد، أوضحت رئيسة جمعية حرفيي الحلقة والفرجة والتراث وجميع الفنون بساحة جامع الفناء، مريم آمال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الساحة ورغم فقدانها لمعظم روادها، فإن” الحلايقية” الجدد أدخلوا بعض التحسينات على فن الحلقة لتقديم منتوج جديد للفرجة. وأضافت الس
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
رئيس بعثة الحج: وصول 5540 حاجا للمدينة المنورة واستمرار التفويج لمكة المكرمة
أعلن اللواء مساعد وزير الداخلية لقطاع الشئون الإدارية الرئيس التنفيذي لبعثة الحج المصرية ، وصول 5540 حاجا من بعثة حج القرعة إلى المدينة المنورة.
واضاف مساعد وزير الداخلية لقطاع الشئون الإدارية الرئيس التنفيذي لبعثة الحج المصرية أن وصول الحجاج يأتي بالتزامن مع تفويج الحجاج الذين أنهوا مدة إقاماتهم بالمدينة المنورة إلى مكة المكرمة.
واكد استمرار الجسر الجوي بين مصر والمملكة العربية السعودية؛ لنقل حجاج بعثة القرعة إلى الأراضي المقدسة على مدى الأيام المقبلة.
واكد أن مسؤولي بعثة القرعة كانوا في استقبال الحجاج بمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة فور وصولهم؛ وذلك لمتابعة اجراءات الوصول والتفويج إلى المدينة المنورة، استعدادا لتسكينهم في فنادقهم الكائنة بالمنطقة المركزية المحيطة بالحرم النبوي الشريف.
وقامت بعثة حج القرعة التابعة لوزارة الداخلية المصرية باستقبال أفواج الحجاج المصريين بمطار المدينة المنورة، وسط أجواء احتفالية مبهجة عكست حفاوة الاستقبال ودفء الترحيب.
ونظّمت البعثة بالتعاون مع السلطات السعودية مراسم استقبال متميزة لضيوف الرحمن فور وصولهم إلى مطار المدينة، حيث زُيّن المكان بالورود وتم توزيع الهدايا التذكارية، وسط أجواء من الترحاب والفرح، ما أضفى طابعًا روحانيًا خاصًا على بداية رحلة الحجاج إلى الأراضي المقدسة.
وحرصت البعثة على تيسير جميع الإجراءات منذ لحظة الوصول، حيث تم توفير حافلات حديثة ومجهزة لنقل الحجاج إلى مقار إقامتهم في المنطقة الشمالية القريبة من الحرم النبوي، وتم تنفيذ إجراءات تسكين الحجاج إلكترونيًا داخل الحافلات، بحيث يُبلّغ كل حاج برقم غرفته وأسماء رفقائه فيها، ما أسهم في تقليل الجهد والوقت وضمان سهولة الوصول والاستقرار.
وأشار رئيس بعثة الحج إلى قيام مسئولي بعثة حج القرعة يوميا، بمراجعة إجراءات تسكين الحجاج بمقار اقامتهم، قبل وصولهم؛ للتأكد من جاهزيتها وتزويدها بكافة سبل الراحة لضيوف الرحمن، وكذلك سرعة إنهاء اجراءات تسكينهم فور وصولهم بسلامة الله.
وأكد أنه تم رفع درجات الاستعداد في صفوف ضباط بعثة القرعة بمطاري الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة؛ ومطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، لسرعة انهاء اجراءات وصول الحجاج؛ وذلك تنفيذا لتوجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، بتقديم كافة أوجه الرعاية لضيوف الرحمن، بما يمكنهم من آداء المناسك فى سهولة ويسر.
وأكد أن جميع أفراد بعثة حج القرعة يعملون على مدار ال24 ساعة؛ لتقديم كافة التيسيرات لحجاج القرعة، ابتداء من سفرهم إلى الأراضي المقدسة وحتى عودتهم بسلامة الله إلى أرض الوطن.
من جانبهم أعرب الحجاج عن سعادتهم بالخدمات المقدمة لهم من بعثة القرعة سواء من حيث الاستقبال والتنظيم والتسكين في فنادق قريبة من المسجد النبوي.
واشاد الحجاج بالخدمات المميزة تقدمها إدارة البعثة مثل توافر الخدمات الطبية وتنظيم زيارات جماعية للحجاج لزيارة الروضة الشريفة.
مشاركة