ضابط كبير في حزب الله.. من هو وسام الطويل وماذا نعرف عن قوة الرضوان؟
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
شكّلت حادثة إغتيال القيادي في "حزب الله" الشهيد وسام الطويل، اليوم الإثنين، منعطفاً جديداً في الحرب القائمة بين الحزب والعدو الإسرائيلي الذي تبين أنهُ يمعن في تكريس سياسة الإغتيالات خصوصاً تلك التي تطال القادة الميدانيين في جنوب لبنان. وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن القيادي الطويل مسؤولٌ عن إطلاق النار على قاعدة ميرون الجوية، مشيرة إلى أنه من أبرز القادة في وحدة "الرضوان" الخاصة بالحزب.
وتمثّل "الرضوان" قوة "النخبة" في حزب الله، وتنقل منصة "بلينكس" الإماراتية عن خبراء قولهم إن لتلك القوة "مهمات مُعقدة وغير عادية"، أما الصحف الإسرائيلية فتقول إن "القوة هي رأس الحربة في حزب الله، وتلقت تدريبات عالية، ولديها خبرة عسكرية واسعة وأسلحة متطورة للغاية تتلقاها باستمرار من الإيرانيين".
فمن هو وسام الطويل؟ وماذا نعرف عن قوة الرضوان؟ وكيف تضع إسرائيل العين عليها؟
"الضابط الكبير".. من هو؟
وصفت القناة 12 الإسرائيلية الطويل بأنه "الضابط الكبير" الذي استُشهد في لبنان.
الغارة التي طالت الطويل نفذتها مسيرة إسرائيلية قرابة الـ10 والربع صباح الإثنين، في قضاء بنت جبيل جنوب لبنان.
وقال مصدر أمني، تحدث لـ"رويترز"، إن "هذه ضربة مؤلمة للغاية"، فيما رجّح مصدر آخر أن "تتصاعد المواجهات" على الجبهة بين لبنان وإسرائيل عقب الضربة.
وكان الطويل نائب قائد قوة الرضوان وأحد كبار التشكيل الميداني للتنظيم برمته، وسبق أن التقى قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني سابقاً، الذي استهدفته الولايات المتحدة الأميركية في العراق عام 2020.
وبعد وقت قصير من عملية الاغتيال التي طالت الطويل، دوّت صافرات الإنذار في المستوطنات الشمالية، خوفاً من تسلل طائرات معادية.
نتنياهو في جبهة الشمال بنفس وقت الاغتيال
في نفس وقت الاغتيال، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الشمال حاضراً، والتقى مقاتلين من وحدة دافوري، وقال: "سنبذل قصارى جهدنا لاستعادة الأمن في الشمال والعودة إلى ديارنا بأمان، ومعرفة أنه لا يمكن العبث معنا". وأضاف: "بالطبع نفضّل أن يتم ذلك من دون حملة واسعة النطاق، لكن ذلك لن يوقفنا".
وتابع: "لقد ارتكب حزب الله خطأً فادحاً بحقنا في عام 2006، وهو يرتكب خطأ كبيرا بحقنا حتى الآن. لقد ظن أننا (خيوط عنكبوت)، وفجأة رأى يا له من عنكبوت، إنه يرى هنا قوة هائلة".
"سيندم" فقد حزب الله أكثر من 130 عنصراً في الضربات الإسرائيلية على جنوب لبنان منذ بدء القصف عبر الحدود في أعقاب بدء الحرب، بحسب "رويترز".
وحذّر الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله إسرائيل في خطابين الأسبوع الماضي من شنّ حرب واسعة ضدّ لبنان، وقال: "من يفكر في الحرب معنا، بكلمة واحدة، سيندم".
قوة الرضوان "تحت القصف" بعد التحذير
يوم 22 تشرين الثاني من عام 2023، استهدفت إسرائيل خلية لـ"حزب الله" في منطقة بيت ياحون في جنوب لبنان، ما أسفر عن مقتل 5 من عناصر حزب الله، أحدهم نجل النائب محمد رعد.
صحيفة "معاريف" الإسرائيلية قالت -حينها-، إن الحادثة أسفرت أيضا عن مقتل خليل جواد شحيمي، مشيرة إلى أنّ الأخير هو "قائد كبير في قوة الرضوان التابعة لحزب الله".
الصحف الإسرائيلية، من بينها "معاريف"، ركّزت على الحادثة، وكان لافتاً إشارتها إلى مقتل شحيمي كونه في "قوة الرضوان"، التي حذّر منها الإسرائيليون بشدّة مراراً وتكراراً وسط توتر جنوب لبنان، الذي بدأ في 8 تشرين الأول تزامناً مع حرب غزة.
لماذا سُميت بـ"الرضوان"؟
سُميت القوة العسكرية لـ"حزب الله" بـ"الرضوان"، تيمنا باسم القائد العسكري السابق في الحزب عماد مغنية، الذي كان يُعرف باسم "الحاج رضوان" والذي اغتيل في سوريا عام 2008.
يُذكر أن القوة كانت تُسمى سابقا باسم "قوات التدخل السريع"، وذلك من خصائص الفرقة، وهي السرية والحرفية والغموض، وفق ما ذكرت مواقع إخبارية لبنانية.
كم عدد عناصر قوة الرضوان؟
المُحلل السياسي اللبناني إبراهيم بيرم قال في حديث سابق لموقع "بلينكس" عن "قوة الرضوان"، إنه ما من أحد يستطيع معرفة عدد أفراد عناصرها بصورة دقيقة، مرجحاً ألّا يتجاوز عدد أفرادها الألف عنصر.
ولفت بيرم إلى أن حزب الله لم يكشف أبداً عن حجم تلك القوة، مشيراً إلى أن ما يُحكى بشأنها، يقوم على ما ينشره الإعلام الإسرائيلي من تقارير.
بدوره، يقول الإعلام الإسرائيلي، إنّ عدد عناصر "قوة الرضوان" يصل إلى ألفين و500 مقاتل، موضحاً أن تلك القوة تجند الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و20 عاماً.
هجمات معقدة وغير عادية
الحديث عن أن قوة "الرضوان" تمثل عناصر "النخبة" في "حزب الله"، يعني أنها تتميز بمهمات مُعقدة وغير عادية، بحسب ما قال بيرم لـ"بلينكس"، وأضاف: "من غير المعروف ما هي المهمات الدقيقة التي تنفذها عناصر قوة الرضوان، لكن المؤكد هو أن حزب الله يدربهم ويجهّزهم كثيرا".
كبيرة الباحثين في معهد دراسات الأمن الإسرائيلي أورنا مزراحي، قالت للقناة الـ12 الإسرائيلية، إنّ "(قوة الرضوان) هي رأس الحربة في مليشيا حزب الله"، مشيرة إلى أن "تلك القوة تلقت تدريبات عالية، كما أن لديها خبرة عسكرية واسعة وأسلحة متطورة للغاية تتلقاها باستمرار من الإيرانيين".
مجموعة تستمد خبرتها من القتال بسوريا
يشير بيرم إلى أن الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن أن "قوة الرضوان" قاتلت في سوريا خلال الحرب التي اندلعت عام 2011، وما لبثت أن عادت إلى لبنان بخبراتها حتى انتشرت عند الحدود مع إسرائيل منذ نحو 4 سنوات.
ولفت المحلل اللبناني إلى أنه لا يمكن تحديد أماكن تلك القوة بالضبط، لأنها تتميز بالسرية التامة، كما أنه من غير الممكن الوصول إلى معطيات دقيقة بشأنها خصوصا أن الحزب لا يتحدث عنها في العلن.
ويوم 20 تشرين الثاني الماضي، ألمحَ تقرير لصحيفة "يسرائيل هيوم" إلى أن عناصر قوة "الرضوان" توجد عند السياج الحدودي مع إسرائيل، مشيراً إلى أن أفضل طريقة لإبعادها عن هناك هي الحرب. لن ننجر إلى الحرب إلى ذلك، أكدت أوساط في "حزب الله" لصحيفة "العربي الجديد"، أنه "لا نقاش سياسياً أو تفاوض على الساحة اللبنانية قبل وقف الحرب على غزة" في الوقت الذي تتزايد فيه الجهود الدبلوماسية الدولية لمنع التصعيد العسكري في لبنان وتعبيد الطريق أمام تسوية سياسية تساهم في وقف إطلاق النار.
وأتى الاستهداف الإسرائيلي، اليوم الاثنين، للمسؤول العسكري في "حزب الله" وسام حسن طويل ليرفع مستوى المواجهة بين الحزب والاحتلال الإسرائيلي ويزيد التعقيدات في المشهد السياسي والدبلوماسي، وهو ما من شأنه أن يعرقل المفاوضات الحاصلة على خطّ التهدئة.
وتشير أوساط نيابية في "حزب الله" في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنه "لا الحرب ستكون وفق التوقيت الإسرائيلي ولا الشروط الإسرائيلية ستُفرض على لبنان، ومهما حاول الوسطاء، يتقدّمهم الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين، فلن يتمكنوا من إحداث أي خرق أو حلّ".
وتلفت تلك الأوساط إلى أنّ "معظم الوفود الأجنبية الأوروبية التي تأتي إلى لبنان معروفٌ موقفها من العدوان على غزة، وهي داعمة للاحتلال وأصبحت شريكة بالمجازر التي يرتكبها، وعليها بدل صبّ اهتمامها على الساحة اللبنانية أن تكثف جهودها مع إسرائيل حتى يوقف عدوانه، وعندها يمكن الحديث عن لبنان".
وتشدد الأوساط نفسها على أن "ردّ حزب الله على اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري لم ينتهِ بعد، والضربة الأولى التي وجهها ضد قاعدة ميرون الإسرائيلية موجعة جداً بحيث كثف الاحتلال الإسرائيلي عملياته جنوبي لبنان، لكن في المقابل، حزب الله لن ينجرّ إلى الحرب ولن يحقق هدف الاحتلال"، مؤكدة أن حزب الله "لا يريد توسعة المعارك، أما في حال العدوان الواسع فإن الحزب جاهز للذهاب إلى الحرب ومستعدّ لها بشكل سيفاجئ العدو". (العربي الجديد - بلينكس blinx)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: قوة الرضوان جنوب لبنان تلک القوة حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
ما وراء خطة نتنياهو بشأن احتلال غزة التي لا ترضي أحدًا؟
أكد تحليل لشبكة "سي إن إن " أنه بعد مرور ما يقارب العامين على اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة، صوّت المجلس الوزاري الأمني المصغر على خطة توسع عسكري جديدة تستهدف السيطرة على مدينة غزة.
وأضاف التحليل أن "المبادرة، التي جاءت بدفع مباشر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تكشف على نحو واضح عن أبعاد سياسية داخلية أكثر مما تعكس استراتيجية عسكرية محكمة الإعداد".
وقال إنه "رغم التحذيرات الشديدة من القيادة العسكرية الإسرائيلية والمخاوف المعلنة من تفاقم الأزمة الإنسانية وتعريض حياة نحو خمسين رهينة إسرائيلياً ما زالوا في غزة للخطر، أصر نتنياهو على المضي بالخطة قدماً. يأتي هذا التوجه في وقت يشهد فيه الدعم الدولي لإسرائيل تراجعاً ملحوظاً، إلى جانب انخفاض التأييد الشعبي الداخلي لاستمرار الحرب"، على حد وصفه.
ونقل عن مراقبين قولهم إن "لهذه الخطوة فائدة خفية لنتنياهو، إذ تمنحه مساحة زمنية إضافية لتعزيز فرص بقائه السياسي، خاصة مع اعتماده على دعم شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف، وهو ما يعني عملياً إطالة أمد الحرب. فقد لعب وزراء مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش دوراً أساسياً في تعطيل أي تقدم بمفاوضات وقف إطلاق النار، مهددين بإسقاط الحكومة إذا توقفت العمليات العسكرية".
ومع ذلك، لم تصل خطة نتنياهو للسيطرة على مدينة غزة إلى مستوى طموحات شركائه، إذ يطالب بن غفير وسموتريتش باحتلال كامل للقطاع كخطوة أولى لإعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية فيه، وصولاً إلى ضمه نهائياً. حتى أن الخطة لم تواكب ما روج له نتنياهو نفسه قبل الاجتماع، حيث صرح في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" بأن إسرائيل تعتزم السيطرة على كامل قطاع غزة، ما أعطى انطباعاً بحسمه قرار الاحتلال الكامل.
وأوضح التقرير أن "نتنياهو تبنى نهجاً تدريجياً، يبدأ بمدينة غزة فقط، متجنباً السيطرة على مخيمات أخرى قريبة يُعتقد أن بعض الرهائن الإسرائيليين محتجزون فيها. وحدد موعداً فضفاضاً لبدء العملية بعد شهرين، تاركاً الباب مفتوحاً أمام جهود دبلوماسية محتملة لإحياء صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وربما إلغاء العملية".
وذكر أن "هذا الموقف أثار غضب شركائه اليمينيين الذين اعتبروا الخطة غير كافية. وقال مصدر مقرب من سموتريت:ش إن الاقتراح الذي قاده نتنياهو ووافق عليه مجلس الوزراء يبدو جيداً على الورق، لكنه في الواقع مجرد تكرار لما جرى من قبل، قرار بلا معنى، ولا أخلاقي، ولا يخدم المشروع الصهيوني".
وقال إن "التحفظات لم تأتِ من الجناح السياسي فقط، بل من المؤسسة العسكرية أيضاً. ففي اجتماع ماراثوني استمر عشر ساعات، عرض رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، معارضة الجيش الحاسمة لإعادة احتلال غزة، محذراً من أن أي عملية جديدة ستعرض حياة الرهائن والجنود للخطر، وستحوّل غزة إلى "فخ" يفاقم استنزاف الجيش المنهك بفعل القتال المستمر، كما سيزيد من عمق المأساة الإنسانية للفلسطينيين".
وبيّن أن "هذه المخاوف العسكرية تتسق مع توجهات الرأي العام، إذ تظهر استطلاعات متكررة أن غالبية الإسرائيليين تؤيد إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار يعيد الرهائن وينهي الحرب. لكن قرارات نتنياهو تبدو منفصلة عن توصيات الجيش وإرادة الجمهور، بل مدفوعة، وفق محللين ومعارضين سياسيين، باعتبارات البقاء السياسي الضيقة".
وأضاف "دولياً، تضع خطة السيطرة على غزة إسرائيل في عزلة متزايدة. فحتى مع الدعم الواسع الذي حصلت عليه من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال الحرب، فإن تفاقم أزمة الجوع والمجاعة في القطاع أضعف شرعية العمليات الإسرائيلية. وقد كانت التداعيات سريعة، إذ أعلنت ألمانيا، الحليف الاستراتيجي الأهم بعد الولايات المتحدة، تعليق بعض صادراتها العسكرية إلى إسرائيل، فاتحة الباب أمام دول أوروبية أخرى لخفض مستوى العلاقات".
وأشار إلى أنه "في نهاية المطاف، يمضي نتنياهو بخطة لا تحظى برضا أحد: لا شركاء إسرائيل الدوليون، ولا قيادتها العسكرية، ولا الجمهور الذي يطالب بإنهاء الحرب، ولا حتى حلفاؤه المتشددون الذين يرون أنها غير كافية".
وأوضح أن "الجمهور الوحيد الذي تخدمه هذه الخطة – كما يصفه منتقدوه – هو نتنياهو نفسه، إذ تمنحه مزيداً من الوقت لتجنب الخيار الحاسم بين وقف إطلاق نار قد ينقذ الرهائن، أو تصعيد عسكري واسع يُرضي ائتلافه. وبذلك، فإن الخطوة تمثل أكثر من مجرد مناورة عسكرية؛ إنها استمرار لأسلوب نتنياهو الكلاسيكي في إطالة أمد الحرب، على حساب سكان غزة والرهائن الإسرائيليين، من أجل هدف واحد: بقاؤه السياسي".