لا شيء يشبه محافظة مسندم إلا جبالها الشاهقة، وكبرياؤها الراسخ على الماء. لا شيء يشبهها أبدًا إلا عُمان التي جعلتها بمثابة الهامة المقلَّدة بتاج الشموخ والعز في أقصى الشمال الذي لا يتنازل عن الصدارة في جميع خرائط الكون.
كانت مسندم جوهرة من جواهر عُمان عبر التاريخ في عقد متماسك لا تنفض فصوصه ولا تتباعد.
ورغم كل ذلك الثراء وتلك الأمجاد التاريخية الراسخة فإن الزيارة التي قام بها أمس حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -أعزه الله- للمحافظة أضافت إلى تاريخها تاريخًا، وإلى أمجادها أمجادًا؛ فارتفعت سواري السفن تعانق رؤوس الجبال مرحّبة بالمقدم الميمون لجلالة السلطان المعظم، وبالتاريخ الذي ستنقشه المحافظة على صفحة جبالها الشاهقة.. وكان اليخت السلطاني وهو يمخر عباب البحر مقتربًا من أرض مسندم وجبالها يؤكد على رمزية التماسك بين فصوص عقد الجواهر العمانية التي لا يمكن أن تنفصل أبدًا، كما أنه يؤكد على رمزية الشموخ في الثقافة العمانية، فكل شيء في عُمان شامخ: الجبال، والسفن، والسواري، والقادة العظام الذين لا تطاول شموخهم إلا السماء، وهامات الرجال التي لا تنحني إلا لخالقها.
ولأن مسندم في هذه المكانة بالنسبة لعمان ولسلطانها المفدى، عبَّر جلالته أمس وهو يلتقي بشيوخ المحافظة عن «اهتمامه الشخصي بتطويرها اقتصاديًّا نظرًا لموقعها الاستراتيجي والفرص الاستثمارية التي تتميز بها خاصّة في قطاع السياحة وقطاع الثروة السمكية وقطاع الخدمات».. ووجَّه جلالته الدعوة «للمستثمرين والتجّار ورواد الأعمال لاستغلال تلك الفرص، وتنشيط الحركة التجارية من خلال الموانئ والبنى الأساسية الأخرى التي تقوم الحكومة بتطويرها، وكذلك البدء في إنشاء الصناعات الخفيفة في المناطق الصناعية التي سوف تسهم بلا شك في تعزيز الحركة الاقتصادية في المحافظة، وتوفير فرص عمل للمواطنين».
وهذا الاهتمام السامي مفهوم لاعتبار محافظة مسندم جزءًا حيويًا من أرض عُمان، ولكنه أيضا يعبّر عن فكر استراتيجي ينظر من خلاله عاهل البلاد المفدى للموقع الفريد الذي تحظى به المحافظة ويمكن أن يتحوَّل مع استمرار دوران عجلة الاستثمار في المحافظة إلى محطة مهمة واستثنائية من محطات الاقتصاد العماني المنطلقة لتشكّل نقطة مركزية في الإقليم.
ولأن جلالته -حفظه الله ورعاه- ينظر هذه النظرة الاستراتيجية للمحافظة ومستقبلها المشرق فقد وجَّه «بتنفيذ عدد من المشروعات الإضافية في المحافظة منها إنشاء مخطط سكني تجاري في منطقة الجرادية ومنطقة صناعية في سيح الوصاط بولاية مدحاء، وإنشاء مساكن اجتماعية بالمحافظة، وتطوير عدد من القرى البحرية، وإنشاء عدد من المصانع النموذجية الجاهزة في منطقة محاس الصناعية بولاية خصب، وفي المنطقة الصناعية في سيح الوصاط بولاية مدحاء ليستفيد منها رواد الأعمال والشركات الناشئة». وكل هذه المشاريع ستسهم في بناء حاضر مشرق للمحافظة يحافظ على مكانتها التاريخية، ويبقي شموخها عاليًا لا يطاوله إلا كبرياؤها وحدها وهمة قائدها المفدى.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
19 مليون ريال عُماني حجم الاستثمارات بمدينة عبري الصناعية
العُمانية: تمكنت مدينة عبري الصناعية، التابعة للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن" خلال عام 2024 من توطين 9 مشروعات في مختلف القطاعات، بإجمالي حجم استثمار بلغ 17.3 مليون ريال عُماني على مساحة إجمالية تتجاوز 109 آلاف متر مربع.
ووصل عدد المشروعات بالمدينة حاليًا إلى 16 مشروعًا منها مشروع واحد قائم في مرحلة الإنتاج، ليصل إجمالي حجم الاستثمار في المدينة الصناعية مع نهاية العام الماضي إلى 19 مليونًا و835 ألف ريال عُماني، وترتفع المساحة الإجمالية المؤجرة إلى 188 ألفًا و893 مترًا مربعًا.
وقال صلاح بن ناصر العلوي مدير عام مدينة عبري الصناعية: إن "مدائن" تستعد حاليًا لتنفيذ مشروع البوابة الأمنية للمدينة الصناعية وتجميل الدوار الرئيسي، مضيفا أنه تم رسميًا افتتاح محطة الوقود ضمن مشروع محطة الخدمات المتكاملة التي تشمل أيضًا استراحة ومحطة لخدمة الشاحنات والسيارات -وذلك عن طريق أحد المستثمرين- لتوفير خدمات يستفيد منها الشركات والعاملون والأحياء السكنية القريبة ومرتادو الطريق المحاذي للمدينة.
يذكر أن افتتاح مشروع تشييد أعمال البنية الأساسية بمدينة عبري الصناعية (المرحلة الأولى) عمل على توفير بيئة ملائمة للاستثمار من خلال توفير جميع الخدمات ومتطلبات الاستثمار كالطرق والإنارة وخدمات الكهرباء والمياه والصرف الصحي وغيرها من الخدمات.
وتسعى إدارة المدينة الصناعية إلى إقامة مجموعة من الأنشطة الصناعية والتجارية والخدمية كالصناعات الخفيفة والمتوسطة في قطاعات مختلفة، ويأتي في مقدمتها صناعة المواد الغذائية والصناعات الورقية وكذلك صيانة المعدات المستعملة في قطاع النفط والغاز وغيرها من المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب إنشاء منطقة تجارية ومكاتب إدارية ومخازن لوجستية وشريط تجاري ومدينة سكنية للعاملين في المدينة الصناعية، مستفيدة من الموقع الاستراتيجي للمدينة الصناعية على تقاطع طرق التجارة النشطة بين الشرق والغرب وقربها من المنافذ الحدودية التي تربط سلطنة عُمان مع المملكة العربية السعودية والمنافذ البرية مع دولة الإمارات العربية المتحدة.