أظهر بحث نشر مؤخرًا أن البونوبو والشمبانزي يتعرفان على صور زملائهم القدامى في المجموعات، حتى أولئك الذين لم يروهم منذ أكثر من 20 عامًا.

تتمتع القردة العليا، مثل الغوريلا والشمبانزي والبونوبو، بذكريات جيدة. حيث يمكن لبعض الشمبانزي أن يتذكر موقع أشجار فاكهة معينة في الغابة، أو أن يتوقع الأحداث في فيلم شاهده من قبل.

تقول لورا لويس من جامعة كاليفورنيا في بيركلي: «عندما عدنا إلى مجموعات القردة التي عملنا معها في الماضي، لاحظنا أنهم يبدون وكأنهم يتعرفون علينا ويتذكروننا».

وللتحقق من مدة استمرار هذه الذاكرة الاجتماعية، قامت لويس وزملاؤها باختبار 12 قردًا من البونوبو و15 شمبانزي، يعيشون جميعًا في حدائق الحيوان في المملكة المتحدة واليابان وبلجيكا، وعرض الفريق صورًا لقردين مختلفين جنبًا إلى جنب على الشاشة لمدة 3 ثوانٍ، أحدها لحيوان عاشوا معه منذ عام على الأقل وآخر غريب.

ووجد الفريق باستخدام تقنية تتبع العين، أن جميع القرود تنظر إلى صور الحيوانات الذين كانوا في مجموعتهم سابقًا لمدة أطول بحوالي ربع ثانية في المتوسط مقارنة بصور الغرباء. وكانوا يبقون لفترة أطول أمام صور القرود التي قال حراس الحديقة إن لديهم علاقات إيجابية معها.

وفي إحدى الحالات، تبين أن قردة البونوبو التي تُدعى لويز تعرفت على أختها لوريتا وابن أخيها إيرين بعد أكثر من 26 عامًا من الانفصال ).

تقول لويس: «هذه أطول ذاكرة اجتماعية طويلة المدى تم تسجيلها على الإطلاق لدى حيوان غير بشري».

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

عُمان التي أسكتت طبول الحرب

في ركنٍ من هذا العالم العربي الملتهب، حيث تتشابك مصالح الإمبراطوريات وتتصادم استراتيجيات الدول الكبرى على حساب الجغرافيا والتاريخ، هناك دولة اختارت طريقًا مختلفًا.

سلطنة عُمان هذه الواحة الهادئة وسط صحراء النزاعات لم تسمح لنفسها أن تكون بيدقًا في رقعة الشطرنج الدولية، ولم تُبدّد مكانتها في لعبة المحاور والاصطفافات، بل وقفت كـ«السيدة الحكيمة»، كما يسميها المراقبون، تمسح عن الوجوه غبار الحروب، وتفتح للخصوم أبوابًا لم يكونوا يتوقعونها.

في منطقة تتوزعها الرياح بين الطموح النووي الإيراني، والوجود الأمريكي الصارم، والاشتباك العربي المزمن، رفعت سلطنة عمان راية أخرى: راية «الاحترام المشترك»، و«الحوار قبل الضربة»، و«اليد الممدودة بدل الإصبع على الزناد».

وهنا، يكمن الاستثناء العُماني: دولة لم تُقامر يومًا بدماء جيرانها، ولم تبنِ مجدها على ركام الدول الأخرى. بل آمنت أن دورها الحضاري ليس بالتحالف مع الأقوى، بل بالوقوف على مسافة واحدة من الجميع.

في السادس من مايو، بينما كانت شاشات الأخبار تغرق في صور الانفجارات، وبينما كانت المؤشرات تنذر بتوسّع خطير في الصراع الدائر بين جماعة أنصار الله والتهديدات أمريكية المتصاعدة تجاه استهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر، خرجت مسقط باتفاق ناعم لكنه جلل: وقف إطلاق نار مؤقت بين واشنطن وصنعاء، يضمن سلامة الملاحة، ويمنح للسلام فرصة ليلتقط أنفاسه.

ولم تكن هذه المبادرة وليدة لحظة، بل هي نتيجة شهور من الحوار الصامت الذي أجرته سلطنة عُمان، بهدوء، بعيدًا عن الأضواء، في قنوات خلفية لا تعتمد على التصعيد، بل على بناء الثقة، حجرةً بعد حجرة.

لكن الأمر لم يتوقف عند اليمن.

إذ حملت الأيام التالية مفاجأة أكبر: إيران تُعلن موافقتها على مبادرة عُمانية لاستضافة جولة رابعة من المفاوضات مع الولايات المتحدة.

في وقتٍ كانت فيه التوترات تنذر بالانفجار، وبين تحركات بحرية ومواقف سياسية حادة، قررت طهران أن تستمع لصوت مسقط.

لماذا؟ لأن هذه الدولة التي لا تلوّح بالقوة، تملك ما هو أثمن من ذلك: تملك المصداقية.

لقد فهمت سلطنة عمان منذ بداية الجمهورية الإسلامية في إيران، ومنذ لحظة دخول الأساطيل الأمريكية للخليج، أن دورها ليس الوقوف في الضد، بل الوقوف في المنتصف، لا كحياد باهت، بل كوسيط نشط، بكرامة وهدوء.

فما الذي يجعل هذا البلد العملاق برسالته، ينجح فيما فشلت فيه دول كبرى، ذات أبواق وسفارات وميزانيات مهولة؟ الجواب، ببساطة، إنه لا يُمارس السياسة من أجل العنوان، بل من أجل الغاية.

ففي السياسة كما في الطب، لا يحتاج الطبيب الجيد إلى صخب، بل إلى يد ثابتة ونية خيّرة.

وهذا ما فعلته سلطنة عُمان.

اقتربت من الجراح وهي تهمس لا تصرخ، ووضعت الضمادة لا الحطب.

لقد وُلدت هذه الفلسفة من تاريخ طويل في العلاقات الإنسانية والسياسية.

فسلطنة عُمان، التي تفتح أبوابها للحجاج والدبلوماسيين على حد سواء، تعرف أن الكلمة الطيبة تُغيّر العالم أكثر مما يفعل الرصاص.

عرفت ذلك عندما وقفت على مسافة متزنة من كل صراعات المنطقة، وعندما شاركت في مساعي الاتفاق النووي مع إيران، وعندما رفضت أن تدخل تحالفات استنزفت الدول وأغرقتها في الرمال.

عُمان لا تُراهن على النصر، بل على النُبل.

لا تُقايض بالتحالفات، بل تُبادر بالثقة.

لا ترفع شعارات، بل ترسم جسورًا.

وفي لحظةٍ يخشى فيها العالم اندلاع حربٍ جديدة بين قوى كبرى، تُطفئ مسقط الشرارة قبل أن تصبح نارًا.

تجمع طهران وواشنطن تحت سقف واحد، لا لتفرض رأيًا، بل لتفتح نافذة.

هذا المقال ليس تمجيدًا لدبلوماسية، بل احتفاء بأخلاق دولة.

بدولةٍ فهمت أن القيادة لا تحتاج صراخًا، بل رقيًّا.

وأن التاريخ لا يخلّد الأصوات العالية، بل الأفعال العظيمة التي تمشي على أطراف الأصابع.

تحية إلى عُمان، دولة الأفعال الهادئة التي كلما اقتربت الحرب، قررت أن تكتب فصلًا جديدًا للسلام.

مقالات مشابهة

  • رونالدو يوصي بضم لويس دياز لتدعيم هجوم النصر
  • حول البلطجة التي تعرض لها ابراهيم نقد الله في القاهرة! 
  • صريح جدا / هذه هي الرياضة التي يفضلها الأولياء الجزائريون لأبنائهم
  • حماتها سخرت منها فدفعتها للهروب والبحث عن الانفصال خلعا.. تفاصيل الحكاية
  • عدوى الانفصال.. لماذا تنقسم أرض الصومال إلى كيانين؟
  • عُمان التي أسكتت طبول الحرب
  • حدث ليلًا| بيان للنقل بشأن محور بديل خزان أسوان وموعد أطول إجازة رسمية في 2025
  • موعد أطول إجازة رسمية في 2025 وقائمة العطلات المتبقية
  • الحرب التي أجهزت على السلام كله
  • بلدية سوق الجمعة: نحيي أبناءنا العائدين من القوة الغازية.. والباب لا يزال مفتوحًا للآخرين