وزير الخارجية الأسبق: حماس ستوافق على تواجد قوة دولية لحفظ الأمن
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
أكد السفير نبيل فهمي، وزير الخارجية الأسبق، أنه لم يكن من المتوقع أن تنشر واشنطن قوات أمريكية في مناطق النزاع بسهولة خلال ولاية ترامب، لكن رغم ذلك قامت القوات الأمريكية بتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية. ومع ذلك، ما زالت واشنطن حريصة على ألا تدخل في حروب، وترامب لا يميل إلى خوض معارك تنطوي على مخاطر بالنسبة لأمريكا.
وأضاف خلال لقائه ببرنامج "الصورة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة "النهار": “ترامب يفخر بأنه مفاوض وصاحب الصفقات الكبيرة، وأنا في ولايته الأولى أعجبت بأنه ذهب إلى كل بلاد العالم وقابل رئيس كوريا الشمالية، وعلى مدار ثلاثين عامًا مضت لم يكن أي مسؤول أمريكي ليقبل بلقاء رئيس كوريا الشمالية في ولايته الأولى. وكان يتحدث مع أعدائه، وجزء من ذلك أنه أراد أن يقول: أنا أول من تحدث إليهم، رغم أن من السذاجة أن نعتقد وقتها أنهم سيحلّون الخلافات بمجرد اللقاء. والدليل أنه حتى الآن لم يتحقق أي حل للمشاكل بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.”
وردًا على سؤال الإعلامية لميس الحديدي حول المرحلة الثانية من الاتفاق التي تتحدث عن نشر قوات دولية قد تشارك فيها مصر أو تركيا، مع حديث عن نشر 200 جندي أمريكي، قال فهمي: “دي من الحاجات المكتوبة بقلم رصاص وتحتاج إلى تنقيح، لأن هناك حديثًا عن قوة دولية، وتكوينها وتشكيلها لم يتحددا بعد، وهل ستكون كلها داخل غزة أم أن بعض عناصرها ستكون في قواعد خارج المنطقة لإدارة الأمور من الخارج؟ كلها تفاصيل غير واضحة المعالم حتى الآن.”
وتوقع فهمي أن توافق حركة حماس على وجود قوة دولية بقواعد واضحة في غزة لحفظ الأمن، قائلاً: “حتماً، لابد أن يعرف العرب بوجود قوة دولية بقواعد واضحة وثابتة تحمي الطرفين، ويمكنهم المشاركة فيها، لكن قوة هدفها حماية إسرائيل فقط سيكون أمرًا غير مقبول.”
وعن تقييم المكاسب والخسائر من خطة ترامب، قال فهمي: “ما زال الوقت مبكرًا للحكم، لأن كلا الطرفين كسبان وخسران في الوقت نفسه. بمعنى أن كل طرف بدأ يتراجع عن موقفه ويقبل البداية. فرئيس وزراء إسرائيل أوقف الحرب، وحماس سلمت كل الرهائن مقابل الإفراج عن الأسرى، وكانت تريد التسليم بالتدرج، فكلا الطرفين تغيّر لأن الضغط الخارجي كان كبيرًا.”
وعن السابع من أكتوبر علق : " من الصعب تقييم 7 أكتوبر أو الحديث عن مكاسب في ظل أعداد الضحايا الكبيرة ولكن في نفس الوقت قبل السابع من أكتوبر لم يكن هناك حديث عن حل الدولتين والان تبني المجتمع الدولي لحل الدولتين في الوقت الراهن يمكن اعتباره مكسبًا ".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: نبيل فهمي قوات أمريكية قوات دولية مصر حماس ترامب قوة دولیة نبیل فهمی
إقرأ أيضاً:
مجلة أمريكية: حديث ترامب عن شرق أوسط جديد مجرد ثرثرة عقارية
قال الكاتب الصحفي ديفيد ريمنيك إن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إسرائيل ومصر هي رحلة عن التعاقدية السياسية وليس عن السلام التحويلي، فمن السهل الإعلان عن "شرق أوسط جديد" بقدر تحقيقه.
وأضاف ريمنيك خلال مقال له في مجلة "ذي نيويوركر" الأمريكية إن طائرة ترامب هبطت في مطار بن غوريون في 13 تشرين الأول / أكتوبر ومع تسليم حماس آخر أسير حي لديها، وتوقف القصف الإسرائيلي في حرب استمرت عامين وكان يمكن أن تنتهي قبل ذلك بوقت طويل.
وتابع أنه تم الترحيب بترامب في طريقه للكنيست باليافطات مثل كورش العظيم الذي سمح لليهود في 538 قبل الميلاد بالعودة من السبي البابلي إلى الأرض المقدسة، وفي أثناء خطابه أثنى على طريقة تعامل الأمن مع نائبين، يهودي وعربي طالباه بالاعتراف بدولة فلسطين، قبل أن يتحول لشكر مبعوثه ستيفن ويتكوف وممولته مريام أديلسون (لديها 60 مليار دولار في حسابها البنكي) ثم مهاجمة جو بايدن، أسوأ رئيس لأمريكا في تاريخها وباراك أوباما الذي يأتي بعده في السوء.
وعلق الكاتب أنه من المستحيل ألا يشعر الواحد بالراحة لنهاية هذه الحرب الطويلة والرهيبة، مثلما من الصعب أيضا تجاهل أن قرار الرئيس باستخدام نفوذه ومكره على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يكن مدفوعا باستراتيجية متسقة أو تعاطف أو قناعة راسخة.
وأضاف أنه في الواقع، أججت تأملاته المجنونة في وقت سابق من هذا العام حول جعل غزة "ريفييرا الشرق الأوسط" خيالات اليمين الإسرائيلي بإعادة التوطن في القطاع وضم الضفة الغربية، كما أنها زادت من غضب العالم.
وجاءت اللحظة الحاسمة في 9 أيلول / سبتمبر، عندما أمر نتنياهو بشن غارة جوية على مبنى سكني في الدوحة، على أمل قتل أربعة من قادة حماس كانوا منخرطين آنذاك في مفاوضات وقف إطلاق النار، أخطأت الضربة أهدافها، لكنها هزت ترامب بوضوح.
وأضاف أن تعامل نتنياهو مع دعم الرؤساء الأمريكيين السابقين للرئيس ترامب بأنه واقع مسلم به، لكن الضربة على الدوحة لمست جانبا أكثر حساسية من المبادئ، وأن النتيجة النهائية، تتشابك مشاريع عائلة ترامب التجارية بشكل متزايد مع رأس المال القطري والخليجي، وهو ما دفع ترامب لإجبار نتنياهو على تقديم اعتذار مكتوب للقطريين، بشكل أعاد لهم ثقتهم وكرامتهم، وطمأن تركيا ومصر، ودفع هذين النظامين إلى الضغط على حماس لقبول اتفاق وقف إطلاق النار المرتقب.
في النهاية، كانت الضربة الجوية الإسرائيلية الفاشلة هي العامل الأكثر تأثيرا في الحرب.
وتابع أنه الآن يتحدث ترامب عن "فجر جديد للشرق الأوسط"، وعندما استخدم شمعون بيريز هذه العبارة، خلال سنوات اتفاقيات أوسلو الواعدة، سخر منه لسذاجته. أما رواية ترامب، فتعود إلى ثرثرة العقارات أكثر من الدبلوماسية، وهي روح "إن صدقت، فهو كذلك" التي استند إليها عندما أصر على أن برج ترامب يتألف من ثمانية وستين طابقا، مع أنه في الواقع يتألف من ثمانية وخمسين طابقا.
وقال كاتب المقال إن الرئيس يقدم "خبراء الصفقات" على الدبلوماسيين المتزمتين، إلا أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط ليس بهذه البساطة كإفراغ كازينو مغلق منذ وقت.
وتابع أنه ولا يمكن للإدارة أن تعلن نهاية ما يسميه الرئيس "ثلاثة آلاف عام" من الصراع، ثم تنتقل إلى مشروعها المحلي لتقويض سيادة القانون، فالتاريخ يقاوم الحيل القصيرة.
وأردف ريمنيك أنه يظل الحديث عن "شرق أوسط جديد" هو سمة كلام نتنياهو المثالي، وبخاصة بعد حروبه مع حزب الله وحماس وإيران، في محاولة منه أن يتزيا زي تشرتشل، لكن ماذا عن الفشل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023؟ فقد نسي الجميع، فهذه الرؤية القائمة على الأمنيات، أو بتعبير أدق، برنامج إعادة الانتخاب، تتجاهل التكلفة على إسرائيل في الرأي العام العالمي، إلى جانب التصدعات الأخلاقية والسياسية داخل إسرائيل نفسها. كما أنها تتجاهل الغضب الذي يغلي في قلوب الشباب الفلسطيني، الذين فقدوا أفرادا من عائلاتهم وأصدقائهم، لكنهم لم يفقدوا إصرارهم على الكرامة والوطن.
وأضاف ريمنيك أن التقدم الحقيقي في المنطقة، والعدالة والاستقرار الحقيقيين، يتطلبان التعافي من الجراح والثبات والخيال، والصبر، يوما بعد يوم، وعاما بعد عام، ومدة لا ترتبط بأي إدارة أمريكية.
وطرح الكاتب أسئلة حول مستقبل حماس ومن سيدفع تكاليف إعادة إعمار غزة؟ من سيحكمها؟ هل ستبقى القوات الإسرائيلية في القطاع؟ وفوق كل شيء، ما مصير "المسار الموثوق لتقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة" الذي يستحضره اتفاق وقف إطلاق النار بشكل غامض؟ لطالما رفض الحديث عن حل - دولتين أو كونفدرالية، أو أي احتمال تقريبا لتعايش آمن وحر، باعتباره إما ادعاء ساذجا أو تمثيلية ساخرة أو لفتة فارغة نحو مستقبل لا يتوقع أحد رؤيته.
وقال ريمنيك إن مراقبة ترامب وننتياهو في الكنيست تذكر بزمن آخر، عندما ذهب أنور السادات إلى إسرائيل وألقى خطابا وإلى جانبه مناحيم بيغن، وكلا الرجلين لم يكونا محبوبين، فالأول كان مطلوبا للإستعمار البريطاني لتعاطفه مع النازية، أما بيغن فقد كان متطرفا صهيونيا مطلوبا للبريطانيين، وما جمعهما هي جهود الرئيس جيمي كارتر.
ويعلق ريمنيك أن "لفتة السادات تنتمي إلى عصر آخر، حين كانت الشجاعة تعني تقبّل المخاطرة بدلا من التباهي، ما حدث في القدس الأسبوع الماضي بدا أقرب إلى تكرار لأقدم أنماطه، وليس "شرق أوسط جديد": غرور القادة الذين يخلطون بين إعلانات النصر والقرار الحقيقي، وصمود من تركوا ليتحملوا العواقب، إن مهمة العدالة، كعادتها، لا تقع على عاتق من يعلنون بزوغ فجر التاريخ ثم لا يواصلون السير، بل على عاتق من يصرون على مواصلة السير الطويل والمجهد".