دخل محمد وهبي المدير الفني لمنتخب المغرب للناشئين، في نوبة بكاء، بعدما توج أسود الأطلس ببطولة كأس العالم للشباب.

وسيطر الحزن على لاعبي منتخب الأرجنتين بعد فقدان اللقب لحساب المغاربة الذين حصدوا كأس العالم للشباب لأول مرة في تاريخهم.

واحتفل لاعبو المغرب مع الجماهير المتواجدة في المدرجات بعد التتويج باللقب الغالي.

المغرب يصنع التاريخ.. أسود الأطلس أبطال العالم للشباب لأول مرة في التاريخ

كتب المنتخب المغربي للشباب اسمه بأحرفٍ من ذهب في سجل كرة القدم العالمية، بعدما حقق إنجازًا تاريخيًا غير مسبوق بتتويجه بطلاً لكأس العالم للشباب تحت 20 عامًا للمرة الأولى في تاريخه، عقب فوزه المستحق على نظيره الأرجنتيني بهدفين دون رد، في المباراة النهائية التي احتضنها ملعب “تشيلي الوطني” فجر اليوم الإثنين، وسط أجواء احتفالية مهيبة شهدت حضورًا جماهيريًا كبيرًا من الجالية المغربية في أمريكا الجنوبية.

 الحلم أصبح حقيقة.. المغرب على قمة العالم
 

منذ صافرة البداية، ظهر واضحًا إصرار المنتخب المغربي على كتابة فصلٍ جديد في تاريخ كرة القدم العربية والإفريقية. لم يكن الوصول إلى النهائي مجرد صدفة، بل نتيجة عمل جماعي متقن قاده المدير الفني محمد وهبي، الذي رسم ملامح جيلٍ ذهبي أعاد للأذهان أمجاد المنتخبات المغربية السابقة بروح قتالية وتنظيم تكتيكي فريد.

وتُوج هذا الإصرار بأداء بطولي أمام منتخب الأرجنتين، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج (6 ألقاب)، والذي دخل المباراة مرشحًا أول للفوز، لكن “أسود الأطلس الصغار” كان لهم رأي آخر، بعدما فرضوا سيطرتهم وأثبتوا أنهم يستحقون اعتلاء عرش العالم.
 

 زابيري.. بطل النهائي وهدّاف البطولة

جاءت لحظة الفرح الأولى في الدقيقة 12 عندما نجح ياسر زابيري، نجم الهجوم المغربي، في افتتاح التسجيل من ركلة حرة مباشرة سددها ببراعة متناهية، لتسكن الزاوية العليا اليمنى لحارس الأرجنتين سانتينو باربي، في مشهدٍ أشعل المدرجات ورفع المعنويات المغربية إلى عنان السماء.

ثم عاد زابيري ليؤكد تفوق بلاده بإضافة الهدف الثاني في الدقيقة 29، بعد هجمة مرتدة نموذجية قادها عثمان معمار من الجهة اليمنى، قبل أن يرسل عرضية مثالية قابلها زابيري بتسديدة قوية داخل الشباك، موقعًا على هدفه الخامس في البطولة. بهذا الإنجاز، تصدر زابيري قائمة هدافي كأس العالم للشباب 2025 برصيد 5 أهداف، متساويًا مع الثلاثي بنجامين كريماسكي (الولايات المتحدة)، نيسر فياريال (الأرجنتين)، ولوكاس ميشال (فرنسا).


رحلة تاريخية نحو المجد

 

لم يكن طريق المغرب نحو الكأس مفروشًا بالورود؛ فقد واجه المنتخب العربي اختبارات صعبة منذ بداية البطولة. فبعد تأهله من دور المجموعات بثقة وثبات، واصل الإبهار في الأدوار الإقصائية. في نصف النهائي، اصطدم بأسطورة أوروبا، منتخب فرنسا، وتمكن من تجاوزه بركلات الترجيح بعد مباراة مثيرة انتهت بالتعادل (1-1) في الوقتين الأصلي والإضافي.

أما الأرجنتين، فبلغت النهائي بعد فوزها الصعب على كولومبيا بهدف نظيف، لتضرب موعدًا مع المغرب في النهائي الثامن في تاريخها، في مواجهةٍ تاريخية جمعت بين مدرسة المهارة اللاتينية والتنظيم المغربي الحديدي.

ومع إطلاق صافرة النهاية، دوّت صيحات الفرح في أرجاء ملعب “تشيلي الوطني” وفي مختلف المدن المغربية والعربية، احتفالاً بإنجاز سيظل خالداً في الذاكرة، باعتباره أول تتويجٍ عربي في تاريخ مونديال الشباب منذ انطلاقه عام 1977.

 

 جيل ذهبي يكتب التاريخ

يُعد هذا التتويج تتويجًا لسنوات من العمل القاعدي في الاتحاد المغربي لكرة القدم، الذي استثمر في تكوين اللاعبين وتطوير البنية التحتية والمراكز التدريبية الحديثة، وعلى رأسها مركز محمد السادس لكرة القدم، الذي خرج منه معظم نجوم هذا الجيل.

نجح المدرب محمد وهبي في بناء فريق متكامل يجمع بين الصلابة الدفاعية والخيال الهجومي، مستندًا إلى شخصيات قوية داخل الملعب مثل الحارس إبراهيم جوميس الذي تألق في أكثر من مباراة، والظهير علي معمار صاحب الانطلاقات المميزة، إلى جانب ثنائي الوسط نعيم بيار وياسين خليفي اللذين شكلا قلب الفريق النابض.

 

 إنجاز عربي وإفريقي يُخلد في الذاكرة

بفوزه بلقب كأس العالم للشباب، أصبح المنتخب المغربي أول فريق عربي يتوج بالبطولة في تاريخها، متجاوزًا إنجاز منتخب قطر الذي كان قد وصل إلى النهائي عام 1981 وخسره أمام ألمانيا الغربية. كما بات المغرب رابع منتخب إفريقي يحقق لقبًا عالميًا على مستوى الفئات السنية، بعد نيجيريا وغانا في بطولتي الناشئين والشباب.

هذا الإنجاز لا يمثل فقط انتصارًا رياضيًا، بل يعكس أيضاً تطور كرة القدم المغربية على جميع المستويات، من الفئات العمرية إلى المنتخب الأول الذي تألق في مونديال قطر 2022 بالوصول إلى نصف النهائي. إنها مسيرة متكاملة تؤكد أن ما يحدث ليس وليد الصدفة، بل نتيجة رؤية استراتيجية متكاملة يقودها الاتحاد المغربي برئاسة فوزي لقجع.
 

 لحظات فرح وطنية

عقب صافرة النهاية، انفجرت مشاعر الفرح في المدرجات وبين اللاعبين والجهاز الفني، الذين سجدوا شكرًا لله وسط تصفيق الجماهير وهتافات “ديما مغرب”. ورفع القائد ياسين خليفي الكأس الغالية وسط زملائه، في مشهد مؤثر سيبقى محفورًا في ذاكرة كل مغربي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: منتخب المغرب للناشئين منتخب المغرب المغرب كأس العالم للشباب الأرجنتين کأس العالم للشباب محمد وهبی

إقرأ أيضاً:

المغرب يتفوق بثنائية على الأرجنتين في الشوط الأول من نهائي كأس العالم للشباب في تشيلي

نجح المنتخب المغربي في إنهاء الشوط الأول متقدماً بنتيجة (2-0) أمام نظيره الأرجنتيني، في نهائي بطولة كأس العالم للشباب المقامة حالياً في تشيلي، بعد أداء جماعي مميز وتنظيم تكتيكي رفيع من جانب كتيبة المدرب محمد وهبي، الذين قدموا واحداً من أفضل أشواطهم في البطولة على الإطلاق.


 


 

بداية قوية وضغط مبكر من أسود الأطلس


 


 

دخل المنتخب المغربي اللقاء بثقة واضحة منذ الدقيقة الأولى، وفرض أسلوبه الهجومي المبكر بحثاً عن هدف التقدم. وجاءت أولى المحاولات الخطيرة في الدقيقة الثانية عندما انطلق علي معمار من الجهة اليسرى ومرر كرة عرضية داخل منطقة الجزاء، إلا أن الحارس الأرجنتيني سانتينو باربي تمكن من التقاطها بسهولة.


 

ورغم هذا الإنذار المبكر، حاول لاعبو الأرجنتين امتصاص حماس المغاربة من خلال الاحتفاظ بالكرة، لكن الضغط العالي من خط وسط المغرب بقيادة نعيم بيار وياسين خليفي أربك بناء اللعب لدى المنافس، ومنع الأرجنتينيين من التقدم نحو مرمى إبراهيم جوميس.


 


 

توقف مبكر وحذر دفاعي


 


 

شهدت الدقيقة الثالثة توقف المباراة إثر سقوط أحد لاعبي الأرجنتين متأثراً بإصابة، ليتدخل الجهاز الطبي سريعاً لعلاجه، وهو ما منح الفريقين فرصة لإعادة التنظيم داخل الملعب. وبعد استئناف اللعب، عادت السيطرة مجدداً للمغاربة الذين واصلوا بحثهم عن تسجيل الهدف الأول.


 

وفي الدقيقة السادسة كاد المغرب أن يفتتح التسجيل بعد تمريرة طولية متقنة وصلت إلى المهاجم ياسر زابيري الذي حاول الانفراد بالحارس، لكن الأخير خرج من مرماه في توقيت مثالي وقطع الكرة قبل أن يتعرض لتدخل قوي من المهاجم المغربي الذي طالب بخطأ لصالحه، غير أن الحكم أمر بمواصلة اللعب.


 


 

لقطة مثيرة والبطاقة الخضراء


 


 

أثارت اللقطة السابقة احتجاجات كبيرة من الجهاز الفني المغربي بقيادة المدرب محمد وهبي، الذي طالب الحكم بالعودة لتقنية الفيديو بعد استخدامه البطاقة الخضراء — التي تشير إلى مراجعة موقف رياضي غير معتاد أو سلوك رياضي خاص — من أجل التأكد من وجود مخالفة ضد حارس الأرجنتين.


 

وفي الدقيقة العاشرة قرر الحكم الاكتفاء بإشهار البطاقة الصفراء في وجه الحارس سانتينو باربي، محتسباً خطأ لصالح زابيري على حدود منطقة الجزاء، وهو ما اعتُبر نقطة تحول مبكرة في المباراة.


 


 

زابيري يفتتح التسجيل ببراعة


 


 

استغل ياسر زابيري الخطأ المحتسب ببراعة كبيرة، حيث نفذ الضربة الثابتة في الدقيقة 12 بطريقة رائعة، سكنت الزاوية اليمنى العليا للحارس الأرجنتيني، معلناً عن أول أهداف اللقاء لصالح المنتخب المغربي. هذا الهدف أشعل المدرجات التي امتلأت بالجماهير المغربية التي سافرت بأعداد كبيرة لدعم منتخبها في النهائي التاريخي.


 

بعد الهدف، تراجع المنتخب الأرجنتيني محاولاً امتصاص الصدمة، لكن معنويات المغاربة ارتفعت بشكل واضح، خاصة مع تألق خط الوسط في استخلاص الكرات وتنويع اللعب بين الأطراف والعمق.


 


 

المغرب يهدد مجدداً ويواصل الضغط


 


 

في الدقيقة 21، أتيحت فرصة جديدة للمغرب بعد هجمة مرتدة سريعة، إلا أن سوء التفاهم بين لاعبي الخط الأمامي أضاع فرصة تعزيز التقدم، حيث ارتدت الكرة إلى نعيم بيار الذي سددها بقوة من خارج المنطقة لكنها مرت بجوار القائم الأيسر.


 

واصلت كتيبة وهبي الضغط التكتيكي المميز، حيث تميز الفريق بالتحرك الجماعي في الحالة الهجومية والعودة المنظمة عند فقدان الكرة، وهو ما جعل الأرجنتين عاجزة عن خلق فرص حقيقية طوال الشوط الأول.


 


 

زابيري يواصل التألق ويضاعف النتيجة


 


 

وجاءت الدقيقة 29 لتعلن عن الهدف الثاني للمغرب بعد هجمة مرتدة نموذجية بدأها عثمان معمار من الجهة اليمنى بانطلاقة رائعة تجاوز بها أكثر من لاعب أرجنتيني، قبل أن يرسل عرضية مثالية داخل منطقة الجزاء، وصلت مباشرة إلى ياسر زابيري الذي سددها بقوة في الشباك، مسجلاً هدفه الشخصي الثاني وهدف بلاده الثاني في المباراة.


 

هذا الهدف أكد تفوق المنتخب المغربي فنياً وبدنياً، وأظهر مدى الانسجام الكبير بين خطوط الفريق، خاصة بين معمار وزابيري اللذين شكّلا ثنائياً خطيراً أربك الدفاع الأرجنتيني طيلة النصف الأول من اللقاء.


 


 

نهاية الشوط بسيطرة مغربية وثقة عالية


 


 

في الدقائق الأخيرة من الشوط، حاول المنتخب الأرجنتيني العودة إلى أجواء اللقاء عبر عرضية من الجهة اليمنى في الدقيقة 41، لكن الحارس المغربي إبراهيم جوميس خرج في توقيت مثالي وأمسك بالكرة قبل أن تصل إلى المهاجم كاريزو.


 

استمر التفوق المغربي حتى صافرة نهاية الشوط الأول، وسط تصفيق كبير من الجماهير في المدرجات، وإشادة واضحة من المعلقين والمحللين بأداء الفريق العربي الذي بدا أكثر تنظيماً وإصراراً على تحقيق اللقب العالمي.


 


 

نظرة فنية


 


 

يمكن القول إن المدرب محمد وهبي تفوق تكتيكياً على نظيره الأرجنتيني في هذا الشوط، من خلال الاعتماد على أسلوب الضغط العالي والتحولات السريعة، إلى جانب استغلال سرعة الأطراف ودقة التمريرات الطولية خلف الدفاع. كما برز الأداء الجماعي والتفاهم الكبير بين لاعبي الوسط والهجوم، مما مكّن المغرب من التحكم في إيقاع المباراة.


 

بهذه النتيجة، أنهى المغرب الشوط الأول متقدماً بهدفين دون رد، ليقترب خطوة كبيرة من تحقيق إنجاز تاريخي بالتتويج بكأس العالم للشباب لأول مرة في تاريخه، في انتظار ما ستسفر عنه أحداث الشوط الثاني من هذه المواجهة المثيرة في تشيلي.

مقالات مشابهة

  • لأول مرة في تاريخه.. المغرب يفوز بكأس العالم للشباب على حساب الأرجنتين
  • المغربي "عثمان معما" يفوز بجائزة أفضل لاعب في كأس العالم للشباب
  • اكتسح أباطرة العالم.. ابراهيم فايق يهنئ منتخب المغرب للشباب
  • ارفعوا رؤوسكم.. ميسي يدعم منتخب شباب الارجنتين بعد خسارة كأس العالم
  • افرحي يا انشراح.. إعلامي يهنئ منتخب المغرب بالفوز بكأس العالم للشباب
  • المغرب بطلا لكأس العالم للشباب بعد الفوز على الأرجنتين
  • المغرب يتفوق بثنائية على الأرجنتين في الشوط الأول من نهائي كأس العالم للشباب في تشيلي
  • موعد مباراة المغرب ضد الأرجنتين والقنوات الناقلة في نهائي كأس العالم للشباب 2025
  • موعد نهائي كأس العالم للشباب بين المغرب والأرجنتين