حليف أردوغان لـعربي21: الطوفان أنهى أسطورتين للاحتلال وهذه رسالة استخباراتنا لـإسرائيل
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
شدد زكريا يابيجي أوغلو، رئيس حزب الدعوة الحرة "هدى بار" التركي، المنضوي ضمن "تحالف الجمهور" الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان، على أن معركة "طوفان الأقصى" أنهت أسطورتين للاحتلال الإسرائيلي أولهما "أسطورة الجيش الذي لا يهزم"، والثانية "علم الموساد بالطير إذا طار في السماء".
وأكد السياسي التركي في لقاء خاص مع "عربي21"، على هامش مؤتمر "الحرية لفلسطين" الذي أقيم في مدينة إسطنبول التركية، ضرورة تحرك الدول العربية والإسلامية كافة إلى قطع العلاقات بشكل كامل مع دولة الاحتلال الإسرائيلي تضامنا مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأعرب عن استيائه من "عدم قدرة العالم الإسلامي الذي يبلغ عدد سكانه نحو ملياري نسمة على وقف المذبحة التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني".
من جانب آخر، أشاد يابيجي أوغلو بصمود أهالي قطاع غزة "الأسطوري" بعد مرور أكثر من 100 يوم من المجازر المروعة وحرب الإبادة الجماعية، قائل إن "غزة تعطي العالم أجمع درسا في المقاومة والصبر، وتكتب ملحمة خاصة بها".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أنه "على الرغم من أن الوحشية الصهيونية قد انتهكت جميع القواعد والأنظمة، لكنها لم تتمكن من كسر الإرادة الصلبة لهذه المقاومة".
وحول شبكة "الموساد" التي كشفت السلطات التركية مطلع شهر كانون الثاني /يناير الجاري عن تفكيكها، شدد السياسي التركي المتحالف مع الرئيس أردوغان منذ الانتخابات العامة منتصف عام 2023، على أن الاستخبارات التركية بعثت رسالة واضحة للموساد الإسرائيلي مفادها؛ "لن نسمح لكم بالقيام بأي عملية على الأراضي التركية".
وكانت السلطات التركية اعتقلت بتنسيق من جهاز الاستخبارات ومديرية استخبارات الشرطة، 34 شخصا من 46 فردا مرتبطين بالموساد، بعد مداهمة 57 موقعا في 8 ولايات تركية، وتركزت معظم عمليات الدهم في إسطنبول.
وقرر القضاء التركي سجن 15 شخصا من بين 34 مشتبها بهم في قضية التجسس لصالح "الموساد" وإطلاق سراح 11 آخرين بشرط الرقابة القضائية، فيما أحالت 8 مشتبه فيهم إلى إدارة الهجرة تمهيدا لترحيلهم من تركيا، وفقا لوكالة الأناضول.
وتاليا نص اللقاء كاملا:
كيف تقيّم صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بعد أكثر من مئة يوم من المجازر وحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال؟
منذ أكثر من مئة يوم ونظام الاحتلال الصهيوني وعصابة الوحشية الصهيونية يمطرون غزة بالنيران والقنابل. تمطر متفجرات بحجم عدة قنابل ذرية على الناس في منطقة ضيقة. هناك أكثر من 30 ألف شهيد، بينهم من هم تحت الركام. وهناك أكثر من 60 ألف جريح. وحوالي ثلث هؤلاء المصابين فقدوا أحد أطرافهم. وهذا يعني أن أكثر من 20 ألف شخص فقدوا ذراعهم أو ساقهم. و70 بالمئة من الجرحى والشهداء نساء وأطفال. لكن رغم ذلك لم يتمكن نظام الاحتلال الصهيوني من كسر مقاومة أهل غزة وإصرارهم وإرادتهم.
غزة تعطي الإنسانية جمعاء درسا في المقاومة، ودرسا في الصبر وكتابة الملحمة. وفي الوقت نفسه فإن المقاومة هناك تظهر للعالم أجمع كيف يمكن القيام بالمقاومة والدفاع وما يمكن أن يحققه المثابرة والتصميم. وبإذن الله، ورغم أن الوحشية الصهيونية قد انتهكت جميع القواعد والأنظمة، فإنها لن تتمكن من كسر الإرادة الصلبة لهذه المقاومة، وسوف تُهزم في النهاية.
صحيح، قد استُشهد الكثير من إخواننا الفلسطينيين، وربما سيرتقي المزيد من الأبرياء أيضا شهداء، لكن الاحتلال لن يتمكن أبدا من كسر مقاومتهم أو إرادتهم. وما تم حتى الآن أثبت ذلك بشكل لا شك فيه.
ولا يقتصر الأمر على سقوط القنابل فحسب، بل من ناحية أخرى، تستمر هذه المقاومة على الرغم من أنه لا يُسمح بدخول جميع المواد الإنسانية، من الغذاء والمياه والأدوية والطاقة وما إلى ذلك، إلى غزة.
إخواننا هناك في غزة بعثوا برسالة لجميع من في العالم، أنهم سيواصلون هذه المقاومة حتى لو تُركوا وحدهم، وقد تلقى العالم كله هذه الرسالة.
كيف تقيّم الدور التركي في وقف هذه المذبحة المتواصل؟
في الواقع، لم يتمكن العالم الإسلامي عموما من تقديم ما كان متوقعا منه لوقف هذه المذبحة. هل كان هناك شيء جدي متوقع؟ لا، كان الوضع الحالي للعالم الإسلامي والأمة الإسلامية واضحا بشكل أو بآخر قبل السابع من تشرين الأول /أكتوبر.
ولكن ربما كان من المتوقع أن يكون رد فعلهم أعلى قليلا من معدل اليوم، على سبيل المثال، على الرغم من كل هذه الوحشية عندما مُنعت جميع المساعدات الإنسانية من الدخول، كان بإمكان الدول الإسلامية على الأقل أن تفتح معبرا إنسانيا، في الوقت الذي كان به الناس هناك (غزة) يعانون من الجوع ونقص الدواء.
مطلبنا هو قطع كافة العلاقات مع نظام الاحتلال الصهيوني، ولكننا طالبنا أيضا الدول الإسلامية. وقلنا حسنا، إذا لم تتمكنوا من القيام بذلك، فإننا نتوقع منكن صدور بيان يقول إننا على الأقل سنعلق علاقاتنا طالما استمرت هذه الوحشية، ولكن لسوء الحظ، فإن العديد من الدول الإسلامية لم تفعل ذلك ولم تستطع أن تفعل ذلك.
وربما ينبغي للعالم الإسلامي أن يتعلم هذا الدرس الآن. على الرغم من أن عدد سكاننا يبلغ 2 مليار نسمة، لماذا لا نستطيع مد يد العون لإخواننا البالغ عددهم 2 مليون نسمة هناك؟ ما هي نقاط ضعفنا، ما هي الأسباب التي تجعلنا ضعفاء؟
ربما ينبغي لنا أن نفكر في هذه الأمور وأن نكون أقوى على الأقل في المستقبل ونضع حدا لأي شخص يحاول اضطهادنا. يجب أن نكون أقوياء سياسيا، ويجب أن نكون أقوياء اقتصاديا، ويجب أن نكون أقوياء عسكريا، ويجب أن نكون أقوياء فكريا، ويجب أن نكون أقوياء علميا.
تحدثت عن قطع العلاقات بشكل كامل مع الاحتلال من الدول الإسلامية، هل يمكن لتركيا أن تلعب دورا محوريا في هذا الشأن، مع العلم أنها علقت علاقاتها مع "إسرائيل" ولم تقطعها بشكل نهائي؟
لا يوجد ما يدل على ذلك في الوضع الحالي، لكنها على الأقل فعلت أشياء مهمة في دعم الخطوة التي اتخذتها جنوب أفريقيا في محاكمة الدولة الإرهابية الصهيونية الإسرائيلية على هذه المجازر التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، وفي الصراخ بصوت عال في وجه العالم أن المقاومة هناك حق مشروع..
وحتى اليوم، دأب نظام الاحتلال الصهيوني ومؤيدوه على رواية هذه القصة للعالم أجمع. ووصفوا الفظائع التي ارتكبوها بأنها حرب ضد الإرهاب. ووصفوا المقاومة هناك بالإرهابية، حيث تحركوا للدفاع عن أرضهم وبيوتهم وممتلكاتهم وأطفالهم ووطنهم ودور عبادتهم.
وينبغي أن يقال للعالم أجمع أن الأمر ليس كذلك. ويمكن لتركيا أن تفعل الكثير في هذا الصدد. دبلوماسيتها قوية. وهي من الدول القليلة التي تبرز بين الدول الإسلامية. وما تفعله في هذا الصدد له قيمة. ونأمل أن يستمر ذلك.
كان هناك قبل أسابيع تفكيك شبكة تابعة للموساد الإسرائيلي في تركيا، وصفها الرئيس أردوغان أنها صدمت "إسرائيل"، ما رأيك في ذلك؟
أنا لست خبيرا في هذه القضايا، ولكن أستطيع أن أقول إن هنا أمران سبق ذكرهما عن إسرائيل والشبكة الإرهابية الصهيونية؛ أولهما أن "الجيش الإسرائيلي جيش لا يعرف الهزيمة ولا يمكن هزيمته"، والأمر الثاني "هي أن هناك قصة تُحكى عن الموساد، تزعم أنه على علم بالطير الذي يطير في السماء والدودة التي تزحف تحت الأرض".
لقد أظهر "طوفان الأقصى" الأخير للعالم أجمع أنهم ليسوا جيشا لا يقهر، وأن الموساد ليس جهاز مخابرات مطلع على كل شيء.
ثم، إذا كنت تتذكر، فقد صدرت التصريحات التالية من قبل المسؤولين الصهاينة: "سنلاحق مسؤولي حماس، ليس في غزة فقط، بل في دول أخرى إحداها تركيا".
وقالوا: "إننا سنلاحقهم ونجعلهم أهدافا في قطر ولبنان وسوريا وتركيا وأماكن أخرى".
في ذلك الوقت، كان لدى تركيا الجواب. لا تفعلوا هذا، إذا فعلتم ذلك سيكون مكلفا للغاية. لذا، إذا كنتم تفكرون في شن عملية على الأراضي التركية، فتراجعوا، لأننا لن نسمح بذلك. ويبدو أن تركيا استجابت بالفعل للعملية هنا لأعضاء الموساد الذين كانوا يعدون لمثل هذه العملية.
وبطبيعة الحال، عندما يتعلق الأمر بالاستخبارات، لا يمكن لنا أن نعرف كل ما وراء الستار، ولكن ربما كان ذلك علامة على أن تركيا أظهرت عزمها، وسلمت الرسالة التالية للموساد؛ "لن نسمح لكم بالقيام بأي عملية على الأراضي التركية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية الاحتلال الفلسطيني غزة المقاومة تركيا تركيا فلسطين غزة الاحتلال المقاومة سياسة من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الصهیونی الشعب الفلسطینی الدول الإسلامیة هذه المقاومة على الرغم من للعالم أجمع على الأقل أکثر من من کسر
إقرأ أيضاً:
إصابة 4 متضامنين أجانب واعتقالات في اعتداءات للاحتلال والمستوطنين بالضفة (شاهد)
أصيب أربعة من المتضامنين الأجانب بجروح، في هجوم نفذه مستوطنون في تجمع عين الديوك بأريحا، بعد أن تسللوا إلى منزل يقيمون فيه وانهالوا عليهم بالضرب، وُصفت حالات ثلاث منها بالمتوسطة وواحدة بالخطيرة، وقد جرى نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وقالت وكالة "وفا" إن نحو 10 مستعمرين ملثمين تسللوا إلى المنزل الذي يقيم فيه المتضامنون فجرا، وقاموا بالاعتداء عليهم بالضرب، وسرقوا محتويات المنزل، وجوازات السفر والهواتف المحمولة الخاصة بالمتضامنين. يشار إلى أن ثلاثة من المتضامنين المتواجدين في مستشفى أريحا يحملون الجنسية الإيطالية، فيما يحمل الرابع الجنسية الكندية.
وفي السياق، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر الأحد، حملة اقتحامات واسعة طالت عدة بلدات غرب سلفيت، تخللها اعتقالات واحتجاز عشرات المواطنين، وسط انتشار مكثّف في محيط المناطق المستهدفة.
وأفادت "وفا" بأن قوات الاحتلال اعتقلت، من بلدة قراوة بني حسان، عددا من المواطنين، فيما لا تزال الحملة مستمرة حتى اللحظة، كما اقتحمت تلك القوات بلدة الزاوية غربا، واحتجزت شبانا، بعد مداهمة منازلهم، قبل أن تفرج عن غالبيتهم لاحقا، وفي وقت لاحق أغلقت قوات الاحتلال مدخل بلدة الزاوية بالسواتر الترابية، في سياق الإجراءات العسكرية المتصاعدة بالمنطقة.
بدورها، أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن 10 فلسطينيين أصيبوا جراء هجمات المستوطنين على منطقة خلايل اللوز شرق بيت لحم في الضفة، بينهم شخص أصيب بالرصاص الحي، و3 آخرين برضوض نتيجة الاعتداءات، وحاول المستوطنون حرق منزل في منطقة خلايل اللوز، ولكن الأهالي تمكنوا من التصدي لهم، كما هاجمت مجموعة من المستوطنين، قرية المغير شرقي رام الله.
اليوم العالمي للتضامن مع الفلسطينيين
وتزامن تصعيد الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، مع إحياء الأمم المتحدة لـ"اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني"، الذي تُنظم فعالياته سنوياً في مقار الأمم المتحدة بنيويورك وجنيف وفيينا، وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إنه "في هذا اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، نؤكد حقيقة بسيطة، وهي أن للشعب الفلسطيني الحق في الكرامة والعدالة وتقرير المصير"، وأشار جوتيريش، إلى "تعرض هذه الحقوق خلال العامين الماضيين لانتهاكات تفوق قدرة العقل على الاستيعاب"، مكررًا نداءه لـ"إنهاء الاحتلال غير القانوني للأراضي الفلسطينية".
وكتب المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني: "اليوم نحتفل باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني"، معتبراً أن "للتضامن معنى حقيقي فقط عندما يتحوّل إلى عمل ملموس"، وأكد لازاريني أن "الأونروا تجسّد التزام المجتمع الدولي ودعمه للاجئين الفلسطينيين في حياتهم اليومية، إلى حين التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم، لأطول أزمة لاجئين غير محلولة في العالم"، وشدد على أن "معالجة معاناة اللاجئين الفلسطينيين ضرورة لا يمكن تجاوزها، إذا أرادت المنطقة أن تحقق السلام والاستقرار للجميع".
Today we mark the International Day of Solidarity with the Palestinian People.
Solidarity has real meaning if it turns into action. @UNRWA embodies the international community's commitment & support to #Palestine Refugees in their daily lives, pending a just & lasting political… — Philippe Lazzarini (@UNLazzarini) November 29, 2025
تعذيب واسع النطاق للفلسطينيين
ومع تصاعد الهجوم الإسرائيلي على الضفة، أصدرت لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب تقريراً، قالت فيه إن لديها أدلة تشير إلى أن دولة الاحتلال تنفّذ "سياسة بحكم الأمر الواقع، تقوم على التعذيب المنظم والواسع النطاق، وهي ممارسات ازدادت حدة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023"، وأبدت اللجنة قلقها من "السياسات المتبعة من قبل إسرائيل"، التي تؤدي إلى "خلق ظروف معيشية قاسية ولا إنسانية للسكان الفلسطينيين".
ودعت اللجنة الأمم المتحدة الاحتلال، إلى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية والعاملين في الإغاثة فورًا إلى قطاع غزة". كما أدرجت اللجنة عنف المستوطنين والاعتقال الإداري ضمن أبرز مصادر القلق لديها، وانتقدت اللجنة بشكل خاص استخدام إسرائيل لقانون "المقاتلين غير الشرعيين" لاعتقال مجموعات كاملة من الفلسطينيين، بمن فيهم أطفال وحوامل ومسنون.