لن يقفل مطمر الكوستا برافا أبوابه أمام أقضية الشوف وعاليه وبعبدا، فبعد اجتماع ضم وزير البيئة ناصر ياسين ونواب الأقضية قبل أسبوعين تقريبًا، تراجع رئيس اتحاد بلديات الضاحية عن قرار اقفال المطمر، وتم الاتفاق على تمديد فترة العمل فيه  لمدة ستة أشهر أي حتى حزيران المقبل، وقرر تشكيل لجنة نيابية وبلدية لمتابعة خطة الوزارة التي ترتكز على ادارة لا مركزية لمعالجة النفايات.


 
قرار الاقفال الصادر عن اتحاد بلديات الضاحية أحدث بلبلة كبيرة بعد ان اتخذ منحى سياسيًا، فيما مطمر الكوستا برافا أصبح  في الواقع عاجزًا عن استقبال النفايات يوميًا. وقد وصلت قدرة الاستيعاب في المطمر الى الذروة  وباتت الوزارة أمام  حل وحيد وهو البحث في الأضرار الخطيرة التي تخلفها النفايات وايجاد حلول علمية بديلة، أي معالجة النتائج لا الاسباب!
 
يدخل الى مطمر الكوستا برافا يومياً 1323 طناً من النفايات، 775 طناً من قضاء بعبدا، و548 طناً من عاليه والشوف. ويبدو جليًا أن عام 2024 مرشح لأن يكون نسخةً عن عام 2015، حين تكدّست النفايات لأشهر في الشوارع بعد إقفال مطمر الناعمة - عين درافيل، وتم انشاء الكوستا برافا كنسخة بديلة غير منقّحة عن المطمر الأول. ووفقا لوزارة البيئة ينتج لبنان يومياً 5514 طناً من النفايات، و99% منها تذهب نحو المكبات العشوائية والمطامر.
 
البدائل
يقول رئيس جمعية الأرض لبنان بول أبي راشد في حديث لـ"لبنان 24" أن "عملية الفرز من المصدر تشكل حلاً أساسياً للأزمة، إذ ينتج لبنان قرابة 6 آلاف طن من النفايات يومياً، تشكل المواد العضوية، كبقايا الطعام مثلاً، النسبة الأكبر. ويشير إلى أنه يمكن الاستفادة من النفايات التي ينتجها لبنان والانتقال من معادلة الدفع للتخلص منها، إلى تحقيق ربح مادي والاستثمار فيها".
 
ويؤكد أبي راشد أنه لا يكفي تشجيع المبادرات الفردية الخاصة لانها لم تقدم حلاً لهذا الملف، بل يعتبر أن الحل المستدام يجب أن يتوسع ليشمل البلديات من خلال حثهم وتشجيعهم على اعتماد الفرز من المصدر.
 
وأشار الى أنه "يجب العمل على تأسيس مراكز استلام "دروب اوف سنتر" في كل بلدة لبنانية بالتعاون مع البلديات لتعزيز عملية تجميع المواد القابلة لاعادة التدوير". وأكد أن رغم الازمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد فكل هذه الخطط لا تكلف الخزينة ليرة واحدة وما على المعنيين سوى اتخاذ قرار جدي للتنفيذ.
 
وتابع: "الحلول البديلة الاخرى هي في انشاء مطامر صحية كونها حلقة أساسية من الادارة المتكاملة للنفايات الصلبة، واعادة تشغيل مركز الفرز الثانوي في العمروسية الذي توقف العمل فيه منذ سنتين بهدف التخفيف من كميات النفايات التي تصل الى البحر بالقرب من مطمر الكوستا برافا، وتأهيل معامل الفرز والتسبيخ في المنطقة".
 
مساحة الكوستا برافا كانت تقدر بـ 150 ألف متر مربع وبعد ان امتلأت تلك المساحة بالنفايات، اتخذ مجلس الانماء والاعمار قرارًا بتوسعة المطمر الى نحو 270 ألف متر مربع.
وفي سؤال لابي راشد حول هذا القرار وعن المخاطر المرتقب حدوثها بعد توسعة المطمر، أجاب: "توسيع المطامر البحرية هو فرصة لكسب أراض يحتمل أن تصبح عقارات مستثمرة  في المستقبل، فلا يوجد لدى أحد من المعنيين اعتراض على فكرة التوسعة، لكن مع بلوغ استيعاب المطمر السعة القصوى وبمساحته الواسعة الملاصقة للشاطئ، سيصبح  مستوى "الميكرو بلاستيك" في البحر أكثر من الأسماك مما يؤثر سلبًا على صحة الانسان والأسماك وعلى نوعية الملوحة البحرية، بالاضافة الى  العصارة التي تخلفها النفايات والتي بتسربها الى البحر ستزيد على الضرر أضرارًا، فسميتها أشد خطورة من مجاري الصرف الصحي".
 
خطورة طيور النورس
 
منذ سنوات أغلق مدرج رقم 16 في المطار بسبب وجود طيور النورس بشكل كثيف في نطاقه، وأفادت مصادر المراقبين الجويين في المطار حينها أنه سنويا يتم اغلاق أحد المدارج في موسم الطيور التي تهبط أحيانًا بالالاف، وثمة تساؤلات يطرحها البعض ما اذا كان الخطر الجدي سببه مطمر الكوستا برافا لأنه جاذب للطيور أم أن الأمر مبالغ فيه.
 
وعلى هذه التساؤلات يجيب أبي راشد: "وجود مطمر الكوستا برافا لا يزال يشكل خطرًا على سلامة الطيران، فالنفايات تجذب طيور النورس، والتخمر الذي يحصل هو منتج لغاز الميتان المتفجر والقابل للاشتعال، مما يحدث أخطارًا مرتقبة على سلامة الطيران، ويؤثر سلبًا على التغيرات المناخية". المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: من النفایات

إقرأ أيضاً:

فخر الدين للعقارات تكشف النقاب عن أول نظام لإدارة النفايات داخل المباني في دبي

 

في خطوة رائدة نحو تعزيز الاستدامة الحضرية، أطلقت شركة فخرالدين للعقارات مبادرتها المبتكرة “90:90 لإدارة النفايات،الهادفة إلى تحويل ما يصل إلى 90% من نفايات المباني بعيدًا عن المكبات. تم الكشف النقاب عن هذه المبادرة المستحدثة في 7 مايو 2025 في “ترافلغار سنترال” بمدينة دبي العالمية، ليكون أول نظام من نوعه يدمج مرافق الفرز والتسميد داخل مبنى سكني، ما يمثل إنجازًا بارزاً في مسيرة الإمارات البيئية.
وتعتمد المبادرة على نموذج شامل لإدارة النفايات في الأبراج السكنية ، يشمل فصل النفايات من المصدر، وإعداد التقارير ذات الصلة والتنفيذ بدون أي تكلفة إضافية على السكان. ويتماشى هذا الإنجاز مع أهداف دولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي في عام 2050، وخطة بلدية دبي لإغلاق مكبات النفايات في الإمارة بحلول 2027، وكذلك سياسة الاقتصاد الدائري للفترة ما بين 2021-2031.
يرتكز النظام على تغيير السلوك المجتمعي عبر التوعية والبنية التحتية المتطورة، حيث يتم تزويد السكان بأكياس قمامة ملونة لفرز النفايات العضوية والعامة، مدعومة بلوحات إرشادية وبصرية، حيث تتيح هذه الطريقة جمع النفايات بشكل نظيف وفعال داخل المبنى نفسه ،ويضمن أن لا تصل إلا نسبة 10% منها فقط إلى المكبات، دون تحمل السكان أو الملاك أي تكاليف تشغيلية أو بنية تحتية إضافية.
من جانبه، قال يوسف فخرالدين، الرئيس التنفيذي والشريك الإداري في فخرالدين للعقارات: “كان هدفنا واضحاً، وهو إنشاء نظام لإدارة النفايات قابل للتكيف والتوسع وبدون تكلفة، وله أثر بيئي واجتماعي واقتصادي ملموس. من خلال مبادرتنا، نثبت أن الاستدامة ليست فكرة لاحقة بل ضرورة حتمية لتطور المدن الحديثة. نظام التسميد داخل المبنى يبرهن بأن البنية التحتية المتقدمة للنفايات يمكن دمجها في الحياة السكنية دون أي تعقيد، فضلاً عن إنها تُحسّن من جودة الهواء ونمط الحياة المسؤول،وتدعم معايير الاقتصاد الأخضر. نحن لا ندير النفايات فقط، بل نعيد تعريف معنى العيش المستدام في دبي.”
وشهد الحضور في حفل الإطلاق عروضاً حية لدورة عمل النظام، بدءاً من التخلص من النفايات إلى إنتاج السماد العضوي، إلى جانب جلسات حوارية قادها خبراء في الاستدامة ناقشوا إمكانية تعميم هذا النموذج في مدن أخرى لمواجهة تحديات المناخ.
وأكد الدكتور سميع الله خان، الرئيس التنفيذي للاستدامة في مجموعة فخرالدين القابضة، على أهمية المبادرة قائلاً: “نموذج 90:90 يمثل تحولًا جذرياً في كيفية تعاملنا مع النفايات، إذ لم تعد عبئاً بل موردًا. لقد صممنا خارطة طريق تدمج الاستدامة في جوهر الحياة الحضرية، مع قدرته على التوسع عبر قطاع العقارات بالكامل.هذه ليست مرحلة تجريبية، بل رؤية مستقبلية تربط بين مشاركة الأفراد،و التكنولوجيا المتطورة، والحوكمة الشفافة لإحداث تأثير فوري وبناء مدن قادرة على مواجهة التغيرات المناخية.”


مقالات مشابهة

  • إلغاء وزارة الأوقاف.. خالد أبو بكر يقترح استبدالها بهيئة بديلة
  • فخر الدين للعقارات تكشف النقاب عن أول نظام لإدارة النفايات داخل المباني في دبي
  • مركز سلامة الطيران: انجاز للحكومة السابقة
  • رسامني من المطار: إعادة تفعيل مركز سلامة الطيران المدني خطوة لإصلاح القطاع
  • د. محمد بشاري يكتب: الذكاء الاصطناعي .. وسيلة مساعدة أم سلطة بديلة
  • من السلاح إلى السياسة | تعرف على الحركات التي حلّت نفسها قبل العمال الكردستاني
  • من السلاح إلى السياسة | تعرف إلى الحركات التي حلّت نفسها قبل العمال الكردستاني
  • عون للأمير مشعل: أشكركم على الحفاوة التي عكست مدى محبتكم للبنان
  • وزير الثقافة استقبل السفير السعودي
  • المخرج عمرو سلامة: موهبة محمد رمضان أكبر من الأفلام التي قدمها