كيف نؤسس حوليات سودانية لإعادة كتابة التاريخ
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
التاريخ هو علم وفن وفلسفة وسياسة وثقافة وهوية, إنه دراسة للماضي وتفسيره وتقييمه وتوثيقه وتعليمه ونقله وتأثيره على الحاضر والمستقبل, إنه مصدر للمعرفة والحكمة والإلهام والتعلم والتغيير والتحدي والتحرير والتحول و إنه مرآة للذات والآخر والعالم والإنسانية, إنه حوار بين الأجيال والحضارات والشعوب والأمم والأفراد ولكن التاريخ ليس ثابتاً أو محايداً أو موضوعياً أو نهائياً, إنه متغير ومتناقض ومتعدد ومتنوع ومتجدد ومتطور و إنه يعتمد على المصادر والمناهج والمنظورات والأهداف والسياقات والظروف والتأويلات والانتقادات والتحديات والتصحيحات والتعديلات والإضافات والحذفات والإعادات والإنشاءات والإبداعات والابتكارات ولذلك إنه يتأثر بالوقت والمكان والفضاء والثقافة والسلطة والمصالحة والمصلحة والهوية والانتماء والتمييز والتحريض والتضليل والتزوير والتزييف والتحريف والتشويه والتدمير والتخريب والتهميش والتجاهل والتناسي والتنكر والتغييب والتغيير
سأتناول موضوع إعادة كتابة التاريخ السوداني لأغراض وطنية و سأحاول الإجابة على الأسئلة التالية ما هو الغرض من إعادة كتابة التاريخ السوداني؟ ما هو الجمهور المستهدف لهذه العملية؟ ما هي الرسالة التي تريد إيصالها؟ كيف يمكن إعادة كتابة التاريخ السوداني بطريقة علمية وفنية وفلسفية وسياسية وثقافية وهوية؟ ما هي المناهج والمعايير والأدلة والمصادر والمراجع والنماذج والأمثلة والحالات والتجارب والدروس والتوصيات والاستنتاجات والمقترحات التي يمكن استخدامها والاستفادة منها في هذه العملية؟ ما هي التحديات والصعوبات والمخاطر والفرص والآثار والنتائج والمسؤوليات والالتزامات والتطلعات والآمال والأحلام المتعلقة بهذا الموضوع؟
فرضيتي أو رأيي أو موقفي هو أن إعادة كتابة التاريخ السوداني هي عملية ضرورية ومهمة ومفيدة ومشروعة ومشرفة وممكنة ومطلوبة ومستحقة ومستحبة ومستحيلة ومستمرة ومتجددة ومتطورة ومتحولة ومتحررة ومتحدية ومتأثرة ومؤثرة ومبدعة ومبتكرة ومجددة ومحدثة ومتقدمة ومتنمية ومتحولة هنالك أحداث تاريخية كثيرة لم تجد حظها من البحث والتويثق والتحليل التاريخي العلمي ، ولقد شهد السودان العديد من الأحداث المهمة والمؤثرة على مصيره ومنطقته.
حرب الجنوب الأولى والثانية في القرن العشرين، والتي كانت صراعاً مسلحاً بين الحكومة المركزية والحركة الشعبية لتحرير السودان، والتي تسببت في مقتل ونزوح الملايين من السودانيين، والتي انتهت باتفاقية السلام الشامل في عام 2005، والتي أدت إلى استفتاء الاستقلال وانفصال جنوب السودان في عام 2011.صراع دارفور في القرن الحادي والعشرين، والذي كان نزاعاً مسلحاً بين الحكومة المركزية والحركات المسلحة في إقليم دارفور، والذي نشب بسبب الخلافات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية، والذي أوقع مئات الآلاف من القتلى والجرحى والنازحين، والذي تم التوصل إلى اتفاقية سلام في عام 2020.ثورة ديسمبر في القرن الحادي والعشرين، والتي كانت انتفاضة شعبية سلمية ضد النظام الحاكم بقيادة عمر البشير، والتي اندلعت بسبب الأزمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، والتي استمرت لأشهر، والتي أطاحت بالنظام بمساعدة الجيش، والتي أدت إلى تشكيل حكومة انتقالية مدنية عسكرية.هذه بعض الأحداث التاريخية الهامة في تاريخ السودان، في العصور القديمة، كان السودان موطناً لمملكة كوش، التي كانت إحدى أقوى الحضارات الإفريقية، والتي امتدت من الشلال الأول إلى الشلال السادس في نهر النيل، وكانت لها علاقات تجارية وسياسية وثقافية مع مصر القديمة واليونان وروما والهند والحبشة . كانت اللغة المصرية القديمة هي اللغة الرسمية لمملكة كوش، وكانت تستخدم الهيروغليفية والميرويتيكية كأنظمة كتابة
في العصور الوسطى، دخل الإسلام إلى السودان في القرن السابع الميلادي، وانتشر بين السكان بفضل الدعوة والتجارة والزواج، وتأثرت اللغة والدين والقانون والفن والعلوم بالحضارة الإسلامية وظهرت عدة ممالك وسلطنات إسلامية في أجزاء مختلفة من السودان، مثل مملكة سنار وسلطنة دارفور ومملكة المسبعات وسلطنة تقلي وسلطنة الفور، وكانت لها حدود متغيرة ومتنازع عليها مع بعضها البعض ومع الدول المجاورة. كانت اللغة العربية هي اللغة الرسمية والشائعة لهذه الممالك والسلطنات، وكانت تستخدم الخط العربي كنظام كتابة
في العصور الحديثة، تعرض السودان للغزو التركي المصري في القرن التاسع عشر الميلادي، والذي أنهى حكم مملكة سنار وغيرها من السلطنات السودانية، وفرض الضرائب والاستعباد والاستغلال على السودانيين، وأدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية4. كان السودان يحتل مساحة أكبر من حدوده الحالية، ويشمل أجزاء من تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا ومصر، وكان يدار بواسطة الخديوي المصري والوالي التركي، وكان يتبع النظام العثماني. اندلعت الثورة المهدية في القرن التاسع عشر الميلادي، والتي قادها محمد أحمد المهدي، والتي نادت بالجهاد ضد الاستعمار والتحرير من الظلم والفساد، والتي أسقطت الحكم التركي المصري، وأقامت دولة المهدية، والتي قاومت الاحتلال البريطاني، والتي انتهت بمعركة كرري. كانت دولة المهدية تحترم حدود السودان الطبيعية، وتدار بواسطة الخليفة والأنصار، وتتبع النظام الإسلامي
في القرن العشرين، دخل السودان في عهد الحكم الاستعماري الثنائي (البريطاني – المصري)، والذي فرض نظاماً كولونيالياً اقتصادياً وسياسياً على السودان، وسعى إلى تقسيمه وتمييزه وتهميشه، وأثار مقاومة ورفضاً من السودانيين، وأدى إلى نشوء الحركة الوطنية السودانية. تم ترسيم حدود السودان الحالية بعد عدة اتفاقيات مع الدول الاستعمارية الأخرى والدول الحدودية، وتم تقسيم السودان إلى شمال وجنوب بناءً على الخصائص العرقية والدينية والثقافية، وتم إدارة السودان بواسطة المحافظ العام والمجلس التشريعي، وتم تطبيق النظام البريطاني. استقل السودان عن الحكم الاستعماري الثنائي في عام 1956، والذي تحقق بعد سنوات من النضال والتضحية والتفاوض من قبل الأحزاب السياسية والنقابات المهنية والجماهير الشعبية، والذي كان حلماً وهدفاً للسودانيين، والذي فتح باباً جديداً لبناء دولة مستقلة وسيادية
إن إعادة كتابة التاريخ السوداني هي عملية تتطلب الجهد والتعاون والتواصل والتفاهم والتقدير والاحترام والتسامح والتنوع والتعددية والتضامن والتكامل والتوافق والتوازن والتناغم والتنمية والتحول بين جميع السودانيين. إنها عملية تهدف إلى تصحيح وتعديل وتحديث وتجديد وتحرير وتحول وتنمية وتقدم التاريخ السوداني. إنها عملية تسعى إلى توثيق وتعليم ونقل وتأثير وتحفيز وتشجيع وتهنئة وتقدير وتكريم وتمجيد وتعظيم وترقي وترفيع وتعالي وتسمي وتنوي وتحلي وتزين وتزكي وتطهر وتنور وتبهر وتبدع وتبتكر وتجدد وتحدث وتقدم وتنمي وتحول التاريخ السوداني. إنها عملية تريد أن تعكس وتعبر وتنمي وتحمي وتدافع وتناضل وتقاتل وتفوز وتنتصر وتسود وتحكم وتقود وتوجه وترشد وتهدي وتنير وتبصر وتبصير وتبين وتوضح وتفسر وتحلل وتناقش وتناقش وتحاور وتتفاهم وتتفق وتتحد وتتكاتف وتتعاون وتتضامن وتتكامل وتتوافق وتتوازن وتتناغم وتتنم وتتحول وتتحرر وتتحدى وتتأثر وتؤثر وتبدع وتبتكر وتجدد وتحدث وتقدم وتنمي وتحول التاريخ السوداني
أن إعادة كتابة التاريخ هي عملية تهدف إلى إعادة النظر في الماضي وتقديم رؤية جديدة أو مختلفة أو محدثة أو مصححة أو متعمقة أو متنوعة أو متعددة أو متحررة أو متحولة أو مبدعة أو مبتكرة أو مجددة للتاريخ إنها عملية تتطلب البحث والتحليل والتفسير والتوثيق والتعليم والنقل والتأثير والتحفيز والتشجيع والتحدي والتغيير للتاريخ. إنها عملية تتأثر بالمصادر والمناهج والمنظورات والأهداف والسياقات والظروف والتأويلات والانتقادات والتحديات والتصحيحات والتعديلات والإضافات والحذفات والإعادات والإنشاءات والإبداعات والابتكارات للتاريخ. إنها عملية ترتبط بالوقت والمكان والفضاء والثقافة والسلطة والمصالحة والمصلحة والهوية والانتماء والتمييز والتحريض والتضليل والتزوير والتزييف والتحريف والتشويه والتدمير والتخريب والتهميش والتجاهل والتناسي والتنكر والتغييب والتغيير للتاريخ , لتطبيق مفهوم إعادة كتابة التاريخ علىنا يجب أن تحدد أولاً ما هي الأسباب والدوافع والأهداف والغايات من هذه العملية. هل تريد إعادة كتابة التاريخ لتصحيح الأخطاء والتحيزات والتناقضات والثغرات والنقص والزيادة والتحريف والتشويه والتدمير والتخريب والتهميش والتجاهل والتناسي والتنكر والتغييب التي وقعت في كتابة التاريخ السابق؟ هل تريد إعادة كتابة التاريخ لتحديث وتجديد وتحرير وتحول وتنمية وتقدم وتحول التاريخ الحالي؟ هل تريد إعادة كتابة التاريخ لتأثير وتحفيز وتشجيع وتحدي وتغيير وتحول التاريخ المستقبلي؟
إعادة كتابة التاريخ لأغراض وطنية هي عملية تهدف إلى إبراز الهوية والقيم والمصالح والأهداف والإنجازات والتضحيات والمقاومة والنضال والتحرير والتحول والتنمية والتقدم والتحدي والتغيير والتأثير والتحفيز والتشجيع والتوحيد والتكامل والتضامن والتعاون والتفاهم والتوافق والتناغم والتنوع والتعددية والتسامح والاحترام والتقدير والتكريم والتمجيد والتعظيم والترقي والترفيع والتعالي والتسمي والتنوي والتحلي والتزين والتزكي والتطهر والتنور والتبهر والتبدع والتبتكر والتجدد والتحدث والتقدم والتنمي والتحول للشعب والوطن. إنها عملية تستند إلى المصادر والمناهج والمنظورات والسياقات والظروف والتأويلات والانتقادات والتحديات والتصحيحات والتعديلات والإضافات والحذفات والإعادات والإنشاءات والإبداعات والابتكارات والتجديدات والتحدثات والتقدمات والتنميات والتحولات للتاريخ. إنها عملية تتأثر بالوقت والمكان والفضاء والثقافة والسلطة والمصالحة والمصلحة والهوية والانتماء والتمييز والتحريض والتضليل والتزوير والتزييف والتحريف والتشويه والتدمير والتخريب والتهميش والتجاهل والتناسي والتنكر والتغييب والتغيير للتاريخ
بناء روح الوحدة الوطنية لدي الثوار هو هدف ونتيجة وآثر ومسؤولية والتزام وتطلع وأمل وحلم من أهداف ونتائج وآثار ومسؤوليات والتزامات وتطلعات وآمال وأحلام إعادة كتابة التاريخ لأغراض وطنية. إنه يعني توحيد الرؤى والمواقف والمطالب والحلول والخطط والبرامج والمشاريع والمبادرات والأنشطة والحملات والتحالفات والتعاونات والتضامنات والتكاتفات والتكاملات والتوافقات والتناغمات والتنوعات والتعددات والتسامحات والاحترامات والتقديرات والتكريمات والتمجيدات والتعظيمات والترقيات والترفيعات والتعاليات والتسميات والتنويات والتحليات والتزينات والتزكيات والتطهرات والتنورات والتبهرات والتبدعات والتبتكرات والتجددات والتحدثات والتقدمات والتنميات والتحولات بين الثوار والقوى والحركات والأحزاب والمنظمات والمؤسسات والجمعيات والنقابات والمهنيات والمجتمعات والجماهير والفئات والمجموعات والأفراد الذين يناضلون ويقاومون ويحاربون ويفوزون وينتصرون ويسودون ويحكمون ويقودون ويوجهون ويرشدون ويهدون وينيرون ويبصرون ويبصيرون ويبينون ويوضحون ويفسرون ويحللون ويناقشون ويحاورون ويتفاهمون ويتفقون ويتحدون ويتكاتفون ويتعاونون ويتضامنون ويتكاملون ويتحدثون ويتقدمون ويتنمون ويتحولون من أجل الشعب والوطن
لابد إعادة كتابة التاريخ لأغراض وطنية منها التبصر وفهم تتطور الامة عبر الجقب وبناء روح الوحدة الوطنية لدي الثوار، يمكننا الاطلاع على بعض المصادر والمراجع والكتب والمقالات والدراسات والأبحاث والتجارب والحالات والأمثلة والنماذج والدروس والتوصيات والاستنتاجات والمقترحات التي تتناول هذا الموضوع من منظورات مختلفة ومتنوعة ومتعددة ومتحررة ومتحولة ومبدعة ومبتكرة ومجددة ومحدثة ومتقدمة ومتنمية لهذا كان هذا كل الجهد والاقوال حاولت أنقلها هنا .
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الترکی المصری على السودان إنها عملیة السودان فی والتی کانت من السودان التی کانت هی عملیة وأدى إلى فی عام
إقرأ أيضاً:
مقدمة لدراسة صورة الشيخ العربي في السينما الأمريكية «23»
لما تقدم فـي الحلقات السابقة من هذا المبحث، فإن على دراسة صورة الشَّيخ العربي فـي السِّينما الأمريكيَّة أن تذهب إلى ما هو واقع وراء نطاق التحليل النَّصي البسيط (أو التَّبسيطي)، أو الدِّراسة المُجَوهَرَة (essentialized)، أو تلك المبنيَّة على ثنائيَّة قُطبيَّة (binarized) للصورة «النَّمطيَّة» و«المُساء تمثيلها». لقد اقترحت فـي مكان سابق من هذه الدراسة أن هوليوود لم تحتفظ فـي مخزنها التَّاريخي بشيخ عربي واحد فقط، بل إنها جلبت، وجَبَلَت، وطوَّرت عدة «شيوخ» فـي مختبراتها وشاشاتها. وفـي الحقيقة، فإن الأمر يبدو واحدا من تلك «التَّجارب الخارقة» (إدوَرد سعيد Edward Said) التي لا يُتَحَدَّث عنها، والتي نشر عنها وولتر لِبمن Walter Lippmann الكتاب الذي صاغ فـيه مفهوم الصَّورة النَّمطيَّة بالمعنى المعاصر للكلمة، وذلك فـي عام 1922؛ أي بعد عام واحد فقط من إطلاق فـيلم «الشَّيخ» [The Sheik] (جورج مِلفورد Georg Melford، 1921) (1)، وهل هو غير ذي شأن أن جيمس كاري James Carey يشير إلى عمل لِبمَن بأنه «العمل التَّأسيسي لدراسات الميديا الأمريكيَّة» (2)؟
وفـي هذا الإطار، إذًا، سيكون مفـيدًا لدراسة صورة الشَّيخ العربي فـي السينما الأمريكية توسيع ومَشْكَلَة مقولة هومي بابا Homi Bhabha حول الصورة النمطيَّة غير الثَّابتة باعتبارها ناتجة عن استجابات ذات طبيعة نفسيَّة مُقلقَلة ومُقلقِلة يجري تبادلها بين ذات وموضوع التَّمثيل (representation)، المستعمِر والمستعمَر (3). كما يمكن الانتفاع من كتاب مايكل بِكرنغ Michael Pickering حيث إني معني بجهوده الدقيقة فـي موازاة مقولة الصورة المنمَّطة بفكرة الآخر لكن فـي محاججة جديدة: تعتمد الهويَّة على الاختلاف الذي ينتج الغيريَّة على عمليَّة «طَرْدٍ رمزي» (4). وبالمقدار نفسه، ينبغي تطوير ما يقوله بِكرنغ عن الزمان والمكان فـي صنع الغيريَّة (otherness)، إذ أني أرى مُحتَمَلًا كبيرًا فـي إضاءة وتطوير ما يسميه «زَمْنَنَة الاختلاف» (temporalisation of difference)، وذلك فـي سياق فهم الانزياحات العديدة لتمثيلات شخصيَّة الشّيخ العربي فـي السِّينما الأمريكيَّة (5). حقًا، يمكن للمرء اعتبار أن «أفلام الشَّيخ» التي أنتجتها السِّينما الأمريكيَّة يمكن أن تكون «رحلات غربيَّة»، متخيَّلة وفعليَّة، فـي أوقات «مختلفة»، ولهذا فإنه تنبغي مجاورة مفهوم بِكرنغ عن «زَمْنَنَة الاختلاف» مع مفهوم بهداد عن «التَّأخريَّة»، والذي سبقت الإشارة إليه.
إنني أقترح فكرة أسميها «السرديَّات الشيخيَّة» لِثَيمَتَةِ وزَمْنَنَةِ تمثيلات الشَّيخ الهوليوودي العربي، وتلكم السرديَّات، فـي نظري، أربعٌ وهي كالتالي: «سرديَّات الرّومانس، والرَّغبة (الأخرى)، والهويَّة»، وهذه هي سرديَّات العشرينيَّات من القرن العشرين. و«سرديَّات الأَسر، والاستعباد، والمواجهة»، وهذه هي سرديَّات الثلاثينيَّات والأربعينيَّات من القرن ذاته. و«سرديَّات الحرب الباردة، والنفط، وفلسطين»، وهذه هي سرديَّات الخمسينيَّات والستينيَّات من القرن الفائت». و«سرديات الانحراف، والإفراط، و«إنَّهم يشتروننا»، والإخفاق، والهلاك»، وهذه هي سرديَّات السبعينيَّات والثمانينيَّات من نفس القرن.
وهذه المقاربة ثيماتيَّة، وكرونولوجيَّة، وعَبرَ كرونولوجيَّة، وذلك بالنَّظر إلى الطَّبيعة غير المستقرَّة لتمثيلات شخصيَّة الشَّيخ العربي. بكلمات أخرى، بينما توجد «سرديَّات» دالَّة على تمثيلات الشَّيخ العربي فـي عقود زمنيَّة معيَّنة ومتطابقة معها بصورة كاملة، فإن «سرديَّات» أخرى ليست كذلك بتلك الصورة المُحكَمَة والحصريَّة.
على سبيل المثال، الفـيلم التَّأسيسي الذي أُنتج فـي عشرينيَّات القرن العشرين، والذي شكَّل «سرديَّات الرّومانس، والرَّغبة (الأخرى)، والهويَّة»، هو «الشَّيخ» كان كذلك ليس لأنه بدأ فـي بناء إرث شخصيَّة الشَّيخ العربي فحسب، ولكن كذلك لأن العشرينيَّات من ذلك القرن كانت عقد الشَّيخ العربي «مختلف الهويَّة، والرُّومانسي، والمرغوب فـيه». وبعد ذلك العقد من الزمن اتخذت شخصيَّة الشَّيخ أدوارًا أخرى (وهذا لا يعني، على نحو بارادوكسيٍّ، أن «الشَّيخ العربي الرُومانسي اختفى تمامًا فـي عقد الثلاثينيَّات وما بعد ذلك بالنَّظر إلى وفرة تعدد معاني الشخصيَّة). وبصورة مشابهة فإن فـيلم «إلسا: حارسة حريم شيوخ النفط» (دون إدمُندز Don Edmonds، 1976)، والذي يتضمن شخصيَّة مُقَنَّعة قليلًا لهنري كِسنغر Henry Kissinger، وزير الخارجيَّة الأمريكي إبان الأزمة النفطيَّة فـي سبعينيَّات القرن الماضي، إضافة إلى إشارات وعلامات تدلُّ على المملكة العربيَّة السعوديَّة على نحوٍ أقل تَقَنُّعَا، والذي -أي الفـيلم- تنبغي إضاءته، مبدئيًّا، فـي «سرديات الانحراف، والإفراط، و«إنَّهم يشتروننا»، والإخفاق، والهلاك» التي سادت ذلك العقد، لا يمكن أن يكون قد صُنع فـي الثلاثينيَّات، مثلًا، وذلك لأسباب هي أوضح من أن تُذكر. وفـي الجانب الآخر فإن «سرديَّات الأَسر والعبوديَّة» لم تكن محصورة على أفلام الشَّيخ العربي التي أُنتجت فـي الثلاثينيَّات، ما دام شيوخ هوليوود العرب الأشرار قد مارسوا أسر، واختطاف، واستعباد الرجال والنِّساء، بيضًا وسودًا وصُفرًا. ومع أن فـيلم «فتاة الحريم»[Harem Girl] (إدوَرد برندز Edward Bernds، 1952) يشكِّل فـيلمًا مثاليًّا لدراسته فـي «سرديَّات الحرب الباردة، والنفط، وفلسطين»، التي شاعت فـي الخمسينيَّات والستينيَّات من القرن المنصرم، إلا أنني أراه حالة مثاليَّة لتفكيكه ضمن قراءة «سرديَّات الرّومانس، والرَّغبة (الأخرى)، والهويَّة» التي كانت علامة العشرينيَّات من نفس القرن. بكلمات أخرى، ليس العقد الزَّمني هو ما يحدد الثيمة السينمائيَّة بصورة دقيقة، وجامعة مانعة. ولكن يمكن القول إن الثيمة مثال على «نزعة معيَّنة» (استعارة لعبارة فرانسوا تروفو Francios Truffaut الشهيرة التي قالها فـي سياق آخر) أكثر وضوحًا من غيرها فـي أفلام الشَّيخ العربي خلال فترة زمنيَّة محدَّدة فـي استجابة لما هو سياسي وثقافـي فـي الحياة الأمريكيَّة نفسها خلال ذات الفترة (6).
لأسباب كنتُ قد أوضحتُها، وربما كرَّرتُها، فإن أي دراسة ذات معنى، ويُحفل لها حقًّا، لدراسة صورة الشَّيخ العربي فـي السِّينما الأمريكيَّة يجب أن تبدأ بالفـيلم التأسيسي «الشَّيخ». وبينما يتوافر الآن جسم يُعتَدُّ به من الإضاءات النقديَّة والبحث الأكاديمي حول الفـيلم ونجمه الأسطوري فالنتينو Valentino (وهو جسم من الأدبيَّات الملهِمة والمثيرة للاهتمام)، فإن هناك الكثير مما يمكن أن يقال، بل وينبغي قوله. على سبيل المثال، لم تُثَر لغاية الآن مسألة ما أسميه «دينيَوَِّة الرَّغبة» (religiousity of desire) الرَّغبة فـي الفـيلم، والتي أرى انه ينبغي أن توضع فـي الواجهة.
---------------------------------
(1). Walter Lippmann, Public Opinion (New York: Harcourt, Brace, 1922).
(2). اُقتبس فـي:
Michael Pickering, Stereotyping: The Politics of Representation (New York: Palgrave, 2001), 16.
(3). Homi Bhabha, “The Other question: The Stereotype and the Other Question” in The Location of Culture (New York: Routledge, 1994).
(4). Pickering, 48.
(5). المصدر السَّابق نفسه، 57.
(6). Francois Truffat, “A Certain Tendency in the French Cinem” in Bill Nichols, 224-37.
عبدالله حبيب كاتب وشاعر عماني