معرض الكتاب.. "عاش هنا ".. محاولة لإعادة إحياء إبداع الرواد الأوائل وذاكرة المدينة
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
تناول معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الخامسة والخمسين، بالقاعة الدولية، مشروع "عاش هنا" والذي أطلقه الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، وذلك بحضور كلا من المهندس محمد أبو سعده رئيس مجلس إدارة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، والدكتور محمد الكحلاوى رئيس اتحاد الأثريون العرب، والدكتور طارق والي معماري ومفكر في مجال العمارة والعمران والتراث، والدكتور أحمد بهاء خيري أستاذ الذكاء الاصطناعي وإدارة النظم بكلية الهندسية بجامعة الإسكندرية، والشاعر أحمد عنتر مصطفى، وأدار النقاش الشاعر والكاتب والإعلامي جمال الشاعر.
مثقفون: " عاش هنا" يحيى التراث البشري المصري
وفي بدايه كلمته أكد الشاعر والإعلامي جمال الشاعر على أهمية مشروع "عاش هنا" خاصة أنه يستهدف تعريف الأجيال الجديدة بالعباقرة في كل المجالات، كما يعتبر بمثابة إعادة الثقة في الرواد المصريين في شتى المجالات، ومصر حباها الله بموقع جغرافي رائع وبشر رائعين.
وأكد المهندس محمد أبو سعده أن مشروع "عاش هنا" يعمل على إحياء ذاكرة المدينة، من خلال المبدعين المصريين الذي عاشوا في الأماكن، ويأتي ضمن مشروع "ذاكرة المدينة" والذي يعمل على إحياء ذكرى المبدعين في شتى المجالات والذين عملوا على إحياء ذكراهم وأن يكونوا لهم تأثير كبير في مجال عملهم سواء كانوا مبدعين أو فنانين من شخصيات أثرت في الحياة الفكرية والسياسية، كما أن المشروع خرج منه عدة مشروعات أخرى ومنها مشروع "حكاية شارع".
لافتًا إلى أن هذا المشروع ليس المنوط به فقط الإشارة إلى تلك الشخصيات أو تخليد ذاكراهم وإنما ليكونوا أيضًا الضوء المنير للأجيال الشابة، التي لا تعرف شيء عن تلك الشخصيات التي يتم إدراجها للمشروع، كما وجه الشكر للجنة المشاركة في المشروعات التي يقوم بها جهاز التنسيق الحضاري.
وأعتبر "أبو سعده" أن مبادرة عاش هنا أو مبادرة حكاية شارع، يستهدفان الإعلان عن وجود تراث وقيم وشخصيات كان لهم تأثير، ومنها نستطيع أن نعرف تأثير مصر الحضاري، كما أن الجهاز يقوم بعمل جولات تراثية للتعرف على طرز المباني والعمران في تلك الاحياء التي نقوم بعمل الجولات بها.
وأوضحت الدكتورة هايدي شلبي أن مشروع عاش هنا نفذ أكثر من 900 لوحة للشخصيات المصرية الذين أثرو الحياة الثقافية والفنية والأدبية والعلمية، وذلك بهدف تعريف النشء والشباب بهذه الشخصيات الذين أثرو التاريخ الحضاري المصري، مضيفًا إلى أن أصعب ما يواجه الجهاز القومي للتنسيق الحضاري هو الوصول إلى عناوين بعض العلماء والمفكرين، وهو الأمر الذي يتطلب جهدًا وبحثًا للوصول إلى الأماكن التي عاشوا فيها، كما أن كل لوحة عليها بار كود يمكن من خلالها الوصول إلى كافة المعلومات المتعلقة بالشخصية.
كما أكد الدكتور محمد الكحلاوي على أهمية هذا المشروع الكبير الذي من خلاله يؤكد على أهمية الأثر البشري، والذي جمع بين ما تركه الأثر الحجري والاثر البشري معًا، وفيه يتمكن الناس من معرفة قصص تلك الشخصيات وحكايتهم مع الأماكن التي عاشوا فيها، لافتًا إلى أن مشروع عاش هنا يؤكد على الهوية الثقافية المصرية.
مثمنًا على دور التنسيق الحضاري في الحفاظ على الهوية المصرية من خلال تخليده لحكاية الأثر في وجداننا وفي تاريخنا .
فيما أكد الشاعر أحمد عنتر مصطفى على أن الرؤية الأساسية التي يقوم عليها مشروع "عاش هنا" هي أن تحيى الإنسان وما قام به الراحلون الذي عاشو بيننا، وهو إحياء الذكرى البشرية لهؤلاء وأن الموضوع يتخطى فكرة لافته موضوعه على إحدى المنازل ولكنها هي إحياء الذكرى ضد النسيان، وأن مجمل تاريخ مصر يتجسد فيما تركته من شخصيات عاشت في وجداننا وأفكارنا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معرض الكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب عاش هنا الجهاز القومي للتنسيق الحضاري الهيئة العامة لقصور الثقافة مصر للمعارض الدولية برنامج وزارة الثقافة قصور الثقافة وزارة الثقافة هيئة الكتاب الهيئة العامة للكتاب أحدث إصدارات الثقافة الثقافة المحافظات الحدودية
إقرأ أيضاً:
وثيقة أمريكية تتهم أوروبا بـالمحو الحضاري.. وانتقادات: هذا خطاب يشبه الكرملين
أثارت وثيقة جديدة صادرة عن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضمن استراتيجية الأمن القومي المحدثة، موجة استياء واسعة في الأوساط الأوروبية، بعدما اعتبرت أن القارة تواجه خطر "المحو الحضاري"، وقد تفقد مكانتها كحليف موثوق لدى واشنطن، في لهجة وصفها مسؤولون أوروبيون بأنها أقرب إلى خطاب الكرملين.
الوثيقة التي نشرت ليل الخميس الماضي على الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض، وصفت الاتحاد الأوروبي بأنه "معاد للديمقراطية"، ودعت الولايات المتحدة إلى "مساعدة أوروبا في تصحيح مسارها الحالي".
كما اتهمت حكومات أوروبية بـ"تخريب العمليات الديمقراطية"، عبر ما قالت إنه إحباط لمطلب شعبي بإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وجاء في الوثيقة: "على المدى الطويل، من المنطقي للغاية أنه خلال بضعة عقود، ستصبح غالبية أعضاء حلف شمال الأطلسي غير أوروبية"، مضيفة أن ذلك يطرح تساؤلات حول ما إذا كان الأعضاء المستقبليون سينظرون إلى العالم وإلى علاقتهم بالولايات المتحدة بالطريقة التي نظر بها مؤسسو الناتو.
ورغم حساسية الخطاب، التزم الاتحاد الأوروبي الصمت ورفض التعليق رسميا، في وقت يبدو فيه القادة الأوروبيون حريصين على عدم الدخول في مواجهة مباشرة مع ترامب.
خطاب "صادم".. وأقرب للكرملين
رئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلت قال عبر منصة "إكس": "هذه لغة لا يمكن للمرء أن يتوقعها إلا من بعض العقول الغريبة في الكرملين"، واصفا الوثيقة بأنها "أشد تطرفا من اليمين المتطرف في أوروبا".
وأضاف بيلت أن "الغريب" أن الوثيقة ترى تهديدا للديمقراطية في أوروبا فقط، متجاهلة مناطق أخرى تشهد تراجعات سياسية واضحة.
In saying that Europe faces ”civilizational erasure” the Trump ???????? new security strategy places itself to the right of the extreme right in Europe. Its language that one otherwise only finds coming out of some bizarre minds of the Kremlin ????????. pic.twitter.com/29vytDp6Hm — Carl Bildt (@carlbildt) December 5, 2025
أما رئيس وزراء لاتفيا السابق كريسيانيس كارينز فقال لرويترز إن "أكثر دولة ستسعد بقراءة هذه الوثيقة هي روسيا"، مضيفا: "موسكو تحاول منذ سنوات قطع الروابط عبر الأطلسي، والآن يبدو أن أكبر معطل لهذه الروابط هو الولايات المتحدة نفسها، وهو أمر مؤسف".
وقال دبلوماسي أوروبي — طلب عدم الكشف عن اسمه — إن اللهجة الأمريكية تجاه أوروبا "أسوأ حتى من خطاب فانس في ميونيخ في شباط/فبراير"، في إشارة إلى خطاب نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس الذي أثار قلقا أوروبيا واسعا بعد عودة ترامب إلى السلطة.
تشجيع اليمين الأوروبي المتطرف
وتضمنت الوثيقة إشارات واضحة تتقاطع مع خطاب الأحزاب الأوروبية اليمينية المتطرفة، التي باتت تمثل تيارا معارضا قويا لحكومات ألمانيا وفرنسا وعدة دول أخرى. وبدت الوثيقة — بحسب مراقبين — كأنها تشيد بصعود هذه الأحزاب، قائلة إن "النفوذ المتنامي للأحزاب الأوروبية الوطنية يثير تفاؤلا كبيرا".
وقالت ناتالي توتشي، مديرة "معهد الشؤون الدولية الإيطالي"، إن الوثيقة تظهر أن إدارة ترامب تعمل على "تمزيق أوروبا من خلال دعم القوميين اليمينيين المتطرفين المدعومين من روسيا".
وفي مقدمة الوثيقة، وصف ترامب الاستراتيجية بأنها "خارطة طريق لضمان بقاء الولايات المتحدة أعظم وأنجح دولة في تاريخ البشرية". فيما اتهمت الوثيقة الاتحاد الأوروبي بـ"تقويض الحريات السياسية والسيادة، وممارسة الرقابة على حرية التعبير، وقمع المعارضة السياسية".
ويخفي المسؤولون الأوروبيون استياءهم من اللهجة الأمريكية، لكنهم — وفي ظل التهديد الروسي المتزايد — يواصلون إعادة بناء جيوشهم، رغم اعتمادهم الكبير على الدعم العسكري الأمريكي.
ضغوط لإنهاء الحرب واستقرار مع موسكو
وقالت الوثيقة إن "المصلحة الاستراتيجية للولايات المتحدة" تقتضي التفاوض سريعا على حل للنزاع في أوكرانيا، وإعادة إرساء "الاستقرار الاستراتيجي" مع روسيا. ويأتي ذلك في وقت تتعثر فيه مبادرة السلام الأمريكية، التي تنحاز — وفق مراقبين — إلى المطالب الروسية الأساسية.
وأضافت الوثيقة: "أغلبية أوروبية كبيرة تريد السلام، إلا أن هذه الرغبة لا تترجم إلى سياسات، ويعود ذلك بدرجة كبيرة إلى تقويض تلك الحكومات الأوروبية للعمليات الديمقراطية".