الخليج الجديد:
2024-06-02@20:45:49 GMT

النصر المطلق ومرامي وعود نتنياهو العرقوبية

تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT

النصر المطلق ومرامي وعود نتنياهو العرقوبية

"النصر المطلق" ومرامي وعود نتنياهو العرقوبية

"ميؤوس منهم في واشنطن: بايدن دفن احتمالات إسرائيل لتحقيق النصر وإعادة المخطوفين".

الأهم عجز إسرائيل عن تحقيق النصر لأسبابٍ كثيرةٍ أبرزها قدرات المقاومة الفلسطينية ومقدّراتها.

الاعتبارات السياسية الاستراتيجية تظلّ أهم من رغبة إسرائيل في القضاء على حماس وإعادة مخطوفيها إلى ديارهم.

الأصوات القائلة إن شعارات النصر المطلق لا تعكس الحقيقة، وتلّح في مطلبها بإعلان الحقيقة، ما زالت قليلة، لكنها صادرة عن أشخاص أو جهات ذوي أهلية.

تطلّع إسرائيل لبروز عشائر مسلّحة تسيطر على الحياة العامة وتقدّم مساعدة مدنية للمواطنين، يبدو حاليا مجرّد أمنياتٍ خفيّة أكثر من كونه هدفاً يمكن تحقيقه.

لا تنفكّ الحرب بعيدة عن "النصر المطلق" الذي يتحدّث عنه نتنياهو دون أن يحدّد موعداً لانتهاء المواجهات العسكرية، أو تحديد الاستراتيجية التي ستأتي في أعقابها.

شعارات يكرّرها كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين عن مآل الحرب على غزّة ونتائجها المرتقبة، يتأكّد أكثر فأكثر أنها لن تتماشى مع أهداف وُضعت لها.

"لا انكسارٍ قريبا لحماس رغم تلقّيها ضرباتٍ قاسية واستمرار القتال بكل أنحاء القطاع فلم يتم القضاء عليها بل تعود، بالتدريج لمناطق خرج منها الجيش الإسرائيلي، خاصة في شمال غزّة".

* * *

لا يبدو أن صبر الرأي العام والحقل السياسي في إسرائيل قد عِيلَ من الشعارات التي يكرّرها كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين عن مآل الحرب على قطاع غزّة وعن نتائجها المرتقبة، والتي يتأكّد أكثر فأكثر أنها لن تتماشى مع الأهداف التي وُضعت لها.

ومع أن الأصوات التي تقول إن هذه الشعارات لا تعكس الحقيقة، وتلّح في مطلبها أن تعرف تلك الحقيقة، ما زالت قليلة، إلا أنها صادرة بالأساس عن جهات أو أشخاص من ذوي الأهلية في مجالات تخصّصهم.

من هذه الأصوات على سبيل المثال ميخائيل ميلشتاين، وهو عقيد احتياط شغل منصب رئيس الساحة الفلسطينية في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) ويشغل حالياً منصب رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه دايان لدراسات الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب.

وفي أحدث ما كتبه من مقالات، لا تنفكّ الحرب بعيدة عن "النصر المطلق" الذي يتحدّث عنه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من دون أن يحدّد موعداً لانتهاء المواجهات العسكرية، أو تحديد الاستراتيجيا التي ستأتي في أعقابها.

يُضاف إلى ذلك أن آخر الوقائع لا تدلّ على انكسارٍ قريبٍ لحركة حماس، ورغم تلقّيها ضرباتٍ قاسية واستمرار القتال في كل أنحاء القطاع لم يتم القضاء على هذه الحركة التي تعود، بالتدريج، إلى المناطق التي خرج منها الجيش الإسرائيلي، وخصوصاً في شمال قطاع غزّة.

في غضون ذلك، لا تبرز مؤشراتٌ تدلّ على احتجاج شعبي ضد "حماس"، أو على تطوّر بديل محلي للحركة. أمّا تطلّع إسرائيل إلى بروز عشائر مسلّحة تسيطر على الحياة العامة وتقدّم المساعدة المدنية للمواطنين، فيبدو، في المرحلة الحالية، أقرب إلى مجرّد أمنياتٍ خفيّة أكثر من كونه هدفاً يمكن تحقيقه.

ووفقًا لقراءة أصواتٍ أخرى لا تعوزها الأهلية، "النصر المطلق" على حركة المقاومة الإسلامية الذي يتحدّث عنه نتنياهو في الآونة الأخيرة ليس أكثر من وعد، ولكنه من جملة وعوده العرقوبيّة الكثيرة، فضلاً عن انتفاء أي إشارة إلى أن إسرائيل قريبة من الوفاء به.

لكن نتنياهو يتمسّك به، لمجرّد أنه يتيح إمكان اتهام جهةٍ أخرى بعدم تحقيقه. وبحسب ما يرتسم في الأفق، هناك أكثر من جهة ستكون مرشّحة لهذا الاتهام، ويبقى في مقدّمها الولايات المتحدة التي تُتهم بأنها تفرض قيوداً وتضع عراقيل، أو أحزاب المعارضة، أو ربما الجنرالات وقادة المؤسّسة الأمنيّة غير القادرين على تنفيذ المهمة الموكلة إليهم.

ولن تكون هذه أول مرّة يتصرّف فيها نتنياهو على هذه الشاكلة، كما يؤكّد المحلل العسكري لصحيفة هآرتس عاموس هرئيل.

في واقع الأمر، وفي ضوء آخر المتابعات، بدأ يُسمع مثل هذا الاتهام، لا سيما في اتجاه الولايات المتحدة، على لسان بعض أبواق نتنياهو، فقد حمل عنوان أحد التعليقات في صحيفة يسرائيل هيوم يوم الثلاثاء (1322024): "ميؤوس منهم في واشنطن: بايدن دفن احتمالات إسرائيل لتحقيق النصر وإعادة المخطوفين".

وفي قراءة كاتب التعليق، يهودا بلانغا، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط بجامعة بار إيلان، يعود ما أقدم عليه بايدن إلى معرفته أن التأييد غير المشروط لإسرائيل سوف يكلّفه خسارة أصوات الناخبين العرب والمسلمين في الولايات الأهم في الولايات المتحدة.

وإذا كان بايدن راغباً في البقاء في البيت الأبيض بعد الانتخابات الرئاسية، في نوفمبر المقبل، فهو لا يستطيع أن يتغاضى عن تظاهرات الاحتجاج على الحرب في قطاع غزّة التي تقوم بها جاليات إسلامية وعربية مؤيدة للفلسطينيين في ولايات مثل ميشيغن وبنسلفانيا وأوهايو.

كما أن الاعتبارات السياسية الاستراتيجية تظلّ أهم من رغبة إسرائيل في القضاء على حماس وإعادة مخطوفيها إلى ديارهم. وفي مُجرّد هذا ما يجسّد المقولة السالفة بشأن الوعود العرقوبية، والأهم عجز إسرائيل عن تحقيق النصر لأسبابٍ كثيرةٍ أبرزها قدرات المقاومة الفلسطينية ومقدّراتها.

*أنطوان شلحت كاتب وباحث في الشأن الإسرائيلي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل وعود نتنياهو بايدن حماس غزة المقاومة الفلسطينية النصر المطلق الرأي العام النصر المطلق أکثر من ة التی

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يرد على مبادرة بايدن حول وقف الحرب على غزة

سرايا - قال ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية إن نتنياهو لديه إصرار على عدم إنهاء الحرب إلا بعد تحقيق جميع أهدافها، وذلك بعد أن أعلن الرئيس الأميركي أن "إسرائيل" عرضت مقترحا جديدا لوقف الحرب.


وأضاف الديوان في بيان، أن الحكومة موحدة في رغبتها إعادة "المحتجزين" في أسرع وقت وتعمل لتحقيق هذا الهدف.


وشدد على أن نتنياهو كلف الفريق المفاوض بتقديم الخطوط العريضة لتحقيق هدف إعادة "المحتجزين" في قطاع غزة.

وجاء في البيان، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد "أن الحرب في غزة لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرة حماس على الحكم وشن الحرب".

ويضيف البيان: "إن الخطوط العريضة الدقيقة التي تقترحها "إسرائيل"، بما في ذلك الانتقال المشروط من مرحلة إلى أخرى، تسمح لإسرائيل بالحفاظ على هذه المبادئ".

ولم يوضح مكتب نتنياهو ما إذا كان اقتراحه هو الاقتراح نفسه الذي وصفه بايدن خلال خطابه ولا يشير مباشرة إلى خطاب بايدن على الإطلاق.

من جهتها، نقلت القناة "12" العبرية عن مسؤول إسرائيلي قوله "إن الرئيس الأميركي جو بايدن لا يفهم الواقع هنا وخطابه ضعيف ويمثل انتصارا لحركة حماس".

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن مساء الجمعة عن خطة جديدة اقترحتها "إسرائيل" تتكون من 3 مراحل لوقف الحرب في قطاع غزة.

وقال بايدن في خطاب أدلى به في البيت الأبيض بشأن الوضع في الشرق الأوسط، إن "المقترح يشمل وقفا شاملا لإطلاق النار والانسحاب من غزة وإطلاق سراح الرهائن".

وصرح بأنه "لا يمكن أن تفويت هذه اللحظة للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة.. لقد حان الوقت لإنهاء هذه الحرب".

وأردف الرئيس الأميركي بالقول موجها رسالة لحركة حماس: "يجب أن تقبل الصفقة".
إقرأ أيضاً : بعد ضبط 20 ألف وافد .. السعودية تتوعد مخالفي أنظمة الحجإقرأ أيضاً : الاتحاد الأوروبي يرصد 16 مليون يورو مساعدات جديدة للأونرواإقرأ أيضاً : استطلاع للرأي: 10% من الجمهوريين يستبعدون التصويت لترامب بعد إدانته


مقالات مشابهة

  • واشنطن تأمل موافقة حماس على صفقة التبادل وبن غفير يهدد بحل الحكومة
  • إعلام إسرائيلي: بايدن تجاوز نتنياهو وطالب الجمهور برفع الصوت لإبرام صفقة
  • كل العيون على رفح.. قصة حملة تضامنية عالمية حظيت بتفاعل أكثر من 40 مليون شخص وأثارت تذمر الإسرائيلين
  • ‏مكتب نتنياهو: شروط إنهاء الحرب تشمل تدمير قدرات حماس العسكرية والإدارية وتحرير كل الرهائن
  • مكتب نتنياهو: إسرائيل لن تنهي الحرب في غزة إلا بعد تحقيق أهدافها
  • ‏مكتب نتنياهو: شروط إنهاء الحرب في غزة لم تتغير
  • أكسيوس: خطاب بايدن يجدد الضغط على حماس لإبرام صفقة مع إسرائيل
  • نتنياهو يرد على مبادرة بايدن حول وقف الحرب على غزة
  • حماس في مواجهة تحدي الهدنة المؤقتة
  • بايدن: استمرار الحرب لن يحقق النصر المطلق لإسرائيل ولن يهزم حماس ولن يسود السلم والأمن