الحوثيون في صعود سريع.. سيناريو محتمل لخلافات مع إيران
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
منذ أن بدأت هجماتها على سفن شحن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، بات تأثير ومكانة جماعة الحوثي اليمنية في صعود سريع، مما قد يدفعها إلى تصعيد هجماتها إلى مستوى ربما يعرض حليفتها إيران لانتقام أمريكي مباشر، ما ينذر بخلافات بين الجماعة وطهران، بحسب إليونورا أرديماني، وهي زميلة أولى في "المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية" (ISPI).
وقالت أرديماني، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، إن "هجمات الحوثيين ضد إسرائيل والأهداف البحرية الغربية ولدت صدى عالميا قد يثير تنافسا مع الجماعات المسلحة الأخرى الموالية لإيران".
واعتبرت أن "هذا السيناريو محتمل بشكل خاص في حالة استمرار "مخطط الهجوم الانتقامي" بين القوات المرتبطة بإيران والولايات المتحدة (على خلفية الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي)، ولكن دون تصعيد كبير".
وتابعت: "بسبب تصرفاتهم البحرية، فإن الحوثيين يصورون أنفسهم في الواقع على أنهم "منجزو" المقاومة" ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، وهذا ما يميز الحركة المسلحة اليمنية عن الجهات الفاعلة الأخرى ذات الصلة بإيران، والعديد منها لديه تاريخ أطول من "المقاومة" إلى جانب الحرس الثوري الإيراني".
و"يمكن لجرأة الحوثيين أن تفسر جزئيا التطورات الأخيرة في المحور، مما يدفع بعض الجماعات إلى تجربة تكتيكات جديدة أو رفع مستوى التهديد"، بحسب أرديماني.
وتضامنا مع غزة، شنت جماعات أخرى موالية لإيران، بينها "حزب الله" في لبنان وجماعات في الجارتين العراق وسوريا، هجمات على أهداف إسرائيلية و/ أو أمريكية، وهو ما ردت عليه الحليفتان تل أبيب وواشنطن بهجمات خلفت قتلى وجرحى.
اقرأ أيضاً
استهداف 34 سفينة.. الحوثيون يعلنون حصيلة هجماتها منذ بدء حرب غزة
سيف ذو حدين
وقالت أرديماني إن "التحالف الحوثي-الإيراني، الذي نما بسبب الحرب في اليمن (منذ عام 2014)، مبني على وجهات نظر عالمية مماثلة ومصالح استراتيجية مشتركة وملاءمة سياسية".
وأوضحت أنه "لا يزال الحوثيون بحاجة إلى أسلحة إيران لدعم القتال طويل الأمد في اليمن (والبحر الأحمر)، فيما تدرك طهران جيدا أن الحركة اليمنية المسلحة يمكن أن توفر لها بابا لا يقدر بثمن على البحر الأحمر".
و"مع ذلك، فإن الصعود السريع لـ"العلامة التجارية" الحوثية يمكن أن يكون سيفا ذا حدين بالنسبة لإيران، فقد أصبح الحوثيون الآن أقوى من أي وقت مضى، وتكتسب أفعالهم شعبية لدى الجماهير اليمنية والشرق أوسطية، وهي تحافظ على استقلاليتها في اتخاذ القرار"، بحسب ما استدركت أرديماني.
واعتبرت أن "الحرب بين إسرائيل وحركة حماس تمثل نقطة تحول بالنسبة للحوثيين، فحقيقة أن الحركة اليمنية تبيع الآن "علامتها التجارية" الخاصة بها قد تؤدي، في مرحلة معينة، إلى خلافات مع طهران".
اقرأ أيضاً
فورين بوليسي: الحوثيون أربكوا العالم بسبب البحر الأحمر.. ونجاح تجربتهم يغري إيران بالمزيد
انتقام أمريكي
و"مع استمرار الحوثيين في تعطيل التجارة البحرية، على الرغم من قوة المهام البحرية (تحالف دولي) التي تقودها الولايات المتحدة والغارات الأمريكية البريطانية، يمكن لواشنطن أن تختار الانتقام من الأراضي الإيرانية في نهاية المطاف"، كما زادت أرديماني.
وشددت على أن "هذا أمر تسعى كل من إيران والولايات المتحدة إلى تجنبه. وبدون وقف إطلاق النار في غزة، قد يميل الحوثيون إلى المزيد من التصعيد ضد المصالح الأمريكية في البحر الأحمر والمنطقة".
ورجحت أن "واشنطن، التي يبدو أنها لا تزال تبالغ في تقدير النفوذ الإيراني على قرارات الحوثيين، قد تنتقم في النهاية بمهاجمة أهداف في الأراضي الإيرانية، وهو سيناريو يختبر حدود التحالف الحوثي الإيراني".
اقرأ أيضاً
وزير خارجية إيران: أمريكا طلبت منا وقف عمليات المقاومة.. والحوثيون يتصرفون بمعزل عنا
المصدر | إليونورا أرديماني/ المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب غزة الحوثيون إيران أمريكا إسرائيل البحر الأحمر البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
محادثات بين إيران وقطر وعُمان وعراقجي يرد على تصريحات ويتكوف
عقد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اجتماعا مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ووزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي في طهران، اليوم الأحد، فيما أكدت إيران تمسكها بتخصيب اليورانيوم ردا على تصريحات للمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.
وقالت الخارجية العمانية، في بيان، إن الاجتماع الذي عُقد على هامش "منتدى الحوار" في طهران، ناقش مستجدات المحادثات الأميركية الإيرانية في إطار الوساطة العمانية.
وأضافت أن الجانبين العماني والإيراني رحبا "بالمبادرة القطرية بعقد هذا اللقاء البنّاء والتشاور حول سبل دعم وتعزيز الحوار وتقريب وجهات النظر، في سبيل التوصل إلى تفاهمات تفضي لتحقيق الاتفاق المنشود بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وأعرب وزير الخارجية العماني عن "تفاؤله بشأن مؤشرات إيجابية برزت خلال الأشهر الماضية من جانب واشنطن".
رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية @MBA_AlThani_ يجتمع مع وزيري خارجية عمان وإيران#الخارجية_القطرية pic.twitter.com/cXUphRmohW
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) May 18, 2025
في الوقت نفسه، قالت الخارجية القطرية، في بيان، إن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أعرب عن أمل بلاده في "توصل الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاق منصف ودائم وملزم، بما يعزز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، ويفتح آفاقا جديدة للتعاون والحوار الإقليمي".
إعلانوكذلك، التقى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وبحث معه "علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، لا سيما في المجالين الاقتصادي والتجاري، ومناقشة آخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك"، وفقا للخارجية القطرية.
وخلال الأسابيع الماضية، عقدت إيران والولايات المتحدة 4 جولات من المحادثات غير المباشرة بشأن برنامج طهران النووي بوساطة سلطنة عمان.
"التخصيب سيستمر"وقال وزير الخارجية الإيراني في تصريحات صحفية، اليوم الأحد، إن عملية تخصيب اليورانيوم ستستمر في إيران، وذلك ردّا على تصريحات جديدة لمبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
ورأى عراقجي أن ويتكوف "بعيد عن المفاوضات"، وأضاف أنه "إذا كانت مطالب واشنطن غير واقعية فمن الطبيعي ألا نصل إلى نتيجة".
وأوضح أنه "إذا رغب الجانب الأميركي في التأكد من عدم تصنيعنا السلاح النووي فنحن مستعدون لذلك".
جاء ذلك بعدما قال ويتكوف في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي"، اليوم، إن الولايات المتحدة لديها "خط أحمر واضح مع إيران وهو عدم التخصيب، ولن نسمح حتى بـ1%".
وشدد على أن واشنطن لن تسمح بحصول إيران على قنبلة نووية، ولن تقبل باتفاق معها يتضمن "قدرتها على تخصيب اليورانيوم".
وأضاف ويتكوف، الذي يقود المفاوضات من الجانب الأميركي، "قدمنا مقترحا للإيرانيين نعتقد أنه يعالج قضية تخصيب اليورانيوم دون أن نقلل الاحترام لهم".
وتدعو الولايات المتحدة إيران إلى التخلي عما لديها من يورانيوم عالي التخصيب وإرساله خارج البلاد، أما طهران فتطالب برفع العقوبات عنها والحصول على ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي من الاتفاق كما حدث عام 2018 خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب.
إعلان العلاقة مع أوروبامن ناحية أخرى، أعربت إيران عن استعدادها "لفتح صفحة جديدة" في العلاقات مع أوروبا إذا "لمست إرادة حقيقية ونهجا مستقلا من قبل الأطراف الأوروبية"، وفقا لكلمة عراقجي أمام "منتدى الحوار" في طهران.
وتدرس فرنسا وألمانيا وبريطانيا، وهي أطراف في الاتفاق النووي المبرم عام 2015، ما إذا كانت ستفعّل آلية "العودة السريعة" أو "الزناد"، وهي جزء من الاتفاق يسمح بإعادة فرض عقوبات مجلس الأمن الدولي على إيران في حال انتهاكها الاتفاق، وتنتهي المهلة لتفعيل هذه الآلية في أكتوبر/تشرين الأول 2025.
وقال عراقجي "إذا كانت لدى أوروبا الإرادة اللازمة لتصحيح هذا الوضع، فإن إيران لا ترى أي عائق أمام استعادة الثقة المتبادلة وتطوير العلاقات".
ويقضي اتفاق 2015 برفع العقوبات عن طهران مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها، لكن الولايات المتحدة انسحبت منه بشكل أحادي عام 2018، واعتمدت سياسة "الضغوط القصوى" التي تضمنت إعادة فرض العقوبات.
وبقيت إيران ملتزمة بجميع بنود الاتفاق لمدة عام بعد الانسحاب الأميركي، ثم تراجعت تدريجيا عن التزاماتها الأساسية.