أثار قبول محكمة العدل الدولية قضية الإبادة الجماعية المقدمة من دول جنوب إفريقيا تجاه إسرائيل استحسانا، وقبولا كبيرا من داعمي القضية الفلسطينية حول العالم، ولكن منذ رفع القضية لم تبالِ دولة الاحتلال بها وسارت على نفس النهج الإجرامي لها خلال عدوانها على قطاع غزة، لا سيما مع استمرار تعنتها بشأن إدخال المساعدات للقطاع، خصوصا المناطق الشمالية منه، واستكمالها إراقة الدماء الفلسطينية على الرغم من التدابير التي أمرت بها المحكمة لمنع وقوع المزيد من الضحايا المدنيين.

وقوف إسرائيل أمام «العدل الدولية» 

وعلى الرغم من وقوف إسرائيل أمام المحكمة وظن البعض أن ذلك سيحد من سفك دماء الفلسطينيين الأبرياء بعد الدعوى التي قدمتها دولة جنوب إفريقيا إلا أنها ما زالت مستمرة في نهجها، بل هددت باجتياح مدينة رفح المكتظة بالنازحين والذين وصل عددهم بحسب تقدير «الأمم المتحدة» إلي ما يقرب من مليون ونصف فلسطيني، ما ينذر بوقوع كارثة إنسانية أخرى في القطاع، ويثير التساؤلات لماذا لا تكترث إسرائيل بمحكمة العدل الدولية؟

لا شك في أن إسرائيل هي دولة تخدم مصالح العديد من الدولة الأوروبية حيث تولى رعايتها العديد من الدول بدءا من بريطانيا، انتهاء بالولايات المتحدة الأمريكية، لا سيما مع بذل واشنطن كل مساعيها لحماية الكيان المحتل، على الرغم من الخلافات الحالية بين الإدارة الأمريكية، ووزارة بنيامين نتنياهو، حيث جاء آخر أشكال الدعم غير المحدود لها على هيئة شحنة أسلحة جديدة مقدمة من البيت الأبيض، بحسبما كشفت عنه صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.

تعليق صحيفة أمريكية 

وفي نفس السياق، قالت صحيفة «ذا إنترسبت» الأمريكية إن الولايات المتحدة لن تتوانى عن حماية إسرائيل قانونيا إذا واجهت قرارا يدينها أمام محكمة العدل لا سيما لأن المحكمة لا تملك أي جهة تنفيذية لقراراتها على الرغم من أن أحكامها ملزمة.

محكمة العدل الدولية.. أحكامها ملزمة ولكن لا تستطيع تنفيذها

تأسست محكمة العدل الدولية في 1945 مع إنشاء الأمم المتحدة، وتحت مظلتها وبحسب ما كشفت عنه صحيفة «ذا إنترسبت» الأمريكية فإنه بموجب نص المادة 94 فإنه على أي دولة تكون جزءا من الأمم المتحدة، فيجب عليها الانصياع لقراراتها، بما في ذلك الأجهزة التابعة لها.

وبحسب الصحيفة فإن نص المادة 94 إذا لم تمتثل أي دولة لقرارات المحكمة فإنه يجوز للطرف الواقع عليه الضرر أن يلجأ إلى مجلس الأمن الذي سيتكفل باتخاذ التدابير، والتوصيات التي تضمن لتطبيق حكم محكمة العدل الدولية، وهنا يكمن ضعف المحكمة، ولذلك لا تبالي دولة الاحتلال بأي قرار ستتخذه.

 لماذا لا تبالي إسرائيل بمحكمة العدل الدولية؟

داخل مجلس الأمن يوجد خمس دول أصحاب عضوية دائمة ويملكون حق النقض «الفيتو» من ضمنهم الولايات المتحدة، وهو من شأنه أن يفشل أي قرار يتخذه المجلس إذا مارس عليه إحدى الدول حق النقض.

وهذا ما يعني أن قرارات محكمة العدل قد لا تطبق إذا لم تمثل لها إسرائيل في المقام الأول، وثانيا إذا لجأت جنوب إفريقيا إلى مجلس الأمن لإجبار دولة الاحتلال على الانصياع في حال تدخلت حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية، وفعلت حق النقض «الفيتو» وفي هذه الحالة لن يصبح لتلك القرارات أي قيمة، ولذلك لا تبالي إسرائيلي بمحكمة العدل الدولية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الضحايا المدنيين نتنياهو إسرائيل فلسطين محکمة العدل الدولیة على الرغم من

إقرأ أيضاً:

انزعاج أممي بالغ إزاء فرض عقوبات على أربع من قاضيات المحكمة الجنائية الدولية

 

أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن انزعاجه البالغ إزاء قرار حكومة الولايات المتحدة الأمريكية فرض عقوبات على قضاة المحكمة الجنائية الدولية – وتحديدا أربع قاضيات من بنن وبيرو وسلوفينيا وأوغندا – شاركن في إصدار أحكام في قضايا تتعلق بالأوضاع في أفغانستان أو دولة فلسطين.

التغيير ـــ وكالات

وقال تورك في بيان أصدره اليوم الجمعة إن الهجمات على القضاة بسبب أدائهم لمهامهم القضائية، على الصعيدين الوطني والدولي، تتعارض بشكل مباشر مع احترام سيادة القانون والمساواة في الحماية القانونية، وهي قيم طالما دافعت عنها الولايات المتحدة، على حد تعبيره.

وأضاف أن هذه الهجمات تلحق ضررا بالغا بالحكم الرشيد وإقامة العدل على النحو الواجب، داعيا إلى إعادة النظر في هذه الإجراءات الأخيرة وسحبها فورا.

محاولة لتقويض استقلال المحكمة

بدورها، قالت المحكمة الجنائية الدولية إن هذه الإجراءات تمثل محاولة واضحة لتقويض استقلال مؤسسة قضائية دولية تعمل بموجب تفويض من 125 دولة طرف من جميع أنحاء العالم.

وقالت في بيان إنها تقدم العدالة والأمل للملايين من ضحايا الفظائع التي لا يمكن تصورها، ملتزمة التزاما صارما بنظام روما الأساسي، وتحافظ على أعلى معايير حماية حقوق المشتبه بهم والضحايا.

وأوضحت أن استهداف العاملين من أجل المساءلة لا يسهم في مساعدة المدنيين العالقين في الصراعات، بل يشجع فقط أولئك الذين يعتقدون أنهم يستطيعون التصرف دون عقاب. وأضافت أن هذه العقوبات لا تستهدف الأفراد المحددين فحسب، بل تستهدف أيضا جميع من يدعمون المحكمة.

ونبهت كذلك إلى أن هذه العقوبات تستهدف الضحايا الأبرياء في جميع القضايا المعروضة على المحكمة، بالإضافة إلى سيادة القانون والسلام والأمن ومنع أخطر الجرائم التي تهز ضمير الإنسانية.

وأكدت المحكمة أنها تدعم موظفيها دعما كاملا، وستواصل عملها دون رادع، بما يتوافق تماما مع نظام روما الأساسي ومبادئ الإنصاف والإجراءات القانونية الواجبة، بهدف تحقيق العدالة لضحايا جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية وجريمة العدوان.

قاضيات المحكمة اللاتي شملتهن تلك العقوبات هن: النائبة الثانية لرئيسة المحكمة القاضية رين ألابيني غانسو (بنن)، والقاضية سولومي بالونجي بوسا (أوغندا)، والقاضية لوز ديل كارمن إيبانيز كارانزا (بيرو)، والقاضية بيتي هوهلر (سلوفينيا). وتأتي هذه العقوبات الإضافية عقب قرار سابق صدر بحق المدعي العام للمحكمة كريم خان.

الوسومالقضاة عقوبات مؤسسة قضائية دولية مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان

مقالات مشابهة

  • فرنسا تعلن تضامنها مع المحكمة الجنائية الدولية
  • انزعاج أممي بالغ إزاء فرض عقوبات على أربع من قاضيات المحكمة الجنائية الدولية
  • تضامن فرنسي مع المحكمة الجنائية الدولية رداً على العقوبات الأميركية
  • واشنطن تفرض عقوبات على 4 قضاة من المحكمة الجنائية الدولية
  • رئيسة المفوضية الأوروبية: يجب أن تتمتع المحكمة الجنائية الدولية بحرية التصرف دون ضغوط بسبب إسرائيل
  • واشنطن تفرض عقوبات على أربع قاضيات في المحكمة الجنائية الدولية
  • لماذا فرضت أمريكا عقوبات على قاضيات المحكمة الجنائية بسبب نتنياهو؟
  • فرض عقوبات أميركية على 4 قضاة في المحكمة الجنائية الدولية
  • أول تعليق من نتنياهو على عقوبات ترامب ضد المحكمة الجنائية الدولية
  • الإدارة الأمريكية تفرض عقوبات على قضاة في المحكمة الجنائية الدولية