قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن نهاية حقيقية ونزيهة للحرب لا يمكن تحقيقها دون استعادة العدالة بشكل كامل، ويجب إدانة دولة بوتين على جرائمها بنفس الطريقة التي تمت بها إدانة النازية.

جاء ذلك في خطابه أمام المشاركين في جلسة الاستماع التي عقدتها لجنة هلسنكي الأمريكية حول "محاسبة روسيا عن جرائم الحرب ضد أوكرانيا: دروس من نورمبرج"، وفقًا لما أوردته وكالة أوكرينفورم الأوكرانية.

وأوضح الرئيس الأوكراني أنه "لا يمكن لأي حرب أن تنتهي حقًا دون تقديم هؤلاء البلطجية المسؤولين عن إشعال هذه الحرب إلى العدالة، والقتل والتعذيب، وترحيل الأطفال والكبار، والذين حاولوا بوحشية إطفاء نيران الحرية والمقاومة".

وقال الرئيس الأوكراني: "لا توجد عقبات في طريق العدالة! وكما تمت إدانة النازية، يجب أن تواجه دولة بوتين نفس المصير".

وشكر زيلينسكي لجنة هلسنكي وكل من يدعم عملها لتنظيم هذه الجلسة مشددا على أن جلسات الاستماع تعقد اليوم في نفس الغرفة التي ساعدت فيها العدالة، بعد الحرب العالمية الثانية، في إرساء الأسس لحماية جديدة ودائمة للحياة وحقوق الإنسان.

وتابع "في قاعة المحكمة رقم 600، موقع محاكمات نورمبرج الرائدة للمسؤولين النازيين، ألقى قاضي المحكمة العليا الأمريكية روبرت جاكسون بيانه الافتتاحي الشهير و ومن الأخبار الرهيبة أنه حتى بعد كل هذه السنوات والدروس، يجب على البشرية إعادة النظر في مبادئ نورمبرج. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إدانة النازية دولة بوتين الرئيس الأوكراني الرئیس الأوکرانی

إقرأ أيضاً:

المعضلة الأمريكية في إيران

تشير تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب المتضاربة حيال الحرب ضد إيران إلى وجود أزمة عميقة داخل أوساط صنع القرار في البيت الأبيض، خصوصا بين الرباعي: الرئيس، وزارة الدفاع، وزارة الخارجية، الأمن القومي.

بعض الأصوات تشجع على دخول أمريكي في الحرب، في حين ترفع شخصيات أخرى وازنة صوتها عالية للتنديد بمثل هذه الخطوة.

المؤيدون للحرب

من وجهة نظر المؤيدين للحرب الأمريكية ضد إيران، المتواجدين في مؤسسات عديدة (الأمن القومي) واللوبي الإسرائيلي، أن الدخول الأمريكي في الحرب سيسرع من نهايتها، لأنه سيوجه ضربة قاصمة للمشروع النووي الإيراني ولمنظومتها الصاروخية الباليستية.

ويرى هذا التيار أن ثمة فرصة تاريخية لا تفوت لإخراج إيران من معادلة المنطقة على الأقل على المدى المتوسط، بما يُفسح المجال لإسرائيل لفرض هيمنتها بالكامل على المنطقة، وبدء صفحة من السلام الإسرائيلي ـ العربي وفق المقاربة الإسرائيلية.

كما يرى هذا التيار أن إطالة أمد الحرب، وإن كان لا يصب في مصلحة إيران، فإنه أيضا لا يصب في مصلحة إسرائيل، وبالتالي لا بد من تدخل أمريكي سريع.

من وجهة نظر المؤيدين للحرب الأمريكية ضد إيران، المتواجدين في مؤسسات عديدة (الأمن القومي) واللوبي الإسرائيلي، أن الدخول الأمريكي في الحرب سيسرع من نهايتها، لأنه سيوجه ضربة قاصمة للمشروع النووي الإيراني ولمنظومتها الصاروخية الباليستية.فضلا، عن ذلك، يجادل هذا التيار أن التدخل العسكري الأمريكي لن يدفع إيران ـ كما تعلن ظاهريا ـ إلى توسيع حربها لتشمل الأهداف والمصالح الأمريكية في المنطقة، خصوصا في منطقة الخليج العربي، ذلك أن أية محاولة إيرانية بهذا الشأن ستقابل برفع الولايات المتحدة لردها العسكري، بما يؤدي إلى تحول في المقاربة الاستراتيجية الأمريكية: من مجرد إضعاف إيران عسكريا من أجل جرها للتفاوض وإزالة تهديدها لإسرائيل، إلى العمل على تدمير المنظومة العسكرية الإيرانية وربما إلى إسقاط النظام.

الرافضون للحرب

يمثل هذا التيار، الرافض لدخول الولايات المتحدة الحرب إلى جانب إسرائيل، في المقام الأول وزارة الدفاع (البنتاغون) إلى جانب وزارة الخارجية، وقواعد الحزب الجمهوري، وأوساط إعلامية، وكارتلات اقتصادية.

يستند هذا التيار على مقاربة بسيطة، وهي أن مثل هذه الخطوة قد تدفع إيران للهروب إلى الأمام بتوسيعها نطاق حربها لتشمل الامتداد الجغرافي الإقليمي لها.

باللغة الاستراتيجية، يعني ذلك توتر وإرباك في سلاسل توريد الطاقة، بما يؤدي إلى ارتفاع هائل في أسعار الطاقة العالمية، كما يعني إرباكا وتوترا لعلاقة الولايات المتحدة مع حلفائها الخليجيين الذين سيتأثرون مباشرة بهذه الحرب إن دخلت فيها الولايات المتحدة.

وأخيرا، قد تجد واشنطن نفسها منخرطة بشكل أو بآخر بحرب مباشرة ترفضها الأوساط الشعبية وغالبية الأوساط الرسمية الأمريكية.

بناء على ذلك، يدفع هذا التيار باقتصار الدور الأمريكي على تقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي لإسرائيل، وإن لزم الأمر تقديم صواريخ متطورة جدا قادرة على اختراق الحصون المنيعة جدا.

 السيناريوهات المحتملة

ثمة ثلاث سيناريوهات محتملة لمسار الحرب الحالية:

السيناريو الأول، عدم مشاركة الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب، والاكتفاء بدعم إسرائيل من بعيد، ويبدو هذا السيناريو الأقرب للواقع، مع العمل على مسار دبلوماسي مباشر تقوم به دول أوروبية لإنهاء الحرب، بما يحقق للطرفين، الإسرائيلي والإيراني غايتهما: بالنسبة لإسرائيل، تدمير مواقع استراتيجية في إيران قد يعتبر كافيا في هذه المرحلة، وبالنسبة لإيران، فإن ضربها لإسرائيل بهذا الكم من الصواريخ يعتبر كافيا لردع إسرائيل مستقبلا، وكافيا على الأقل أمام جمهورها المحلي.

يمثل هذا التيار، الرافض لدخول الولايات المتحدة الحرب إلى جانب إسرائيل، في المقام الأول وزارة الدفاع (البنتاغون) إلى جانب وزارة الخارجية، وقواعد الحزب الجمهوري، وأوساط إعلامية، وكارتلات اقتصادية.السيناريو الثاني، دخول أمريكي سريع في الحرب، أي الاكتفاء بتوجيه ضربة عسكرية واحدة تشمل أهم وأخطر المواقع الاستراتيجية الإيرانية، مثل قصف منشأة فوردو النووية وغيرها.

يبقى هذا الاحتمال ممكنا، لكنه مرتبط بأمرين، أولهما عدم تأكد الجنرالات الأمريكيين من قدرة أسلحتهم على اختراق التحصينات لشل منشأة فوردو، وقد قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي في هذا الصدد إنه زار المنشأة وأن عمقها يصل إلى نحو كيلومترا واحدا، وثانيها عدم التكهن برد الفعل الإيراني، حيث أعلنت طهران أن أي تدخل أمريكي مباشر في الحرب سيدفعها للرد مباشرة بقصف القواعد الأميركية القريبة من إيران، وربما تعطيل الملاحة في مضيق هرمز.

السيناريو الثالث، دخول الولايات المتحدة الحرب بشكل واسع إلى جانب إسرائيل، وهو احتمال بعيد، لأن من شأن هذه الخطوة أن تعني بالنسبة لطهران أن الحرب أصبحت وجودية، وفي مثل هذه الحالة ستُقدم إيران على استخدام كل أدواتها في الحرب.

مقالات مشابهة

  • أردوغان: ظروف فلسطينيي غزة أسوأ من معسكرات النازية
  • المعضلة الأمريكية في إيران
  • بوتين: أشعر بالقلق من أن العالم يتجه نحو الحرب العالمية الثالثة
  • بوتين قلِقًا: العالم يتجه نحو الحرب العالمية الثالثة
  • بوتين: نطرح أفكارا على إسرائيل وإيران ولا نسعى للوساطة
  • الرئيس الأوكراني يعيّن قائدا جديدا للقوات البرية
  • أبرز المنشآت التي ضربها أعنف هجوم إيراني منذ بدء الحرب
  • تعرف على مواصفات الطائرة الأمريكية B52 (إنفوغراف)
  • الوفاء للمقاومة: الحرب المفروضة لن تنال من عزيمة إيران والنصر حتمي
  • مجلس الوزراء يجدد إدانة دولة قطر الشديدة واستنكارها البالغ للهجوم الإسرائيلي على إيران