سند الصيادي
لم توفرِ اليمنُ وسيلةً إلَّا وَاستخدمتها في إطار إقناعِ العالَمِ أجمعَ أنها لا تستهدفُ الملاحةَ الدوليةَ، ولا تستهدفُ أيةَ مصالحَ لأية دولةٍ باستثناء الكيان الصهيوني.
بذلت اليمنُ كُـلَّ الجهود في سياق توضيح المبرّرات التي دفعتها إلى استهداف الكيان الصهيوني، على الرغم أن الموقف الذي اتّخذته في الدرجة الأولى انطلق من دوافعَ إيمَـانية تفرضها وتوجّـهها أوامرُ الله المنصوصةُ بكل وضوح في كتابه المقدَّس القرآن الكريم، إلَّا أنها لم تألُ جُهدًا في إيضاحِ الدوافع والمبرّرات السياسية والإنسانية التي يتفهمُها أحرارُ العالم من دول وشعوب، خُصُوصاً أنَّ المشهدَ الفلسطيني بات ينكأُ ضميرَ كُـلّ إنسان يتابعُ حجم الإجرام والتوحش الذي يتعرض له هذا الشعب المنكوب المعزول من قبل آلة الإجرام الصهيونية.
وحينما هبت الولايات المتحدة وبريطانيا لمساندة الكيان الصهيوني في البحر الأحمر وشنت عدوانها على اليمن، وقبلها قد وقفت أمام كُـلّ الجهود الدولية لوقف العدوان على غزة، فَــإنَّها شرعنت لليمن بكل التشريعات والمبادئ استهدافَ سفنها ومصالحها في البحر والمنطقة.
اليوم، وبعد أن أقامت اليمنُ الحُجَّـةَ على رؤوس الأشهاد، وبعد أن طمأنت في كُـلّ منبر دولَ العالم بالمرور الآمن، وبعد أن كشفت قواتُها المسلحةُ للعالم أن لا جدوائية للإسناد الأمريكي البريطاني للكيان في البحرَينِ الأحمر والعربي.
وَأمام هذه الحقائق، ولله والتاريخ، فَــإنَّ اليمنَ -بقيادتِه وجيشِه وَشعبه- جاهزون لمواجهةِ أية تصرفات عدائية من أية دولة اختارت الانحيازَ إلى الرواية والموقف الأمريكي، وبأن على هذه الدول أن تعيَ جيِّدًا أنها قد وضعت اليمن في موقف تحاشت حدوثه وهو المواجهة والاستهداف لسفنها، في حالِ أن أقحمت نفسَها في مشهد الصراع وأعلنت عداءَها للموقف الإنساني والقانوني اليمني، وقدَّمت نفسَها كطرف مشارك في قتل الشعب الفلسطيني، والرسالة هنا موجهة لكل الدول في الإقليم والعالم التي لا تزالُ تحتَ الهيمنة الأمريكية ولم تتخذْ موقفاً شجاعاً.
اليومَ لسانُ حالنا “من جاءنا جئناه” وأنا على قناعة تامة وإيمَـان عميق، كما هو حالُ معظم أبناء هذا الشعب، بأننا طالما نقفُ تماماً على ذات الموقف الصائب والواجب، فَــإنَّ التحالُفاتِ التي تقفُ أمام هذا الموقف مهما بلغت في العدد والعدة، لن تكسِرَ إرادتنا، ولن تؤثرَ على مواقفنا، وستُمنَى بالفشلِ والهزيمة طال الزمنُ أَو قَصُرَ
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
تقرير بريطاني: اليمن غيّر قواعد الاشتباك في البحر الأحمر
يمانيون |
في تطور لافت في الخطاب الغربي تجاه الصراع في البحر الأحمر، أقرت صحيفة “ذا صن” البريطانية، اليوم الأربعاء، بفشل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والاتحاد الأوروبي في كسر إرادة الشعب اليمني، رغم الحصار الشامل والتصعيد العسكري والاقتصادي المستمر منذ سنوات.
وسلّط التقرير الضوء على ما وصفه بـ”التحول الاستراتيجي الخطير” الذي تشهده المنطقة، نتيجة امتلاك اليمن قدرات صاروخية وجوية متقدمة، تم تطويرها ذاتيًا تحت ظروف الحصار، حتى باتت تُربك حسابات القوى الكبرى.
وأشار التقرير إلى أن العمليات العسكرية اليمنية في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب، والتي تنفذ دعمًا لغزة، شكّلت تهديدًا مباشرًا لحركة الملاحة الدولية وأثرت بشدة على التجارة الإسرائيلية، لا سيما بعد فرض حصار بحري فعال على ميناء “إيلات” أدى إلى شلله وإغلاقه التام، وهو ما وصفته الصحيفة بأنه “ضربة موجعة” لتل أبيب.
وأكدت “ذا صن” أن الردود الأمريكية والصهيونية كانت “مرتبكة” وغير حاسمة، وتعكس حالة من القلق المتزايد لدى واشنطن وتل أبيب، في ظل عدم قدرتهم على احتواء التفوق العسكري اليمني أو وقف تداعياته.
كما شدّد التقرير على أن اليمن لم يكتفِ بالصمود فحسب، بل أعاد تشكيل موازين القوة داخل البحر الأحمر، وفرض قواعد اشتباك جديدة، أربكت مشاريع السيطرة الأمريكية في المنطقة، وأثبتت فشل التحالفات الغربية في تطويع صنعاء.
وفي خاتمة التقرير، وصفت الصحيفة البريطانية ما يحدث في البحر الأحمر بأنه “نموذج صارخ لصمود دولة محاصَرة نجحت في فرض إرادتها السيادية بالقوة، وبدون تنازلات”، مؤكدة أن ما بعد 2024 ليس كما قبله في حسابات القوى الكبرى، التي أصبحت مضطرة لإعادة النظر في استراتيجياتها تجاه اليمن والمنطقة.