لبنان ٢٤:
2025-07-01@12:50:45 GMT

عودة: الخارج أصابه القرف وملّ من مشاكلنا

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

عودة: الخارج أصابه القرف وملّ من مشاكلنا

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت، وبعد القداس، ألقى المطران عظةً قال فيها:

"الرّبّ لا يطلب منا كلام فلسفةٍ حين نصلّي، بل يريد أن نسلّمه ذواتنا، فيسلّمنا هو النّعمة والخلاص. كثيرًا ما نقع في شرك الصلاة بالشفاه فقط، وغالبًا ما نسرع في الصّلوات لكي نفرغ منها بأسرع وقتٍ ونعود إلى اهتماماتنا الدّنيويّة الزّائلة، فنفقد سلامنا الدّاخليّ وتكون صلاتنا غير نافعة.



الصّوم والصّلاة هما وسيلتان لتجميل أرواحنا وإعادتها إلى حالتها الأصليّة. في هذا الزّمن المبارك، لا بدّ لنا من أن نجاهد لاكتساب صفات المسيح مخلّصنا. نحن نعلم أنّه كان وديعًا ومتواضعاً وصالحاً، وعلينا أن نحاول الإقتداء به، كما قال لنا: "تعلّموا منّي فإنّي وديعٌ ومتواضع القلب" (مت 11: 29). لكن، لا قوّة لنا للقيام بذلك من تلقاء أنفسنا، لذلك علينا أن نطلب معونة الربّ. فكما أنّ المصباح الكهربائيّ لا يعطينا الضّوء من دون طاقةٍ كهربائيّة، هكذا نحن لا نستطيع عمل شيءٍ من دون نعمة الله ومؤازرته كما قال: "من دوني لا تستطيعون شيئًا" (يو 15: 5)."

وتابع: "لو تواضع من توالوا على الحكم، ولو عملوا من أجل مصلحة لبنان هل كنّا وصلنا إلى هذا التحلّل في السلطة؟ ليكن ما وصلنا إليه درساً لكلّ مسؤولٍ يتبوأ مركز قيادةٍ أنّ عليه الخروج من أناه وكبريائه، والعمل من أجل الخير العامّ بتواضعٍ وتفانٍ ونزاهةٍ، وعدم إهمال شؤون الناس لأنّهم سبب وجوده في المسؤولية وغاية هذا الوجود. إنّ عجز من في يدهم السلطة والقرار عن اتّخاذ المواقف الحكيمة أو القيام بما يصبّ في مصلحة البلد هو ما قادهم إلى الفشل وأبعدهم عن الشّعب الذي يشعر أنّ الدولة أسلمت القيادة واستسلمت، وأنّ الجميع ينتظر الخارج فيما الخارج، إلى كونه منشغلاً بقضاياه ويعمل من أجل مصلحته، قد أصابه القرف وملّ من مشاكلنا، ومن تعنّت البعض والتمسّك بمصالحهم، وانحراف البعض الآخر وتخطّي الدستور، ووضع أطرافٍ أخرى الشروط التعجيزيّة، عوض أن يلتفّ الجميع حول مصلحة بلدهم كما تفعل سائر البلدان، ويجترحوا الحلول المناسبة لإخراج لبنان من مأزقه، وإبعاد السياسة عن القضاء ليعمّ العدل، وإصلاح الوضع الماليّ والإقتصاديّ، والحفاظ على الأمن داخل الحدود، وعلى حياة المواطنين كي لا يموتوا وأطفالهم، كما عليهم عدم الإستهتار بواجبهم كما شهدنا عند التصويت على بنود الموازنة وبعضهم كان يجهل مضمونها. ذكاء الحكّام ونزاهتهم ينهضان بالبلد ويضعانه في مصاف الدول الناجحة. أنظروا حولنا. بعض الدول التي تشارك الآن في تقرير شؤوننا كانت تحلم أن تصبح مثلنا في أيّام ازدهار بلدنا، فإذا بها تتفوّق علينا بفضل حكّامٍ رؤيويين ونظيفيّ الكفّ، رفعوها إلى أعلى المصاف. أمّا الّذين يقفون موقف العشّار في حياتهم الرّوحيّة، فهم يعرفون أنّ الله يعلم كلّ شيءٍ، وهو على درايةٍ بكلّ ضعفاتهم واحتياجاتهم، لذلك لا يضيّعون وقت الصّلاة بالمساومة ولا بالطّلبات، بل يغتنمون الفرصة ليظهروا توبةً وخشوعًا، ويقدّموا شكرًا لله على عطاياه".

وختم: "اليوم، تضعنا كنيستنا في مواجهة خطايانا، منبّهةً ومعلّمةً إيّانا أن نصلي بقلبٍ نقيٍّ متخشّعٍ ومتواضعٍ، لتكون صلاتنا ذبيحةً مقبولةً، وبخورًا زكياً أمام الرّبّ، كما نرتّل في صلواتنا: "لتستقم صلاتي كالبخور أمامك، وليكن رفع يديّ ذبيحةً مسائيّة".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

ميدان.. عودة إلى الميدان

حلت بالأمس ذكرى نازلة 30 يونيو الثانية عشرة، وبعد يوم ستحل الذكرى الثانية عشرة لانقلاب 3 يوليو المشؤوم.. تلك النازلة التي وصفها الراحل الدكتور محمد الجوادي بـ"الهزيمة"، واعتبر -وهو المؤرخ- أنها ألحقت بمصر أضرارا تساوي في فداحتها ستة أضعاف هزيمة يونيو 1967، ناهيك عن أن وصف "الهزيمة" يعني بالضرورة، أنها وقعت على يد عدو خارجي!

يقول الدكتور الجوادي في تغريدته (2019):

"هزيمة 30 يونيو ستة أضعاف هزيمة 5 يونيو.. في 5 يونيو خسرنا الحرب، لكننا في 30 يونيو، خسرنا استقلال الوطن، والسلام الاجتماعي، والوحدة الوطنية، ومهابة مصر، والهوية الأخلاقية، والتحول الديمقراطي".

بعد اثني عشر عاما من "هزيمة" 30 يونيو، لم يعد هناك مجال للشك بأنها هزيمة نكراء، ألحقها بمصر الرباعي النَّكِد (الإمارات، السعودية، الكيان الصهيوني، أمريكا) بالتواطؤ مع قيادة الجيش المصري، ممثلة في وزير الدفاع المنوط به الحفاظ على سلامة الوطن أرضا وشعبا، من أي عدوان خارجي!

اثنا عشر عاما من الظلم والاضطهاد والقهر والإذلال والإفقار لكل مصري، راضٍ أو ساخط، معارض أو موالٍ! فما بالك بمن ينادون بإسقاط هذا النظام المستبد الفاسد المفسد الموالي لأعداء مصر وشانئيها جميعا، القريب منهم والبعيد؟

اثنا عشر عاما من التفريط، في كل شيء، بغير حساب.. نيل، غاز، سواحل، موانئ، مصانع، شركات، أصول ثمينة، آثار نادرة، أحياء تاريخية.. باختصار وفي جملة واحدة، تفريط في مصر، التاريخ والجغرافيا، الحاضر والمستقبل!

مقابل ماذا؟

مقابل سداد ديون ذلك الحلم المسعور بالساعة الأوميجا، والسيف المخضب بالدماء، والقفز على كرسي الحكم بأي ثمن، "إنتا رئيس، وأنا كمان هبقى رئيس".. هذا ما قاله الجنرال المنقلب للرئيس السادات في حلمه، حسب روايته للصحفي ياسر رزق، التي تم تسريبها.. مسخرة!

لله وللتاريخ

بكل تجرد وشفافية وصدق، أقول:

ما كان ليزعجني مطلقا، ولا يغضبني أبدا، أن تكون 30 يونيو ثورة حقيقية، غير مصطنعة ولا مزيفة!

فإذا ما تأكد لي أنها ثورة حقيقية، فإن ميزان الحق بداخلي سيجعلني أتفهم أن الشعب أحس بخطئه عندما اختار الدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية، وقرر أن يسحب منه الثقة مبكرا، قبل نهاية مدته الدستورية.. فهذا الوطن مِلكُ الشعب، وليس مِلك السلطة.. والشعب قال كلمته بكل مسؤولية، وقرر أن ينقضها بكل مسؤولية أيضا، وهو حر.

ساعتها، كنت سأطلب من الرئيس مرسي التنحي نزولا على إرادة الشعب، والشروع في إجراءات تسليم السلطة إلى قيادة جديدة يختارها الشعب، كما اختاره في 2012. وإذا رفض الرئيس التنحي -وما كان ليرفض- فلن أتردد في وضع استقالتي على مكتبه، ومن ثم أعود إلى قريتي التي لا تبعد كثيرا عن قرية باقة الزهور التي حصدها منجل الإهمال، وفرمتها مجنزرة الإفقار والعوَز التي يقودها هذا المنقلب!

أنا هنا لا أتخلى عن الرئيس، وإنما أحترم إرادة الشعب الذي لا يريد الرئيس.. هكذا بكل تجرد وموضوعية.

أما أن يفتش محمد بن زايد في الغُرَز والحانات القذرة، وتحت الكباري، وفي الشوارع الجانبية المظلمة، وفي الخرابات المهجورة، عن مدمني المخدرات؛ ليشكل منهم تنظيما عصابيا اسمه "تمرد"، ويصنع منهم ثوارا على أول نظام منتخب في تاريخ مصر، منذ أن كان لها تاريخ، فهذا ما لا يمكن التعاطي معه، ولا السكوت عنه، ولا القبول به، بأي صورة من الصور.

لم يكتف ابن زايد بتنصيب هؤلاء اللصوص والسفهاء والمرضى النفسيين حكاما لمصر، بل شرع في الاستحواذ على مقدرات البلاد، حتى باتت مصر -فعليا- الإمارة الثامنة في دولة الإمارات المتحدة قسرا.

ولعله من المفيد أن يعرف الجيل الجديد، الذي كان عمره عشر سنوات يوم قام هذا الانقلاب المشؤوم، بعض الشعارات التي رفعتها عصابة "تمرد" التي لا تملك -بعد قراءتها- إلا أن تضرب كفا بكف من شدة الذهول! إنَّ أيّا من هذه الشعارات لم يتحقق، بل تضخمت المشكلة التي صدَّرَها أضعافا مضاعفة، وبات الحال على نحو من البؤس لم يتخيله أشد المصريين تشاؤما:

- علشان الأمن لسه مرجعش! (لقد أصبح خطف الأطفال في الشوارع طقسا يوميّا في حياة المصريين، وهُدِّمت البيوت على رؤوس أصحابها بلا رحمة ولا تعويض، وشاع تعاطي المخدرات بين الشباب في الشوارع، في عز الضُّهر).

- علشان الفقير ملوش [ليس له] مكان! (هل أصبح للفقير مكان في مصر، بعد الانقلاب المشؤوم؟ أم أنه بات خارج المكان والزمان، بل وخارج حياة الآدميين؟ تقول الإحصاءات الأممية إن 66 في المئة من المصريين باتوا تحت خط الفقر، نسبة لم تشهدها مصر حتى أيام الاحتلال البريطاني).

- علشان لسه بنشحت [نتسوَّل] من بره! (هل توقفت السلطة عن الشحاتة من بره؟ أم زادت وتيرة الشحاتة؟ وهل الرئيس مرسي شحت من أحد؟ أم أن مصر تحولت -في عهد الجنرال المِسَهْوِك- إلى أكبر متسول بين العرب؟).

- علشان حق الشهدا مجاش [لم يرجع]! (يا ترى حق الشهدا جِهْ؟ وللا عدد الشهدا زاد؟ بل زاد بصورة مُرعبة).

- علشان الاقتصاد انهار! (هل تعافى الاقتصاد؟ أم وصل إلى انهيار لم تشهد مصر له مثيلا؟ إلى حد عرض كل شيء في مصر للبيع.. كل شيء حرفيا).

هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، ولا يمكن أن نغادر هذه الدنيا ولم نفعل شيئا لتغييره، ولا نامت أعيينا إذا سلمنا به، وانشغلنا عن تحرير مصر وشعبها من هذا الاحتلال الظبياني الصهيوني..

حركة ميدان

في ظل هذا الوضع شديد القتامة، حالك السواد، وبعد خفوت الأصوات، أو انقطاعها إلا قليلا، وبعد اليأس الذي تمكن من كثير من النفوس، نهضت ثلة من الشباب الجسور المثقف المستنير، فأزاحوا الرماد عن تلك الجذوة التي خلفتها انتفاضة 25 يناير (2011)، فأضرموها من جديد.

"حركة ميدان"، تقود اليوم ثورة راشدة بلسان إسلامي مبين، وعقلية شابة منفتحة. إن هذه الحركة تحمل طموحات الذين لم تنكسر إرادتهم، ولم يستسلموا لواقع كل ما فيه يغذي اليأس والإحباط.

أبرز ما تتميز به "ميدان" هو أن جُلَّ مؤسسيها وقيادتها من جيل انتفاضة 25 يناير (2011)، شاركوا فيها، وعاشوا مراحل إجهاضها والانقلاب على القليل الذي تمكنت من إنجازه. شباب شغوف مبصر لا تخيفه أخطاء الماضي، ويقبض بإصرار على بوصلة الإيمان بقضيته.

أرى في "حركة ميدان" بعثا جديدا للثورة التي يجب أن تمضي إلى غايتها، بروح شابة، ومشروع سياسي ناضج متوازن، يسع الجميع، على أسس واضحة لا تقبل المساومة، ويفسح المجال أمام كل مصري شريف، يسعى -بجد وإخلاص- لانتشال مصر من هذه الهوة السحيقة التي تتردى فيها، منذ اثني عشر عاما.

تقول حركة "ميدان" في مقدمة وثيقتها الفكرية:

"في هذه الوثيقة، نؤكد أنَّ الإسلام هو سبيل الأمة الوحيد للتحرر والنهوض، وأننا جزء من حركة ثورية تسعى لتحرير الأمة من الظلم والاستبداد.

نُبين في الوثيقة أن الأمة الإسلامية لا تفنى، وأن عزتها مستمدة من دينها، وأن الثورة هي حق وواجب شرعي لمواجهة الظلم.

نشير إلى أن نظام الحكم في الإسلام يقوم على الشريعة، وأن الأمة هي صاحبة الحق في اختيار حكامها وعزلهم.

نشدد على رفضنا لمفهوم "الدولة الحديثة" الذي نراه أداة استعمارية لتفتيت الأمة والتحكم فيها، وعلى أن معركة القدس هي قضية الأمة المركزية.

أهدافنا الكلية تتلخص في نشر الوعي بمبادئ الإسلام التحريرية، ورد الحقوق ورفع المظالم، وتمكين الشعب ليحكم نفسه.

نوضح مسارات عملنا في المجالات السياسية والجماهيرية والإعلامية، ونؤكد على أهمية التخصص والشورى والانفتاح والتعاون بين قوى الأمة المخلصة.

كما نُفَصِّل موقفنا من مفاهيم مثل "الديمقراطية" و"تطبيق الشريعة" و"الوطنية"، ونبين سعينا للتعاون مع كل من يخدم خير الأمة.

حان الوقت لتفهموا عمق رسالتنا ومنهجنا وتشاركوا في جهود تحرير أمتنا على علم وفهم. لتحقيق هذا، ندعوكم لتحميل "الوثيقة الفكرية" وقراءتها بالكامل".

خالص الدعوات بأن يكلل الله مسعى هذه الطليعة المباركة بالنجاح، وأن يجري على أيديهم ما فيه خير البلاد والعباد.

x.com/AAAzizMisr
aaaziz.com

مقالات مشابهة

  • ميدان.. عودة إلى الميدان
  • رئيس الوطنية للانتخابات: الإقبال على صناديق الاقتراع ليس مجرد حق بل مسؤولية وأمانة
  • فريق برلماني يطالب بتوحيد لوحات تسجيل السيارات داخل وخارج أرض الوطن
  • توقيف مسافرين متلبّسين بمحاولة تهريب العملة الصعبة إلى الخارج عبر المطار
  • توقيف مسافرين متلبسين بمحاولة تهريب العملة الصعبة الى الخارج عبر المطار
  • ديوان المحاسبة يتابع ملفات مصرف ليبيا الخارجي وإعادة هيكلة الاستثمارات الدولية
  • وزير الخارجية للمصريين في الخارج: نعمل على تجديد مبادرات السيارات وتسوية التجنيد
  • الحاج حسن: التطبيع مع العدو هو ضد مصلحة لبنان
  • عبد العاطي: السفراء خط الدفاع الأول عن مصالح مصر في الخارج
  • معادلة الشهادات شرط أساسي لقبول الطلبة القادمين من الخارج عبر "قبول"