عودة: الخارج أصابه القرف وملّ من مشاكلنا
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت، وبعد القداس، ألقى المطران عظةً قال فيها:
"الرّبّ لا يطلب منا كلام فلسفةٍ حين نصلّي، بل يريد أن نسلّمه ذواتنا، فيسلّمنا هو النّعمة والخلاص. كثيرًا ما نقع في شرك الصلاة بالشفاه فقط، وغالبًا ما نسرع في الصّلوات لكي نفرغ منها بأسرع وقتٍ ونعود إلى اهتماماتنا الدّنيويّة الزّائلة، فنفقد سلامنا الدّاخليّ وتكون صلاتنا غير نافعة.
الصّوم والصّلاة هما وسيلتان لتجميل أرواحنا وإعادتها إلى حالتها الأصليّة. في هذا الزّمن المبارك، لا بدّ لنا من أن نجاهد لاكتساب صفات المسيح مخلّصنا. نحن نعلم أنّه كان وديعًا ومتواضعاً وصالحاً، وعلينا أن نحاول الإقتداء به، كما قال لنا: "تعلّموا منّي فإنّي وديعٌ ومتواضع القلب" (مت 11: 29). لكن، لا قوّة لنا للقيام بذلك من تلقاء أنفسنا، لذلك علينا أن نطلب معونة الربّ. فكما أنّ المصباح الكهربائيّ لا يعطينا الضّوء من دون طاقةٍ كهربائيّة، هكذا نحن لا نستطيع عمل شيءٍ من دون نعمة الله ومؤازرته كما قال: "من دوني لا تستطيعون شيئًا" (يو 15: 5)."
وتابع: "لو تواضع من توالوا على الحكم، ولو عملوا من أجل مصلحة لبنان هل كنّا وصلنا إلى هذا التحلّل في السلطة؟ ليكن ما وصلنا إليه درساً لكلّ مسؤولٍ يتبوأ مركز قيادةٍ أنّ عليه الخروج من أناه وكبريائه، والعمل من أجل الخير العامّ بتواضعٍ وتفانٍ ونزاهةٍ، وعدم إهمال شؤون الناس لأنّهم سبب وجوده في المسؤولية وغاية هذا الوجود. إنّ عجز من في يدهم السلطة والقرار عن اتّخاذ المواقف الحكيمة أو القيام بما يصبّ في مصلحة البلد هو ما قادهم إلى الفشل وأبعدهم عن الشّعب الذي يشعر أنّ الدولة أسلمت القيادة واستسلمت، وأنّ الجميع ينتظر الخارج فيما الخارج، إلى كونه منشغلاً بقضاياه ويعمل من أجل مصلحته، قد أصابه القرف وملّ من مشاكلنا، ومن تعنّت البعض والتمسّك بمصالحهم، وانحراف البعض الآخر وتخطّي الدستور، ووضع أطرافٍ أخرى الشروط التعجيزيّة، عوض أن يلتفّ الجميع حول مصلحة بلدهم كما تفعل سائر البلدان، ويجترحوا الحلول المناسبة لإخراج لبنان من مأزقه، وإبعاد السياسة عن القضاء ليعمّ العدل، وإصلاح الوضع الماليّ والإقتصاديّ، والحفاظ على الأمن داخل الحدود، وعلى حياة المواطنين كي لا يموتوا وأطفالهم، كما عليهم عدم الإستهتار بواجبهم كما شهدنا عند التصويت على بنود الموازنة وبعضهم كان يجهل مضمونها. ذكاء الحكّام ونزاهتهم ينهضان بالبلد ويضعانه في مصاف الدول الناجحة. أنظروا حولنا. بعض الدول التي تشارك الآن في تقرير شؤوننا كانت تحلم أن تصبح مثلنا في أيّام ازدهار بلدنا، فإذا بها تتفوّق علينا بفضل حكّامٍ رؤيويين ونظيفيّ الكفّ، رفعوها إلى أعلى المصاف. أمّا الّذين يقفون موقف العشّار في حياتهم الرّوحيّة، فهم يعرفون أنّ الله يعلم كلّ شيءٍ، وهو على درايةٍ بكلّ ضعفاتهم واحتياجاتهم، لذلك لا يضيّعون وقت الصّلاة بالمساومة ولا بالطّلبات، بل يغتنمون الفرصة ليظهروا توبةً وخشوعًا، ويقدّموا شكرًا لله على عطاياه".
وختم: "اليوم، تضعنا كنيستنا في مواجهة خطايانا، منبّهةً ومعلّمةً إيّانا أن نصلي بقلبٍ نقيٍّ متخشّعٍ ومتواضعٍ، لتكون صلاتنا ذبيحةً مقبولةً، وبخورًا زكياً أمام الرّبّ، كما نرتّل في صلواتنا: "لتستقم صلاتي كالبخور أمامك، وليكن رفع يديّ ذبيحةً مسائيّة".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
رئيس الضرائب: مكتبة الإسكندرية نموذجًا عالميًا في التحول الرقمي وإدارة المعرفة
أكدت رشا عبد العال، رئيس مصلحة الضرائب المصرية، أن مكتبة الإسكندرية تمثل نموذجًا عالميًا في التحول الرقمي وإدارة المعرفة، وهو ما يتماشى مع توجهات وزارة المالية ومصلحة الضرائب المصرية في تنفيذ التحول إلى مصلحة رقمية عصرية تعتمد على العلم والابتكار والتكنولوجيا في إدارة العمل الضريبي.
أتت هذه الزيارة استجابة لدعوة الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، وفي إطار حرص مصلحة الضرائب المصرية على التواصل مع مختلف المؤسسات الوطنية الرائدة، التي تمثل منارات للفكر والعلم والثقافة.
وقالت رئيس مصلحة الضرائب، إن مكتبة الإسكندرية ليست مجرد مكتبة بل تعد واحدة من أهم الصروح الثقافية في العالم، ومركزًا للتنوير والمعرفة يسهم في بناء الوعي الوطني ودعم جهود الدولة في التنمية المستدامة.
وأضافت «نحن نؤمن بأن بناء الإنسان لا يقل أهمية عن بناء الاقتصاد، وأن الثقافة والوعي الضريبي هما جناحان رئيسيان لنجاح المنظومة الحديثة التي نسعى لتطبيقها، ومن هنا تأتي أهمية التعاون بين مصلحة الضرائب والمؤسسات الثقافية والتعليمية الكبرى مثل مكتبة الإسكندرية والتي تتميز بريادتها وتنوع خدماتها في هذا المجال، لنشر الوعي العام، وتعزيز قيم الالتزام والمسؤولية.
وأوضحت رشا عبد العال، أن مصلحة الضرائب المصرية تعمل حاليًا على إعداد الحزمة الثانية من التسهيلات الضريبية، التي تهدف إلى إزالة التحديات أمام الممولين وتشجيعهم على الانضمام للمنظومة الرسمية، مؤكدة أن الإصلاح الضريبي لا يقتصر فقط على القوانين والإجراءات، بل يشمل أيضًا بناء ثقافة مجتمعية قائمة على الوعي والفهم المشترك بين الدولة والممول.
وأعربت رئيس مصلحة الضرائب المصرية، عن تقديرها البالغ لإدارة مكتبة الإسكندرية والعاملين بها، لما يبذلونه من جهد كبير في نشر الثقافة والمعرفة ودعم التواصل بين الأجيال، مؤكدة أن مكتبة الإسكندرية تعد رمزًا للحضارة المصرية وواجهة مشرفة للدولة أمام العالم، ومصدر إلهام لكل مؤسسة تطمح إلى التطوير والتميز.
اقرأ أيضاًالضرائب: التعاون مع «إي فينانس وإي تاكس» تعكس التزامًا حقيقيًا بتطوير المنظومة الضريبية الرقمية
رئيس مصلحة الضرائب تكرم الأمهات المثاليات: «منارات مضيئة في طريق الوطن»