بوابة الوفد:
2025-06-29@23:04:14 GMT

العودة إلى القرية

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

عندما كنت صغيرًا فى قريتنا «العويضات» بمركز قفْط كانت القرية هى العالم الأكبر بالنسبة لى.. مَجالس السمر، الكُتّاب، حلقات الذِّكر، الأغانى الشعبية، عازف الربابة، شاعر المناسبات، الكتب الصفراء التراثية؛ خطيب المسجد، مجالس المنادر، عدّيد النساء فى الجنائز، أغانى الحَصَّادين، القوانين غير المكتوبة التى تحدّد المباح والعيب.

. كلُّ هذا وذاك كان منبع الثقافة وبوصلة الاتجاه.. كنتُ أتساءل: ما الذى يفرض على ذلك الرجل الذى يأتى فوق حماره إذا مرَّ على مجلس عزاء يترجّل ويمشى جارًّا حماره حتى يفارق الكبار ثم يركب حماره ويذهب بعيدا؟ لماذا يحافظ الكبار على الصناديق والمكتبات القابعة فى دواليب الحيطان المغروزة بالجدار فغدت تلك الحوائط تحوى المخطوطات التى يحافظ الكبار عليها محافظة دقيقة ويتبرَّكون بها؟ القرية تختزل الحضارات والثقافات وتحلّ أزمة الإنسان المعاصر... كنت أعجبُ من أستاذى الألمانى عندما كان يهرب أيام الآحاد من بون وهى مدينة صغيرة قياسا إلى برلين وميونخ وهامبورج يفر من بون إلى قرية مجاورة ويقول لي: فى القرية أشعر بذاتى. القرية عالم فريد مدهش قائم بذاته، والطريف أن كل واحد فى القرية يعتقد أن هذه القرية تمثل العالم له، وأحداثها أشبه بحوادث العالم، يجتمع الناس فى حلقات بالمَلَقَة يهتمون بأدق الأخبار التى حدثت بالقرية، بَيْع وشراء، أو غنى مفاجئ، زواج أو طلاق، مشكلات المياه والحدود فى الأراضى الزراعية، بقرة فلان التى رفَصَتْ امرأته وهى تحلبها، والمجبّر الذى استقدموه ليجبر كَسْرها؛ علان الغائب الذى لم يعد يرسل لأمه نقودا، هذه الحكايا لا تُسرد كحدث فقط وإنما بالتحليلات والرؤى المتباينة، والمناقشات العِراكية، وعندما يصلون للأهلى والزمالك تتباين الآراء ويختلف الإخوة والأبناء مع آبائهم وأقاربهم، وتعلو الأصوات وقد تصل إلى شجار عنيف ثم يعرجون لحل مشاكل العالم فى سوريا والعراق وليبيا وكوريا الجنوبية وعلاقتها بالشمالية وأزمة الغذاء العالمى وربما طبقة الأوزون وحرائق غابات الأمازون، وتعلو الأصوات والعجيب أنهم يحللون مشكلات العالم ويقترحون لها حلولا لكنهم لا يفكرون فى مشكلاتهم الخاصة؛ ويبدأ بعضهم فى الانصراف فُرادى ليعم الصمت على الملَقة، الأعجب أن العادات والتقاليد مقدسة، ربما زحزحتها العولمة قليلا لكن الأصول أصول، وكل واحد فى القرية خبير أنساب وتواريخ مهما طال الزمن.

مختتم الكلام

كُلُّ يومٍ قطيعةٌ وعتابُ

ينقضى دهرُنا ونحنُ غِضابُ

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العودة إلى القرية العويضات

إقرأ أيضاً:

"لا أمية مع تكافل" تعقد لقاءها السنوي بالإسماعيلية بمشاركة هيئة تعليم الكبار

 

نظمت وزارة التضامن الاجتماعي من خلال مبادرة "لا أمية مع تكافل" اللقاء السنوي المشترك مع الهيئة العامة لتعليم الكبار، بمحافظة الإسماعيلية، وذلك على مدار ثلاثة أيام.
تناول اللقاء حصاد العام المالي الحالي، واستعرض أبرز التحديات والخطط المستقبلية للعام المالي القادم، ضمن مساعي الوزارة لمحو الأمية وتعزيز دمج مستفيدي برامج الحماية الاجتماعية في مسارات التعليم والعمل.

أكثر من 140 ألف مستفيد تم محو أميتهم.. وتوفير فرص عمل لآلاف الميسرين

استعرض الدكتور سمير الفقي، المشرف العام على المبادرة، أبرز ما تم تحقيقه خلال الفترة الماضية، مشيرًا إلى نجاح المبادرة في:

محو أمية 140،359 ألف دارس على مستوى جميع المحافظات.توفير فرص عمل مباشرة لأكثر من 13 ألف ميسر وميسرة من بينهم 8643 من مستفيدي "تكافل وكرامة" من حملة المؤهلات.تنفيذ 58 ورشة عمل تدريبية استفاد منها 1160 ميسر، بالتعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار.

كما تم اعتماد الحقيبة التعليمية التي أعدتها الوزارة لتناسب مختلف الفئات، من الأشخاص الأسوياء وذوي الإعاقات السمعية والبصرية.

التعاون مع "جسور" بالإسماعيلية.. وإدماج رسائل صندوق مكافحة الإدمان

شهدت محافظة الإسماعيلية تعاونًا ناجحًا مع مبادرة "جسور"، حيث تم تنفيذ 8 ورش عمل للمدرسين شملت مختلف مراكز وقرى المحافظة، وأسفرت عن اجتياز 10،787 دارس لاختبارات دورتي يناير وأبريل 2025.

كما نُظّمت ورشة تدريبية لمدربي المبادرة المعتمدين من اليونسكو بالتعاون مع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، بهدف دمج رسائل التوعية الخاصة بالصندوق ضمن التدريبات المقدمة لمدرسي المبادرة.

تسليم شهادات محو الأمية لأكثر من 4600 مستفيد

في ختام اللقاء، تم تسليم 4،678 شهادة نجاح لمستفيدين اجتازوا اختبارات محو الأمية، تمهيدًا لاستخدامها في استكمال مراحل التعليم أو تلبية متطلبات الجهات الحكومية، مثل استخراج رخص القيادة أو التوظيف.

حضور رسمي واسع ومشاركة فعالة من ممثلي المحافظات

شهد اللقاء حضور عدد من قيادات الوزارة والجهات الشريكة، من بينهم:

الأستاذ عمر حمزة، مستشار وزيرة التضامن الاجتماعي لتعليم الكبار ومدير المشروع.الدكتورة مها الحفناوي، مدير مديرية التضامن الاجتماعي بالإسماعيلية.المهندس رائد هيكل، رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار.الدكتور سمير الفقي، المشرف العام على المبادرة.ياسمين علي، مساعد المدير التنفيذي لصندوق دعم الصناعات الريفية والبيئية، إضافة إلى منسقي ومسؤولي المشروع من مختلف المحافظات.

 

1000442535 1000442534 1000442533 1000442532 1000442531 1000442530

مقالات مشابهة

  • "لا أمية مع تكافل" تعقد لقاءها السنوي بالإسماعيلية بمشاركة هيئة تعليم الكبار
  • "زهرات".. الحزن
  • كريمة أبو العينين تكتب: وحش الكون
  • مذيع بالتناصح: من اعتادوا الطعن في علماء دار الإفتاء يريدون الشهرة على أكتاف الكبار
  • «ويمبلدون» تنطلق غداً.. «تحدي الكبار» بين سينر وديوكوفيتش وألكاراز
  • قيادة قوات الدفاع الشعبى والعسكرى تنظم ندوة تثقيفية بمقر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
  • الفدائي الذي أربك الكبار.. وسام أبو علي على رادار أوروبا بعد ملحمة بورتو
  • كريم فؤاد يقترب من العودة.. والأهلي يمنح لاعبيه راحة طويلة بعد المونديال
  • صعود رسمي إلى القسم الممتاز.. مولودية الجزائر تعود إلى مكانتها بين الكبار
  • إنزاغي: جئنا لنكون بين الكبار والهلال يستحق التأهل