بوابة الوفد:
2025-05-15@06:41:12 GMT

العودة إلى القرية

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

عندما كنت صغيرًا فى قريتنا «العويضات» بمركز قفْط كانت القرية هى العالم الأكبر بالنسبة لى.. مَجالس السمر، الكُتّاب، حلقات الذِّكر، الأغانى الشعبية، عازف الربابة، شاعر المناسبات، الكتب الصفراء التراثية؛ خطيب المسجد، مجالس المنادر، عدّيد النساء فى الجنائز، أغانى الحَصَّادين، القوانين غير المكتوبة التى تحدّد المباح والعيب.

. كلُّ هذا وذاك كان منبع الثقافة وبوصلة الاتجاه.. كنتُ أتساءل: ما الذى يفرض على ذلك الرجل الذى يأتى فوق حماره إذا مرَّ على مجلس عزاء يترجّل ويمشى جارًّا حماره حتى يفارق الكبار ثم يركب حماره ويذهب بعيدا؟ لماذا يحافظ الكبار على الصناديق والمكتبات القابعة فى دواليب الحيطان المغروزة بالجدار فغدت تلك الحوائط تحوى المخطوطات التى يحافظ الكبار عليها محافظة دقيقة ويتبرَّكون بها؟ القرية تختزل الحضارات والثقافات وتحلّ أزمة الإنسان المعاصر... كنت أعجبُ من أستاذى الألمانى عندما كان يهرب أيام الآحاد من بون وهى مدينة صغيرة قياسا إلى برلين وميونخ وهامبورج يفر من بون إلى قرية مجاورة ويقول لي: فى القرية أشعر بذاتى. القرية عالم فريد مدهش قائم بذاته، والطريف أن كل واحد فى القرية يعتقد أن هذه القرية تمثل العالم له، وأحداثها أشبه بحوادث العالم، يجتمع الناس فى حلقات بالمَلَقَة يهتمون بأدق الأخبار التى حدثت بالقرية، بَيْع وشراء، أو غنى مفاجئ، زواج أو طلاق، مشكلات المياه والحدود فى الأراضى الزراعية، بقرة فلان التى رفَصَتْ امرأته وهى تحلبها، والمجبّر الذى استقدموه ليجبر كَسْرها؛ علان الغائب الذى لم يعد يرسل لأمه نقودا، هذه الحكايا لا تُسرد كحدث فقط وإنما بالتحليلات والرؤى المتباينة، والمناقشات العِراكية، وعندما يصلون للأهلى والزمالك تتباين الآراء ويختلف الإخوة والأبناء مع آبائهم وأقاربهم، وتعلو الأصوات وقد تصل إلى شجار عنيف ثم يعرجون لحل مشاكل العالم فى سوريا والعراق وليبيا وكوريا الجنوبية وعلاقتها بالشمالية وأزمة الغذاء العالمى وربما طبقة الأوزون وحرائق غابات الأمازون، وتعلو الأصوات والعجيب أنهم يحللون مشكلات العالم ويقترحون لها حلولا لكنهم لا يفكرون فى مشكلاتهم الخاصة؛ ويبدأ بعضهم فى الانصراف فُرادى ليعم الصمت على الملَقة، الأعجب أن العادات والتقاليد مقدسة، ربما زحزحتها العولمة قليلا لكن الأصول أصول، وكل واحد فى القرية خبير أنساب وتواريخ مهما طال الزمن.

مختتم الكلام

كُلُّ يومٍ قطيعةٌ وعتابُ

ينقضى دهرُنا ونحنُ غِضابُ

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العودة إلى القرية العويضات

إقرأ أيضاً:

عاجل - نيويورك تايمز: قبول ترامب للقصر الطائر يتجاوز حدود اللياقة

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن خطة إدارة ترامب لقبول طائرة فاخرة بقيمة 400 مليون دولار من قطر ليس سوى أحدث مثال على ما أسمته بـ "أجواء التحرر المتزايدة" في واشنطن في الولاية الثانية للرئيس، مشيرة إلى أن ترامب، المعروف بتعاملاته التجارية، لن يتمكن فقط من استخدام الطائرة أثناء توليه منصبه، بل من المتوقع أيضًا أن ينقلها إلى مؤسسته الرئاسية بمجرد مغادرته البيت الأبيض.

واتهمت الصحيفة إدارة ترامب الثانية بالازدراء الصارخ لمعايير اللياقة وللحواجز القانونية والسياسية التقليدية المحيطة بالخدمة العامة. وعزت السبب فى "جرأتها"، جزئيًا، إلى حكم المحكمة العليا الأمريكية العام الماضى الذى منح الرؤساء حصانة من أفعالهم الرسمية، وبسبب الواقع السياسي المتمثل في أن سيطرة ترامب على الحزب الجمهوري تعني أنه لا داعي للخوف من المساءلة.

ولفتت نيويورك تايمز إلى أن لجنة تنصيب ترامب جمعت 239 مليون دولار من مصالح تجارية ثرية على أمل كسب وده أو على الأقل تجنب غضبه، وهو أكثر من ضعف الرقم القياسي السابق، 107 ملايين دولار، الذى حققته لجنة تنصيبه في عام 2017. لا توجد طريقة لإنفاق ربع مليار دولار على حفلات العشاء والفعاليات، ولم تذكر اللجنة ما سيحدث للأموال المتبقية.

وقبل عودته إلى منصبه، أطلق الرئيس أيضًا عملة ترامب المشفرة، $TRUMP، والتي تسمح لمستثمري العملات المشفرة حول العالم بإثرائه. وقد حققت عائلته بالفعل ملايين الدولارات من رسوم المعاملات، ويبلغ احتياطيها الخاص من العملة الرقمية مليارات الدولارات على الورق.

وتابعت الصحيفة، إن ترامب ذهب إلى مدى أبعد من ذلك هذا الشهر، من خلال بيع العملة في مزاد علني مقابلة فرصة للوصول مباشرة إليه، معلنًا أن كبار المشترين سيحصلون على عشاء خاص في أحد ملاعب الجولف الخاصة به، وأن أكبر حاملي العملة سيحصلون على جولة في البيت الأبيض. وقد نجحت المسابقة في إضفاء اهتمام جديد على العملة، على الرغم من أنها لا تمتلك أي قيمة جوهرية.

مقالات مشابهة

  • بيتنا الذى كان .. او ما تبقى منه
  • متسخرش من آيات الله..رسالة محمد هنيدي بعد واقعة الزلزال
  • حكايات فنية من كواليس الكبار .. فتحي عبدالوهاب يكشف أسرار «الصنعة» |فيديو
  • "البحوث الفلكية" يكشف تفاصيل الزلزال الذى ضرب مصر
  • مؤسسة أبو العينين للنشاط الاجتماعي والثقافي تعقد امتحان محو أمية بالتعاون مع تعليم الكبار
  • عاجل - وزير السياحة السعودي: نخطط لجذب 50 مليون سائح ودخول قائمة الـ5 الكبار عالميًا بحلول 2030
  • حبيسة الأحلام  
  • عاجل - نيويورك تايمز: قبول ترامب للقصر الطائر يتجاوز حدود اللياقة
  • خالد بن محمد بن زايد يزور القرية الثقافية والتراثية في أستانا
  • رافقه خلالها الرئيس الكازاخستاني.. ولي عهد أبوظبي يزور القرية الثقافية والتراثية في العاصمة أستانا ويطّلع على الموروث الثقافي الكازاخستاني