دشنت سلطنة عُمان ممثلة في غرفة تجارة وصناعة عمان، منتدى صحار للاستثمار 2024 بمشاركة أكثر من 20 دولة وبلغت الفرص الاستثمارية التي طرحتها الغرفة على هامش المنتدى 104 فرص استثمارية تبلغ قيمتها الإجمالية مليار ريال عماني تتضمن ثمانية قطاعات رئيسية وهي الصناعي واللوجستي والاقتصاد الدائري والتعدين والأمن الغذائي والسياحة وتقنية المعلومات وقطاع الرعاية الصحية ومن المتوقع أن توفر 9 آلاف فرصة وظيفية.


أكد محمد بن سليمان الكندي محافظ شمال الباطنة، أن الأمن والأمان هو ركيزة أي نشاط اقتصادي وأن ما تتمتع به سلطنة عمان من مقومات الاستقرار السياسي وارتفاع مؤشرات الأمان وانخفاض معدلات الجريمة يضع سلطنة عمان وجهة للاستثمار الآمن والازدهار الاقتصادي، مشيرا إلى أن ما تمتلكه شمال الباطنة من جاهزية لوجستية وتكامل في البنى التحتية يعد حافزا لنمو الأنشطة الاقتصادية في كافة القطاعات حيث تستحوذ المحافظة على ما نسبته 16% من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي للسلطنة بقرابة 11 مليار دولار أمريكي.
وذكر أن المشاريع التنموية الاستراتيجية القائمة في شمال الباطنة تعد رافدا للحركة الاقتصادية فيها، فميناء صحار والمنطقة الحرة التابعة له يعد أحد محركات الاقتصاد المحلي في المحافظة والسلطنة ككل حيث يربط الميناء سلطنة عمان بأكثر من 550 ميناء حول العالم بشكل مباشر وغير مباشر ويستقبل أكثر من 3000 سفينة سنويا، وقد تجاوز الاستثمارات فيه حاجز 27 مليار دولار.
تزخر شمال الباطنة بمقومات اقتصادية وبنية تحتية وبيئة استثمارية خصبة وجاذبة تؤهلها لاستقطاب الاستثمارات ورؤوس الأموال المحلية والأجنبية والمستثمرين من مختلف دول العالم وتسويقها كوجهة جاذبة، مشيرا إلى أهمية دور الغرفة في تعزيز مكانة سلطنة عمان كوجهة استثمارية جذابة ودعم القطاع الخاص للاستفادة من مختلف الفرص الاستثمارية.
يأتي المنتدى بهدف إيجاد منصة تجمع القيادات والمسؤولين ورجال الأعمال والمستثمرين لتسليط الضوء على المستجدات في المشهد الاستثماري في المحافظة واستغلال المقومات والمزايا العديدة التي تتمتع بها بما يتوفر لها من قدرات وإمكانات فريدة تؤهلها لأن تكون قبلة للاستثمارات الدولية وهو ما سيسهم في تعزيز حضور سلطنة عمان على خريطة الاستثمار العالمية بوصفها وجهة جاذبة للاستثمارات الباحثة عن فرص النمو والتوسع.
يوفر المنتدى ببرنامجه الحافل الأرضية المناسبة لجميع المهتمين من المستثمرين للاطلاع عن قرب على المنظومة الاستثمارية ومستجدات المشهد الاقتصادي في سلطنة عمان ومحافظة شمال الباطنة على وجه الخصوص والتطورات المتسارعة التي تشهدها مدينة صحار والمناطق المجاورة لها وسيخلق المنتدى حوارا معمقا وواسعا حول العديد من المواضيع والملفات التي يبسطها المنتدى على طاولة البحث علاوة على اللقاءات الثنائية التي ستجمع المستثمرين بممثلي الجهات ذات العلاقة بملف الاستثمار هنا في سلطنة عمان ورجال الأعمال والمسؤولين.
وعلى هامش أعمال المنتدى تم توقيع عدد من الاتفاقيات والعقود تجاوزت قيمتها الـ100 مليون ريال عماني بين كل من وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، مدائن، وميناء صحار والمنطقة الحرة مع عدد من المستثمرين مما سيسهم في تعزيز النمو في محافظة شمال الباطنة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: شمال الباطنة سلطنة عمان

إقرأ أيضاً:

الاستشراف الاستراتيجي

حاتم الطائي

◄ "منتدى الدوحة" منارة فكرية قادرة على إحداث الأثر الإيجابي للعمل البحثي

◄ مكانة سلطنة عُمان تفرض ضرورة إنشاء مركز وطني مستقل للبحوث والدراسات

◄ الفكر الاستشرافي قضية استراتيجية مُلحَّة لمواجهة التحديات داخليًا وخارجيًا

تحدَّثنا مرارًا عن أهمية أن يكون في وطننا الحبيب مركز أبحاث على مستوى عالمي، يطرح الأفكار والرؤى بكل مهنية واحتراف ووعي عميق بأبعاد الأزمات؛ سواء محلية أو إقليمية أو دولية، وذلك من منطلق القوى الناعمة التي تتمتع بها سلطنة عُمان بفضل نهجها القائم على الحياد الإيجابي ونصرة القضايا العادلة والتوسط النزيه في عديد من الملفات.

وقد تجددت الفكرة في ذهني أثناء حضوري أعمال منتدى الدوحة 2025، في دولة قطر الشقيقة، هذا المنتدى الذي رسَّخ مكانته بين كبرى المنتديات الفكرية حول العالم، والذي لا يقل أهمية عن منتدى دافوس أو منتدى سان بطرسبرج أو منتدى ميونخ للأمن، فجميع هذه المنتديات تعمل كمراكز بحثية "Think Tank" وتضم كوكبة من الخبراء والباحثين وذوي الفكر، وتؤدي مسؤوليتها بأدوات مُبتكرة ومتطورة، وتنعقد سنويًا لتصب هذه الأفكار والخبرات في بوتقة المعرفة بما يخدم قضايا التنمية وحلحلة الملفات العالقة وتذويب التحديات. ولقد أعجبني كثيرًا التنظيم المُميز لأعمال منتدى الدوحة، وحرص القائمين عليه على دعوة رؤساء تحرير الصحف وأبرز الصحفيين في المنطقة والعالم، ما يُؤكد الإيمان الواضح بأهمية دور الإعلام والصحافة في نقل الحقائق وتغطية مثل هذه الأحداث. وما يُعزز من مكانة المُنتدى ويرفع قدره، أنه ينعقد تحت الرعاية الكريمة من سُّمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة، بحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات والمنظمات ووزراء الخارجية والدبلوماسيين والفاعلين في المشهد السياسي والاقتصادي العالمي.

الواقع يُؤكد أنَّ سلطنة عُمان بما تتمتع به من مكانة دبلوماسية مرموقة بين الأمم والشعوب، وبما تُعلنه من مواقف مُشرِّفة، جديرة بأن يتأسس فيها مركز أبحاث يعقد منتدى سنويًا لتدارس القضايا الحيوية، بدءًا من التنويع الاقتصادي والتحديات الجيواستراتيجية والمخاطر الاجتماعية مرورًا بمستقبل التقنيات الحديثة، وليس انتهاءً بالقضايا الأمنية. ولا ريب أن تأسيس مركز أبحاث عُماني يُعضد من مكانة مؤسسات المجتمع المدني وبيوت الخبرة الفكرية في وطننا الحبيب، لا سيما وأن مثل هذه المراكز تعمل كنقطة جذب للمتخصصين؛ إذ تستقطب باحثين ومُحللين في مختلف مجالات الحياة، وتوفر فرصة مواتية للاستعانة بأصحاب الخبرات من المُتقاعدين، خاصة الذين خدموا في مواقع استراتيجية فاعلة.

ولذلك نتطلع بكل شغف إلى أن تتبنى حكومتنا الرشيدة مبادرتنا لتأسيس مركز أبحاث عُماني، يتولى إعداد الدراسات والبحوث المُستقلة، ويعمل على طرح رؤى نوعية تلامس احتياجات المجتمع وتستشرف المُستقبل بأسلوب مُحايد وموضوعي بعيدًا عن الرؤى الصادرة عن المؤسسات الحكومية التي عادةً ما تصطبغ بالطابع الرسمي المُتحفِّظ والذي يضع الكثير من الاعتبارات في رؤيته. وليس على الجهات المعنية في الحكومة سوى تقديم الدعم اللوجستي والمالي لضمان تأسيس هذا المركز على أعمدة صلبة تضمن استدامة عمله، مثل تخصيص مقر ومبلغ دعم سنوي لتغطية النفقات وتكلفة الباحثين والخبراء وغيرها. ولا يُخالطني شكٌ بأنَّ هناك من المسؤولين من يُؤمن بأهمية هذا المركز وضرورة تأسيسه، ليكون عونًا وذراعًا بحثية محايدة لمؤسسات الدولة والمُجتمع بشكل عامٍ.

إن تأسيس مركز الأبحاث العُماني، من شأنه أن يضع عُمان على خارطة المراكز البحثية حول العالم، وأن تكون مسقط قِبلة للباحثين في الشأن العام والخبراء الاستراتيجيين، كما هي قِبلة للباحثين عن السلام والمفاوضات الجادة التي تُحقق النتائج المرجوة.

لقد كشف ما مرّت به المنطقة وما تزال، من تحديات غير مسبوقة، لا سيما في مرحلة ما بعد غزة، مدى المخاطر التي يُمكن أن تواجهها الدول، ومن بينها سلطنة عُمان؛ الأمر الذي يستلزم الإسراع في إنشاء هذا المركز؛ إذ إنَّ من بين الأدوار المنوطة بمثل هذه المراكز، التواصل مع الباحثين حول العالم، للتعرف على الرؤى والأطروحات ذات الصلة بالقضايا الحساسة والمؤثرة في السياسات، وهي مهمة يجب أن تؤديها مؤسسات المجتمع بعيدًا عن الإجراءات الرسمية للجهات الحكومية المعنية.

وهذا المركز البحثي يُؤكد مدى الأهمية الاستراتيجية لـ"الفكر الاستشرافي"؛ باعتباره قضية مُلحّة تتقاطع مع المُجريات على أرض الواقع، وتتماهى مع التحديات التي تفرضها الظروف الداخلية والخارجية؛ بما يتطلب أن تظل هناك جهات مدنية فاعلة تعمل على مُراجعة وتقييم السياسات والمتغيرات ومن ثم استشراف المستقبل، مع التأكيد على أهمية الانفتاح على الأفكار الجديدة والحوار الصريح مع الجميع والتجديد في طبيعة الرؤى والطرح، إلى جانب الاسترشاد بالتجارب العالمية الناجحة في بناء جسور المعرفة والتواصل والتسويق الذكي عبر مفهوم القوى الناعمة.

لا شك أنَّ العالم من حولنا يحتفظ بصورة إيجابية عن وطننا العزيز، سلطنة عُمان، وهي صورة تشكّلت على مدى عقود؛ باعتباره بلدًا للسلام والحوار الدبلوماسي الهادئ والرصين، وهو ما ساعد عدة أطراف دولية وإقليمية لأن تثق في الوسيط العُماني؛ نظرًا لما يتمتع به من مصداقية عالية وقدرة على استيعاب مختلف الرؤى وإعادة صياغتها بأسلوب احترافي يحظى بتوافق الأطراف المُتنازعة، ويُسهم في إيجاد الحلول العادلة التي تُرضي الجميع. وهذه الصورة البنَّاءة والإيجابية يتعين البناء عليها بصورة أكبر، خاصةً في خِضَمِّ عالمٍ يزداد تعقيدًا وحسابات إقليمية ودولية تستغل الثغرات.

وإنشاء مركز أبحاث عُماني ومنصة حوارية سنوية سوف يُرسِّخ من جهود الدبلوماسية العُمانية، دبلوماسية رجل السلام المُتجسِّدة في السياسات الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم- أيده الله.

ويبقى القول.. إنَّنا نطرحُ هذه المُبادرة، ونحن في جريدة "الرؤية"، أثبتنا قدرةً مشهودةً على إحداث تطورٍ في صناعة المُنتديات والمُؤتمرات، عامًا تلو الآخر، ليس لتكون مجرد تجمعات للعلاقات العامة وتسهيل الأعمال، لكن باعتبارها منصات بحثية واستشرافية نخبوية تستهدف الصالح العام بعيدًا عن المصالح الضيقة أو الرؤى المُنحازة. وهذه المنصات التي نجحنا في أن تتحول لجزء أصيل من الحراك الوطني الفاعل، تحتاج لانطلاقةٍ كبرى، تُواكب مسيرة نهضتنا المُتجددة، وتستند إلى شراكات أكبر لصناعة أثر أقوى، من خلال تفعيل الشراكة الحقيقية المتينة التي تضمن الاستدامة والابتكار، وكُلنا أمل بأن تجد هذه الدعوة صداها المنشود، وأن يتأسس أول مركز بحثي وطني مستقل في سلطنة عُمان.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • "منتدى الإدارة المحلية" يُرسخ نهج اللامركزية في تمكين المحافظات ودفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية
  • انطلاق فعاليات متنوعة بملتقى رواد الاستدامة البيئية بصحار
  • اتفاقية شراكة مجتمعية لتعزيز التنمية المحلية وتمكين الشباب في شمال الباطنة
  • وفد من الأعيان يشارك في افتتاح منتدى الدوحة 2025
  • الخطيب: ضخ 500 مليار دولار استثمارات لتطوير البنية التحتية وبناء شبكات طرق وموانئ
  • الرئيس التنفيذي للاستثمار في «ألفاظبي القابضة» لـ«الاتحاد»: مقومات الإمارات تمنح المستثمرين دعماً في مواجهة تقلبات الأسواق العالمية
  • الاستشراف الاستراتيجي
  • النظام الضريبي في سلطنة عُمان مواتٍ وجاذب للاستثمار الأجنبي
  • شمال الشرقية تطلق مشاريع استثمارية نوعية لتعزيز التنمية والسياحة
  • حاكم زابوروجيه: شركات من الإمارات تخطط للاستثمار في المنطقة