كشفت دراسة أمريكية حديثة عن الأهداف الحقيقية للحوثيين من وراء مواصلة التصعيد في البحر الأحمر والاستمرار في مهاجمة السفن التجارية وتهديد سلامة حركة الملاحة التجارية الدولية عبر أحد أهم الممرات المائية في العالم .

واعتبرت الدراسة الصادرة عن معهد "أمريكان انتربيرايز" والتي شارك فيها ستة من الباحثين الأمريكيين واليمنيين، إن "هجمات الحوثيين تأتي في سياق سعيهم لتحقيق طموحاتهم الأوسع في اليمن والمنطقة نيابة عن حلفائهم الإيرانيين" مشيرة الى ان كل من إيران والحوثيين يحصلون لأنفسهم على مكاسب هائلة من خلال إظهار قدرة الميلشيا على استخدام الأسلحة الإيرانية للتدخل وإمكانية إغلاق الملاحة في المنطقة".

ولفتت الدراسة شارك في اعدادها "كينيث م. بولاك، كاثرين زيمرمان، ندوى الدوسري، كيسي كومبس، إبراهيم جلال، براء شيبان" – واطلع عليها مأرب برس- إلى أنه علاوة على ذلك صمد الحوثيون أمام سنوات من الضربات الجوية السعودية والإماراتية دون تغيير سلوكهم منوهة إلى أن "هجمات الحوثيين على السفن في باب المندب والبحر الأحمر تمثل تهديدًا مباشرًا للمصالح الأمريكية الحيوية في التجارة الحرة والتجارة العالمية، بالإضافة إلى تهديد عام للحلفاء والمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط".

 

وأكدت الدراسة انه " سيتعين على الولايات المتحدة وحلفائها تقديم شيء أكثر قيمة للحوثيين مما يجنونه من هذه الهجمات على الملاحة. لافتاً إلى أن الشيء الوحيد الذي يلبي هذا المعيار هو سيطرة الحوثيين على الأراضي اليمنية، وهو ما أظهر الحوثيون استعدادهم للتضحية من أجل الحفاظ عليها" معتبرة "أن الولايات المتحدة ومصالحها وحلفائها مرتبطة في الوقت الحالي بنتائج الحرب في اليمن، “وأن الاهتمام الحالي يكمن في ضمان عدم سيادة الحوثيين على مستقبل البلاد".

 

وأشارت الدراسة الى أنه "يجب على الولايات المتحدة أن تبدأ في تسليح وتدريب وتجهيز ودعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا بأشكال أخرى في صراعها المستمر مع الحوثيين لاستعادة الأراضي المحتلة منهم محذرة من تداعيات أي وجود عسكري امريكي على الأرض في اليمن.

 وقدم الدراسة الصادرة عن معهد "أمريكان انتربرايز" التوصيات السياسية لصانع القرار الأمريكي والتي تقوم على “تقديم الدعم العسكري للحكومة اليمنية. ولا ينبغي أن يكون هذا الدعم في شكل قوات أمريكية تقاتل في أدوار قتالية أو أي انتشار كبير في اليمن أو المنطقة؛ وبدلاً من ذلك، يجب أن تركز الأسلحة والتدريبات السرية على تطوير القدرات الحيوية وتوفير عوامل التمكين لمنح القوات المسلحة اليمنية الميزة التي تحتاجها ضد الحوثيين" منوهة الى انه يمكن أن يكون الدعم الأمريكي مشروطا بتقدم الحكومة اليمنية نحو توحيد القيادة والسيطرة على القوات المناهضة للحوثيين في إطار مؤسسات الدولة".

وحددت الدراسة عناصر الدعم العسكري المحتمل للجيش اليمني والذي يشمل:

-المعدات العسكرية المناسبة لساحة المعركة اليمنية.

-التكنولوجيا ذات المصادر التجارية لتحسين الاستهداف، مثل المنتجات التي ستمكن القوات اليمنية من تحديد وتحييد مواقع ترددات الراديو المحددة.

-تدريب عسكري محدود لتطوير المهارات المتخصصة في وحدات معينة.

-تقديم المشورة والمساعدة في التخطيط الاستراتيجي والتشغيلي.

-دعم جوي أميركي محتمل للعمليات البرية المناهضة للحوثيين. على الرغم من أن بعض الأنظمة المتقدمة (مثل الصواريخ الموجهة الحديثة المضادة للدبابات) يمكن أن تكون مفيدة، فقد تم استخدمت الحرب اليمنية إلى حد كبير باستخدام الأسلحة السوفيتية التي تعود إلى حقبة الخمسينيات من القرن الماضي على كلا الجانبين، ويجب أن تشكل المعدات العسكرية المناسبة الجزء الأكبر من شحنات الأسلحة الأمريكية إلى الجيش اليمني.

-اعتراض وتعطيل الدعم الإيراني للحوثيين. إن الحد من قدرة إيران على دعم الحوثيين سيقلل من قدرة الحوثيين على التعافي من النكسات العسكرية والرد. ويمكن أن يشمل ذلك مكافحة تهريب الأسلحة. تعطيل إشارات الحرس الثوري الإيراني من السفن العسكرية الموجودة في البحر الأحمر وخليج عدن وتقدم المعلومات للحوثيين.

-جعل مكونات الأسلحة ذات المصدر الإيراني غير فعالة. وإذا سنحت الفرصة، فإن تخريب التكنولوجيا الإيرانية المصدر إما عن طريق تعديلات البرامج أو الأجهزة يمكن أن يقلل من ثقة الحوثيين في دقة أو فعالية هذه الأسلحة.

-دعم خفر السواحل اليمني لتعزيز الدوريات في المياه الإقليمية اليمنية والحد من النشاط البحري للحوثيين من خلال توفير السفن والتدريب وأشكال المساعدة الأخرى.

-رفع السرية عن المعلومات الاستخبارية حول دور إيران وحزب الله اللبناني في الصراع.

-بناء حوارات المسار الثاني لوضع الأسس لجوانب عملية السلام المستقبلية، بما في ذلك إصلاح قطاع الأمن ونزع السلاح. فرض عقوبات على أعضاء الحوثيين ومؤيديهم لمواصلة الضغط الاقتصادي حيثما أمكن ذلك. توسيع العقوبات لتشمل شبكات تمويل الحوثيين التي تتم إدارتها من أماكن أخرى في المنطقة.

  

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: الحوثیین على فی الیمن

إقرأ أيضاً:

الحكومة اليمنية: فيلم صالح شهادة دامغة على بشاعة الحوثيين وحقيقة مشروعهم الدموي

اعتبرت الحكومة اليمنية الفيلم الوثائقي الذي بثته قناة "العربية" حول الساعات الأخيرة في حياة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، شهادة تاريخية دامغة على بشاعة المشروع الحوثي، وتوثيقًا نادرًا للحظة مفصلية من لحظات الصراع اليمني، تجسدت فيها ملامح البطولة والمواجهة والخذلان معًا.

وفي أول تعليق رسمي على الفيلم، قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، في تدوينة على منصة "إكس"، إن الوثائقي يُعيد تسليط الضوء على واحدة من أبشع جرائم الاغتيال السياسي التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية بحق رئيس سابق للجمهورية، مضيفًا أن الفيلم "يكشف بوضوح الوجه الحقيقي للمليشيا القائم على الغدر والخيانة والانقلاب على كل ما هو وطني".

وأشار الإرياني إلى أن مليشيا الحوثي "لم تنتصر بقوتها العسكرية، بل بخيانة شركاء الداخل، وبالانقسامات التي مزقت الصف الجمهوري، وغياب موقف وطني موحد كان كفيلًا بإسقاط المشروع الإيراني في مهده". وأوضح أن الوثائقي "فضح طبيعة الحوثيين التي لا تؤمن بالشراكة، ولا تعترف بالعهود، وتمضي على نهج الدم والدمار لتكريس مشروعها السلالي الطائفي".

>>"المعركة الأخيرة".. وثائقي يفتح جراح الخيانة ويعيد "صالح" إلى واجهة الذاكرة اليمنية

ولفت وزير الإعلام إلى أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح، رغم ما شابه من خلافات مع القوى الوطنية، قد اتخذ موقفًا شجاعًا وواضحًا في لحظة الحقيقة، عندما انحاز إلى صف الجمهورية والدولة، ورفض المساومة أو الهروب، مضيفًا: "واجه الغدر الحوثي بشجاعة نادرة، وسقط مقاتلًا في الميدان، فربح شرف الموقف، وختم حياته واقفًا لا منكسرًا".

وأكد الإرياني أن الوثائقي يمثل "أكثر من مجرد عرض سردي للحدث؛ إنه وثيقة وعي وذاكرة، تسلط الضوء على المعركة الحقيقية التي تخوضها اليمن: معركة الهوية والانتماء الوطني، في مواجهة مشروع طائفي دخيل يهدد كيان الدولة والمجتمع".

وشدد الوزير على أن "استعادة الدولة لا يمكن أن تتم دون مصالحة وطنية شاملة، تعيد توحيد الصف الجمهوري، وتغلب المصلحة العليا لليمن على الخلافات الضيقة". وختم بالقول: "الوقت قد حان لتجاوز الجراح، والالتفاف حول هدف استعادة الدولة ومؤسساتها، وإنهاء الانقلاب، وبناء يمن جديد يليق بتضحيات أبنائه".

مقالات مشابهة

  • عيون الحوثي على صافر.. تحرك حوثي لتفجير الوضع عسكريًا في 3 محاور
  • جنرال أمريكي: هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ساهمت في تطوير التكتيكات العسكرية الأمريكية
  • تدخل رئاسي لإنتشال شركة الخطوط الجوية اليمنية يفضي للكشف عن الجهة التي تسببت في تدهورها الكبير
  • الحكومة اليمنية: فيلم صالح شهادة دامغة على بشاعة الحوثيين وحقيقة مشروعهم الدموي
  • أثر الذكاء الاصطناعي على إنتاجية المبرمجين: نتائج متباينة تكشفها دراسة حديثة
  • دراسة تكشف هل الشفاة الممتلئة هي الأكثر جاذبية
  • فضيحة مدوية لـ طارق صالح بشأن “الحوثيين” والبحر الأحمر
  • تحليل أمريكي: العقوبات والعمل العسكري يفشلان في وقف هجمات الحوثيين (ترجمة خاصة)
  • دراسة تحل لغزاً عمره 5 آلاف عام
  • دراسة حديثة لـ«تريندز»: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل العلاقات الدولية بشكل عميق