يؤمّن للبنان الصمود.. بوشكيان: نحتاج إلى دعم المجتمع الدولي
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
افتتح وزير الصناعة النائب جورج بوشكيان، معرض مؤسسات الغذاء 2024 ( Food Enterprises Exposition ) الذي ينظّمه ويدعمه برنامج الأغذية العالمي World Food Program في فندق كمبينسكي في حضور ممثّل البرنامج في لبنان عبدالله الوردات، وعدد من الصناعيين والعارضين والتجار والمستفيدين من البرنامج. يهدف الحدث إلى تسهيل التعاون والتواصل بين شركات البيع والمورّدين.
وفي كلمة له، أوضح بوشكيان أن المعرض يهدف إلى "اقامة شبكات تواصل Networking بين المنتِج اللبناني Industrialist وتجّار التجزئة اللبنانيين Retails في نقاط ومحلات بيع موصولة بالبرنامج، يزوّدها الصناعي بالمنتجات الوطنية، وهي بغالبيتها صناعات زراعية وخفيفة خضع أصحابُها لدورات تدريبيّة، ونالوا دعماً من برنامج الأغذية العالمي". وقال: "لتبسيط الأمور أكثر، الجهات المستفيدة هي الصناعي والمزارع والتاجر والمستهلك والبيئة الحاضنة لجميع هؤلاء. ويحاول البرنامج المساهمة في دعم السكان في المناطق الريفية وتحسين سبل العيش في هذه المناطق". ولفت إلى أن "هذا النشاط المشكور هو في الحقيقة محدودُ الأهداف والقدرات لتلبية ومساعدة ما يحتاج الاقتصاد اللبناني إليه لتحقيق النموّ ودفعِه إلى الأمام". وأضاف وزير الصناعة: "إذا أشَرْنا إلى المجتمعات الأكثر فقراً التي تحضُن النازحَ السوري في لبنان، فذلك يعني أنّنا لا زلنا ندور في الحلقة المفرغة ذاتها، وهي مساواة اللبناني والنازح بالدعم والمساعدة. بينما تطالب الحكومة اللبنانية المجتمع الدولي باعادة النازحين إلى مناطقهم الآمنة في سوريا، حيث تقوم المنظّمات الدولية بمساعدتهم هناك". وتابع: "أمّا بالنسبة إلى شبكات التصنيع والتسويق في الداخل اللبناني، وهي على أهمّيتها، فإنّها تحتاج إلى تحرّك أوسع وأكثر فاعلية. لقد تواصلت مرّات عديدة مع مختلف الهيئات والمنظّمات الأمميّة وسفراء الدول الأجنبية. وتباحثنا في ضرورة تسهيل دخول المنتجات الصناعية اللبنانية المتمتّعة بالمواصفات الدوليّة إلى الأسواق العالمية. فبذلك، يرتفع حجم الانتاج، ونضاعف القدرات التسويقية والتنافسية". وأردف: "إضافة إلى ذلك، ركّزت مع رؤساء وممثّلي البعثات والمنظّمات على ضرورة اعطاء الأفضلية للصناعة الوطنية في مشترياتهم وحاجاتهم. وبذلك أيضاً يدعمون الاقتصاد والصناعة، ويتوجّه التوظيف نحو الاستثمارات المنتجة التي توظّف اليد العاملة اللبنانية المتخصّصة والخبيرة". وقال بوشكيان: "نحتاج إلى دعم المجتمع الدولي، نحن لا نطلب دعماً مادياً. وإنما دعمٌ يؤمّن للبنان الصمود والقدرة على مواجهة التحديات وتجاوزها".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
هكذا حوّل الاحتلال وادي الحجير اللبناني من مقصد سياحي إلى خراب
جنوب لبنان- لطالما ارتبط اسم وادي الحجير في الجنوب اللبناني بتاريخ الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، إذ كان ساحة قتال حقيقية، وقد خاضت فيه المقاومة في لبنان أشرس المعارك مع الاحتلال، ولعل أبرزها المواجهات التي وقعت عام 1997 ومجزرة دبابات الميركافا في حرب يوليو/تموز 2006.
تضاريس هذا الوادي ووعورته إضافة إلى غطائه النباتي المميز جعلته منطقة صعبة على الاحتلال، وبعد انتهاء حرب 2006 اكتسب شهرة واسعة وأصبح على خارطة السياحة اللبنانية.
وفي 23 يوليو/تموز 2010، أصدر مجلس النواب اللبناني القانون رقم 121 الذي صنّف فيه وادي الحجير محمية طبيعية، يمتد من مجرى نهر الليطاني في بلدة قعقعية الجسر بقضاء النبطية حتى بلدة عيترون بقضاء بنت جبيل، الأمر الذي حوّله إلى مقصد للبنانيين والسياح، وخاصة من يمارس رياضة المشي في الطبيعة، كما انتشرت عشرات المؤسسات السياحية داخل الوادي وعلى التلال المحيطة به.
ولكن الحرب الأخيرة على لبنان لم تكن كسابقاتها، فقد دخل جيش الاحتلال -مع إعلان وقف إطلاق النار- إلى المحمية وعمد إلى تدميرها بشكل ممنهج، فجرف الطرقات والجبال واقتلع الأشجار، وأسقط أعمدة الكهرباء وقطّع الشبكات الكهربائية، فتحول الوادي إلى منطقة منعدمة من مظاهر الحياة وحرم زواره منه.
وبجولة الجزيرة نت في الوادي، لاحظنا أن حركة المرور تكاد تكون منعدمة، وصادفنا إبراهيم فواز الذي وصف وادي الحجير بمدينة الأشباح، وقال إنه كان مقصدا للبنانيين من كافة المحافظات وللسياح من مختلف الدول، الذين كانوا يأتون للاستمتاع بمياهه وبأشجاره وبمنتجعاته وبطاحونته الأثرية، أما اليوم فأصبح ممر طريق لفئة قليلة من أبناء القرى المجاورة، ولا يمكن أن تعود الناس إليه، في ظل الخراب الذي لحق ببنيته التحتية.
ويضيف فواز "هناك خوف لدى المواطنين من عمليات القصف التي تحدث بين حين وآخر، فقبل الظهر نشاهد حركة مرور خجولة جدا، ومع حلول فترة العصر تصبح معدومة".
إعلانومع انتهاء مهلة الـ60 يوما التي تلت إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، عاد حسن جعفر إلى المنتجع الذي يديره في محمية الوادي الطبيعية، وباشر بإجراء الإصلاحات اللازمة ليعيد الحياة إليه من جديد بعد إغلاق دام عامين.
ويتحدث جعفر للجزيرة نت عن الصعوبات التي تواجهه كما كل أصحاب المنتجعات في الوادي، وأولها الواقع الأمني المتردّي والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الجنوب التي لم تتوقف، حيث تشكل قلقا دائما لدى المواطنين.
ويشير جعفر إلى أن جيش الاحتلال أقدم على تدمير كل البنية التحتية الضرورية في الوادي من ماء وكهرباء واتصالات وطرقات، وحوّلها إلى منطقة منكوبة. ويؤكد أنه لا يمكن معاودة النشاط السياحي للمحمية أمام هذا الواقع المرير، ويتساءل "كيف سيصل الناس إلى المنتجعات في ظل الدمار الواقع؟".
ووفقا له، "فالمطلوب أولا هدوء أمني قبل كل شيء، فالمنطقة مهجورة ولا أحد يتجرأ أن يمر بالوادي إلا من لديه حالة ضرورية من أبناء المنطقة، وهذا الوادي كان يعج بالناس من كل المناطق، والمنتجعات كانت تضيق بروادها، أما اليوم وبعد الحرب لم يعد يزورنا أحد".
خلّفت الحرب الأخيرة خسائر اقتصادية كبيرة على أصحاب المنتجعات السياحية، فقبلها مرت البلاد بانهيار اقتصادي كبير انعكس سلبا على جميع اللبنانيين، وأتت بعدها جائحة كورونا لتزيد الأمور تعقيدا، وما لبث أن التقط القطاع السياحي في الجنوب أنفاسه حتى أتت الحرب الإسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول 2023 لتعيد الأمور إلى نقطة الصفر.
يملك علي فياض منتجعا في محمية وادي الحجير الطبيعية، ويتحدث للجزيرة نت عما رتبته الحرب الأخيرة عليه من أعباء، فعدا عن العامين الماضيين اللذين أُرغم فيهما على الإغلاق، فقد تكلف أعباء إضافية.
إعلانويقول "دفعتُ حتى الآن 100 ألف دولار بدل الإصلاحات التي لحقت بالمنتجع جراء الحرب، لقد كان ركيزة أساسية لي ولـ50 موظفا يعملون فيه، كلهم خسروا مصدر رزقهم بسبب الإغلاق، ونحن كأصحاب مؤسسات خسرنا الكثير قبل الحرب وخلالها وبعدها".
ويشتكي فياض من "غياب كافة الجهات الرسمية عن معاناة أصحاب المؤسسات"، ويؤكد أنه "ناشد نوابا ووزراء وبلديات المنطقة الوقوف إلى جانبهم لمعاودة نشاطهم في الوادي، لكن دون جدوى".
ويوضح أن "الحد الأدنى أن يقوم المعنيون بإصلاح الطرقات داخل الوادي، نحن ندفع رسوما لمصلحة تسجيل السيارات التابعة للدولة اللبنانية، وبدورها يجب عليها أن تصلح لنا الطرقات وتعيد لنا شبكات الكهرباء لكي نعود إلى مؤسساتنا، ولكي يتمكن الناس من زيارة هذه المنتجعات مجددا، ولكن للأسف نحن متروكون لقدرنا".
طال التدمير الإسرائيلي للوادي الغطاء النباتي أيضا، إذ قُصف بعشرات الغارات من الطائرات الحربية، كما عملت جرافات الاحتلال على تجريف المساحات الخضراء، وتخريب النظام الإيكولوجي فيه، مما ألحق الضرر بالتربة والمياه والحيوانات فيه، وفق ما أكده رئيس بلدية برج قلاوية ورئيس خلية الأزمة في اتحاد بلديات جبل عامل محمد نور الدين للجزيرة نت.
ويقول نور الدين إن اتحاد البلديات لم يترك المنطقة والأهالي طوال فترة الحرب ولن يتركها بعد الانتهاء منها، فهو يسعى إلى إعادة الحياة إلى المناطق الجنوبية بشتى الوسائل، مشددا على أن هناك ضرورة لإقامة ورشة عمل متكاملة بالتكاتف بين جميع مؤسسات الدولة لإعادة البنية التحتية من طرقات وشبكات كهرباء ومياه وخطوط الهاتف وزرع المساحات التي تم تجريفها.
ويلفت إلى ضرورة دعم المؤسسات السياحية الموجودة في محمية وادي الحجير لكي تعود إلى عملها، وكذلك دعم البلديات المعنية بالوادي، "خاصة أن ميزانياتها منعدمة".
إعلانوينوه نور الدين إلى أن أبناء الجنوب متمسكون بأرضهم، وأهالي البلدات المحيطة بالوادي معنيون بإعادة الحياة إليه، لكن هذا يتطلب دعما ورعاية خاصة من الدولة تجاه شعبها، لكي تستعيد المحمية نشاطها كما كانت قبل الحرب.