ان الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
د. أحمد جمعة صديق
(ان الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن)...هذا أثر معروف عن (عثمان رضي الله عنه الخليفة الراشد الثالث، ويروى عن عمر أيضاً: إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن معناه: يمنع بالسلطان من اقتراف المحارم أكثر مما يمنع بالقرآن؛ لأن بعض الناس ضعيف الإيمان لا تؤثر فيه زواجر القرآن ومناهي القرآن، بل يقدم على المحارم ولا يبالي، لكن متى علم أن هناك عقوبة من السلطان ارتدع وخاف من العقوبة السلطانية، فالله يزع بالسلطان يعني:عقوبات السلطان يزع بها بعض المجرمين أكثر مما يزعهم بالقرآن؛ لضعف إيمانهم وقلة خوفهم من الله، ولكنهم يخافون السلطان لئلا يسجنهم أو يضربهم أو ينكل بهم وبأموالهم أو ينفيهم من البلاد، فهم يخافون ذلك وينزجرون من بعض المنكرات التي يخشون عقوبة السلطان فيها، وإيمانهم ضعيف فلا ينزجرون لزواجر القرآن ونواهي القرآن؛ لضعف الإيمان وقلة البصيرة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وأنا اقول: ان هذه الحرب اللعينة خرجت عن نطاق السيطرة واصبح الطرفان - الجيش والدعم السريع - يديران اعمال عصابات ليس الا ...لانه ليست هنالك سيطرة فعلية على الافراد المقاتلين لانعدام التسلسل الهرمي - الآن - في ادارة الحروب. (فاختفاء) القيادات العليا من ساحة المعركة لسبب او آخر اعطى مساحة واسعة للافراد للتصرف على هواهم في شكل افراد متفلتين او جماعات تمارس الارهاب والقتل ان اقتضي الامر كما هو الحال في كل ولايات السودان التي طالتها الحرب.
والآن عمليا ليس لقيادة الجنجويد سيطرة على افرادها وكذلك الجيش لان التراتبية العسكرية مشلولة تمام بغياب القيادات العليا للجيش والدعم السريع ايضاً. وهذا الامر سيستمر وستتشكل بؤر من العصابات المسلحة من الدعم السريع والمتفلتين من الجيش وستثير الكثير من الرعب ما لم يصل المتقاتلون الى اتفاق ينهي هذا الصراع. وقد دخل طرف ثالث وهو افراد التجييش الذي يتم من الجيش الآن.
والمؤسف ان الفصيل المدني قد تراخي دوره لان ادوات الضغط السلمية التي ينادي بها ليست ذات فعالية. فاصوات المدنييين مهما علا ضجيجها الا ان اصوات الدانات والمدافع والطائرات ستطغى عليها مهما تعالت وارتفعت في الداخل او في الخارج. والمؤسف ان كثير من المتفلتين خلا لهم الجو فامعنوا في القتل والسلب والارهاب لانه ليس هناك رادع من قرآن أو سلطان.
ونحن نعلم ان الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن كما ورد ذلك عن سيدنا (عثمان بن عفان) رضي الله عنه. وكلا الرادعان تعطلت فعاليتهما الآن.. فليس هناك من يرتدع بالقران لان مخافة الله قد وهنت لديه وليس هناك من يرتدع بالسلطان لغياب السلطان وضعفه وعليه ليس لشعب السودان الصابر ولمن تبقى منه الا اللجوء الى الله تعالى بالدعاء ثم مناشدة المجتمع الانساني والدولي للتدخل االفوري لحماية ما تبقى من انسان وممتلكات وحيوان
والسؤال من الذي سيقوم باستدعاء الامم المتحدة لتفعيل الفصل السابع في هذه الحالة؟
لقد سبق لي ان طرحت تفعيل حكومة منفى بقيادة حمدوك وبنفس عناصرها من الوزراء والمستشارين لتباشر العمل وتخاطب المجتمع الدولي باعتبارها الحكومة الشرعية والدستورية قبل انقلاب 25 اكتوبر المشئوم. وليكن اول قرارات هذه الحكومة طلب من الامم المتحدة بتفعيل الفصل السابع في حالة السودان حيث فقد الشعب الحماية من مؤسساته العسكرية المكلفة دستوريا بحماية الدولة والوطن والمواطن ولكنها تقاصرت عن اداء مهامها العسكرية والدستورية. ومن جهة اخرى يتعرض المواطن للقتل والارهاب من قبل قوات الدعم السريع التي فقدت التواصل مع قياداتها وصارت كيانات من العصابات المتفلتة والتي لا تمتلك اصلا عقيدة قتالية غير مفهوم القتل والسلب والنهب. وكذلك صار المواطن عرضة لضربات الطيران التي لا تميز بين الصديق والعدو فازهقت ارواح ودمرت ممتلكات.
تدخلت الامم المتحدة في رواند ب 22 منظمة ونجح الراونديون بالعون الاممي والدولي (النسبي) في تخطي تلك المرحلة كما تواجدت 18 منظمة دولية في ليبريا ونجحت ليبريا بالعون الاممي (النسبي) في تجاوز تلك المرحلة الحرجة. فلنقرأ تاريخ هذين الشعبين الافريقيين، فما الذي يمنع من طلب العون لانقاذ ما تبقى من السودان من عبث حميدتي والبرهان والكيزان؟
كان العشم ان تكون الريادة لافريقيا لتتبنى هذا الملف السوداني بحكم معرفتهم اللصيقة بالمشكلة وكذلك بناءاً على خبرات الافارقة السابقة في معالجة مشاكل القارة الافريقية من خلال آليات (الايقاد) و الاتحاد الافريقي بكل مؤسساته. ولكن بسبب موقف الحكومة من هذه الرابطة الافريقية فقد فقدنا التعاطف والسند من قبل اخوتنا الافارقة وفي قطيعة واضحة وعدم حماس للتدخل باي شكل لخلاص السودانييين من هذه الورطة التي قضت على كل امل.
ولكن مازال لدي بصيص من أمل من وجود حمدوك في كينيا على رأس (تقدم) اذ في ظني ان الامل معقود على هذا الرجل للدفع بعملية السلام الى مرافئ اكثر هدوءاً ودفئاً مع الخيرين من نسائنا ورجالنا في (تقدم)، وهي في ظني برلمان سوداني مفوّض بالحديث والعمل بالانابة عن كل السودانيين.
الاحصائيات مخيفة. آلاف القتلي – ونحتسبهم شهداء عند الله– آلاف المعاقين – آلاف الجرحى - ملايين المشردين واللاجئين داخل وخارج البلاد واكثر من 30 مليون سوداني مهددين بالموت جوعا، وقد بدأ الجوع فعلا يحصد في الارواح الصغيرة من الاطفال الابرياء وارواح كبار السن الذين لا قدرة لهم على تحمل التعب والمسغبة وملايين أخرى اصابها الوهن. وملايين من قطع السلاح في ايدي البشر، كثير تجبروا اذ غاب عنهم سلطان القرآن ولن يردعهم غير سلطان السلطان.
ولا احد يلوم الغريق يبحث عن قشة يتمسك بها طوق نجاةّ !!!
aahmedgumaa@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
خطيب الأوقاف بالشرقية: أصحاب الفكر الضال حرفوا القرآن وأنزلوه في غير موضعه
قال الدكتور محمد حامد، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة الشرقية، إن الأمة ابتليت بأصحاب الفكر الضال المنحرف الذين أخذوا من القرآن وغيروا مقصوده ومعناه والغاية التي من أجلها أنزل الله القرآن.
وأضاف حامد، في خطبة الجمعة اليوم من مسجد الإمام الأكبر عبد الحليم محمود، بمحافظة الشرقية، أن أصحاب هذا الفكر الضال ينطبق عليهم قول الله (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا).
وأشار إلى أن أصحاب الفكر الضال انطلقوا إلى معاني الولاء والبراء والحاكمية وغيرها، فأنزلوها في غير مواضعها واستخدموا الآيات القرآنية في غير ما أنزلت له، رغم أن القرآن كتاب رحمة وهدى وشريعة الإسلام سمحة، وهم غيروها من اليسر إلى التشدد والتطرف وهذا أمر لا يرضاه الله ولا رسوله.
وتابع: لقد كشف الله عالم الغيب أمام صاحب الجناب الأعظم سيدنا محمد، فنظر وأخبر عن حالة هؤلاء القوم الذين ابتليت بهم البشرية فأخبر النبي عن حالتهم فقال (إن ما أتخوف به عليكم أن يخرج عليكم رجل قرأ القرآن حتى حفظ القرآن فظهرت عليه أنوار القرآن ولكنه رفض هدية الله فغير وبدل وحرف وأخذ القرآن إلى غير غايته ومقصوده فأتى إلى جاره فرماه بالشرك ورفع عليه السيف، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية) أي يخرجون من الدين كما يخرج السهم من رميته لا يعود إليها.
وأكد أن هؤلاء يكفرون ويبدعون غيرهم ويستخدمون آيات من القرآن في غير مواضعها فهم شرار الخلق عند الله عزوجل.