سواليف:
2025-05-28@03:07:05 GMT

“الحكومات والشعب”، من العلبة نفسها، ولكن!!

تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT

“ #الحكومات_والشعب”، من العلبة نفسها، ولكن!!

 الدكتور #محمود_المساد
​لاحقا للمقالين السابقين حول نموذج: “تسع ميمات”، يحسُنُ بنا أن نستعرض بشكل أعمق جوهر فكرة النموذج ومضمونها الرئيس، حيث تتصل بأهمية الإنسان سواء أكان من بين أفراد أي سلطة من سلطات الدولة، أم من بين أفراد الشعب، فكلاهما الحكومة ” أي حكومة “، والشعب من العلبة نفسها.


​فمستقبل الأردن – قوّةً وازدهارا – يتوقف على قوّة إنسانه. أما الضعف الحاصل في واقع الحال فليس سوى نتيجة تهتّك الثقة، واتساع الهوّة بينهما، وأعني بذلك الشعب، والحكومات المتعاقبة.
​ويمكننا القول – والخطاب موجّه هنا للدولة، وليس للحكومة -: إن مستقبل الأردن المزدهر يتوقف على أمرين اثنين، وكِلاهما في غاية الأهمية، وهما: الحفاظ على الشخصية القويّة المتوازنة للإنسان الأردني، واحترام الاختلافات بين مكوّنات المجتمع، وتعظيم قواسمه المشتركة من جانب، والثقة المتبادلة بين الشعب والحكومات من جانب آخر. وكل هذا يؤشر على الدَّور الرئيس الذي يقع على عاتق النظام التربوي.
​فالنظام التربوي هو المدخل الوحيد لبناء الإنسان، وإعداده عقليّا ومعرفيّا، وتمكينه من المهارات اللازمة لتفاعله الناجح مع محيطه الحياتي تأثرا وتأثيرا، وتشريبه القيم التي تحقق له الرضا الذاتي الضامن لحفزه على تحقيق إنجازات متلاحقة، وتفاعله الاجتماعي الذكيّ عن طريق خطاب تواصلي واضح وبوجه واحد، يفضي به إلى موثوقية عالية تجاه حكوماته صاحبة القرارات المؤثرة في حياته حاضرا، ومستقبلا.
​من هنا فقط، يتزايد الوعي المجتمعي السليم بدور الإنسان الأردني في بناء بلده، وأنه هو وحده بوجهيه: مواطن وحكومة، من تقع عليه هذه المسؤولية، وليس العون الخارجي متعدّد الأغراض والغايات من يحرص على قوّة الدولة ومنعتها وازدهارها، ومن يحمل مسؤولية مستقبل أبنائها. ولهذا قال البُناة: إن ” الإنسان أغلى ما نملك”، وأن الاستثمار الحقيقي يكمن بصورة أساسية في الموارد البشرية. وهذا يعني أن عدم الاهتمام بهذا الإنسان/ المواطن، بل والإمعان في إهماله وتهميشه، والتقليل من دوره في بناء بلده، والاستعانة بالأجنبي ليأخذ مكانه في العمل والبناء، يؤدي بالضرورة إلى تراجع الوطن، وقد تتراجع معه قوّة الدولة وهيبتها، ومكانتها بين الأمم!!
​ولهذا كله، لا بدّ من القول بكل الصراحة والوضوح، وأحيانا نحتاج إلى الصوت العالٍي لقول ” نعم” للمسوّغات الآتية:
• نعم؛ لوضع أولوية الاستثمار في الإنسان الأردني على رأس قائمة الأولويات.
• نعم؛ لاحترام الاختلافات بين مكوّنات المجتمع الأردني كافة، وتعظيم القواسم المشتركة بينها، بما يظهر الهُويّة الأردنية بوضوح.
• نعم؛ لتلبية الاحتياجات المختلفة لكل فرد، ومؤسّسة، ومنطقة جغرافية، بما يُفضي إلى تلبية احتياجات الوطن، وتحقيق مصالحه العليا، أملا بتحقيق العدل والمساواة معا.
• نعم؛ لتخفيف كل ما من شأنه تعزيز التمايز بين فئات الشعب الأردني أو إلغائه، وبالأخص: المال والتعليم، الرجل والمرأة، الأيدولوجيا والفرص الوظيفية.
• نعم؛ لتقديم ثقافة وطنية تجمع ولا تفرّق، توحّد ناسها على حبّها، والتفاني من أجلها، بتشريب إنسانها الأردني قيمها بالقول والعمل والتشريع، على أن تتعامل الحكومة ” أي حكومة ” مع الثقافة الخارجية بالحجم الطبيعي غير المنافس.
• نعم ؛ وبعد كل ما سبق، لبناء الوحدة الوطنية، كونها حاضنة اجتماعية، نلتحم بها، ونقترب من قضاياها وحاجاتها.
كما وينبغي لنا أن نقول:” لا” بقوة ووضوح للمسوّغات الآتية:
– لا للتملق والنفاق سبيلا للتقدم الوظيفي، والجاه الاجتماعي، وجمع الثروة غير المستحقة.
– لا لتغليب جانب من الشخصية على الجانب الآخر، أو تفضيله معيارا لأيّ تقدّم كان.
– لا للميل غير المنطقي للجانب السلبي على مدرّج سباعي، طرفاه: مغلق منفتح؛ متعصّب مرِن؛ متقطع مستمر؛ مجادل محاور؛ غامض شفاف!!
​وفي ختام هذا المقال، لا بدّ من القول بأن الإنسان الأردني عندما يشعر بصدق، أنه مجال الاهتمام والرعاية، ويتمتع بحقوقه بعدل وفرص متكافئة، ويتحمل مسؤولياته الوطنية بكامل الثقة والاطمئنان، فإنه يصبح السّند القوي للوطن والحكومات من دون تبرّم، أو تضجّر، أو نكَد!!
حمى الله وطننا الأردنّ، وثبّت في ناسه حبّه، والإخلاص له.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

يمن سيد القول والفعل.. من مراقبة الهدنة إلى عودة الإسناد

 

 

كان حضور اليمن بجيشه وشعبه وقيادته في عملية إسناد غزة، لافتا ومميزا، كما كان لصواريخه الفرط صوتية وطائراته المسيَّرة، الأثر البالغ في تشكيل مسار المعركة، كما كانت إطلالة سماحة السيد القائد – عبدالملك بدرالدين الحوثي “يحفظه الله” – الأسبوعية، للحديث بشأن المستجدات، كافية لترجمة الموقف اليمني، في عمليات الإسناد ومراحل التصعيد، التي توقفت بمجرد إعلان دخول الهدنة حيز التنفيذ، مع تأكيد سماحة السيد القائد، على مراقبة التزام العدو الإسرائيلي بالهدنة، والعودة إلى الحصار البحري والاستهداف للداخل المحتل، إن حدث نكث للاتفاق السالف، ولذلك كان لسيد القول والفعل كلمته، عندما خرق العدو الاتفاق، وأعلن إغلاق المعابر، ورفض إدخال المساعدات، وفرض حصاراً شاملاً على قطاع غزة، الأمر الذي جعل سيد القول والفعل، يمنح الوسطاء مهلة أربعة أيام، للضغط على العدو الإسرائيلي، أو لإقناعه أو ثنيه بأي طريقة عن قراره الغاشم، وتحذيره من عواقبه، وتداعيات عودة عمليات الجيش اليمني البحرية والبرية، الخطيرة على الكيان الإسرائيلي وحلفائه.
ونظرا لأهمية وفاعلية الدور اليمني في إسناد غزة على كافة المستويات، لذلك طالما استماتت قنوات الإعلام، التابعة لأنظمة التطبيع والنفاق، وخاصة السعودية والإماراتية والقطرية، في تشويه الموقف اليمني المشرف، والاستهانة به والتقليل من شأنه، وتصويره بالإرهاب والقرصنة حينا، وبالتهور والمغامرة وتعريض الشعب اليمني لانتقام أمريكا وأخواتها وإنتاج خطاب إعلامي متصهين حد النخاع، وتخويف الشارع اليمني من العواقب، التي ستجر عليه الوبال والإبادة الشاملة، في حرب ليس له ناقة فيها ولا جمل، سوى خدمة أجندة ومصالح جمهورية إيران الإسلامية – حسب توصيفهم – وتصوير موقف اليمن بأنه عبثي لا طائل تحته، نظرا لعدم تكافؤ القوى، ولا تعدو عمليات القوات المسلحة اليمنية كونها مسرحية هزلية، تخدم إسرائيل وأمريكا وحلفاءهما أكثر مما تضرهم، وتمنحهم الذرائع الكاملة، لتنفيذ الضربات الصاروخية المدمرة، وتدمير البنية التحتية، وقتل المئات من أبناء الشعب اليمني الأبرياء، بالإضافة إلى زيادة حدة الانتقام الإسرائيلي من أهالي غزة؛ وعلى هذا المنوال تصاعد الخطاب الإعلامي المتصهين، رغم اعتراف العدو الصهيوني نفسه، بفاعلية الضربات اليمنية، وتداعيات الحصار البحري على اقتصاده، وقد تصاعد بكاؤه وعويله وملأ أسماع العالم أجمع، معترفا بإغلاق ميناء أم الرشراش، وفاعلية الضربات في يافا المحتلة، وجميع الأهداف الاستراتيجية والحيوية، التي تم قصفها واستهدافها، من قبل القوات المسلحة اليمنية، مؤكدا ذهوله من حجم التفوق العسكري والتكنولوجي والاستخباري، الذي حققه الجيش اليمني في وقت قياسي، وصرح أكثر من مسؤول إسرائيلي، بمخاطر الحصار اليمني على الاقتصاد الإسرائيلي، ودور العمليات الصاروخية اليمنية النوعية، وعجزهم عن التصدي لها، أو تحييدها أو التقليل من أثرها وفاعليتها، وأن خطورتها لا تكمن في تعثر تنفيذ مخططهم بشأن غزة، بل قد تكون سببا في إجهاضه وإسقاطه إلى الأبد، ولذلك جعلوها – بالشراكة مع حليفهم الأمريكي – معركتهم المصيرية، ووضعوا فيها كل ثقلهم وقوتهم، ولم يكن هدفهم من إعلان الهدنة مع حماس، إلا محاولة لتحييد عمليات محور الإسناد – وخاصة اليمن – والاستفراد بغزة وحدها، ومن ثم القضاء عليها في أسرع وقت ممكن، في ظل الهدنة المعلنة.
لذلك سرعان ما أعلن سيد القول والفعل سماحة السيد القائد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله – عن استمرار الدور والحضور اليمني، الذي تجاوز خدعة الهدنة المعلنة، وانتقل من الإسناد العسكري المباشر إلى الإسناد السياسي الأخلاقي الإنساني، ومراقبة سير تنفيذ الهدنة، وتحديد الطرف الملتزم والآخر المعرقل، وما يترتب على ذلك الدور الرقابي الإشرافي من قوة الحضور اليمني على الساحة الدولية والحق المشروع في تسمية الطرف المعرقل ومعاقبته، دون أن يتجرأ أحد على الاعتراض أو الرفض، وبذلك أسقط سيد القول والفعل أهداف الكيان الإسرائيلي الإجرامي، وفرض مشروعية الدور اليمني حاضرا ومستقبلا.
إن ما لم يحققه الكيان الغاصب بالقوة، لن يحصل عليه بالمفاوضات، وما ضحى لأجله خيرة رجال وقادة المقاومة الفلسطينية، لن يفرط فيه أصغر طفل في غزة، وإن ثبات المجاهدين وصبر المدنيين قد صنع التحولات العظمى، التي لم يستوعبها الكيان الإسرائيلي ولا حلفاؤه المستكبرون، ولذلك تمادى الكيان الغاصب، بشراكة فعلية من حلفائه في الغرب الإمبريالي، وإسناد من عملائه في الأنظمة العربية الحاكمة، في انتهاك الهدنة منذ لحظات إعلانها الأولى والإمعان في القيام بمزيد من الخروقات العسكرية والإنسانية، وارتكاب أبشع جرائم حرب الإبادة الجماعية، وممارسة الهدم والتدمير الشامل الممنهج في معظم مناطق القطاع، بالإضافة إلى تحول حربه نحو الضفة الغربية، وصولاً إلى فرض الحصار على قطاع غزة مرة أخرى، في انتهاك معلن وسافر للهدنة، ظناً منه أنه قد أخرج محور الإسناد من معادلة الصراع وميدان المعركة، وأنه سيقيد الفصائل الفلسطينية (حماس وأخواتها) باتفاق الهدنة وضغوط الوسطاء، وبذلك يتسنى له شن حرب إبادة جماعية مرة أخرى بدون أدنى مقاومة، من شأنها تعرية ضعفه وكشف هشاشته.

مقالات مشابهة

  • أراد ابهارهم ولكن حدث مالم يتوقعه
  • بنك التسويات الدولية: على الحكومات وقف ارتفاع الديون
  • عاملة نظافة تلقي بنفسها من سيارة لتحمي نفسها من التحرش في أكتوبر
  • يمن القول والفعل
  • يمن سيد القول والفعل.. من مراقبة الهدنة إلى عودة الإسناد
  • أحمد موسى: إسرائيل حولت غزة لسجن.. والشعب الفلسطيني مش هيسيب أرضه.. فيديو
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة في لقاء خاص مع قناة الإخبارية السورية: صورة وسمعة الجيش السوري السابق مشوهة بسبب ما قام به من جرائم بحق الشعب السوري، ونحن اليوم نسعى لترميم هذه الفجوة بين الجيش والشعب
  • السيد القائد والشعب اليمني.. آيةٌ من آيات الاصطفاء الإلهي
  • الأردنية للطيران تهنئ جلالة الملك والشعب الأردني بعيد الاستقلال الـ79
  • هالة الجراح وملتقى “همم” يهنئون القيادة الهاشمية والشعب الأردني بعيد الاستقلال الـ79