صحيفة صدى:
2025-12-08@22:25:01 GMT

التربية على العطاء ومساعدة الآخرين

تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT

التربية على العطاء ومساعدة الآخرين

إن أغلى مايملكه الإنسان في حياته الأبناء فهم جمال الحياة ومتاعها وزينتها فمن كتب الله له الذرية فهو في سعادة، وهذه هي السنة الكونية في الحياة فجمالها يكتمل باكتمال أركانها حتى الأنبياء كانوا يسألون الله أن لايجعلهم فرداً كما قال نبينا زكريا عليه السلام ( رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ).

فعندما يكتب الله لك الذرية فإنها مسؤولية ومسيرة تحتاج إلى الجد والاجتهاد والرعاية فهؤلاء الأبناء هم أمانة في أعناقنا، فالطفل يولد على الفطرة والحب والعطاء وفعل الخير فتلك سجيته لم تخالطها الأفكار السيئة ولا القلوب المريضة تجده مبتسماً في أحلك الظروف قلبه أبيض طاهر يغلب على تفكيره العاطفة دون العقل ، من لجأ اليه آواه ومن احتاجه وقف بجانبه.

إن الطفل يتلقى تعاليمه من والديه بالدرجة الأولى فهم من يعدونه للمستقبل فإما يوجهونه نحو الأخلاق الحميدة التي ترفع من شأنه ويكون طيب النفس نشيطاً أو يربونه على الأخلاق السيئة التي تجعل منه خبيث النفس كسلانًا لا يقدر على مواجهة تحديات الحياة ، ولكن عندما يتربى ذلك الطفل على الارتباط بالدين وقيمه وأخلاقه من صلاة وصيام وصدق وإيثار وكرم وبذل ومساعدة الآخرين وغيرها من الأخلاق سيجد أثر ذلك عندما يكبر فيكون نافعًا لمجتمعه ووطنه .

ومن الأخلاق التي لابد أن نغرسها في نفوسهم العطاء والبذل ومساعدة الآخرين، وإهمال هذه القيم سيؤدي إلى انحسارها في المجتمع وبالتالي انتشار صور الأنانية وحب الذات فهناك دراسات غربية ذكرت أن نسبة العطاء ومساعدة الآخرين في الغرب في تناقص والسبب في ذلك أن تربية الآباء للأبناء تركز على التعليم، حيث يصبون اهتمامهم في تشجيع الأطفال على تحقيق المنجزات الكبيرة ويحتفلون بهم عند تقدمهم في الدراسة أو تحقيق منجزات عظيمة، لكن بالنقيض كانوا لايحثونهم على العطاء ومساعدة الآخرين بل كان بعضهم يربي أبناءه على الشدة والأنانية وأن يأخذ حقه بنفسه ولايكون عطوفاً ولا مساعداً للآخرين فكبرت تلك النزعة في قلبه فأصبح يهتم بذاته ويحبها غير مبالٍ بالآخرين.

وقد ذكرت الدراسة أيضا أن الأطفال الذين لهم اهتمامات بفعل الخيرات ومساعدة الآخرين هم أكثر نجاحاً واستمر هذا الحال حتى بعد أن بلغوا أشدهم.

ومن هذا المنطلق يجب أن نربي أبناءنا على كل خلق حميد ونغرس حب الخير في نفوسهم، وأنهم سواعد الوطن في البناء فبهذه التربية تبنى الأمم وبها تنال الشرف والرفعة وتصبح قدوة لغيرها من الشعوب،ولهذا يتحتم علينا إشراك أبنائنا في الأعمال الجماعية وحثهم على مساعدة من احتاج إليهم والتفاني في تقديم الخدمة للآخرين بما يملكونه من جهد ومال وفكر .

وهناك العديد من الأحاديث التي وردت في فضل أعمال الخير نفع الخلق قال النبي صلى الله عليه وسلم (أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ ، تَكشِفُ عنه كُربةً ، أو تقضِي عنه دَيْنًا ، أو تَطرُدُ عنه جوعًا ، ولأَنْ أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ ؛ أَحَبُّ إليَّ من أن اعتكِفَ في هذا المسجدِ يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا ، ومن كظم غيظَه ولو شاء أن يُمضِيَه أمضاه ؛ ملأ اللهُ قلبَه يومَ القيامةِ رِضًا ، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى يَقضِيَها له ؛ ثبَّتَ اللهُ قدمَيه يومَ تزولُ الأقدامُ) ، ويقول أحد الكتاب (دارين) في حديثه عن مآثر مساعدة الناس (دائما ماكنا مستعدين لمساعدة غيرنا ، وقد يكون هذا السبب وراء انتصار القبائل).

فنسأل الله أن نكون عوناً لمن احتاج إلينا وأن نفرج الكرب ونزيل الهموم .

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

نادر خطاطبة يكتب .. مفتاح صندوق العطاء ضاع.. وحقوق المستثمرين معلقة ؟!

#سواليف

مفتاح صندوق العطاء ضاع.. وحقوق المستثمرين معلقة ؟!

كتب نادر خطاطبة
“مفتاح صندوق قسائم العطاء ضاع”، وضاعت معه أموال المتقدمين، والقصة ليست نكتة، ولا طرفة منسوبة لخيال روائي، يستهل بها حكاية استثمارية، بل هي قصة واقعية حدّ الصدمة.

ثلاثة مستثمرين تقدّموا لعطاء استثماري طرحته جامعة حكومية، تبحث عن موارد إضافية تبقي رأسها فوق سطح حوض تغرق فيه بمديونية ثقيلة منذ سنوات ، انتظارا لأي قارب نجاة.

مقالات ذات صلة إسرائيل تتجسس على القاعدة الأمريكية في “كريات جات” وقائدها غاضب 2025/12/08

العطاء طرحته شركة اسستها الجامعة، كذراع استثماري، ليعينها على استثمار أصول مطلوبة، ومرغوبة، والأصول اراض شاسعة، والفكرة هي الاسهل للملّاك، ويفترض انها آمنة، وعمادها اسثمار قطع عبر إقامة مبانٍ ومنشآت يديرها من يرسو عليه العطاء لمدة 25 عامًا، مقابل 50 ألف دينار سنويا ونسبة من إيرادات المشروع، على أن تعود كامل الملكية للمؤسسة بعد انتهاء المدة، وهنا هي فكرة مأمونية الاستثمار، وان طالت المدة.

ثلاث جهات تقدمت للعطاء، دفع كل منها 40 ألف دينار كتأمينات مالية، و200 دينار ثمن قسيمة، وأنجزوا ملفاتهم كاملة، وسلموها في الشهر الاخير من العام الماضي(2024)، ووضعت في صندوق، انتظارا لقرار الشركة صاحبة العطاء بابلاغهم بموعد فض العروض، والذي تحدد بعد فترة في الاشهر الاولى من العام الحالي، بحضورهم أمام لجنة رسمية، لنسميها لجنة الاحالة او فتح العطاء، لكن المفاجأة كانت بحجم فضيحة، مفتاح الصندوق مفقود! كيف ؟؟ لا احد يدري؟ ففض الاجتماع، على امل تحديد موعد لاحق، ربما لحين العثور على المفتاح، او ربما لتشكيل لجنة لخلع القفل، (وربما) اجتهاد فرضي منا ..

مرت أكثر من ستة أشهر على تلك اللحظة العبثية، دون أن يُفتح الصندوق، ولا أعيدت الأموال، ولا حتى ظهر من يقول، أي شيء، او يعلن عن تحمل المسؤولية، والإجراء الذي سيتبع مع العطاء.

الان المستثمرون تخلوا عن فكرة استثمارهم، وهمهم استعادة التأمينات المجمدة منذ اشهر، والتي لربما لو جيروها لشان آخر، حققت لهم عائدا، لكن مطالباتهم تصطدم بممالطة، وتسويف، غير مبرر بالنسبة لهم، لا سيما وان الجهة التي يتعاملون معها يفترض انها مؤسسة، ذات وزن وسمعة ورجالاتها شخصيات اعتبارية اكاديميا، واداريا، لكن كل ذلك لم يشفع للان لاستعادة أموالهم.

مصدر مطلع أكد صدقية الشكوى، وقال ان مشكلة المؤسسة، انها غرقت في متاهة منذ اليوم الأول لإنشائها الشركة الاستثمارية، وان القصة التي نسردها، ليست بأهمية قصص اخرى وقعت، حيث ان جماعة الشكوى ما زالوا ببر الامان، ومؤكد ان حقوقهم ستحصل نهاية المطاف.

وزاد ان اخطاءً جسيمة شابت عطاءات استثمارية عدة تمت احالتها، وتطلبت تشكيل لجنة تحقيق في عمل الشركة، وكان لها توصيات تلككت جهات التنفيذ في الادارة الجامعية عن تنفيذها، ما دفع اللجنة بالتلويح للجوء الى رئيس الوزراء بهذا الملف، الذي تشوبه علامات استفهام جوانبها مختلطة ومتشابكة الى حد كبير .

وزاد ان جلسة لمجلس أمناء الجامعة – التي تتبع لها الشركة – كانت عاصفة قبل ايام، وشهدت تلويحا باستقالات من المجلس، بعد ان تبين عدم وجود جدية لوقف التجاوزات ومعالجة الاختلالات.

المصدر ذاته كشف أن لجنة التحقيق هي من طلبت وقف العطاءات الاستثمارية المماثلة، وأبلغت لجان العطاءات بضرورة إعادة الأموال للمتقدمين فورا، لافتا الى ان ذريعة ضياع مفتاح صندوق العطاء نكتة مبتكرة، في علم الاستثمار، والعمل المؤسسي.

المشهد بالمحصلة مثير للدهشة، اذ كيف يمكن التعامل بخفة مع تأمينات مالية هي بالأصل “أمانات” لا يجوز المساس بها؟ والنتيجة اليوم، مستثمرون بلا إجابة عن أموال محتجزة دون مسوغ، وصندوق عطاء “ضائع المفتاح” لكنه رغم اغلاقه الا انه فتح بابا واسعا للسؤال، اين الخلل؟ ومن يحاسب عليه؟

مقالات مشابهة

  • جنرال الأخلاق الطيبة بشهادة التاريخ
  • نادر خطاطبة يكتب .. مفتاح صندوق العطاء ضاع.. وحقوق المستثمرين معلقة ؟!
  • طرابلسي عن وزيرة التربية: أين الاستراتيجية والخطة التي قالت إنها تعمل عليها منذ أشهر؟
  • قراءة لكتاب”موسوعة أخلاق الحكام في الشريعة الإسلامية” للعلّامة الشيخ أبي عبد الرحمن عبد الباقي حقّاني
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: وجدان العطاء
  • بشير ياغي: أنتظر الفرصة التي تشبه رؤيتي للحياة
  • قصة الفتاة التي بكت وهي تعانق البابا لاوون في بيروت
  • هل يجوز الجهر بالأذكار التي نرددها بعد التسليم من الصلاة ؟.. أزهري يجيب
  • برج الحمل.. حظك اليوم الأحد 7 ديسمبر 2025: ادعم الآخرين
  • وزيرة التربية تعليقًا على المدارس التي ستُقفل: اتخذت قرارًا بمنحها فرصة هذا العام