قطر تسيّر جسراً جوياً إلى السودان وتذكر العالم بأزمة إنسانية “نُسيت”
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
الدوحة، القدس العربي: تسيّر قطر جسراً جوياً إلى السودان دعماً لشعبه الذي يواجه ظروفاً صعبة على وقع الأزمة التي يشهدها البلد، مع تسليط الضوء على وضع كارثي يواجه ملايين الأشخاص في الداخل والخارج، وتذكر العالم بمسؤولية واحدة من أكبر أزمات النزوح.
وتلقى السودان دعماً من الحكومة القطرية لمجابهة الأزمة الإنسانية التي خلفتها الحرب والقتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، وهي الأزمة التي تقترب من إنهاء عامها الأول.
ووصلت طائرة تابعة للقوات المسلحة القطرية إلى مطار بورتسودان في السودان، تحمل شحنة مساعدات إضافية إلى السودان، استكمالاً للجسر الجوي الذي تسيّره الدوحة لإغاثة الشعب السوداني جراء الأزمة الإنسانيّة والظروف الصعبة التي يعيشها حاليًا؛ بسبب استمرار القتال.
ورافق المساعدات لولوة بنت راشد الخاطر، وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية القطرية، التي أشرفت على متابعة سير العملية، وهي المسؤولة القطرية التي تتابع أيضاً الدعم الإنساني لسكان غزة المحاصرين.
وكان في استقبال المسؤولة القطرية بالمطار الدكتور هيثم محمد إبراهيم وزير الصحة السوداني، ومصطفى محمد نور والي ولاية البحر الأحمر، ومحمد بن إبراهيم السادة سفير دولة قطر لدى السودان، ومسؤولو المنظمات الإنسانية الدولية والسودانية العاملة في السودان.
وشددت لولوة الخاطر على أن زيارتها السودان تهدف: “لتذكير العالم، الذي يبدو وكأنه تناسى ما يمرّ به هذا البلد العريق والكبير وشعبه العزيز الكريم من مأساة إنسانية طاحنة”.
وأضافت، في تصريح صحفي، أن الزيارة تجدد “موقف دولة قطر الثابت تجاه السودان الشقيق والشعب السوداني الغالي من دعم لوحدته وأمنه واستقراره وتطلعات شعبه”.
وبدأت قطر الجسر الجوي نحو السودان العام الماضي بتوجيهات من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، لإيصال الدعم الإنساني وإجلاء المقيمين من السودانيين إلى الدوحة.
و تجولت لولوة الخاطر في عدد من المؤسسات الطبية والصحية بمدينة بورتسودان، وتفقدت مستشفيات أمراض وجراحة الكلى ومستشفى بورتسودان العام والصندوق القومي للإمدادات الطبية. واجتمعت وزيرة الدولة القطرية للتعاون الدولي، مع الفريق بحري إبراهيم جابر عضو مجلس السّيادة الانتقالي القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء، وجرى استعراض الأوضاع الإنسانية التي يمر بها السودان، والتحديات المرتبطة بإيصال المساعدات لمستحقّيها في جميع الولايات السودانية.
وكشفت لولوة الخاطر، على صفحتها الرسمية في موقع “إكس”، أن قطر قامت بخطوات عملية، منها استئناف الجسر الإنساني مع السودان، والذي يستمر طوال شهر رمضان ليحمل الغذاء وخيماً للإيواء وسيارات الإسعاف. ودشنت لولوة الخاطر حملة السلال الغذائية بين صندوق قطر للتنمية وقطر الخيرية، والتي سيبلغ عددها خمسين ألف سلة تم توزيع عشرين ألفاً منها بالفعل.
وكانت قطر التزمت، العام الماضي، بتخصيص خمسين مليون دولار للإغاثة في السودان، وهي ماضية في الحملات والمشروعات المختلفة على المستويين الرسمي والأهلي من خلال الهلال الأحمر القطري وقطر الخيرية.
وشددت لولوة الخاطر، خلال اجتماعها مع ممثلي المؤسسات الأممية والدولية في السودان، على الوقوف على المستجدات ولحثّهم على تذكير المجتمع الدولي بواجباته تجاه أكبر أزمة نزوح قسري يشهدها العالم اليوم.
واعتبرت وزيرة الدولة للتعاون الدولي في وزارة الخارجية القطرية أن أمن واستقرار السودان هو من أمن واستقرار المنطقة العربية وأفريقيا. ودعت إلى تضافر الجهود بصدق لإيجاد مخرج سلمي عاجل لهذا الاقتتال الدائر، وتوفير الممرات الإنسانية الآمنة، والكفّ عن استهداف سلاسل التخزين والتوريد الغذائية والدوائية، الأمر الذي عرقل ويعرقل وصول الدعم إلى مستحقيه في كثير من المناطق.
وسبق أن أعلن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، عن تعهد الدوحة بمبلغ خمسين مليون دولار أمريكي لدعم جهود خطة الاستجابة الإنسانية في السودان، والخطة الإقليمية للاجئين، وذلك انطلاقاً من مسؤولية قطر الأخوية، وواجبها الأخلاقي والإنساني تجاه الشعب السوداني، ومواصلة لجهودها الإنسانية والإنمائية المستمرة في السودان الشقيق، بحسب ما أعلن في وقت سابق.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: لولوة الخاطر فی السودان
إقرأ أيضاً:
سر جنون اللابوبو.. دمية الوحوش التي غزت العالم وتباع بآلاف الدولارات
لم تعد دمية "لابوبو" حكرا على غرف الأطفال، بل أصبحت قطعة مميزة في إطلالات المشاهير وعالم الموضة. فهذه الدمية الصغيرة ذات الوجه الغريب، التي ظهرت لأول مرة عام 2015 ضمن سلسلة "الوحوش" من إبداع الفنان الهولندي من أصل هونغ كونغي كاسينغ لونغ، تحولت إلى ظاهرة ثقافية وتجارية تخطت الأعمار والحدود، وجذبت اهتمام الإعلام والمشاهير، وجامعي المقتنيات حول العالم.
من قصص الأطفال إلى صناديق الكبارصُممت "لابوبو" بالأساس كشخصية في كتب مصورة مستوحاة من الأساطير الإسكندنافية، لكن تصميمها الذي يمزج بين البراءة والغموض -بأذنين ناعمتين وأسنان حادة- فتح لها بابا نحو جمهور مختلف تماما. إذ لم يكن طريق الشهرة ممهدا عبر حملات تسويقية موجهة للأطفال، بل عبر ظهورها في أيدي نجوم كبار مثل ليسا من فرقة "بلاك بينك" (BLACKPINK) وريانا، اللتين شوهدتا مع دمى لابوبو تتدلى من حقائبهما الفاخرة، مما دفع ملايين المتابعين إلى اقتنائها.
"لابوبو هي طفلي"، قالتها ليسا في مقابلة مع (Teen Vogue)، لتشعل موجة شغف عالمية.
تباع دمى لابوبو في شكل "صناديق عشوائية" (Blind Boxes)، حيث لا يعرف المشتري أي دمية سيحصل عليها حتى يفتح العبوة. تتراوح أسعارها في المتاجر الآسيوية ما بين 13 و16 دولارا، لكنها تُباع حاليا على مواقع مثل "ستوك إكس" (StockX) و"إي باي" (eBay) بأسعار تفوق التصور:
إعلانبعض النماذج الشهيرة تُعرض بسعر 300 دولار، أما الإصدارات النادرة قد تصل إلى 1580 دولارا على موقع "بوب مارت" (Pop Mart).
بينما نموذج "سيكريت" (Secret) النادر جدا، الذي تبلغ احتمالية ظهوره 1.4% فقط، يُعرض في مزادات إلكترونية مقابل 1920 دولارا.
في حين تباع نسخة "بيغ انتو إنيرجي" (Big Into Energy) على متجر أمازون بسعر 167 دولارا للعلبة، أو 101 دولار للدمية الفردية.
وهذا ما يدفع كثيرين للوقوف في طوابير تمتد لساعات -بل أيام- على أمل الفوز بدمية نادرة أو حصرية.
اعتمدت شركة "بوب مارت" على إستراتيجية تسويقية ذكية قائمة على الإصدارات المحدودة والندرة، كما حدث مع دمى "بيني بيبيز" (Beanie Babies) في التسعينيات. كل دفعة جديدة تصدر بعد حملة تشويقية، ثم تُسحب بسرعة من الأسواق، مما يرفع الطلب بشكل كبير ويحوّل سوق المقتنيات إلى جزء أساسي من إستراتيجية الشركة.
لكن اللافت في ظاهرة لابوبو أنها ليست موجهة للأطفال، بل للبالغين. تتصدر صورها حسابات مشاهير الموضة، وتناقشها مجلات الرجال مثل "جي كيو" (GQ) كإكسسوار فاخر في حقائب الرجال. على منصات مثل تيك توك وإنستغرام، وتحصد مقاطع فتح الصناديق ملايين المشاهدات، وتُستخدم وسوم مثل #Labubu لتوثيق مجموعات منسقة بعناية، وغالبا مزودة بأحذية بلاستيكية (تباع بـ22 دولارا) وملابس مصممة خصيصا.
لماذا لابوبو الآن؟تفسّر الأكاديمية الأميركية غوزدي غونكو بيرك لصحيفة الغارديان الأميركية هذه الظواهر بقولها إن الصيحات لا تنشأ من فراغ، بل تعبّر عن قلق ثقافي، وتحولات تكنولوجية، ورغبات مشتركة يصعب التعبير عنها، لكن يسهل التعلق بها. في عالم يعج بعدم اليقين والاستهلاك المفرط، توفر دمية واحدة ذات وجه وحش عزاء عاطفيا ومهربا إلى طفولة مفقودة. "ربما تمثل لابوبو وهم البساطة الذي نحاول أن نتمسك به أمام تعقيدات حياة الكبار".
إعلان