قال الدكتور سامي الرشيد، المحامي المقدسي المختص في قضايا الاستيطان والملكية والمسكن وحقوق الإنسان في القدس، إن الاستيطان اليهودي أخذ منحى متصاعدا خلال السنوات الأخيرة، وزاد بشكل ملحوظ بعد جائحة كورونا.

وخلال حديثه لـ"نافذة الجزيرة من القدس"، أوضح الرشيد أن الاستيطان في البلدة القديمة بدأ مباشرة بعد عام 1967، ووصل إلى مرحلة متقدمة عبر محاولة الاستيلاء على عقارات إستراتيجية في البلدة.

وأوضح أن الاستيطان بدأ أولا بمصادرة وتوطين المستوطنين اليهود في الحي اليهودي بعد تفريغ حارة الشرف في البلدة القديمة، ثم دخول المستوطنين لبعض البؤر الاستيطانية في الأحياء الإسلامية وحارة النصارى، والآن هناك موجة للسيطرة على مناطق إستراتيجية ومبان كبيرة وفنادق في منطقة باب الخليل.

ولفت المحامي المقدسي إلى أن القانون الإسرائيلي لا يعترف بأن القدس الشرقية أراض محتلة، ويعدها جزءا لا يتجزأ من دولة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن القضاء منحاز منذ البداية للاستيطان عبر قوانين مختلفة، أبرزها قانون أملاك الغائبين.

بدوره، قال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي إن الاستيطان حوّل البلدة القديمة إلى ثكنة عسكرية، كما حدّ من تحرك المقدسيين والدخول للمسجد الأقصى وأثر على حياتهم الاجتماعية والدينية.

وتواصل سلطات إسرائيل سياسة الاستيطان في القدس المحتلة، لا سيما في البلدة القديمة، حيث بلغ عدد المستوطنين في القدس عام 2022 نحو 595 ألفا، مما يشكل 60% من سكانها، ومر الاستيطان في البلدة القديمة بـ4 مراحل، آخرها بدأت عام 1987 باستيلاء رئيس وزراء الاحتلال حينها أرييل شارون على بيت في الحي الإسلامي.

الوضع الميداني

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض إجراءاتها المشددة على البلدة القديمة بالقدس وبوابات المسجد الأقصى، مع استمرار توجه المصلين لأداء الصلوات في اليوم التاسع من شهر رمضان المبارك، حيث تشهد أبواب المسجد وجودا مكثفا لقوات الاحتلال التي تجري عمليات تفتيش صارمة.

واستعرضت مراسلة الجزيرة فاطمة خمايسي الأوضاع عند باب العمود في ظل الطقس البارد والأجواء الماطرة، حيث رصدت استمرار توافد مئات الفلسطينيين لأداء الصلاة في المسجد الأقصى رغم تشديدات الاحتلال الأمنية.

ولفتت إلى تصريحات وزير الأمن إيتمار بن غفير التي طالب فيها بتشديد أكبر للسياسات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، والسماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى في العشر الأواخر من شهر رمضان بخلاف ما هو معتاد.

في حين سلط مراسل الجزيرة حسان مسعود الضوء على محدودية الحركة في البلدة القديمة، على خلاف ما كان عليه الوضع خلال السنوات الماضية في رمضان، وذلك في ظل حالة توتر وقلق بسبب عدم السماح لأهالي الضفة بالتواجد، والمسيرات الاستفزازية التي يقوم بها مستوطنون في البلدة.

ويمثل العرب المسلمون والمسيحيون في البلدة القديمة بالقدس 77% من السكان البالغ عددهم 35 ألف نسمة، في حين يمثل اليهود 10%، بينما يقدر أن 20% من البلدة القديمة تحت سيطرة اليهود و20% تحت سيطرة الأوقاف، و29% تسيطر عليها الكنائس والمؤسسات المسيحية، 27% أملاك خاصة لمواطنين عرب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات فی البلدة القدیمة المسجد الأقصى

إقرأ أيضاً:

مسجد عمر بن الخطاب معلم ديني شاهد على تاريخ القدس

مسجد عمر بن الخطاب أحد أبرز الآثار التاريخية في مدينة القدس المحتلة، ويقع في قلب البلدة القديمة، بموقع يعج بالمصلين، ويقع في منطقة تعتبر رمزا للتعايش الديني بين المسلمين والمسيحيين.

سجل المسجد عام 1981 في قائمة التراث العالمي التي تعدها منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونسكو)، ويشكل جزءا من تراث مدينة القدس القديمة وأسوارها.

الموقع

يقع مسجد عمر بن الخطاب في قلب البلدة القديمة في القدس المحتلة، وتحديدا داخل حارة النصارى، ويطل من الجنوب على كنيسة القيامة، وسط أبنية تراثية ومساكن وأسواق قديمة.

وأقيم المسجد تحديدا في المكان الذي صلى فيه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما وصل القدس فاتحا عام 15 هجرية، بعد أن انتصر جيش المسلمين بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح على الروم في معركة اليرموك.

فقد افترش وقتها الخليفة عمر بن الخطاب عباءته وصلى عليها قبالة كنيسة القيامة حتى لا يتخذها المسلمون مسجدا من بعده، وأقيم المسجد في البقعة نفسها التي صلى فيها.

مئذنة مسجد عمر بن الخطاب ترتفع 15 مترا في سماء القدس (شترستوك) التسمية

تقول المصادر التاريخية إن عمر بن الخطاب أوعز أثناء زيارته لمدينة القدس عام 15 هجرية (636م)، ببناء هذا المسجد بحيث يكون ملاصقا للمسجد الأقصى المبارك، ولذلك أطلق عليه هذا الاسم.

لكن المسجد بني على شكله الحالي في الفترة الأيوبية، وتحديدا فترة الأفضل بن صلاح الدين سنة 589 هجرية.

إعلان

حصلت توسعات عديدة على المسجد، لكن الأوقاف الإسلامية حافظت على شكله الأول، باعتباره يذكر بالفتح الإسلامي لمدينة القدس.

الهندسة المعمارية

بُني مسجد عمر بن الخطاب من الخشب ويتخذ شكلا مربعا، وهو مبني من أعمدة وبقايا جذوع الأشجار، ويتسع لـ3 آلاف مصل.

ويظهر في بناء المسجد التكوين المعماري الأيوبي، إذ يتكون من رواق ثلاثي الأجنحة.

تمتد أجنحته الجانبية بعرض 30 قدما وارتفاع 50 قدما. ويقع ضمن حيز حيوي يزدحم بشكل دائم بالزوار المسيحيين والمسلمين.

بنيت مئذنة المسجد على شكل مربع، وتعلو في سماء المدينة المقدسة بنحو 15 مترا، وقد بنيت عام 1465 وجددت في فترة السلطان العثماني عبد المجيد الأول.

وعند الدخول إلى المسجد، يعتلي الزائر 11 عتبة تدخله إلى ساحة مكشوفة ومزروعة بالورود والكروم.

مسجد عمر بن الخطاب تم ترميمه في عهد الدولة الأيوبية (شترستوك)

أما بيت الصلاة فتغلب عليه البساطة، وهو مغطى بأقبية متقاطعة تقوم على 3 أعمدة من الداخل.

ويشغل المسجد مساحة متوسطة مقارنة مع المساجد الأخرى بالمدينة المقدسة، فيما يبلغ ارتفاعه نحو 4 أمتار تقريبا.

وفي الناحية الوسطى للمسجد يوجد محراب يعلوه نقش تذكاري حجري مدون عليه تاريخ بناء المسجد بالشكل الحالي، والذي يعود لعهد الملك الأفضل أحد أبناء صلاح الدين الأيوبي سنة 589 هـ.

وفي سبعينيات القرن الـ20 جرى تبليط جدران المسجد من الداخل بحجر المنشار لمنع الرطوبة من الوصول إلى حجارته.

كما أضيفت لاحقا إلى المسجد مكتبة تحتوي على مئات الكتب الإسلامية والتاريخية، وكتب اللغة العربية.

ومن معالم المسجد نص العهدة العمرية، وقسم للرجال وآخر للنساء.

انتهاكات الاحتلال للمسجد

في يوم 21 أغسطس/آب 1969، اشتعلت النيران في مسجد عمر بن الخطاب، بعدما أقدم يهودي أسترالي متطرف يدعى دينيس مايكل روهان على إحراق المسجد الأقصى، فامتدت النيران إلى مسجد عمر وأتت على أجزاء منه.

إعلان

مقالات مشابهة

  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى ويؤدون جولات استفزازية في باحاته
  • منظمات الهيكل المتطرفة تبدأ بالحشد لاقتحام المسجد الأقصى يوم الإثنين
  • مستوطنون يدنسون المسجد الأقصى المبارك
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية أمنية مشددة (شاهد)
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
  • ناد رياضي وحديقة للمستوطنين فوق أرض فلسطينية بالقدس
  • مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى في حماية قوات الاحتلال
  • مسجد عمر بن الخطاب معلم ديني شاهد على تاريخ القدس
  • عشرات المستوطنين يدنسون باحات الأقصى
  • عشرات المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال