متابعات تاق برس- وكالات- ابلغ السودان، جارته جنوب السودان رسميا، عدم قدرته على تصدير النفط، وتوقف تصدير النفط عبر الموانئ السودانية بسبب أعطال في الخطوط الناقلة.

وتبلغ خسائر توقف تصدير نفط جنوب السودان نحو 8 ملايين دولار يومياً.

وقالت مصادر عسكرية ان الدعم السريع تسببت في توقف عدد من محطات ضخ وتسخين النفط.

وكانت  الحكومة السودانية، قالت إنها تواجه مشكلات بعمليات نقل نفط دولة جنوب السودان عبر خطوط أنابيبها في الجبلين وبورتسودان، بسبب القتال الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع، بحسب موقع “آي راديو” المتخصص في أخبار جنوب السودان.

وأشار الموقع إلى أن “وزير النفط السوداني، محي الدين نعيم، بعث رسالة رسمية إلى نظيره في دولة جنوب السودان، في 16 مارس، أبلغه عبرها توقف عمليات نقل النفط.
وقالت الرسالة إن “الحادثين وقعا في مناطق متأثرة بالقتال، وإن الاتصالات تعطلت بسبب انقطاع الشبكة الذي انتشر في أنحاء السودان في الأسابيع الماضية”.

ولم تتضح على الفور كمية النفط التي تعطلت عن التدفق وما نتج عن ذلك من خسارة في الإيرادات.

وتشكل صادرات الخام مصدرا مهما للدخل لجنوب السودان، ويحصل السودان على حصة من النفط كرسوم عبور.

وألقت المصادر السودانية الرسمية المتحالفة مع الجيش، التي تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها، بمسؤولية التوقف على قوات الدعم السريع وقالوا إن “التوقف حدث في منطقة تسيطر عليها هذه القوات”.

ونفى مسؤول إعلامي من قوات الدعم السريع المسؤولية، وقال إن “القوات تحترم اتفاقية تصدير النفط بين السودان وجنوب السودان”.

وجاء في رسالة وزير النفط السوداني أن “حل مشكلة الانسداد تطلب تشغيل محطات ضخ وتدفئة بكامل طاقتها وتوفير إمدادات كافية من الديزل، وهي مسائل تواجه تحديات بسبب ظروف الحرب الحالية في السودان”.

ولم ترد وزارة النفط في جوبا، عاصمة جنوب السودان، على طلبات رويترز للتعليق.

ويمتد خط أنابيب بترودار الذي أنشأه كونسورتيوم يضم شركتي سي.إن.بي.سي وسينوبك الصينيتين، وأيضا بتروناس الماليزية، أكثر من 1500 كيلومتر من حوض ملوط في ولاية أعالي النيل بجنوب السودان إلى ميناء بورتسودان السوداني على ساحل البحر الأحمر.

وينقل خط أنابيب آخر النفط من ولاية الوحدة في جنوب السودان إلى بورتسودان.

توقف تصدير نفط جنوب السودان

المصدر: تاق برس

كلمات دلالية: جنوب السودان الدعم السریع تصدیر النفط توقف تصدیر

إقرأ أيضاً:

هل تنجح القاهرة في “لمّ شمل” السودانيين؟

أماني الطويل
أعلنت القاهرة عن عقد مؤتمر لـ"لمّ الشمل السوداني"، وسط ترقب سوداني ودولي بشأن مدى قدرة الأطراف المعنية على إنجاح هذا المؤتمر، في وقت يشهد فيه السودان تحولات مهمة في هذه المرحلة مرتبطة بمعطيات عسكرية ميدانية على الساحات المشتعلة، ومرتبطة أيضًا بمجهودات إقليمية ودولية، من غير الواضح حتى هذه اللحظة نتائجها النهائية في ضوء حالة الفاعلين العسكريين السودانيين حاليًا.

على الصعيد السياسي، هناك مجهود منسّق وكبير تمارسه عدد من العواصم من أجل وقف الحرب، ونستطيع هنا أن نسمي واشنطن والقاهرة التي سيعقد فيها نهاية يونيو/حزيران الحالي مؤتمر سياسي تحت عنوان "لمّ الشمل" أي جمع القوى السياسية السودانية على اتفاق سياسي ولو على الحد الأدنى وذلك تتويجًا لمجهود مصري تبلور في استقبال د. عبد لله حمدوك رئيس تنسيقية "تقدّم" المنتخب وعقد مباحثات هامة معه، فضلًا عن إقامة مؤتمر للقوى السياسية والفصائل المسلحة "الكتلة الديمقراطية" المناوئة لتنسيقة "تقدّم" في الأسبوع الأول من مايو/أيار الماضي.

تحاول القاهرة من خلال المؤتمر المرتقب إحداث حالة من التوافق حول تحديد أطراف العملية السياسية السودانية في اليوم التالي للحرب، ومحاولة الإجابة على سؤال "من يشارك من النظام القديم.. وبأية مواصفات؟"، حيث أنّ تقديرنا أنّ الاتفاق على أطراف العملية السياسية سوف يقود بالضرورة إلى التوافق بشأن طبيعة العملية السياسية نفسها ومدى تعبيرها عن توازن القوى بين قوى النظام القديم والثائرين عليه.

-مراعاة الضرورة الاستراتيجية للتوازن بين المكونات السودانية تحقق ضمانًا لاستمرار دولة السودان ذاتها

يبرز المجهود الأمريكي الراهن في أمرين؛ الأول؛ هو دعم اتجاهات وحدة المكوّن المدني الساعي في خطاباته السياسية إلى تحوّل ديمقراطي، وهو ما تم في أديس أبابا الأسبوع الماضي عبر عقد المؤتمر التأسيسي لتنسيقية "تقدّم" الذي حظي بتمثيل واسع على المستويين الداخلي والخارجي وقدّم مخرجات تصلح للحوار بشأنها فيما يتعلق بملامح اليوم التالي للحرب، وذلك بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف على مجمل المخرجات الصادرة عن مؤتمر "تقدّم".

أما الأمر الثاني: فهو التنسيق الإقليمي بين القاهرة وأديس أبابا بما يحجم من جموح إثيوبيا في التغول على التفاعلات الداخلية السودانية دون مراعاة للضرورة الاستراتيجية للتوازن بين المكونات السودانية ذاتها المنقسمة عرقيًا وثقافيًا، وذلك في أي حل سياسي يحقق ضمانًا لاستمرار دولة السودان ذاتها، ويدعم قدرتها على صناعة استقرار سياسي ممتد.

أما على الصعيد الميداني العسكري، نرصد أمرين؛ الأول: تحقيق انتصارات عسكرية للقوات المسلحة السودانية وتحوّل الحالة من الدفاع إلى الهجوم، حيث أحرز الجيش تقدّمًا على جبهة الخرطوم المثلثة التي تشمل أم درمان وبحري، ويبدو أنّ ذلك مرتبط بحصول الجيش على دعم خارجي تسليحي وفني، بحيث امتلك مسيّرات هجومية واستطلاعية مؤخرًا، كما اعتمد على فرق خاصة مدرّبة على حرب المدن بدعم فني خارجي يرجح أن يكون من أوكرانيا حسب التسريبات المتداولة.

أما على صعيد قوات "الدعم السريع" فخوض معركة على جبهة الفاشر عاصمة شمال دافور آخر معاقل الجيش في غرب السودان، يشكل تقدّمًا عسكريًا ملموسًا لم يحسم لصالحه بعد. إذا تم حسم معركة الفاشر لصالح "الدعم السريع" فهو مؤشر يعني وقوع كل إٍقليم دارفور تحت النفوذ العسكري لقوات "الدعم السريع"، وهي مساحة تعادل دولة مثل فرنسا بموارد اقتصادية هائلة أهمها الذهب والصمغ العربي، كما يعني أيضًا أنّ "الدعم السريع" قد حصل بذلك على موقف تفاوضي جيد يتيح له القدرة على المساومات في أي مفاوضات قادمة على المدى القصير أو المتوسط. وعلى المدى الطويل لا بد وأن يجد "الدعم السريع" مقاومة داخل إقليم دارفور نفسه المنقسم عرقيًا بين عرب وقبائل من أصول أفريقية لها امتدادات إقليمة، وهو الأمر الذي يؤكد أنه لا استقرار لـ"الدعم السريع" في دارفور دون تغيير النظام السياسي في جارته تشاد المنتمي لقبيلة الزغاوة الإفريقية، وهو ما يدركه محمد إدريس ديبي الرئيس التشادي.

-الاتفاق على أطراف العملية السياسية وطبيعتها هي المسألة الأساسية التي سوف تقود إلى وقف الحرب

من هنا نستطيع أن نتفهّم سياسيات الاحتواء القلقة التي يمارسها ديبي حاليًا مع محمد حمدان دقلو حميدتي، وذلك من حيث السماح بمرور دعم إنساني وعسكري لقوات "الدعم السريع" عن طريق منطقة أم جرس التشادية، ربما أملًا في تحييده وضمان عدم امتداد عمليات قواته إلى تشاد.

إجمالًا؛ يبدو لنا أنّ الاتفاق على أطراف العملية السياسية السودانية وطبيعة العملية السياسية ذاتها في اليوم التالي للحرب هي المسألة الأساسية التي سوف تقود إلى وقف هذه الحرب، وهو الأمر الذي تدركه القاهرة كما تدركه الإدارات الغربية المنخرطة في التفاعلات السودانية.

(خاص "عروبة 22")  

مقالات مشابهة

  • السودان..تطوّرات جديدة من العاملين تّجاه مدير عام هيئة الموانئ البحرية
  • هل تنجح القاهرة في “لمّ شمل” السودانيين؟
  • مؤتمر عربي دولي بشأن بناء القطاع الصناعي في السودان
  • مرتزقة جنوبيون .. فى صفوف مليشيا الدعم السريع
  • بعد معارك عنيفة.. خروج المستشفى الرئيسي في الفاشر السودانية عن الخدمة
  • "الدعم السريع" تطلق سراح 537 من أسرى الشرطة السودانية
  • الجيش يعلن عن خسائر كبيرة لقوات الدعم السريع
  • قوات الدعم السريع تطلق سراح المئات من أسرى الشرطة السودانية
  • السودان: عسكرية الحرب ومدنية الحل
  • الرئيس الكولومبي يقرر وقف تصدير الفحم لتل أبيب بسبب الحرب على غزة