احتفلت وزارة الأوقاف أمس بذكرى فتح مكة من مسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) بمحافظة القاهرة عقب صلاة التراويح، بحضور د.  محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، و اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، ود. نظير عياد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية نائبًا عن الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر. 


وفي كلمته أكد وزير الأوقاف أن افتتاح هذا المسجد العامر في مناسبة فتح مكة يعتبر فتحًا من الله (عز وجل) أيضًا، وهذا المسجد على هذا النحو الذي ترون وتشاهدون ليس المسجد الأول على هذا النحو، ففي رمضان قبل الماضي كان افتتاح مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه)، كما تم افتتاح مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها)، وها نحن نشهد افتتاح مسجد السيدة زينب (رضي الله عنها)، وبينهم افتتاحات كثيرة سواء في مساجد آل البيت تطويرًا كما كان في افتتاح مسجد السيدة رقية (رضي الله عنها) والسيدة فاطمة النبوية (رضي الله عنها) وكذلك افتتاح مسجد الظاهر بيبرس بعد إغلاق تام دام أكثر من 225 عامًا في العام الماضي فضلًا عن الإنشاء الجديد لأيقونة المساجد في العصر الحديث مسجد مصر ومركزها الثقافي الإسلامي ودار القرآن الكريم التي لا مثيل لها في العالم، وكذلك قبلها مسجد الفتاح العليم وغيرها من المساجد التي بلغت  11887 بتكلفة نحو 18 مليار جنيه في هذا العصر الميمون، مما يجعلنا أن نتوجه إلى الله (عز وجل) بالحمد والشكر، ومن باب قول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "لم يشكر الله من لم يشكر الناس"،  فكل الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية الذي يولي مساجد آل البيت اهتمامًا خاصًا يتابعه بنفسه متابعة دقيقة لكل تفاصيله، مؤكدًا أن هذا البناء العظيم صار محط إعجاب كل من زاره مما يشهد بحضارتنا العظيمة في بناء بيوت الله (عز وجل)، فكل الشكر والتقدير للهيئة الهندسية التي أشرفت على هذا البناء والتطوير سواء في مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) أم في مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) أم هنا في مسجد السيدة زينب (رضي الله عنها).


كما أكد أن فتح مكة من معجزات النبي (صلى الله عليه وسلم) ففي خواتيم سورة الفتح في الآية رقم (27) يقول الحق سبحانه: "لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً"، حيث رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) قبل صلح الحديبية في منامه أنه يدخل هو وأصحابه البيت الحرام، فمنهم من كان مُقصِّرًا ومنهم من كان مُحلِّقًا، وقد حقق الله (عز وجل) لنبيه (صلى الله عليه وسلم) هذه الرؤيا يوم فتح مكة.


وفي الآية رقم (28) التي تليها يقول الحق سبحانه: "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً"، وكأن الله (عز وجل) يقول لنا من حقق هذه الرؤيا لنبيه (صلى الله عليه وسلم) لهو محقق هذا الوعد بقدرته، وكفى به سبحانه وتعالى شهيدًا على ذلك.


وكان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول: "واللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هذا الأمْرُ، حتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِن صَنْعاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ، لا يَخافُ إلَّا اللَّهَ، والذِّئْبَ علَى غَنَمِهِ، ولَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ".


وفي مستهل سورة الفتح يقول الحق سبحانه: "إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً"، قال المفسرون: إن الفتح هنا هو صلح الحديبية، وقد سماه القرآن الكريم فتحًا إعلاء لشأن هذا الصلح، وقال بعضهم عبَّر بالماضي وأراد المستقبل لأن ما عند الله (عز وجل) محقق الوقوع، فالماضي والحاضر والمستقبل في علمه وقدرته سواء.


وعبَّر سبحانه وتعالى بقوله: (ليغفر لك الله) ثم قال: (ويتم نعمته) أي يتم هو، وقال: (ويهديك) أي ويهديك هو، ثم قال (وينصرك الله نصرًا عزيزًا)، فجاء لفظ الجلالة (الله) مظهرًا وليس مضمرًا تعظيمًا لشأن هذا النصر، وتأكيدًا على أن النصر لا يكون إلا من عند الله.


وإذا ذكر النصر في القرآن الكريم ذكر منسوبًا إلى الله (عز وجل)، حيث يقول سبحانه: "وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ"، ويقول سبحانه: "إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ"، ويقول سبحانه: "‌وَمَا ‌النَّصْرُ ‌إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ"، ويقول سبحانه: "‌وَمَا ‌النَّصْرُ ‌إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"، وأي نصر في الحياة فانسبه لمن أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون.


ولكن لمن النصر؟ الجواب في قوله تعالى: "وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ"، وقوله تعالى: "وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ"، وقوله تعالى: "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً"، وقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ".


ورمضان شهر الانتصار على النفس قبل الانتصار على العدو، وأهم ما فيه حسن مراقبة الله (عز وجل) في السر والعلن، والصوم عن كل ما يغضب الله (عز وجل) وبخاصة المال الحرام، فمن صام حقًّا عن الحلال من أذان الفجر إلى أذان المغرب فحري به أن يتحرى الحلال في مطعمه ومشربه وملبسه ومسكنه، فما انتفع بعبادة من صلاة أو صيام أو حج أو عمرة أو زكاة مَنْ طعامه مِن سُحت أو غِش أو احتكار أو استغلال، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "كلُّ جَسَدٍ نبتَ مِنْ سُحْتٍ فالنارُ أولَى بِهِ".


وهذه هي التخلية التي تعقبها التحلية وأداء النوافل من تهجد واعتكاف وذكر وصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم).
وختامًا أقول لكل العاملين بالأوقاف تهجدنا الحقيقي واعتكافنا الحقيقي في هذه الأيام هو خدمة بيوت الله (عز وجل) وخدمة الراكعين والساجدين والمتهجدين والمعتكفين، أسأل الله (عز وجل) أن يبلغنا وإياكم ليلة القدر، وأن يجعلنا في هذا الشهر الكريم من المقبولين ومن عتقائه من النار.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم رضی الله عنها افتتاح مسجد یقول سبحانه مسجد السیدة فتح مکة عز وجل

إقرأ أيضاً:

محافظ الغربية يشهد الاحتفالية الكبرى للمولد الأحمدي بمشاركة وزير الأوقاف

شهد اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية، مساء اليوم، فعاليات الاحتفالية الكبرى التي نظمها المجلس الأعلى للطرق الصوفية احتفالًا بمولد العارف بالله سيدي أحمد البدوي، وذلك بالسرداق المقام بمنطقة الصاري بمدينة طنطا، بحضور فضيلة الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، والدكتور عبد الهادي القصبي رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية وعضو مجلس الشيوخ، وفضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، والأستاذ الدكتور مجدي عاشور عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وفضيلة الشيخ جابر البغدادي الداعية الإسلامي، والدكتور محمود عيسى نائب محافظ الغربية، واللواء أحمد أنور السكرتير العام للمحافظة، والعميد أركان حرب وائل فتحي المستشار العسكري للمحافظة، والمهندس علي عبد الستار السكرتير العام المساعد، وعدد من القيادات التنفيذية والأمنية، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وممثلي الطرق الصوفية، وحشود غفيرة من المواطنين والزائرين من مختلف محافظات الجمهورية والدول الإسلامية.

بدأت الاحتفالية بالوقوف دقيقة حدادًا على روح العالم الجليل فضيلة الشيخ أحمد عمر هاشم، تقديرًا لعطائه العلمي والدعوي الكبير، ثم عزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية، أعقبه تلاوة مباركة من آيات الذكر الحكيم، لتبدأ بعدها كلمات السادة العلماء والمشايخ المشاركين في الفعالية.

وفي كلمته، رحب اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية بضيوف المحافظة من العلماء ورجال الدين والقيادات الصوفية، مؤكدًا أن المولد الأحمدي حدث ديني وروحي عالمي يضع طنطا على خريطة السياحة الدينية في مصر والعالم العربي، مشيرًا إلى أن هذا الحدث الذي يتجدد كل عام يمثل رمزًا لوحدة المصريين على المحبة والتسامح والإخاء، ويُبرز الوجه المشرق لمصر في التعايش ونشر قيم الخير والسلام.

وأكد المحافظ أن المحافظة استعدت مبكرًا لهذه المناسبة المباركة بتكثيف جهود الأجهزة التنفيذية ورفع كفاءة المرافق والخدمات في محيط المسجد الأحمدي والمناطق المجاورة، إلى جانب تزيين شوارع المدينة واستقبال الزائرين بما يليق بمكانة طنطا وسمعة الغربية، مشددًا على أن راحة الزوار وسلامتهم تمثل أولوية قصوى، موجهًا الشكر للجهات الأمنية والتنفيذية على جهودهم في التنظيم وتأمين الاحتفالات.

وقال المحافظ في كلمته: «ما أروع أن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن نتذكر على دربه أولياء الله الصالحين في مسيرتهم الحافلة بالعطاء والخير، وأن ننشر في المجتمع قيم المحبة والإخاء والتسامح التي دعا إليها الإسلام، وأن نشارك جميعًا في بناء وطننا بالعلم والعمل والأخلاق».

من جانبه، وجّه الدكتور عبد الهادي القصبي رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية الشكر لمحافظ الغربية على جهوده في الإعداد والتنظيم، مشيدًا بما لمسه من تعاون كبير من أجهزة المحافظة لضمان راحة الزائرين، مؤكدًا أن اجتماع الأحباب في رحاب السيد البدوي مناسبة تُجدد فيها القلوب العهد مع الله على العمل والإخلاص وخدمة الوطن.

كما اكد فضيلة الدكتور أسامة الأزهري عن سعادته بالمشاركة في هذه المناسبة العطرة،مشيرا الى  أن الاحتفاء بأولياء الله الصالحين هو احتفاء بسيرتهم العطرة التي جسدت معاني الإيمان الصادق والعمل المخلص، مشيرًا إلى أن هؤلاء العلماء والعارفين بالله قدّموا نماذج مضيئة في العبادة والعلم وخدمة الناس، فكانوا دعاةً إلى الخير ومصدرًا لنشر المحبة والسلام في المجتمع.

وأضاف وزير الأوقاف أن أولياء الله الصالحين كانوا عنوانًا للتسامح والرحمة والاعتدال، ومثالًا يُحتذى في بناء الإنسان وخدمة الوطن، مؤكدًا أن استلهام سيرهم العطرة هو طريق لترسيخ القيم الإيمانية والأخلاقية التي يقوم عليها جوهر الدين الإسلامي الحنيف.


فيما أكد فضيلة الدكتور علي جمعة أن حضور هذا الجمع المبارك من العلماء والمواطنين والزائرين من داخل مصر وخارجها يبرهن على أن السيد أحمد البدوي لا يزال رمزًا حيًا للمحبة والكرم والعلم، داعيًا الجميع إلى استلهام سيرته في نشر الخير بين الناس.

كما تحدث الدكتور مجدي عاشور عن المعاني الإيمانية التي يحملها المولد الأحمدي، معتبرًا أنه مناسبة لترسيخ القيم الدينية والإنسانية في النفوس، فيما أشار الشيخ جابر البغدادي إلى أن هذا الجمع الطيب في رحاب السيد البدوي يعكس حب المصريين لأولياء الله، وشكر محافظ الغربية على ما يبذله من جهد لراحة الزائرين وإحياء هذا التراث العظيم.

واختتمت الاحتفالية بالابتهالات الدينية والمدائح النبوية التي صدحت في سماء طنطا، وسط أجواء روحانية مهيبة، تجسد مكانة العارف بالله سيدي أحمد البدوي كأحد أبرز رموز التصوف في العالم الإسلامي، وتؤكد أن محافظة الغربية ستظل دائمًا منارة للدين والعلم والتاريخ، ووجهة مضيئة على خريطة السياحة الدينية في مصر والعالم.

مقالات مشابهة

  • محافظ الغربية يشهد احتفالية المولد الأحمدي بمشاركة وزير الأوقاف
  • محافظ الغربية يشهد الاحتفالية الكبرى للمولد الأحمدي بمشاركة وزير الأوقاف
  • وزير الأوقاف ومحافظ الغربية يشهدان احتفال الطرق الصوفية بمولد البدوي
  • بحضور وزير الأوقاف ومفتي الجمهورية الأسبق.. بدء احتفال الطرق الصوفية بالمولد الأحمدي
  • مندوباً عن الأمير الحسن .. وزير الأوقاف يفتتح مسجد الفتح “لواء 40”
  • «بالّتي هي أحسن».. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة 17 أكتوبر 2025
  • وزير الأوقاف ينعى الأمين العام الأسبق للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة
  • وزارة الأوقاف تُطلق الأسبوع الثقافي بـ27 مسجدًا على مستوى الجمهورية
  • خلال صلوات القداس.. رئيس الكنيسة الأسقفية: الإيمان الحقيقي يظهر في وسط الألم والاحتياج
  • علي جمعة: الله لم يقسم بعمر أحد من خلقه قط إلا بعمر نبيه